الطريق إلى الزهد في الدنيا - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         السيول والأمطار دروس وعبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          مضى رمضان.. فلا تبطلوا أعمالكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فضل علم الحديث ورجاله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الترهيب من قطيعة الرحم من السنة النبوية المباركة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          لمحات في عقيدة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          عقيدة الشيعة فيك لم تتغير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          شرح حديث: تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          كيف تعود عزة المسلمين إليهم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أدومه وإن قل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-10-2020, 12:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,466
الدولة : Egypt
افتراضي الطريق إلى الزهد في الدنيا

الطريق إلى الزهد في الدنيا


الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي




إن حقيقة الحياة الدنيا تتمثل في أنها دار ابتلاء واختبار، وأنها سريعة الفناء والانقضاء، وأنها تفتن المغترين بها، وتهلكهم في شعابها، وأنها لا وزن لها ولا قيمة عند الله، وأنها لا تخلوا من الآفات والبليات والمنغصات، وأنها لعب ولهو وتكاثر، وأنها لا تصفوا لأحد، هذه كلها حقائق بينة لذوي الألباب، ولهذا فإن من طلب الدار الآخرة والجنة، فلا يعلق قلبه ونفسه بشيء من الدنيا إلا فيما نفع، وأن يعلم أن العون له في ذلك أن يكون زاهدًا في الدنيا بكليته، لأن الزهد طريق الرسل والأنبياء والصالحين بعدهم.




والزهد: هو انصراف القلب والنفس عن طلب الدنيا والرغبة في متاعها وملذاتها، إلى طلب الآخرة والجنة، والرغبة في نعيمها وحصول السعادة الأبدية فيها، لأن الآخرة أبقى من الدنيا، وكذلك فإن متاع الدنيا وملذاتها منغصة بالآفات والابتلاءات والأمراض، ثم يقطع العبد عنها كلها نزول الموت ومفارقة الدنيا، أما الجنة فليس فيها شيء من تلك المنغصات والآفات، بل طهرها الله وسلمها من كل ذلك. وقد جاء في الحديث عن المستورد بن شداد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "والله ما الدنيا في الآخرة، إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بم يرجع!". رواه مسلم.




وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا، وجاءت سيرته الزكية بشيء من ذلك في مطعمه وملبسه وفراشه وسائر حياته، كما قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "لقد رأيت رسول الله يظل يتلوى لا يجد من الدقل ما يملأ بطنه"، بل كانت أبياته لا يوقد في نار لطهي الطعام ثلاثة أهله، ولا يأكلون إلا التمر والماء، حتى فراشه الذي كان ينام عليه، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "إنما كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ينام عليه أدمًا حشوه ليف". وجاء في الحديث الصحيح عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه، قلنا: يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء، فقال: "ما لي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها" رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن صحيح.




وهكذا عاش كثير من الصحابة الكرام - رضي الله عنهم جميعًا - على الزهد والورع، وقد يقال؛ أن زهدهم كان اضطراريًا، فقد كانوا لا يجدون ما يقتاتون به أو يتعيشون منه، ولو وجدوا ما امتنعوا عنه، لأن حقيقة الزهد ليست في ترك ما أحل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، بل الزهد فيما شغل عن أمر الآخرة، وعما أمر به الله ورسوله.



ولهذا اختلفت كلمة العلماء والسائرين في حقيقة مسمى الزهد، قال يونس بن ميسرة: "ليس الزهادة في الدنيا بتحريم الحلال، ولا إضاعة المال، ولكن الزهادة في الدنيا أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يدك، وأن تكون حالك في المصيبة وحالك إذا لم تصب بها سواء وأن يكون مادحكم وذامّكم في الحق سواء". وقال الفضيل: أصل الزهد: الرضى عن الله عزّ وجلّ، وسئل بعضهم عمن معه مال هل يكون زاهداً؟ قال: "إن كان لا يفرح بزيادته ولا يحزن بنقصه فهو زاهد". وقال إبراهيم بن أدهم: الزهد ثلاثة أقسام: فزهد فرض، وزهد فضل، وزهد سلامة، فأما الزهد الفرض: فالزهد في الحرام، والزهد الفضل: فالزهد في الحلال، الزهد السلامة: فالزهد في الشبهات".



أما الطريق إلى تحقيق الزهد في الدنيا:

فيكون كما قال ابن القيم في "الفوائد": " لا تتم الرغبة في الآخرة إلا بالزهد في الدنيا ولا يستقيم الزهد في الدنيا إلا بعد نظرين صحيحين:

نظر في الدنيا: وسرعة زوالها وفنائها واضمحلالها ونقصها وخستها، وألم المزاحمة عليها والحرص عليها، وما في ذلك من الغصص والنغص والأنكاد، وآخر ذلك الزوال والانقطاع مع ما يعقب من الحسرة والأسف، فطالبها لا ينفك من هم قبل حصولها وهم حال الظفر بها وغم وحزن بعد فواتها فهذا أحد النظرين.




النظر الثاني: النظر في الآخرة وإقبالها ومجيئها، ولا بد ودوامها وبقائها وشرف ما فيها من الخيرات والمسرات والتفاوت الذي بينه وبين ما هنا، فهي كمال الله سبحانه والآخرة خير وأبقى، فهي خيرات كاملة دائمة وهذه خيالات ناقصة منقطعة مضمحلة، فإذا تم له هذان النظران، آثر ما يقتضي العقل إيثاره وزهد فيما يقتضي الزهد فيه فكل أحد مطبوع، على أن لا يترك النفع العاجل واللذة الحاضرة إلى النفع الآجل واللذة الغائبة المنتظرة، إلا إذا تبين له فضل الأجل على العاجل وقويت رغبته في الأعلى الأفضل، فإذا آثر الفاني الناقص كان ذلك إما لعدم تبين الفضل له وأما لعدم رغبته في الأفضل.





وكل واحد من الأمرين يدل على ضعف الإيمان وضعف العقل والبصيرة فإن الراغب في الدنيا الحريص عليها المؤثر لها، إما أن يصدق بأن ما هناك أشرف وأفضل وأبقى، وإما أن لا يصدق بذلك كان عادما للإيمان رأسا، وإن صدق بذلك ولم يؤثره كان فاسد العقل سيء الاختيار لنفسه، وهذا تقسيم حاضر ضروري لا ينفك العبد من أحد القسمين".


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.56 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]