وخالقِ الناس بخُلقٍ حسن - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4413 - عددالزوار : 850961 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3944 - عددالزوار : 386958 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 211 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28455 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60074 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 847 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-03-2020, 08:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي وخالقِ الناس بخُلقٍ حسن

وخالقِ الناس بخُلقٍ حسن


الشيخ محمد بن مسعود العميري الهذلي


عن أبي ذَرٍّ جُنْدُب بِن جُنَادَة، وأبي عبد الرحمن مُعَاذ بِن جَبَلٍ رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اتَّق الله حيثما كنت، وأَتْبِعِ السَّيئةَ الحسنةَ تَمْحُها، وخالقِ الناسَ بخُلُقٍ حسنٍ"؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن، وفي بعض النسخ: حسن صحيح.



ترجمة الرواة:
أبو ذر: هو جندب بن جنادة من غفار، من السابقين الأولين وأسلم على يده أخوه أُنيس، ولما قدِم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أسلم بقيَّتهم، وكان رضي الله عنه من أزهد الناس، وكان رضي الله عنه من أوعية العلم، وشهد له المصطفى صلى الله عليه وسلم بأنه أصدق الناس لهجة، ونزل رضي الله عنه بالربذة - منزل الحاج العراقي على ثلاث مراحل من المدينة - وكان موته رضي الله عنه سنة ( 31 هـ )، ورُوي له ( 281 ) حديثًا.

معاذ بن جبل: معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه، وكنيته أبو عبدالرحمن، أسلم وعمره ثماني عشرة سنـة عندما أسلم سعد بن معاذ رضي الله عنه سيد الخزرج الذي طلب من قومه أن يسلمـوا فأسلم الخزرج ومعهم معاذ رضي الله عنه، وقدم من المدينة إلى مكة لمبايعة الرسـول صلى الله عليه وسلم ليلـة العقبـة الثانية فبايعه معهم وحضر المشاهـد كلها، وروى عن النبـي صلى الله عليه وسلم الشيء الكثير من الأحاديث النبوية، وكان أعلم الأمة بالحلال والحرام، بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن يعلم الناس دينهم، أصيب معاذ رضي الله عنه بالطاعون، وفاضت روحه بعيدًا عن الأهل داعيًا إلى الله مهاجرًا في سبيله، وكانت وفاته في السنة السابعة عشرة من الهجرة النبوية في طاعون عمواس وعمره ثلاث وثلاثون سنة.


أهمية الحديث: هذا الحديث حديث عظيم وقاعدة من قواعد الدين الحنيف، وقد اشتمل على ثلاثة أشياء: حق الله وحق المكلف وحق العباد، فأما حق الله تعالى، فحيثما كنت فاتقه، وأما حق المكلف، فهو إتباع السيئة بحسنة، وأما حق العباد فهو معاشرتهم بالأخلاق الحسنة.

درجة الحديث: حسنه الألباني والأرناؤوط.

مفردات الحديث:
اتق الله: التقوى في اللغة: اتخاذ وقاية وحاجز يمنعك ويحفظك مما تخاف منه وتحذَره، وتقوى الله عز وجل: أن يجعل العبد بينه وبين ما يخشاه من عقاب الله وقاية تقيه وتحفظه منه، ويكون ذلك بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.

حيثما كنت: أي في أي زمان ومكان كنت فيه، وَحْدَكَ أو في جمع، رآك الناس أم لم يَرَوْكَ.

أتبعْ: ألحقْ، وافعل عقبها مباشرة.

السيئة: الذنب الذي يصدر منك.

تَمحها: تزيلها من صحائف الملائكة الكاتبين وترفع المؤاخذة عنها.

خالِقْ: جاهد نفسك وتكلف المجاملة.

بخلق: الخلق الطبع والمزاج الذي ينتج عنه السلوك.

بخُلُقٍ حسن: حسن الخلق هو: بذل الندى وكف الأذى وطلاقة الوجه.

يوجهنا الحديث إلى:
1- أن من التوبة من الذنب الإسراع في عمل الخير؛ لأن هذا خلق المؤمنين المتقين، وقد يغلب على الإنسان النسيان أو الغفلة، وقد تغريه نفسه أو يوسوس له شيطانه، فيقع في المعصية ويرتكب الذنب، ومن التقوى - عندئذ - أن يسارع إلى التوبة، ويستغفر الله عز وجل إذا ذكر أو نُبِّه، قال تعالى في وصف المتقين: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135].

ثم يبادر المسلم التقي بعد التوبة والاستغفار إلى فعل الخيرات والإكثار من الأعمال الصالحة؛ لتكفر عنه ذنبه وتمحو ما اقترفه من إثم، واثقًا بوعد الله تعالى؛ إذ قال: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114]، ومستجيبًا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: "وأتبع السيئة الحسنة تَمحها".

2- التوبة شرط لتكفير الكبائر: أجمع المسلمون على أن الحسنات تُكَفِّر الذنوب الصغيرة، وأما الذنوب الكبيرة - وهي كل ذنب توعد الله تعالى عليه بالعقاب الشديد، كعقوق الوالدين، وقتل النفس، وأكل الربا، وشرب الخمر ونحو ذلك - فلا بد فيها من التوبة؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه: 82]، وهذا إذا كان الذنب لا يتعلق بحق العباد، فإن كان متعلقًا بحق العباد - كالسرقة والغصب والقتل ونحو ذلك - فلا بد فيها من أداء الحقوق لأهلها، أو طلب المسامحة منهم ومسامحتهم، فإذا حصل ذلك رُجي من الله تعالى القَبول ومحو الذنوب، بل تبديلها حسنات؛ قال الله تعالى: ﴿ إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ﴾ [الفرقان:70].

3- ومن فضل الله عز وجل: أنه إذا لم تكن للمكلف ذنوب صغيرة، فإن الأعمال الصالحة تؤثر بالذنوب الكبيرة، فتخفف إثمها بقدر ما تكفر من الصغائر، وإذا لم تكن له ذنوب كبيرة ولا صغيرة، فإنه سبحانه يضاعف له الأجر والثواب.

4- الأخلاق أساس قيام الحضارة الإنسانية: يوجهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الوصية إلى أمر فيه صلاح حياة الفرد واستقامة نظام المجتمع، ألا وهو معاملة الناس بالخلق الحسن الجميل، معاملة الإنسان للناس بما يحب أن يعاملوه به من الخير، حتى يصبحَ المسلمُ أليفًا، يُحبُّ الناسَ ويُحبونه، ويُكرمهم ويُكرمونه، ويُحسن إليهم ويُحسنون إليه، وعندها يندفع كل فرد في المجتمع، إلى القيام بواجبه راضيًا مطمئنًا، فتستقيمُ الأمور وتسودُ القيم وتقوم الحضارة.

وللأخلاق منزلة رفيعة في الإسلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبرُكم بأحبِّكم إلى الله، وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة؟ قالوا: بلى، قال: أحسنكم خلقًا"؛ رواه ابن حبان في صحيحه.

5- اكتساب الخلق الحسن: يمكن للإنسان أن يكتسب الأخلاق الحسنة الرفيعة، وذلك بالاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في حسن خلقه، ولقد أمرنا الله عز وجل بذلك؛ إذ قال: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [الأحزاب: 21].

ومن وسائل اكتساب الأخلاق الحميدة: صحبة الأتقياء والعلماء، وذوي الأخلاق الفاضلة، ومجانبة الأشرار وذوي الأفعال الدنيئة الرديئة.

6- من مكارم الأخلاق: حسن الخلق وصلة الرحم، والعفو والصفح، والعطاء رغم المنع، روى الحاكم وغيره عن عقبة بن عامر الجُهَني رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عقبة، ألا أخبرُك بأفضلِ أخلاقِ أهل الدنيا والآخرة. تَصِلُ من قطعَكَ، وتعطي من حرمَكَ، وتعفو عمَّن ظلمَكَ"، وفي رواية عند أحمد: "وتصفحُ عمن شتمَكَ".

ومن حسن الخلق: بشاشة الوجه، والحلم والتواضع، والتودد إلى الناس وعدم سوء الظن بهم، وكفُّ الأذى عنهم؛ قال صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق"؛ رواه مسلم.

7- الحث على مخالقة الناس بخلق حسن.
قال ابن رجب رحمه الله: "وقوله صلى الله عليه وسلم: (وخالِق الناس بخُلق حسن)، هذا من خصال التقوى، ولا تتم التقوى إلا به، وإنما أفرد بالذكر للحاجــة إلى بيانــه، فإن كثيرًا من الناس يظن أن التقوى هي القيام بحق الله دون حقوق عباده .. إلى أن قال: والجمع بين القيام بحقوق الله وحقوق عباده عزيز جدًّا، ولا يقوى عليه إلا الكُمَّـلُ من الأنبياء والصديقين ".

8- المعاملة الطيبة تزيل أثر المعاملة السيئة.

9- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، بتوجيههم لما فيه الخير والصلاح.

10- الحسنات يذهبن السيئات، وقد قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114].
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الأسباب العشر التي تندفع بها عقوبة السيئات، فقال: (والمؤمن إذا فعل سيئة فإن عقوبتها تندفع عنه بعشرة أسباب:
أن يتوب فيتوب الله عليه، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له - أو يستغفر فيغفر له - أو يعمل حسنات تمحوها، فإن الحسنات يذهبن السيئات - أو يدعو له إخوانه المؤمنون ويستغفرون له حيًّا وميتًا - أو يهدون له من ثواب أعمالهم ما ينفعه الله به - أو يشفع فيه نبيه محمد عليه الصلاة والسلام - أو يبتليه الله تعالى في الدنيا بمصائب تكفر عنه - أو يبتليه في البرزخ بالصعقة فيكفر بها عنه - أو يبتليه في عرصات القيامة من أهوالها بما يكفر عنه، أو يرحمه أرحم الراحمين، فمن أخطأته هذه العشر فلا يلومنَّ إلا نفسه".

11- ملازمة التقوى على كل حال، وللتقوى آثار عظيمة في إصلاح النفس.

12- وجوب تقوى الله في السر والعلن؛ لقوله: اتق الله حيثما كنت؛ حيث يراه الناس وحيث لا يرونه.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: (أسألك خشيتك في الغيب والشهادة).

وخشية الله في الغيب والشهادة من المنجيات؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاث منجيات، وذكر منها: خشية الله في السر والعلن).

وقيل: أعز الأشياء ثلاثة: الجود من قلة، والورع في خلوة، وكلمة الحق عند من يرجى أو يخاف.
وقال الشاعر:
إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل
خلوتُ ولكنْ قل عليَّ رقيب
ولا تحسبنَّ اللهَ يغفلُ ساعةً
ولا أن ما يخفى عليه يغيبُ

قال ابن رجب رحمه الله: "وفي الجملة، فتقوى الله في السر هو علامــة كمال الإيمان، وله تأثير عظيم في إلقاء الله لصاحبه الثناء في قلوب المؤمنين".





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.64 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]