الفوائد الحسان من رحلة سلمان -رضي الله عنه - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4417 - عددالزوار : 853507 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3948 - عددالزوار : 388626 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 214063 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-06-2020, 11:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي الفوائد الحسان من رحلة سلمان -رضي الله عنه



الفوائد الحسان من رحلة سلمان -رضي الله عنه- (1)









كتبه/ وليد شكر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فيزخر تاريخنا الإسلامي بقصصٍ فريدة تفيض بها كتب السير والتراجم، ومِن هذه الأمثلة: رحلة سلمان الفارسي -رضي الله عنه- في البحث عن الحقيقة.

حيث يروي رحلته فيقول:

- "كنتُ مِن أهل فارس، وكان أبي دهقان أرضه -أي كبير المكان الذي يسكن فيه-، وكان يحبني حبًّا شديدًا حتى حمله حبي أن يحبسني في البيت كما تحبس الجارية، وترقيت في المجوسية حتى صرت قطن النار -أي القائم على شأنها، وهذا كالسدنة بالنسبة للأصنام- فخرجتُ يومًا أنظر إلى ضيعة لنا، فمررت ببناء سمعت فيه ترانيم، فقلتُ: ما هذا؟ فقالوا: هؤلاء هم النصارى وهذه كنيستهم؟ فدخلت فسمعتُ فأعجبني ما سمعت".

وهنا فائدة: "لا تستكثر الهداية على أحد".

اجتمع لسلمان المكانة الاجتماعية -فهو ابن كبير القوم-، والمكانة الدينية -حيث هو القائم على شأن النار-، ومع ذلك لم يمنعه ذلك أن يترك الباطل الذى هو عليه عندما رأى ما هو خير منه؛ وهذا لأنه ليس أحد بعيدًا عن الهداية إذا شاء الله له ذلك، لقد كان أبوه حريصًا ألا يرى أحدًا أو يختلط بأحدٍ، ومع ذلك قدَّر الله أن يخرج ليسمع ويرى.

وهنا نقول: لا تيأس مِن هداية أحد مهما كانت معصيته، ومهما كان بُعده، حتى أولئك الذين هم رأس في الضلال؛ متى وجدت الفرصة لدعوتهم لا تضيعها، فقد كان سلمان قائمًا على أمر النار، وكم مِن داعية إلى الباطل أخذ الله بناصيته إليه ونحن مطالبون أن يسمع هؤلاء منا بعد ما ظلوا زمانًا طويلًا يسمعون عنا.

ثم ذكر سلمان: "أن أباه علم بحاله فوضعه في الحديد حتى جاء وفد الشام إلى الكنيسة، وهو وفد يأتيهم كل عام فأرسلوا إلى سلمان فطرح الحديد وخرج معهم".

وهنا فائدة:

يحتاج المرء أن يأخذ قرارات صعبة لابد منها ليدرك الحق والحقيقة، وقد يترتب على هذا القرار أن يهجر بيته الذي فيه تربى، وقريته التي بين جنباتها ترعرع، ويترك مكانته الاجتماعية التي يتمتع بها بين أفراد هذا المجتمع ليذهب إلى مكانٍ آخر لا يعرف أشخاصه، وإلى بيئة لا يعلم طباعها.

إن الإقدام على هذا القرار ليحتاج إلى نفوسٍ أبية كتلك النفوس التي حملها المهاجرون بين صدورهم، ومِن أجل هذا كله كان تفضيل المهاجرين على غيرهم.

وللحديث بقية -إن شاء الله-.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-06-2020, 11:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الفوائد الحسان من رحلة سلمان -رضي الله عنه

الفوائد الحسان من رحلة سلمان -رضي الله عنه- (2)









كتبه/ وليد شكر



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

لما وصل سلمان -رضي الله عنه- إلى الشام قال: "مَن أعلم الناس بهذا الدين؟".

وهنا فائدة:

علو الهمة: إذا كنتَ في هذ الطريق تعاني، ومِن أجله تضحي؛ فلماذا ترضى بالدون وأنت تستطيع الكمال؟!

ولم أرَ في عيوب الناس عيبًا كنقص القـادرين عـلى التـمام

إن سلمان سأل عن أعلم الناس بهذا الدين ليأخذ عنه، وهذا ما يفتقده كثيرون منا؛ فتحد الواحد منا يرضى أن يدرس على الأدنى مع استطاعته أن يتلقى مِن الأعلى علمًا، أو الأرفع سندًا، وحتى في أحكام الواقع التي لو عُرضت على عمر لجمع لها أهل بدر؛ تجده يقول: "لقد قال فلان، وذكر فلان... "، ويترك قول العلماء العاملين والدعاة ذوي الخبرة والتجربة، ويتبع كل ناعق، ولو اتبع هذه القاعدة لوفر الوقت والجهد، والألم والأنين، له ولجموعٍ مِن المسلمين.

- قال: "فقالوا لي: أسقف الكنيسة، فكنتُ معه، فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويكنزها لنفسه، فلما مات أخبرتهم".

وهنا فائدة: أن مَن تعلق بالأشخاص تتيه خطاه بغيابهم، ومَن تعلق بالمنهج لا يتاثر تمسكه بمنهجه مهما حاد عنه الأشخاص، حتى ولو كانوا هم مَن دلوه عليه؛ فأنت لم تتبع المنهج لأجل فلان حتى إذا غاب تتركه أو إذا حاد تهجره! فالخلل في الأشخاص وليس في المنهج الذي دلوك عليه، ثم إن اتِّبَاع المنهج وعدم تقديس الأشخاص يجعلك ثابت القدمين، تدرك وجهتك، وتعلم طريقك؛ وإلا لن تدري لك وجهة إن كانت وجهتك هذا الشخص أو ذاك، بل ستتغير وجهتك ومنهجك بتغير مزاج الشخص ووجهته، فالزم المنهج، واتبع الدليل، وانتهج المؤسسية تنجو مِن التخبط.

- قال: فجاء مِن بعده رجل -أي مِن بعد أسقف الكنيسة- فما رأيت أزهد في الدنيا، فأحببته حبًّا لم أحبه مِن قبله، وأقمت معه زمانًا".

وهنا فائدة:

(إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا) (الكهف:30)، ثبت سلمان على المنهج ولم يؤثِّر فيه انحراف الأشخاص أو تغيرهم، فجاءه ما كان يرجو، رجل يعمل بعلمه ويأخذ بيديه إلى ربه، ويعينه في طريقه إلى الله، فوجد سلمان في هذ الرجل مبتغاه، وكذلك الصبر والثبات عاقبتهما الفلاح في الحياة وبعد الممات.

- قال سلمان: "ثم حضرته الوفاة، فقلتُ له: يا فلان، إني كنت معك، وأحببتك حبًّا لم أحبه مِن قبلك، وقد حضرك ما ترى مِن أمر الله، فإلى مَن توصي بي؟ فقال: أي بني، والله ما أعلم أحدًا اليوم على ما كنتُ عليه؛ إلا فلانًا بالموصل، فهو على ما كنت عليه فالحق به، فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل".

وهنا فائدة:

- لما أشرف على الموت لم يؤخِّر سلمان السؤال عمَن يكمل معه الطريق ويأخذ بيديه ليواصل المسير، ولما كان السؤال حانيًا، كان الجواب شافيًا؛ فدفنه وانطلق، ولم يوقفه فقدان أحب الناس إليه، بل انطلقَ، وكذلك حال مَن يريد الوصول، ثم لاحظ التعبير: "فلما مات وغُيب، لحقتُ بصاحب الموصل"؛ كلمة "لحقتُ" كلمة واحدة ينسبها سلمان إلى نفسه، مع أنك إذا أردتَ أن تفسِّر هذه الكلمة تجدها عبارة عن رحلةٍ طويلةٍ مِن الشام إلى الموصل قد تستغرق أيامًا طويلة يتعرض فيها المسافر إلى مفاوز ومهالك، وأعداء ومخاطر، لا ريب أن سلمان مرَّ بها، ولكنه لم يذكر مِن ذلك شيئًا سوى (لحقتُ!)، وما أحوجنا إلى هذا الأسلوب في التعبير: (لحقتُ)؛ فتعبِّر عن المقصود بما يفيد، ولا تطلب على عملك شاهدًا سوى الله.

أحيانًا يكلَّف الواحد منا بمهمة معينة هي عند مَن كلفه بها تساوي كلمة واحدة: "اكتب بحثًا - رتِّب لعملٍ معين - حضر إفطارًا - ... "؛ فيرهق المكلَّف في هذا العمل، ويبذل فيه جهدًا لا يلتفت إليه المسؤول الذى كلفه فلا يهدأ له بال حتى يطلعه وغيره على تفاصيل العمل، وأشكال التعب وصور الإرهاق الذى عاناه، ولو عقل هذا المكلَّف مبدأ سلمان (لحقتُ) لاكتفى بقوله: "صنعتُ"، ولم يطلب على العمل شاهدًا غير ربه؛ فهو وحده -سبحانه- الذى لا يضل ولا ينسى، ويجازي بالحسنة عشرًا، ولا تغيب عنه مثقال ذرة.


وللحديث بقية -إن شاء الله-.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-07-2020, 04:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الفوائد الحسان من رحلة سلمان -رضي الله عنه


الفوائد الحسان من رحلة سلمان -رضي الله عنه- (3)









كتبه/ وليد شكر



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

قال سلمان -رضي الله عنه-: "فكنتُ معه على مثل حال صاحبه حتى حضرته الوفاة، فقلت مثل صاحبه، فقال: والله ما أعلم رجلًا على مثل ما كنا عليه إلا فلانا بنصيبين (بلدة على حدود تركيا)، فلما مات وغيب لحقت بصاحب نصيبين، فكنت معه على مثل حال صاحبه حتى حضرته الوفاة فقلت مثل صاحبه، فقال: والله ما أعلم رجلًا على مثل ما كنا عليه إلا فلانًا بعمورية فكنت معه على مثل حال صاحبه حتى حضرته الوفاة، فقلت مثل صاحبه فقال: والله ما أعلمه أصبح على ما كنا عليه أحد مِن الناس آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظلك زمان نبي".

وهنا فائدة:

إذا علم الله مِن العبد الصدق أعطاه ما يرجو وما يريد، بل وفوق ما يريد، فكان مراد سلمان مِن كل هذه الهجرات وجميع هذه الرحلات أن يحظى بمصاحبة رجل صالح على بقية مِن دين عيسى -عليه السلام- يعلمه مما معه، فأعطاه الله فوق ما تمنى بان هيَّأ له صحبة نبي، وبيْن هذا وذاك مِن الفرق في العلم والهدى كما بيْن السماء والأرض، فمِن مصاحبة رجل على بقيةٍ مِن دين عيسى إلى مصاحبة نبي يأتيه وحي السماء، أفضل الخلق وخليل الحق، وخاتم النبيين -عليه الصلاة والسلام-.

- قال له صاحب عمورية: ولكن قد أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم، يخرج بأرض العرب"، وأعطاه وصفه، فانطلق مع ركبٍ فباعوه في الطريق عبدًا، وذهبوا به إلى المدينة.

- وهنا فائدة:

تُرى بأي شيءٍ كان يحلم سلمان وهو في طريقه إلى مكة؟!

لا شك أنه كان يفكر في أول لقاءٍ له مع النبي ثم في صحبته له بعد إيمانه به، وما سيجده عنده مِن العلم والهدى، وما أنعم الله به عليه مِن النعم؛ إذ هيأ له هذه الصحبة لنبي مِن الأنبياء، وبينما وهو في هذا الحلم الجميل إذ به يصحو على واقعٍ مخالفٍ تمامًا لما كان يفكر به، وهو أنه أصبح عبدًا وليته في المكان الذي سيظهر فيه النبي، بل في مكانٍ آخر وعند قومٍ مِن اليهود!

تُرى ما هو الشعور الذي يسيطر الآن على سلمان -رضي الله عنه-: هل هو الإحباط أم اليأس أم الشعور بأنه محروم مِن هذا الخير الذي كان يفكر فيه ويعيش تفاصيله؟!

نعم أيها الأحبة، إنه الشعور نفسه الذى يسيطر علينا عندما نعيش حالًا معينة نؤمِّل فيها واقعًا أحسن، وحياة أفضل ثم نفاجأ أن هذا كله كان سحابة صيف سرعان ما انقشعت فيتبدد الحلم ويتغير الواقع، وننسى حينها كثيرًا أن هذه الحال التي صرنا إليها ونحن في ضجر منها قد تكون رحمة ومنحة لا حرمانًا ولا محنة، تمامًا كحال سلمان، فعند التأمل تجد أن الله لم يحرم سلمان، بل رحمه ولم يمنعه، بل أعطاه؛ لأنه لو وصل إلى المكان الذى يقصد والبلد التي يريد لكان مصيره كمصير غيره مِن الضعفاء والغرباء الذين فتنتهم قريش عن دينهم كعمار الذي نطق بكلمة الكفر مكرهًا، وسمية التي ماتت بطعنة، وبلال الذي عانى ما عانى في رمضاء مكة.


فما تظنه حرمانًا ومنعًا ومحنة قد يكون في الحقيقة رحمةً وعطاءً (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) (النساء:19).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-07-2020, 04:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الفوائد الحسان من رحلة سلمان -رضي الله عنه


الفوائد الحسان من رحلة سلمان -رضي الله عنه- (4)




كتبه/ وليد شكر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

- قال سلمان -رضي الله عنه-: "فأقمتُ بها، وبعث الله رسوله فأقام بمكة ما أقام لا أسمع له بذكرٍ، مع ما أنا فيه مِن شغل الرق، ثم هاجر إلى المدينة فوالله إني لفي بعض العمل وسيدي جالس إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال: يا فلان، قاتل الله بني قيلة، والله إنهم الآن لمجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم مِن مكة اليوم، يزعمون أنه نبي. قال: فلما سمعته أخذتني رعدة حتى ظننت سأسقط على سيدي، فنزلت عن النخلة، فجعلت أقول لابن عمه: ماذا تقول؟ ماذا تقول؟ فغضب سيدي، فلكمني لكمة شديدة، ثم قال: ما لك ولهذا؟! أقبل على عملك، فقلتُ: لا شيء، إنما أردت أن أستثبت عما قال، فاستأذنت مولاتي فقلت لها: هبي لي يومًا، فقالت: نعم.

فانطلقت فاحتطبت حطبًا فبعته، فاشتريتُ طعامًا، فلما أمسيتُ أخذته ثم أتيت به النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بقباء، فدخلتُ عليه فقلت له: إنه قد بلغني أنك رجل صالح، ومعك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة، وهذا شيء كان عندي للصدقة، فرأيتكم أحق به من غيركم، فقربته إليه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: "كلوا، وأمسك هو يده فلم يأكل"، فقلت في نفسي: هذه واحدة، ثم انصرفت عنه فجمعت شيئًا وتحول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، ثم جئت به فقلت: إني رأيتك لا تأكل الصدقة، وهذه هدية أكرمتك بها، فأكل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منها، وأمر أصحابه فأكلوا معه، فقلت في نفسي: هاتان اثنتان.

ثم جئت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو بالبقيع وقد تبع جنازة مِن أصحابه، عليه شملتان له، وهو جالس في أصحابه، فسلمت عليه ثم استدرت أنظر إلى ظهره: هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي؟ فلما رآني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استدرته، عرف أني أستثبت في شيءٍ وُصف لي، فألقى رداءه عن ظهره، فنظرت إلى الخاتم فعرفته، فانكببت عليه أقبله وأبكي، فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تحول، فتحولت، فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يا ابن عباس، فأعجب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يسمع ذلك أصحابه.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 80.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 77.33 كيلو بايت... تم توفير 3.28 كيلو بايت...بمعدل (4.07%)]