تفسير: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215407 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61204 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29184 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-06-2020, 12:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي)

تفسير: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي)
محمد حسن نور الدين إسماعيل







قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [الحجرات: 2 - 4].

قال الشيخ أبو بكر الجزائري:
هذه الآية تطالب المسلم بالتأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأولاً: نهاهم الله عن رفع أصواتهم فوق صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هم تحدثوا معه، وأوجب عليهم إجلال النبي صلى الله عليه وسلم، وتعظيمه وتوقيره، بحيث يكون صوت أحدهم إذا تكلم أخفَضَ من صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد كان أبو بكر الصديق إذا كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم يسارُّه الكلام مسارةً.

وثانيًا: نهاهم إذا ناجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن يجهروا له بالقول كجهر بعضهم لبعض، بل يجب عليهم توقيره وتعظيمه، وأعلمهم أنه يخشى عليهم إذا هم لم يوقروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يجلُّوه - أنْ تحبط أعمالهم بالشرك والكفر وهم لا يشعرون؛ إذ رفع الصوت للرسول صلى الله عليه وسلم، ونداؤه بأعلى الصوت: يا محمد، يا محمد، أو يا نبي الله، ويا رسول الله، وبأعلى الأصوات، إذا صاحبه استخفاف، أو إهانة وعدم مبالاة - صار كفرًا محبطًا للعمل قطعًا.

وفي الآية الثالثة: وهي قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى ﴾.

يثني الله تعالى على أقوام يغضون أصواتهم عند رسول الله؛ أي: يخفضونها في حضرته وبين يديه؛ كأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، هؤلاء يخبر تعالى أنه امتحن قلوبهم للتقوى، أو وسَّعها وشرحها لتحمل تقوى الله، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((التقوى ها هنا))، ويشير إلى صدره ثلاثًا، ويذكر لهم بشرى نعم البشرى! وهي أن لهم منه تعالى مغفرةً لذنوبهم، وأجرًا عظيمًا يوم يلقونه؛ وهو الجنة دار المتقين، جعلنا الله منهم بفضله.

وبما أن الله قد قبض نبيه، ولم يبقَ بيننا رسول الله صلى الله عليه وسلم، نتكلم معه أو نناجيه فنخفض أصواتنا عند ذلك؛ فإن علينا إذا ذُكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا أو ذكر حديثه، أن نتأدب عند ذلك؛ فلا نضحك، ولا نرفع الأصوات، ولا نظهر أي استخفاف أو عدم مبالاة، وإلا يُخشى علينا أن تحبط أعمالنا ونحن لا نشعر، وعلى الذين يغشون مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يرفعوا أصواتهم فيه، إلا لضرورة درس أو خطبة أو أذان أو إقامة[1].

ثم قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 4، 5].

فما زال السياق الكريم في تأديب المؤمنين إزاء نبيهم صلى الله عليه وسلم؛ فقد عاب تعالى أقوامًا معهم جفاء وغلظة، قيل: إنهم وفد من أعراب بني تميم، منهم الزبرقان بن بدر، والأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن، جاؤوا والرسول قائل وقت القيلولة، ووقفوا على أبواب الحجرات[2]، ينادُون بأعلى أصواتهم: يا محمد، يا محمد، اخرج إلينا، فإن مدحنا زين، وإن ذمَّنا شَيْن؛ فأنزل الله فيهم هذه الآية؛ تأديبًا لهم.

وقوله: ﴿ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾[3]؛ أي: فيما فعلوه بمقام الرسول الشريف ومكانته الرفيعة، ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ، بعد هبوبك من قيلولتك ﴿ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ[4]؛ أي: من ذلك النداء بتعالي الأصوات من وراء الحجرات، وقوله: ﴿ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾؛ أي: غفور لمن تاب، رحيم بهم؛ إذ لم يعجل لهم العقوبة، وفتح لهم باب التوبة، وأدَّبهم، ولم يعنف ولم يغلظ[5].

قال ابن عباس في نزول هذه الآية الكريمة:
بعث رسول الله سرية إلى بني العنبر، وأمَّر عليهم عيينة بن حصن الفزاري، فلما علموا أنه توجَّه نحوهم هربوا وتركوا عيالهم، فسَباهم عيينة بن حصن، وقدم بهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء بعد ذلك رجالهم يفدون الذراريَّ، فجعلوا ينادون: يا محمد، اخرج إلينا، ويصيحون؛ فأنزل الله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ ... ﴾ الآية[6].


[1] أيسر التفاسير - الجزائري ج 2 ص: 1501.

[2] الحجرات: جمع حجرة؛ وهي تسعٌ، تدخل ضمن البيت النبوي.

[3] هذا الاحتراس دالٌّ على أن مِن الوفد من كان متأدبًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم ينادِ بصوت عالٍ وألفاظ نابية لا تليق بمقام الرسول صلى الله عليه وسلم.

[4] أي: لو انتظروا خروجك لكان أصلح لهم في دينهم ودنياهم، وكان النبي لا يحتجب عن الناس إلا في أوقات يشتغل فيها بمهمات نفسه، فكان إزعاجه في تلك الحال من سوء الأدب.

[5] أيسر التفاسير - الجزائري ج 2 ص: 1502.

[6] تفسير البغوي رحمه الله تعالى.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.49 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (3.17%)]