حرف العطف: أم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12495 - عددالزوار : 213433 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07-09-2019, 01:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي حرف العطف: أم

حرف العطف: أم



أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن









الحرف الخامس من حروف العطف: (أم)، وهي نوعان:

1- متصلة.

2- ومنقطعة، أو منفصلة.



أولًا: (أم) المتصلة.

(أم) المتصلة هي المسبوقة بكلام مشتمل على:

همزة التسوية[1]، وعلامة (أم) المتصلة بهمزة التسوية أن تكون متوسطة بين جملتين خبريتين، قبلهما معًا همزة التسوية[2]، وكلتا الجملتين صالحة لأن يحل محلها هي، والأداة التي تسبقها[3] مصدرٌ مؤول مِن هذه الجملة، فهما جملتان في تأويل مفردين، وبين هذين المفردين واو عاطفة تُغني عن (أم)؛ نحو قوله تعالى: ﴿ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ[المنافقون: 6]، وقوله عز وجل: ﴿ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ [البقرة: 6] [4]، والتقديرُ: استغفارُك وعدمُ استغفارك سواء - إنذارك وعدمه سواء؛ ففي هاتين الآيتين قد توسَّطت (أم) المسبوقة بهمزة التسوية بين جملتين خبريتين، قبلهما معًا همزة التسوية، هما في الآية الأولى: (أستغفرت، لم تستغفر)، وفي الآية الثانية: (أأنذرتهم، لم تنذرهم)[5]، ومعنى هاتين الجملتين اللتين توسَّطت بينهما (أم) في الآيتين مختلف، كما هو واضح، وقبلهما همزة التسوية التي تدل على أن المعنيين المختلفين منزلتهما واحدة عند المتكلم[6]، ففي تقديره: يتساوى عندهم استغفارك لهم، وعدم استغفارك - يتساوى عندهم إنذارك لهم، وعدم إنذارك[7]، ويُلاحظ هنا أنه قد حل محل الجملة الفعلية الأولى في الآيتين (أستغفرت، أأنذرتهم)، ومعها همزة التسوية، مصدر مؤول مِن الهمزة والجملة معًا، هو مصدر الفعل المذكور فيها (استغفر، أنذر) مع إضافته إلى مرفوعه (تاء الفاعل)، فكان التقدير: (استغفارك، إنذارك)، وحل محل الجملة الفعلية الثانية في الآيتين: (لم تستغفر لهم، لم تنذرهم)، ومعها (أم)، مصدر مؤول هو مصدر الفعل المذكور فيهما (تستغفر، تنذر)، مع إضافته إلى مرفوعه، كذلك الضمير المستتر (أنت) في الفعلين، فكان التقدير أيضًا: عدم استغفارك، عدم إنذارك، ثم جاءت الواو بدلًا من (أم)؛ لتعطف المصدر الثاني المؤول على نظيره المصدر الأول المؤول، والتقدير: إنذارك لهم وعدم إنذارك سواء - استغفارك لهم وعدم استغفارك سواء عليهم، وفي هاتين الآيتين تُعرب كلمة (سواء) خبرًا مقدَّمًا، والمصدر المؤول مِن همزة التَّسوية وما بعدها مبتدأ مؤخَّر، أو على همزة يُطلب بها، وبـ(أم) تعيين أحد الشيئين[8]، وذلك كما يُطلب بـ(أي)؛ نحو: أزيد عندك أم عمرو؟[9] أزيدًا لقيت أم عمرًا؟ فالسائلُ هنا عالم يقينًا بأنَّ أحدهما عندك، لكنه جاهل بعينه[10]، وسؤاله بـ(أم) والهمزة عن تعيينه؛ فيُجاب عن ذلك بتعيين واحد مما تشتمل عليه الجملة، فيُقال في الجواب عن السؤال المذكور: زيد، أو يقال: عمرو، ولا يصحُّ أن يُقال في الإجابة: لا، ولا نعم، ولا بلى[11]، ولا أحدهما عندي، ومثال ذلك مِن كتاب الله عز وجل قوله تعالى: ﴿ أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ [النازعات: 27]، وقوله سبحانه:﴿ قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا ﴾ [الجن: 25] وقوله عز وجل: ﴿ وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا[الجن: 10]، ويُشترط في (أم) هذه أن تتوسَّط بين الشيئين اللذين يُراد تعيين أحدهما، فيقع قبلها واحد منهما، ويقع بعدها الآخر، كما في الأمثلة السابقة.



واعلم - رحمك الله - أنه إذا كان أحد هذين الشيئين منفيًّا تعيَّن تأخيره عن (أم) دون الآخر، كما سبق في (أم) الواقعة بعد همزة التسوية، وسميت (أم) في هذين النوعين متصلة؛ لوقوعها بين شيئين مرتبطين ارتباطًا كلاميًّا وثيقًا، لا يستغني أحدهما عن الآخر، ولا يستقيم المعنى إلا بهما معًا؛ لأن التسوية في النوع الأول، وطلب التعيين في النوع الثاني، لا يتحققان إلا بين متعدِّد، وهذا التعدُّد لا يتحقَّق إلا بما قبلها وما بعدها مجتمعين، وتُسمَّى أيضًا معادلة؛ لمعادلتها - أي: لمساواتها - للهمزة في إفادة التسوية في النوع الأول، وإفادة الاستفهام في النوع الثاني، ألا ترى أنك أدخلت همزة الاستفهام على أحد الاسمين اللذين استوى الحكم في ظنِّك بالنسبة إليهما، وأدخلت (أم) على الآخر، ووسطت بينهما ما لا تشكُّ فيه، وهو قولك في المثال المذكور: عندك[12]، ويجب في النوعينِ: أن يتأخَّر المنفي عن (أم) - كما أشرنا - مثل: سواء عليَّ أغضب الظالم أم لم يغضبْ، ولا يصحُّ: سواء عليَّ ألم يغضب الظالم أم غضب، وفي مثل: أمطر نزل أم لم ينزل؟ لا يصحُّ: ألم ينزل مطر أم نزل؟

وانظر: الهمع 2 / 132، والبرهان 4 / 185، والنحو الوافي 3 / 594.



و(أم) المتصلة بكلا نوعيها تعتبر عاطفةً، ويُقال في إعرابها: حرف عطف مبني على السكون، لا محل لها من الإعراب، وفي (أم) المتصلة بنوعيها يقول بن مالك رحمه الله:

وأم بها اعْطِف إثْر همْزِ التَّسويهْ *** أو همزةٍ عن لفظ (أيٍّ) مُغْنيه



قوله: إثر؛ أي: بعدَ، والهمزة المغنية عن لفظ (أي) هي الهمزة التي يُقصد بها وبـ(أم) التعيين على الوجه الذي شرحناه، وهذه الهمزة لا تُغني وحدها عن (أي)، وإنما تغني بشرط انضمام (أم)، فهما معًا يُغنيان عن (أي) التي تسدُّ مسدَّهما، وبهذا ينتهي الكلام على (أم) المتصلة بنوعيها، وذاكم هي بعض الفوائد التي تتعلق بها:

الفائدة الأولى: ذكرنا - فيما سبق - أن (أم) المتصلة بهمزة التسوية تكون متوسطةً بين جملتين خبريتين، وهاتان الجملتان إما أن تكونا:

1- فعليتين، وهو الأكثر، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ [يس: 10] فـ(أم) هنا واقعة بين جملتين فعليتين، هما: (أنذرتهم، لم تنذرهم)، وهما - كما سبق - مؤولتان بمصدر، والتقدير: إنذارك وعدمه سواءٌ[13].



2- وإما أن تكونا اسميتين:

كقول الشاعر:

ولست أبالي بعد فقدي مالكًا *** أموتي ناء أم هو الآن واقع

فقد وقعت أم (هنا) بين جملتين اسميتين، هما: موتي ناء، هو واقع، وجملة (لست أبالي) تساوي تمامًا كلمة (سواء) في المعنى؛ ولذلك كان التقدير: لست أبالي نأي موتي ووقوعه الآن.



3- وإما أن تكونا مختلفتين، وذلك بأن تكون:

الأولى - وهي المعطوف عليها - فعلية، والثانية - وهي المعطوفة - اسمية، وقد استشهد لذلك ابن هشام رحمه الله بقوله تعالى عن الأصنام:﴿ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ[الأعراف: 193] [14]، وقد يكون الأمر بالعكس، فتكون الأولى اسمية، والثانية فعلية؛ نحو: لا يبالي المسلم في إنجاز العمل أرئيسه حاضر أم يغيب[15]، ومما سبق يتبيَّن أن (أم) المتصلة المسبوقة بهمزة التسوية لا تعطف إلا جملة على جملة، وكلتا الجملتين خبرية بمنزلة المفرد؛ لأنها صالحة مع الأداة لأن يحل محلها مصدر مؤول، ولا شأن لها بعطف المفردات إلا نادرًا، لا يقاس عليه، ومن صور هذا النادر القليل الذي لا يُقاس عليه أن تتوسَّط بين مفرد وجملة؛ كقول القائل:

سواء عليك النَّفْر أم بت ليلة *** بأهل القباب من عمير بن عامر



أما أم المسبوقة بهمزة يطلب بها، وبـ(أم) التعيين فإما أن تقع بين:

مفردين متعاطفين بها، وهذا هو الغالب فيها، ومِن ذلك قوله تعالى: ﴿ أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ﴾ [النازعات: 27]، فقد وقعت (أم) هنا بين اسمين مفردين، هما: (أنتم) قبلها، والسماء بعدها، ومن ذلك أيضًا: قول الله تعالى: ﴿ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ [الأنبياء: 109]، وقد تقع كذلك (أم) الواقعة بعد همزة التعيين بين جملتين ليستا في تأويل المصدر[16]، وتعطف ثانيتهما على الأولى، وقد تكون هاتان الجملتان فعليتين؛ نحو قول الشاعر:

فقمتُ للطيف مرتاعًا فأرقني *** فقلت أهي سرت أم عادني حلم[17]



ظاهر هذا البيت: أن (أم) وقعت بين جملة اسمية، وهي قوله: هي سرت، وفعلية وهي قوله:

عادني حلم، ولكن الصواب أن الضمير (هي) فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل (سرت)[18]؛ فتكون واقعةً بين جملتين فعليتين[19]، أو اسميتين، ومن ذلك قول الشاعر:

لعمرك ما أدري وإن كنت داريًا *** شعيث ابن سهم أم شعيث ابن منقر[20]



فقد وقعت (أم) في هذا البيت بين جملتين اسميتين، هما: الجملة الاسمية: شعيث ابن سهم، وهي مكونة من مبتدأ (شعيث) وخبر (ابن)، والجملة الاسمية الثانية: قوله: شعيث ابن منقر، وهي أيضًا مكونة من مبتدأ (شعيث)، وخبر (ابن)، وهمزة الاستفهام هنا محذوفة للضرورة، والتقدير: أشعيث ابن سهم... إلخ[21].



أو مختلفتين؛ نحو: أأنت كتبت رسالةً لأخيك أم أبوك كاتبها؟[22]

كما أن (أم) الواقعة بعد همزة التعيين قد تقع بين مفرد وجملة، ومِن ذلك: قوله سبحانه:﴿ قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا[الجن: 25][23].



فملخص ما يقال في (أم) المتصلة أنها تنحصر في قسمين:

قسم مسبوق بهمزة التسوية، ولا تعطف فيه إلا الجمل التي هي في حكم المفرد؛ لأن كل جملة منها مؤولة بالمصدر المنسبك، وقسم مسبوق بهمزة استفهام، يطلب بها، وبـ(أم) التعيين، وتعطف فيه المفردات حينًا، والجمل حينًا آخر، أو المفرد والفعل.



الفائدة الثانية: الفرق بين قسمي (أم) المتصلة:

تختلف (أم) الواقعة بعد همزة التسوية عن (أم) التي يراد بها وبهمزة الاستفهام التعيين في أربعة أمور؛ هي:

1- أن أم الواقعة بعد همزة التسوية لا تحتاج إلى جواب[24]، بخلاف الواقعة بعد همزة التعيين، فإذا قلت مثلًا: سواء علي أحضرت أم لم تحضر، لا يحتاج هذا الكلام إلى جواب، لكن إذا قلت: أمحمد عندك أم علي؟ فإنَّ الكلام هنا يحتاج إلى جواب يُعيِّن أحدهما عندك؛ لأن المعنى معها استفهام، ويُجاب عنه بالتعيين، فيقال: محمد أو علي، ولا يُقال: لا، ولا: نعم، ولا: بلى، كما تقدم.



2- الكلام مع (أم) الواقعة بعد همزة التسوية خبر يحتمل الصدق والكذب، ولكن الكلام مع (أم) الواقعة بعد همزة التعيين إنشاء، لا دخل للتصديق والتكذيب فيه؛ لبقاء الاستفهام على حقيقته.



3- (أم) الواقعة بعد همزة التسوية لا تقع إلا بين جملتين[25]، ولكن (أم) الواقعة بعد همزة التعيين تقع بين مفردين غالبًا[26]، وقد تقع بين جملتين.



4- الجملتان السابقة واللاحقة على (أم) المسبوقة بهمزة التسوية تؤولان بمصدر، فهما في تأويل مفردين، على خلاف الجملتين اللتين تقع بينهما (أم) المسبوقة بهمزة التعيين فإنهما لا تؤولان بمفرد.



الفائدة الثالثة: الأفضل والأفصح أن يكون الذي يلي همزة التعيين مباشرةً هو أحد الأمرين المطلوب تعيين واحد منهما، وأن يلي الآخر (أم) ليفهم السامع من أول الأمر نوع الشيء الذي يطلب المتكلم تعيينه، أما الذي لا يتَّجه إليه الاستفهام فيتوسَّط أو يتأخَّر؛ تقول إذا استفهمت بالهمزة عن تعيين المبتدأ دون الخبر: أعلي قائم أم سعيد؟ وإن شئت قلت: أعلي أم سعيد قائم؟ فقد توسط الخبر (قائم)[27]، أو تأخر[28]؛ بسبب أنه غير المسؤول عنه بالهمزة؛ لأنك إنما تسأل عن أحد الاسمين، ولا تسأل عن فعلهما[29].



وتقول إذا استفهمت عن تعيين الخبر دون المبتدأ: أقائم سعيد أم قعد؟ وإن شئت قلت: أقائم أم قاعد سعيد؟ فقد توسَّط المبتدأ (سعيد) أو تأخَّر بسبب أنه غير المسؤول عنه[30].



وهذا الحكم هو الأكثر والأولى والأفصح، ولكنه ليس بالواجب، فليس من المحتم أن يلي الهمزة أحد الأمرين اللذين يتَّجه إليهما الاستفهام لطلب التعيين، بل يصح - عند أمن اللبس - أن يقال مثلًا: أكتاب العقد الفريد غالٍ أم رخيص؟ وهذا - بالرغم من صحته - قليل، ودرجته البلاغية ضئيلة، ومراعاة الأكثر هي الأحسن.



الفائدة الرابعة: حذف همزة التسوية وهمزة التعيين من الأسلوب المشتمل على (أم) المتصلة: يصحُّ في الأسلوب المشتمل على (أم) المتصلة الاستغناء عن الهمزة بنوعيها (همزة التسوية، وهمزة التعيين) بشرط أن يكون المعنى واضحًا غير مُلبس:

فمثال حذف همزة التسوية أن تقول: سواء على المسلم الحق راقبه الناس أم لم يراقبوه؛ فلن يرتكب إثمًا، ولن يقع في محظور، والأصل: أراقبه الناس، ومن ذلك قراءة ابن محيصن: ﴿ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ[البقرة: 6]، بإسقاط الهمزة من (أأنذرتهم)[31]، ومِن ذلك أيضًا حذفها مِن قوله تعالى:﴿ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ[المنافقون: 6][32].



ومثال حذف همزة التعيين قول الشاعر:


لعمرك ما أدري وإن كنت داريًا *** بسبع رمين الجمر أم بثمان؟



يريد: أبسبع أم بثمان؟ وهذا في الشعر كثير.

وتظلُّ حالات (أم) وأحكامها بعد حذف الهمزة، كما كانت قبل حذفها[33].
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 122.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 120.96 كيلو بايت... تم توفير 1.94 كيلو بايت...بمعدل (1.58%)]