أهمية دراسة العلوم العربية. - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الكفريات في شعر محمود درويش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الكبائر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 2782 )           »          الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 39 )           »          الوقـف الإســلامي ودوره في الإصلاح والتغيير العهد الزنكي والأيوبي نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          أفكار للتربية السليمة للطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          لزوم جماعة المسلمين يديم الأمن والاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          منهجُ السَّلَف الصالح منهجٌ مُستمرٌّ لا يتقيَّدُ بزمَانٍ ولا ينحصِرُ بمكانٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 1203 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 16934 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-05-2009, 03:55 AM
الصورة الرمزية أبو الشيماء
أبو الشيماء أبو الشيماء غير متصل
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: أينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 6,415
الدولة : Morocco
Cool أهمية دراسة العلوم العربية.

بسم الله الرحمن الرحيم.
*******************
أهمية دراسة العلوم العربية.


اللغة العربية لغة عظيمة، وهي لغة القرآن الكريم، وإن مما يؤسف له ذلك العزوف الكبير من الناس عامة ومن طلبة العلم خاصة عن تعلم أشرف اللغات التي نزل بها أشرف الكتب ونطق بها أفضل الرسل، ولا يمكن فهم الدين الخاتم الذي هو السبيل الوحيد للنجاة إلا بفهم لغة الضاد.
·وقد كان سلف الأمة وقادتها يحرصون على التوعية بأهمية الاهتمام بالعربي لكل أحد، قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: «تعلموا العربية فإنها تزيد في المروءة».
وروى أبو بكر الأنباري في «إيضاح الوقف والابتداء» أن عمر كتب إلى أبي موسى الأشعري -رضي الله عنهما-أن مر من قبلك بتعلم العربية فإنها تدل على صواب الكلام.
·وعن أبي العالية قال: «كان ابن عباس يعلمنا اللحن» قيل: يعلمنا الصواب، وقيل: يعلمنا الخطأ لنجتنبه.
·وعن الحسن البصري أنه سئل: ما تقول في قوم يتعلمون العربية؟ قال: «أحسنوا يتعلمون لغة نبيهم».
·وأنشد المبرد:
·النحو يبسط من لسان الألكن * والمرء تعظمه إذا لم يلحن
·فإذا أردت من العلوم أجلها * فأجلها منها مقيم الألســــــن.
·قال الشيخ بكر أبو زيد: «والجلالة هنا نسبية إلى علوم الآلة، والله أعلم»
وقال الشعبي: «النحو كالملح في الطعام لا يستغنى عنه»

·وروى أبو نعيم في «رياضة المتعلمين» عن ابن شبرمة قال: «زين الرجال النحو، وزين النساء الشحم»
·وفي أهمية تعلم اللسان العربي يقول شيخ الإسلام ابن تيميّة -رحمه الله-: «فإنّ اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميّزون»، وقال -رحمه الله-: «معلومٌ أنّ تعلمَ العربية وتعليمَ العربية فرضٌ على الكفاية، وكان السلف يؤدّبون أولادهم على اللحن، فنحن مأمورون أمرَ إيجابٍ أو أمرَ استحبابٍ أن نحفظ القانون العربي، ونُصلح الألسن المائلة عنه، فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنّة، والاقتداء بالعرب في خطابها، فلو تُرك الناس على لحنهم كان نقصاً وعيباً»، وقال -أيضاً- رحمه الله-: «اعلم أنّ اعتياد اللغة يؤثر في العقلِ والخلقِ والدينِ تأثيراً قويّاً بيّناً، ويؤثر أيضاً في مشابهةِ صدرِ هذه الأمّةِ من الصحابةِ والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقلَ والدينَ والخلقَ، وأيضاً فإنّ نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرضٌ واجبٌ، فإنّ فهم الكتاب والسنّة فرضٌ، ولا يُفهم إلاّ بفهم اللغة العربية، وما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب».

·وليعلم أنه لا سبيل إلى ضبط الدين وفهمه إلا باللسان العربي، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «فإن الله لما أنزل كتابه باللسان العربي وجعل رسوله مبلغاً عنه الكتاب والحكمة بلسانه العربي، وجعل السابقين إلى هذا الدين متكلمين به لم يكن سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته إلا بضبط هذا اللسان، وصارت معرفته من الدين، وصار اعتياد التكلم به أسهل على أهل الدين في معرفة دين الله وأقرب إلى شعائر الدين وأقرب إلى مشابهتهم للسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار في جميع أمورهم، ولذلك كان أهل بلاد فارس أقرب العجم إلى فهم الدين لقرب لغتهم من اللغة العربية. ونلاحظ أنه لم ينبغ منهم نابغة في العلم إلا بعد تعلمه اللسان العربي».
·وقال الشاطبي -رحمه الله-: «وعلى الناظر في الشريعة والمتكلم فيها أصولاً وفروعاً ألا يتكلم في شيء من ذلك حتى يكون عربياً أو كالعربي في كونه عارفاً باللسان العربي، بالغاً فيه مبلغ العرب.
·قال الشافعي -رحمه الله-: «فمن جهل هذا من لسانها -وبلسانها نزل الكتاب وجاءت السنة- فتكلف القول في علمها، تكلف ما يجهل بعضه، ومن تكلف ما جهل وما لم تثبت معرفته كانت موافقته للصواب -إن وافقه - غير محمودة والله أعلم، وكان بخطئه غير معذور إذ نطق فيما لا يحيط علمه بالفرق بين الخطأ والصواب فيها».

·ثم قال الشاطبي: «وما قاله حق، فإن القول في القرآن والسنة بغير علم تكلف، وقد نهينا عن التكلف، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا»؛ لأنهم إذا لم يكن لهم لسان عربي يرجعون إليه في كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- رجع إلى فهمه الأعجمي وعقله المجرد عن التمسك بدليل يضل عن الجادة، قال الحسن البصري -رحمه الله-: «أهلكتهم العجمة يتأولونه على غير تأويله».
·تعليم الصغار العربية:

·ولما كان الاختلاط بالأعاجم مظنة لفساد اللسان العربي، حرص السلف على تقويم ألسنة الصغار من اللحن فقد جاء عن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- «أنه كان يضرب بنيه على اللحن».

·ولم يكن السلف مغفلين لعلوم العربية عند تعليم أبنائهم بل كانوا يولونه قدراً كبيراً فقد أرسل معاوية -رضي الله عنه- إلى دغفل فسأله عن العربية وعن أنساب العرب وسأله عن النجوم فإذا رجل عالم قال: «يا دغفل من أين حفظت هذا؟ قال: بلسان سؤول، وقلب عقول، وإن آفة العلم النسيان، قال: انطلق بين يديَّ -يعني ابنه يزيد- فعلمه العربية وأنساب قريش والنجوم وأنساب الناس».

·ولما دفع عبدالملك ولده إلى الشعبي يؤدبهم قال: «علمهم الشعر يمجدوا وينجدوا وحسن شعورهم تشتد رقابهم وجالس بهم علية الرجال يناقضوهم الكلام».

·مكانة العربية في ترتيب العلوم لطالب العلم:
·نقل الذهبي في «السير» عن أبي العيناء قال: أتيت عبدالله بن داود الخريبي فقال: ما جاء بك؟ قلت: الحديث، قال: اذهب فتحفظ القرآن، قلت: قد حفظت القرآن، قال: اقرأ: {واتل عليهم نبأ نوح} [يونس: 71] فقرأت العشر حتى أنفذته، فقال لي: اذهب الآن فتعلم الفرائض، قلت: قد تعلمت الصلب والجد والكََََُبَر، قال: فأيما أقرب إليك ابن أخيك أو عمك؟ قلت: ابن أخي، قال: ولم؟ قلت: لأن أخي من أبي وعمي من جدي، قال: اذهب الآن، فتعلم العربية، قلت: قد علمتها قبل هذين، قال: فلم قال عمر يعني حين طعن يا لَلَّه يا لِلمسلمين، لم فتح تلك وكسر هذه؟ قلت: فتح تلك اللام على الدعاء، وكسر هذه على الاستغاثة والاستنصار، فقال: لو حدثت أحداً لحدثتك.
·وروى أبو نعيم عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال: «كانوا يؤمرون أو كنا نؤمر أن نتعلم القرآن، ثم السنة، ثم الفرائض، ثم العربية الحروف الثلاثة»، قال: قلنا: وما الحروف الثلاثة؟ قال: «الجر والرفع والنصب».
·العلم باللسان العربي لطالب الفقه والاجتهاد:

·أهمية العربية للمجتهد في الفقه:
·يشترط في من يريد التفقه في الدين أن يعلم كل ما يعينه في فهم نصوص الوحيين من علوم النحو والصرف والغريب والتراكيب العربية. وقد شرطه الجماهير من الأصوليين كالشافعي، والغزالي، والجويني، والآمدي، والقرافي، والفتوحي، والطوفي، والشوكاني وغيرهم.
·بل نجد ابن حزم -رحمه الله- يصرح بوجوب تعلم النحو للمفتي، حتى لا يقع في الخطأ وإضلال الناس جراء الفهم السقيم للنصوص.
·ومعرفة علوم العربية من الدين؛ لأنه لا سبيل إلى فهم الوحيين إلا بذلك، قال شيخ الإسلام: «إن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ثم منها ما هو واجب على الأعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية».
·ولذلك حرص الفاروق -رضي الله عنه- على هذا الأمر فكان يذكر الصحابة الذين اختلطوا بالأعاجم ألا يغفلوا علوم العربية، فقد كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري -رضي الله عنهما- قال: «أما بعد: فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي»، وقال عمر مرة موجهاً الناس: «عليكم بالتفقه في الدين والتفهم بالعربية وحسن العبارة».
·قال شيخ الإسلام: «لأن الدين فيه فقه أقوال وأعمال، ففقه العربية هو الطريق إلى فقه الأقوال وفقه الشريعة هو الطريق إلى فقه الأعمال، وقال الفاروق -رضي الله عنه أيضاً-: «تعلموا اللحن والفرائض فإنها من دينكم».
·وقيل للحسن البصري-رحمه الله-: أرأيت الرجل يتعلم العربية ليقيم بها لسانه ويقيم بها منطقه؟ قال: «نعم فليتعلمها، فإن الرجل يقرأ بالآية فيعياه توجيهها فيهلك»، وقال: «أهلكتهم العجمة يتأولون القرآن على غير تأويله».
·وقد كان كبار الأئمة يعنون بعلوم العربية عناية فائقة، قال الشافعي -رحمه الله-: «من تبحر في النحو اهتدى إلى كل العلوم»، وقال -أيضاً-: «لا أسأل عن مسألة من مسائل الفقه إلا أجبت عنها من قواعد النحو»
·وقال الجرمي: «أنا منذ ثلاثين سنة أفتي الناس من كتاب سيبويه -رحمه الله-»، فلما بلغ المبرد هذا الكلام قال: «لأن أبا عمر الجرمي كان صاحب حديث، فلما عرف كتاب سيبويه تفقه في الحديث، إذ كان كتاب سيبويه يتعلم منه النظر والتفتيش»
·وقال الشافعي -أيضاً-: «ما أردت بها -يعني علوم العربية- إلا الاستعانة على الفقه»
·وقد ذكر بعض العلماء أن معرفة متون مختصرة في علوم العربية تكفي للمجتهد وفيه ما فيه!!
·قال الشوكاني -رحمه الله-: «ومن جعل المقدار المحتاج إليه في هذه الفنون هو معرفة مختصر من مختصراتها أو كتاب متوسط من المؤلفات الموضوعة فيها فقد أبعد، بل الاستكثار من الممارسة لها، والتوسع في الاطلاع على مطولاتها مما يزيد المجتهد قوة في البحث، وبصراً في الاستخراج، وبصيرة في حصول مطلوبه. والحاصل أنه لا بد أن تثبت له الملكة القوية في هذه العلوم، وإنما تثبت هذه الملكة بطول الممارسة، وكثرة الملازمة لشيوخ هذه الفنون».
·وليعلم أنه بمقدار التضلع من علوم العربية مع العلوم الأخرى المشروطة يكون قرب المجتهد من الفهم الصحيح للنصوص، قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: «وما ازداد - أي المتفقه- من العلم باللسان الذي جعله الله لسان من ختم به نبوته وأنزل به آخر كتبه كان خيراً له».
·وقال الشاطبي -رحمه الله-: «وإذا فرضنا مبتدئاً في فهم العربية فهو مبتدئ في فهم الشريعة، أو متوسطاً فهو متوسط في فهم الشريعة، والمتوسط لم يبلغ درجة النهاية، فإذا انتهى إلى الغاية في العربية كان كذلك في الشريعة، فكان فهمه فيها حجة، كما كان فهم الصحابة وغيرهم من الفصحاء الذين فهموا القرآن حجةً، فمن لم يبلغ شأوه فقد نقصه من فهم الشريعة بمقدار التقصير عنهم، وكل من قصر فهمه لم يكن حجة، ولا كان قوله مقبولاً».
ضرورة التعمق في دراسة لغة العرب لطالب التفسير:
·روى أبو عبيد في «فضائل القرآن» عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- قال: «لأن أعرب آية أحب إليّ من أن أحفظ آية»(، وذلك لأن فهم الإعراب يعين على فهم المعنى. والقرآن نزل للتدبر والعمل.
·وقال ابن عباس -رضي الله عنه-: «التفسير أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها وتفسير لا يعذر أحد بجهله، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه أحد إلا الله»، وكان يقول: «إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب».

·ذكر الشافعيِّ أَنّ على الخاصَّة الّتي تقومُ بكفاية العامة فيما يحتاجون إليه لدينهم الاجتهاد في تعلّم لسان العرب ولغاتها، التي بها تمام التوصُّل إلى معرفة ما في الكتاب والسُّنن والآثار، وأقاويل المفسّرين من الصحابة والتابعين، من الألفاظ الغريبة، والمخاطباتِ العربيّة، فإنّ من جَهِلَ سعة لسان العرب وكثرة ألفاظها، وافتنانها في مذاهبها جَهِلَ جُملَ علم الكتاب، ومن علمها، ووقف على مذاهبها، وفَهِم ما تأوّله أهل التفسير فيها، زالت عنه الشبه الدَّاخلةُ على من جَهِلَ لسانها من ذوي الأهواء والبدع.
·وقال شيخ الإسلام ابن تيميّة -رحمه الله-: «لا بُدّ في تفسير القرآن والحديث من أن يُعرَف ما يدلّ على مراد الله ورسوله من الألفاظ، وكيف يُفهَم كلامُه، فمعرفة العربية التي خُوطبنا بها ممّا يُعين على أن نفقه مرادَ اللهِ ورسولِه بكلامِه، وكذلك معرفة دلالة الألفاظ على المعاني، فإنّ عامّة ضلال أهل البدع كان بهذا السبب، فإنّهم صاروا يحملون كلامَ اللهِ ورسولِه على ما يَدّعون أنّه دالٌّ عليه ، ولا يكون الأمر كذلك».
·وقال ابن قيّم الجوزيّة -رحمه الله-: «وإنّما يعرف فضل القرآن مَنْ عرف كلام العرب، فعرف علم اللغة وعلم العربية، وعلم البيان، ونظر في أشعار العرب وخطبها ومقاولاتها في مواطن افتخارها، ورسائلها ...».
يحتاج طالب علم التفسير إلى المعرفة بلغات العرب، إذ من المعلوم أن لكل قبيلة لغتها، وأفصح اللغات لغة قريش إلا أن هناك بعض الكلمات في القرآن جاءت على غير لغة قريش. فقد أشكل على عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- معنى قوله -تعالى-: {أو يأخذهم على تخوف} [النحل: 47]، فقام في المسجد فسأل عنها فقام إليه رجل من هذيل فقال معناها: «على تنقص» -أي شيئاً فشيئاً-، ودليله قول شاعرنا الهذلي يصف سرعة ناقته:
·تخوف الرحل منها تامكا قردا * كما تخوف عود النَّبْعة السَّفِن
·أي: أخذ الرحل يحتك بسنام الناقة من سرعتها، حتى كاد ينقص كما يبري البحار عود السفينة بالسكين لينقص منها.

·وسئل أبو بكر -رضي الله عنه- عن معنى: {وفاكهة وأبا} ما معنى الأبّ؟ فقال: «أي سماء تظلني وأي أرض تقلني أن أقول في كتاب الله ما لا أعلم»، ولأهل الرواية في الأثر كلام.
·العلم بالعربية طريق فهم الحديث:
·قال ابن الصلاح: «وحق على طالب الحديث أن يتعلم من النحو واللغة ما يتخلص به من شين اللحن والتحريف ومعرتهما»
·وروى الخطيب عن شعبة قال: «من طلب الحديث ولم يبصر العربية كمثل رجل عليه برنس وليس له رأس!» وروى -أيضاً- عن حماد بن سلمة قال: «مثل الذي يطلب الحديث ولا يعرف النحو مثل الحمار عليه مخلاة ولا شعير فيها»
·فمعرفة العربية شرط في المحدث، قال النووي -رحمه الله-: «وعلى طالب الحديث أن يتعلم من النحو ما يسلم به من اللحن والتصحيف، وقد روى الخليلي في «الإرشاد» عن العباس بن المغيرة عن أبيه قال: جاء عبدالعزيز الدراوردي في جماعة إلى أبي ليعرضوا عليه كتاباً، فقرأ لهم الدراوردي، وكان رديء اللسان يلحن، فقال أبي: ويحك يا دراوردي، أنت كنت إلى إصلاح لسانك قبل النظر في هذا الشأن أحوج منك إلى غير ذلك»
·ويقول الحافظ أبو الحجّاج يوسف ابن الزكي المِزِّي (ت742هـ) في مقدمة كتابه «تهذيب الكمال في أسماء الرجال»: «ينبغي للناظر في كتابنا هذا أن يكون قد حصل طرفاً صالحاً من علم العربية، نحوها ولغتها وتصريفها، ومن علم الأصول والفروع، ومن علم الحديث والتواريخ وأيام الناس».

·وروى الخطيب البغدادي أن علياً وابن عباس وابن عمر -رضي الله عنهم- كانوا يضربون أبناءهم على اللحن.
·ونقل عن الرحبي أنه قال: سمعت بعض أصحابنا يقول: إذا كتب لحَّان، فكتب عن اللحان لحَّان آخر، فكتب عن اللحان لحَّان آخر، صار الحديث بالفارسية!
·الجهل باللغة من أسباب الزيغ:
·والضعف في علوم العربية سبب ضلالاً في فهم كثير من المتفقهة، قال ابن جني: «إن أكثر من ضل من أهل الشريعة عن القصد فيها وحاد عن الطريقة المثلى إليها، فإنما استهواه واستخف حلمه ضعفُه في هذه اللغة الكريمة الشريفة التي خوطب الكافة بها».
·وقال عمرو بن العلاء لعمرو بن عبيد لما ناظره في مسألة خلود أهل الكبائر في النار، احتج ابن عبيد أن هذا وعد الله والله لا يخلف وعده- يشير إلى ما في القرآن من الوعيد على بعض الكبائر بالنار والخلود فيها- فقال ابن العلاء: من العجمة أُتيتَ، هذا وعيد لا وعد، قال الشاعر:
وإني وإن أوعدته أو وعدته ** لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
·ومن أمثلة التفاسير الخاطئة المبنية على الجهل بالعربية قول من زعم أنه يجوز للرجل نكاح تسع حرائر مستدلاً بقوله -تعالى-: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع} فالمجموع تسع نسوة، قال الشاطبي: ولم يشعر بمعنى فُعال ومفعل وأن معنى الآية: فانكحوا إن شئتم اثنتين اثنتين أو ثلاثاً ثلاثاً أو أربعاً أربعاً.

·ومن ذلك قول من قال: «إن المحرم من الخنزير إنما هو اللحم، وأما الشحم فحلال لأن القرآن إنما حرم اللحم دون الشحم»، ولو عرف أن اللحم يطلق على الشحم بخلاف الشحم فلا يطلق على اللحم لما قال ما قال..
·ومن ذلك قول من قال في حديث: «لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر، يقلب الليل والنهار»، بأن فيه مذهب الدهرية وهذا جهل، فإن المعنى لا تسبوا الدهر إذا أصابتكم مصائب ولا تنسبوها إليه فإن الله هو الذي أصابكم فإنكم إذا سببتم الدهر وقع السب على الفاعل لا على الدهر.

·قال الشاطبي -رحمه الله-: «فقد ظهر بهذه الأمثلة كيف يقع الخطأ في العربية في كلام الله -سبحانه- وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وأن ذلك يؤدي إلى تحريف الكلم عن مواضعه، والصحابة -رضوان الله عليهم- براء من ذلك لأنهم عرب لم يحتاجوا في فهم كلام الله -تعالى- إلى أدوات ولا تعلم، ثم من جاء بعدهم ممن هو ليس بعربي اللسان تكلف ذلك حتى علمه».





·أسأل الله تعالى-
أن يعلمنا ما ينفعنا ويرزقنا العلم والعمل والحمد لله رب العالمين.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو الشيماء ; 20-05-2009 الساعة 04:05 AM. سبب آخر: تصويب.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20-05-2009, 10:20 AM
الصورة الرمزية وليد نوح
وليد نوح وليد نوح غير متصل
مشرف ملتقى اللغة العربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مكان الإقامة: الرياض
الجنس :
المشاركات: 1,482
الدولة : Syria
افتراضي رد: أهمية دراسة العلوم العربية.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كلام طيب مهم جداً، و أرجو أن يقرأه الجميع ليعلم قدر النحو من العلم الشرعي.

من أهم ما قرأت في هذا الموضوع:

اقتباس:
وقال الشاطبي رحمه الله:

إذا فرضنا مبتدئاً في فهم العربية فهو مبتدئ في فهم الشريعة،
أو متوسطاً فهو متوسط في فهم الشريعة،والمتوسط لم يبلغ درجة النهاية،

فإذا انتهى إلى الغاية في العربية كان كذلك في الشريعة، فكان فهمه فيها حجة، كما كان فهم الصحابة وغيرهم من الفصحاء الذين فهموا القرآن حجةً،

فمن لم يبلغ شأوه فقد نقصه من فهم الشريعة بمقدار التقصير عنهم، وكل من قصر فهمه لم يكن حجة، ولا كان قوله مقبولاً


هذا ينبهك إلى عدم أخذ أي علم ٍ من عالم يجتهد، و هو إذا تكلم وقع في اللحن، فمن ضيع علم الآلة، ضيع فهم نصوص الشريعة.

و كذلك
اقتباس:
ونقل عن الرحبي أنه قال: سمعت بعض أصحابنا يقول: إذا كتب لحَّان، فكتب عن اللحان لحَّان آخر، فكتب عن اللحان لحَّان آخر، صار الحديث بالفارسية
!

و هذا ما نراه بالنقل من منتدى إلى آخر (غير النسخ و اللصق) فيكتب الناقل كما وعى فيزيد فوق أخطاء من قبله، حتى يضيع الأصل.


جزاك الله خيراً أخي أبا الشيماء على هذا النقل الطيب المبارك، و هو يستحق القراءة على طوله.
__________________
***************************
غائب... ولعلّي أعود ...

قبضتُ على الطفيلية التي تـُفسدُ موضوعاتِك سرًا...أدخل لتعرفها

***********
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20-05-2009, 12:39 PM
مسلمةl مسلمةl غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 659
الدولة : Morocco
افتراضي رد: أهمية دراسة العلوم العربية.

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أخي في الإسلام المشرف
موضوع غني يفيد من بين ذلك على (تعلم العربية لفهم الدين خاصة القرآن)
بارك الله فيك
جزاك الله خيرا

·أسأل الله تعالى-
أن يعلمنا ما ينفعنا ويرزقنا العلم والعمل والحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20-05-2009, 05:00 PM
الصورة الرمزية أبو الشيماء
أبو الشيماء أبو الشيماء غير متصل
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: أينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 6,415
الدولة : Morocco
افتراضي رد: أهمية دراسة العلوم العربية.

أهلا بالأخ الكريم و المشرف القدير.

وليد نوح.

جزاك الله خيرا على التعليق المشرف و التقييم المشجع.


بارك الله فيك.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20-05-2009, 05:02 PM
الصورة الرمزية أبو الشيماء
أبو الشيماء أبو الشيماء غير متصل
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: أينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 6,415
الدولة : Morocco
افتراضي رد: أهمية دراسة العلوم العربية.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلمةl مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أخي في الإسلام المشرف
موضوع غني يفيد من بين ذلك على (تعلم العربية لفهم الدين خاصة القرآن)
بارك الله فيك
جزاك الله خيرا

·أسأل الله تعالى-
أن يعلمنا ما ينفعنا ويرزقنا العلم والعمل والحمد لله رب العالمين
**************
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
مرحبا بالأخت الكريمة.

مسلمة.

جزاك الله خيرا على المرور.

تقبل الله منا جميعا.

في حفظ الله.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14-11-2014, 12:08 AM
الصورة الرمزية أبو الشيماء
أبو الشيماء أبو الشيماء غير متصل
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: أينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 6,415
الدولة : Morocco
افتراضي رد: أهمية دراسة العلوم العربية.

__________________
الحمد لله الذي أمـر بالجهاد دفاعـاً عن الدين، وحرمة المسلمين، وجعله ذروة السنام، وأعظـم الإسلام، ورفعـةً لأمّـة خيـرِ الأنـام.
والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد ، وعلى آلـه ، وصحبه أجمعيـن ، لاسيما أمّهـات المؤمنين ، والخلفاء الراشدين،الصديق الأعظم والفاروق الأفخم وذي النورين وأبو السبطين...رضي الله عنهم أجمعين.


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14-11-2014, 06:39 AM
الصورة الرمزية زارع المحبة
زارع المحبة زارع المحبة غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 11,227
الدولة : Algeria
افتراضي رد: أهمية دراسة العلوم العربية.

بارك الله فيك على جهودك الطيبة موضوع هام وقد أعجبتني كثيرا فقرة :"الجهل باللغة من أسباب الزيغ"

وهذا صحيح وله أمثلة كثيرة جدا ..

__________________



رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 101.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 96.58 كيلو بايت... تم توفير 4.57 كيلو بايت...بمعدل (4.52%)]