الوضوح والمصداقية في القرارات والتصريحات - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 171 - عددالزوار : 59781 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 162 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 112 - عددالزوار : 28257 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 795 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          السلفيون ومراعاة المصالح والمفاسد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 686 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 100 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 16036 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 65 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-06-2019, 09:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,445
الدولة : Egypt
افتراضي الوضوح والمصداقية في القرارات والتصريحات

الوضوح والمصداقية في القرارات والتصريحات
د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي









إن الوضوح التام، والمصداقية في القرارات، والتصريحات من صفات المؤمنين الصادقين المخلصين الذين يراقبون الله تعالى في أقوالهم، وأفعالهم، ويعلمون أن كل كلمة يتلفظون بها محاسبون عليها يوم القيامة، قال تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾.[1]



وقد يُعبر اليوم عن موضوع الوضوح، والمصداقية بما يعرف: " بمصطلح الشفافية " الذي يُقصد منه: بأن يكون هناك قدر كبير من العلاقة الواضحة، والتعامل الصادق بين أفراد المجتمع بعضهم بعضاً، وبينهم وبين من يملك القيادة، والإدارة في كافة المواقع، والأجهزة الإدارية التي تحكم مصالح الناس، وتدير شؤونهم سواء كانت على مستوى إداري صغير أم كبير.



وإذا نظرت، ودققت النظر في أحوال بعض المجتمعات الإسلامية، يلحظ مشكلة ضعف المصداقية، وضعف الوضوح في القرارات والتصريحات، وكلنا يعلم ماذا يقوم به المرشحون في الانتخابات، أو ما يصرح به، أو ما يصدر من بعض المسؤولين في بعض الأجهزة الإدارية المتعلقة بحاجات أفراد المجتمع الأساسية، فإن هذه الوعود، وهذه التصريحات، والقرارات بعد فترة من الزمن تصبح نسياً منسياً.



وقد نلحظ هذه المشكلة عند حدوث أضرار لافتة للأنظار تخص أحد الأجهزة العامة، فنجد أن المسؤول، أو المتحدث الرسمي كما يقال يصرح عبر وسائل الإعلام المختلفة، وهو يقول: سوف نتعامل مع هذه المشكلة حسب الطرق العلمية الحديثة، وسوف نقوم بعمل كذا، ونقوم بإصلاحات كبيرة تضمن عدم تكرار هذه المشكلة، ثم للأسف بعد مرور شهور، أو قل سنوات في الغالب الأعم لم يتغير شيء البتة، والوضع ثابت، وربما زاد الأمر سوء.



إن من الأقوال السلبية المنتشرة في بعض المجتمعات الإسلامية اليوم، أن العلاقات بين الناس لا يمكن أن تسير إلاّ بالكذب، واللف، والدوران، وإذا ترسخ هذا المفهوم الخاطئ لدى عوام الناس فهو فعلاً مشكلة، وقد تعذرهم بجهلهم، وقلة علمهم، ولكن أن يُرسخ هذا المفهوم عند بعض القيادات الإدارية، فهذه الطامة الكبرى.



إن المجتمعات التي أخذت بزمام التقدم والرقي، ووصلت اليوم إلى ما وصلت إليه، لم تصل عن طريق الوعود الكاذبة، والقرارات، والتصريحات المزيفة، بل وصلت بالمصداقية، وموافقة أفعالهم لأقوالهم، فلا يوجد تناقض، ولا يوجد وعود كاذبة، ومن العبارات الجميلة، والمفيدة للكلمة التي ألقاهـا: (لي كون يو) الحاكم الإداري لسنغافورة سابقاً وباني نهضتها في منتدى التنافسية في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية بتاريخ 13/ 1/ 2008م قوله: إنه إلى جانب الشفافية، وانخفاض نسبة الفساد الإداري، والمالي إلى حد أن سنغافورة تتصدر المراتب الأولى لمؤشر الشفافية الذي تصدره منظمة الشفافية الدولي. [2]



إن على المجتمعات الإسلامية اليوم إذا أرادت أن تلحق بزمام الدول المتقدمة، وأن تحقق تفوقاً، وتقدماٌ، ورقياً، فإنه يكون من الضروري أن يكون هناك وضوح تام، ومصداقية في التصريحات، والقرارات، بل وفي كافة التعاملات، فلا يمكن أن يبنى أي مجتمع برؤية حضارية على أوهام، وآمال ليس لها على أرض الواقع حقيقة وتطبيق.



إن الإسلام بتشريعاته السامية يؤكد على الوضوح التام، وعلى الصدق في الأقوال، والأفعال، وعلى الوفاء بالوعود، ومن هذه التوجيهات:

أولاً: قـال الله تعـالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُـوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾،[3] وهو توجيه عام، ومحكم لكافة المؤمنين كباراً، وصغاراً، رجالاً، ونساء بأن يتقوا الله تعالى، وأن يتحلوا بالصدق، فهو من الأخلاق الفاضلة التي يتحلى بها خيار الناس، وفضلائهم، وفي مقدمتهم الأنبياء، والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، وأبرزهم في ذلك نبينا محمد عليه أفضل صلاة، وأزكي تسليم فهو الملقب: الصادق الأمين.



ثانياً: قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾[4]، وهذا توجيه عام للمؤمنين في كل زمان، وفي كل مكان، بالمحافظة على عدم مخالفة أفعالهم لأقوالهم.



وهذه الآية الكريمة كما هو واضح ترتبط بالتوجيه الأول، وهو الصدق في الأقوال، والأفعال، فمن كان صادقاً فإنه لا يخالف أفعاله أقواله البتة، فإذاً الصدق هو المنطلق الأساس للتعاملات الإنسانية، وهو باب البر، والخير، والفلاح في الدنيا والآخرة.



وقد جاء في الحديث الشريف المشهور أن رسول الله صـلى الله عليـه وسلم، قال: عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق، ويتحرى الصدق، حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب، ويتحرى الكذب، حتى يكتب عند الله كذاباً.[5]



ثالثاً: قال الله تعـالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾.[6]



والمتأمل للآيات السابقة في (أولاً، ثانياً، ثالثاً) يتضح أن الله سبحانه وتعالى، قد وجه نداء للمؤمنين، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ وهو نداء بأجمل عبارة، وبأحسن وأروع وصف، وهو الإيمان، وفي مجمل هذه الآيات الكريمات، فقد حثت على الآتي:

أولاً: تقوى الله تعالى، فهي وصية الله تعالى للأولين، والآخرين، وبها وفيها يعيش الفرد، والمجتمع، والأمة في سلام، ووئام، وفي خير، وتقدم، ورقي.



ثانياً: العناية التامة بالصدق في الأقوال، والأفعال، فهو طريق الخير الفلاح، ويهدي إلى البر الذي هو طريق الجنة، وكلنا بدون استثناء حولها ندندن.



ثالثاً: الحرص التام على القول السديد المتمثل في: قول الحق، والصدق، وعدم مخالفة الأفعال، للأقوال، فمن نتائجها الحتمية التي قررها الله تعالى، وهو أصدق القائلين، صلاح الأعمال كلها، ومغفرة الذنوب، ومن يطع الله تعالى، ورسوله يفوز فوزاً عظيماً في الدنيا بالتوفيق، والعناية، والخير، وفي الآخرة بدخول الجنة، وهي غاية كل مطلوب.



منطلقات أساسية مهمة:

إن مشكلة ضعف الوضوح والمصداقية في القرارات، والتصريحات يحتاج إلى تضافر جهود متكاملة لمعالجتها، ولعلي أشير إلى بعض المنطلقات لذلك:

أولاً: العناية التامة بدور الأسرة، والمدرسة، والجامعة، ووسائل الإعلام المختلفة، في غرس وبيان أهمية الوضوح في المعاملات، والصدق في الأقوال والأفعال، وبيان الآثار، والنتائج الإيجابية المتحققة من وراء ذلك، والتأكيد على أنه سلوك أوجبه الشارع الحكيم، وسلوك تتميز به المجتمعات المتحضرة، والمسلمون أولى به.



ثانياً: أهمية مراجعة آليات العمل الإداري في كافة الأجهزة مراجعة دقيقة، ووفق دراسات علمية حديثة للتأكد من ضمان سيرها في تحقيق المصلحة العامة من جهة، والمصلحة الخاصة من جهة ثانية، وعدم طغيان أحدهما على الآخر.



ثالثاً: إيجاد وسائل وأساليب مبتكرة لتوضيح، وبيان العلاقة القائمة بين الأجهزة الإدارية، وفي كافة المستويات، وبين أفراد المجتمع حتى يستطيع كل منهم أن يوصل صوته للآخر، وأن يُخَيّم ويرفرف على هذه العلاقة الوضوح والصدق.



رابعاً: العناية التامة بإقامة دورات تدريبية لكافة المستويات الإدارية، وفق خطط علمية مدروسة، على أن تشمل توجيهات شرعية توضح أهمية التعامل الصادق، وأهمية الوضوح والشفافية، مع توضيح لأهم المستجدات الإدارية في تطوير العمل، وكيفية إنجازه بكل كفاءة وإتقان.





[1] (ق: 18).




[2] لي كون يو، كلمة بعنوان: لو ولدت سعودياً ماذا أفعل؟ منتدى التنافسية، الرياض، المملكة العربية السعودية بتاريخ 13/ 1/ 2008م، وهذه الكلمة لاقت استحسان الكثير من الكتاب والمفكرين، ولا تخلو منها صحيفة أو موقع على الشبكة العنكبوتية في حينه.





[3] (التوبة: 119).




[4] (الصف: 2-3 ).




[5] (مسلم، صحيح مسلم، باب قبح الكذب وحسن الصدق وفضله، حديث رقم: 2607 ).




[6] (الأحزاب: 70-71).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.82 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]