الردة الأخلاقية وأثرها على أمن المجتمع - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213696 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-03-2019, 02:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي الردة الأخلاقية وأثرها على أمن المجتمع

الردة الأخلاقية وأثرها على أمن المجتمع
د. خالد راتب

تقاس نهضة الأمم ومدى حضارتها وتقدمها بما يحمله المجتمع من أخلاق حسنة وطيبة، ولو فتشنا في مسار التاريخ لوجدنا أن القرون الثلاثة الأول (عهد الصحابة، والتابعين، وتابعي التابعين) هو العصر الذهبي،

فقد فاقوا كل العصور إيمانيا وتعبديا وأخلاقيا، وهذا بشهادة رب العالمين لهم، { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (التوبة:100).


وشهد كذلك " صلى الله عليه وسلم" لهذه القرون الثلاث بالخيرية في كل شيء، عن عبدالله بن مسعود "رضي الله عنه" ، عن النبي " صلى الله عليه وسلم" ، قال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته» (متفق عليه) وتواترت هذه الشهادات عبر الأجيال، بل وشهد وأشاد الأعداء بهذه الأخلاق الطيبة. قال هرقل - وهو على أنطاكية لما قدمت منهزمة الروم -: ويلكم أخبروني عن هؤلاء القوم الذين يقاتلونكم، أليسوا بشرا مثلكم؟ قالوا: بلى، قال: فأنتم أكثر أم هم؟ قالوا: بل نحن أكثر منهم أضعافا في كل موطن، قال: فما بالكم تنهزمون؟ فقال شيخ من عظمائهم: من أجل أنهم يقومون الليل ويصومون النهار، ويوفون بالعهد، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويتناصفون بينهم، ومن أجل أنا نشرب الخمر، ونزني، ونركب الحرام، وننقض العهد، ونغضب، ونظلم، ونأمر بالسخط، وننهى عما يرضي الله، ونفسد في الأرض، فقال: أنت صدقتني (1).
فإنهم -رضي الله عنهم- كانوا أبر قلوبا، وأعمق علما، وأقل تكلفا، وأقرب إلى أن يوفقوا إلى الصواب من غيرهم، لما خصهم الله به من توقد الأذهان، وفصاحة اللسان، وسعة العلم، وسهولة الأخذ، وحسن الإدراك وسرعته، وقلة المعارض أو عدمه، وحسن القصد، وتقوى الرب (2). لقد فتح الله قلوب العباد وكذلك البلاد بسبب أخلاق هذا الجيل، التي أبهرت العالم كله، وبسبب باب الإيمان الذي فتحه هذا الجيل بينهم وبين ربهم، ففتح الله لهم كل المغاليق ويسر لهم كل الأمور ودان لهم العباد بالطاعة؛ لأنهم أطاعوا الله وامتثلوا أمره وتخلقوا بأخلاق القرآن وبهدي نبيهم " صلى الله عليه وسلم" .
ويعد المسجد المحضن التربوي الأول للأمة كلها؛ وذلك لتمتعه بمقومات وأسس المنهج التربوي الذي يشبع الجانب الروحي والعقلي والبدني؛ ومن هذه المقومات:
- صلاة الجماعة: صلاة الجماعة لها من الفوائد والحكم ما إن تحققت في المسلمين لقاد المسلمون العالم كله، ولو أقمناها بخشوع وخضوع، بكامل أركانها، لنهتنا عن الفحشاء ومساوئ الأخلاق، ومن هذه الفوائد والحكم التي شرعت من أجلها الصلاة:
1- التعبد لله تعالى بهذا الاجتماع؛ طلبا للثواب وخوفا من عقاب الله، ورغبة فيما عنده.
2- التوادد، وهو التحاب؛ لأجل معرفة أحوال بعضهم لبعض، فيقومون بعيادة المرضى، وتشييع الموتى، وإغاثة الملهوفين، وإعانة المحتاجين؛ ولأن ملاقاة الناس بعضهم لبعض توجب المحبة والألفة.
3- التعارف؛ لأن الناس إذا صلى بعضهم مع بعض حصل التعارف، وقد يحصل من التعارف معرفة بعض الأقرباء، فتحصل صلته بقدر قرابته، وقد يعرف الغريب عن بلده فيقوم الناس بحقه.
4- إظهار عز المسلمين، وذلك إذا دخلوا المساجد ثم خرجوا جميعا، وهذا فيه إغاظة لأهل النفاق والكافرين، وفيه البعد عن التشبه بهم والبعد عن سبيلهم.
5- تعليم الجاهل؛ لأن كثيرا من الناس يستفيد مما شرع في الصلاة بواسطة صلاة الجماعة، ويسمع القراءة في الجهرية فيستفيد ويتعلم، ويسمع أذكار أدبار الصلوات فيحفظها، ويقتدي بالإمام ومن بجانبه وأمامه فيتعلم أحكام صلاته، ويتعلم الجاهل من العالم.
6- تشجيع المتخلف عن الجماعة، والقيام بإرشاده وتوجيهه، والتواصي بالحق والصبر عليه.
7- تعويد الأمة الإسلامية على الاجتماع وعدم التفرق؛ وهذه الصلاة في الجماعة ولاية صغرى؛ لأنهم يقتدون بإمام واحد يتابعونه تماما، فهي تشكل النظرة العامة للإسلام.
8- تعويد الإنسان ضبط النفس؛ لأنه إذا اعتاد على متابعة الإمام متابعة دقيقة، لا يكبر قبله، ولا يتقدم ولا يتأخر كثيرا، ولا يوافقه، بل يتابعه- تعود على ضبط النفس.
9- استشعار المسلم وقوفه في صف الجهاد كما قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ } (الصف:4)، فهؤلاء الذين صاروا صفا في الجهاد لاشك أنهم إذا تعودوا ذلك في الصلوات الخمس سوف يكون ذلك وسيلة إلى ائتمامهم بقائدهم في صف الجهاد، فلا يتقدمون ولا يتأخرون عن أوامره.
10- شعور المسلمين بالمساواة، وتحطيم الفوارق الاجتماعية؛ لأنهم يجتمعون في المسجد: أغنى الناس بجنب أفقر الناس، والأمير إلى جنب المأمور، والحاكم إلى جنب المحكوم، والصغير إلى جنب الكبير، وهكذا، فيشعر الناس بأنهم سواء، فتحصل بذلك الألفة؛ ولهذا أمر النبي " صلى الله عليه وسلم" بمساواة الصفوف حتى قال: «ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم» (مسلم).
11- تفقد أحوال الفقراء، والمرضى، والمتهاونين بالصلاة؛ وإذا تخلف بعضهم عن الجماعة عرفوا أنه كان مريضا، أو عاصيا، فينصحوه فيحصل التعاون على البر والتقوى، والتواصي بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأخيرا فإن العملية التعليمية على مستوى أغلب الشعوب العربية والإسلامية تقوم على الروتينية إلا من رحم ربي، هذه الروتينية التي تهدم الإبداع في النفوس، وتهدم كل الجوانب المعرفية والثقافية في المتعلمين، حيث يخرج لنا -إن تخرج- أشباه متعلمين، يحملون شهادات عليا وقلوبهم وعقولهم خاوية، قد تمكن الجهل منهم، وتفاحل حتى أصبح جهلا مركبا، والمصيبة الكبرى التي تفجع قلب كل غيور أن تتولى هذه الشرذمة مقاليد وزمام الأمور، وأن يقع عل عاتقها مسؤولية تنشئة هذا الجيل، فتتكامل حلقات الجهل لتصبح ظلمات بعضها فوق بعض، إذا أرد الإنسان أو المجتمع الإفادة والمعرفة فلا يجد إلا سرابا بقيعة يحسبه الظمآن ماء، حيث فرغت العلوم من مضمونها وتباعدت عن أهدافها، فلا نجد أثرا علميا ولا تربويا ولا أخلاقيا، فتحدث الأزمة الاجتماعية والردة الأخلاقية التي يعاني منها كثير من طلاب العلم في جميع مراحل التعليم، حيث لا يجد في معلمه القدوة والقدرة العلمية والأخلاقية، ولا علاج لهذه الأزمات الاجتماعية المتتالية والردة الأخلاقية إلا بإصلاح منظومة التعليم على المستوى العربي والإسلامي، وهذا لا يتم بالجهود الفردية، ولكن لابد من إيجاد حلقات تواصل حقيقية ومستمرة ونشطة بين أبناء العالم الإسلامي، هذه المنظومة هدفها إحياء العلم والقيم والأخلاق.
الهوامش
1- البداية والنهاية 7/15، 16 بتصرف.
2- لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية، لأبي العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني 2/382.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.73 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]