02-07-2020, 04:53 AM
|
|
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة :
|
|
مفاتيح القلوب
مفاتيح القلوب
أ. أريج الطباع
كما تؤلمنا مشاعر الغضَب والخوف، والألم والضيق والفقد، فإنَّ هناك مشاعرَ أخرى تنبض معها قلوبنا فرحًا وتطرب.
فحتى نشعر بطعْم الحياة؛ لا بد لنا أن نعايش كل أشكال المشاعر، كألوان تضفي الروح على حياتنا وقلوبنا، كل الألوان حينما تمتزج وتخلط بشكل جيد تعطي لوحة بديعة لحياتنا، كذلك مشاعرنا.
المشاعر تعطي رسائل، وتُحرِّك سلوكنا في نفس الوقت، وحينما نكون قادرين على إدارتها، فإننا نستطيع أن نغتنمَ القوة الكامنة خلفها، والبهجة التي تضفيها على أرواحنا.
لكن يبقى التساؤل الذي يلحُّ علينا: كيف ينجح نفسُ الشُّعور أن يسعدنا تارة ويحبطنا أخرى؟! وأن يساعد أشخاصًا ويعيق آخرين؟! وأن يضفي البهجة لحياة، ويدمر أخرى أحيانًا؟!
فنحن حينما نحب نسعد، لكن نفس هذا الحب قد يكون مصدر ألمنا أو إحباطنا!
مَن يحب يعطي ويبذل ويضحي، وفي نفس الوقت تجد من يحب بأنانية وتملُّك وقسوة.
قد نتنفس عبق الحياة وروحها بقلوب محبة صادقة، وقد نعتزل العالم ونكره الحياة بسبب حُب يقتحم حياتنا ويغير مسارها، فلماذا يحصل كلُّ ذلك معنا؟
قد نرى الحياة بأعيُن أعمق، ونفوس أصفى، مع حب يملأ قلوبنا، وقد تعمى عيوننا، ونعيش في غيبوبة تعيقنا عن متابعة المسير بغشاوة حب تغلف قلوبنا!
قد نُحَلِّق فوق السحب مع حب، وقد نتمنى لو نختفي من الوجود مع حب آخر..
وبكل الأحوال قلوبنا تضطرب لهذا الحب؛ إما طربًا وسعادة، وإمَّا أَلَمًا وحيرة، وهو شعور واحد.
نتمنى لو كنا نملك مفتاح قلوبنا لنُدخل من نشاء، وقتما نشاء، بالطريقة التي نشاء، ونفاجأ أحيانًا بقلوبنا تتمرَّد، فترفض حبًّا، أو تقبل آخر دون تعقُّل أو اختيار!
هل بيدنا أن نلونَ حياتنا بالحب بالطريقة التي نختارها؟ وهل نستطيع أن نفهم سر قلوبنا ونبضها، فترتاح قلوبنا وتصفو حياتنا؟
لربما كثرت الاستفهامات بمقالي اليوم، لكنه لا يكتمل إلا بمشاركتكم، ومعًا - بإذن الله - سنفك شفرة قلوبنا؛ لنعلو بها، وتستقر حياتنا.
كثيرة هي المشكلات في حياتنا، التي تنشأ مِن قلوبنا، ومِن حيرتنا معها.
بل لا تكاد تخلو مُشكلة من نبض قلب متألّم، ويبقى الحبُّ اللغزَ الأكبر الذي نحتاج فهْمه وإدارته بقلوبنا، قد نغضب حينما لا نصل للحب الذي نريد، وقد نهاب فقْد مَن نحب، أو نخاف مِنْ قُلُوبنا أنْ تحبَّ، قد نتألَّم لعدم فَهْمنا، ونشعر بضيق، فتتداخل كل مشاعرنا حينما لا نفهم سرَّ قلوبنا.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|