وفاة شيخنا العلامة عبدالله بن إسماعيل السورتي الكافودروي رحمه الله (۱۹۳۳م - ٢٠١٨م) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 855056 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389902 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-03-2020, 04:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي وفاة شيخنا العلامة عبدالله بن إسماعيل السورتي الكافودروي رحمه الله (۱۹۳۳م - ٢٠١٨م)

وفاة شيخنا العلامة عبدالله بن إسماعيل السورتي الكافودروي رحمه الله (۱۹۳۳م - ٢٠١٨م)
عبد الأحد بن يوسف فتيل الكجراتي الفلاحي



بقلم تلميذه عبدالأحد بن يوسف السورتي الفلاحي




اسمه: عبدالله بن إسماعيل السورتي الكافودروي - رحمه الله -.

مولده: وُلِدَ شيخنا رحمه الله في الحادي عشر من رمضان في مدينة هيهو [heho] (من إقليم بورما) سنة ١٣٥٢هـ الموافق لسنة ١٩٣٣م.



نشأته ودراسته:

نشأ شيخُنا في بيئة مثالية صالحة على صلاح وتقى، وشَبَّ وترعرَع على شِيم النُّبل، وعاش عليها مدى حياته.

درس دراسة بدائية في «مدرسة إسلامية» في قرية كافودرا بأنكليشْوَر بروص، على الحافظ إبراهيم بن إسماعيل ملاَّ رحمه الله، وهو أول أساتذته، وتعلَّم منه القراءة والكتابة كما يتعلم الأطفال في الكُتَّاب.



ثم التحق بالجامعة الإسلامية تعليم الدين، دابهيل سنة ١٩٤٤م، وتعلَّم اللغة الفارسية من مولانا أحمد بن داود الكفليتوي، ومولانا عبدالحي بن المفتي إسماعيل بسم الله، ودرس الكتب العربية الابتدائية على الشيخ عبدالحي المذكور رحمهم الله، ودرس كتب التجويد، وتعلَّم قراءة القرآن موجودًا من الشيخ القارئ بندۂ إلهي الميرته‍ي، والشيخ القارئ محمد حسن الأمروهي.



ودرس كتب: نور الإيضاح، والقدوري (في الفقه الحنفي)، وعلم الصيغة (في علم التصريف)، وغيرها على الشيخ مولانا محمد إبراهيم الصوفي الدابهيلي المعروف بصوفي صاحب.



ثم سافر إلى أزهر الهند دار العلوم (ديوبند) سنة ١٩٤٧م، والتحَق بها وتعلَّم هناك سنة ونصف تقريبًا، وأفاد من أساتذته المهرة، فدَرَسَ كتابَيْ (كنز الدقائق)، و(شرح الوقاية) على الشيخ مولانا نصير أحمد خان البلند شهري، وكتاب (شرح الجامي) على الشيخ فخر الحسن المراد آبادي، وكتاب (نفحة العرب) على الشيخ مولانا السيد حسن الديوبندي، وكتاب (أصول الشاشي) (في أصول الفقه الحنفي) على الشيخ محمد نعيم الديوبندي، وبعض مقامات الحريري، ونور الأنوار (في أصول الفقه الحنفي) على الشيخ معراج الحق الديوبندي، رحم الله الجميع، إلى أن أصابه المرضُ، فغادر دار العلوم (ديوبند)، والتحَق مرة أخرى بالجامعة الإسلامية تعليم الدين، دابهيل (وتخرَّج فيها عام ١٩٥٣م)، ودَرَس هناك كُتُبَ المتنبي و(الهداية) للمرغيناني على الشيخ محمود باندور السِّمْلَكي، والحسامي و(مختصر المعاني)، و(شرح العقائد) على الشيخ عبدالرؤوف البيشاوري، و(تفسير الجلالين) على الشيخ عبدالجبار الأعظمي، و(الهداية) للمرغيناني (الجزء الثالث والجزء الرابع) على الشيخ فضل الرحمن الديوبندي.



شيوخه في الحديث:

الشيخ عبدالجبار بن الحاج عبدالرشيد الأعظمي رحمه الله:

أخذ عنه النصف الأول من صحيح البخاري، وكامل سنن الترمذي، وبعض سنن النسائي، وأجازه عامة.



الشيخ عبدالرؤوف بن فضل حق البيشاوري رحمه الله:

قرأ عليه النصف الثاني من صحيح البخاري وصحيح مسلم (كاملًا)، والشمائل المحمدية للترمذي، وموطأ محمد بتمامه، وشرح معاني الآثار إلى كتاب الصلاة.



الشيخ فضل الرحمن البيشاوري الديوبندي رحمه الله:

قرأ عليه السنن لأبي داود بكماله، وبعض سنن ابن ماجه.



الشيخ فخر الدين المراد آبادي رحمه الله:

حضَر دروسه لصحيح البخاري ستة أشهر، وسمِع عليه فيه أكثر من النصف.



الشيخ محمد إبراهيم البلياوي رحمه الله:

قرأ عليه أوائل الصحاح الست، وأجازه عامةً.



الشيخ المفتي مهدي حسن الشاه جهان بوري رحمه الله:

سمِع عليه بعض شرح معاني الآثار للطحاوي، وأجازه عامةً.



الشيخ عبدالفتاح أبو غدة الحلبي الحنفي:

قرأ عليه أول البخاري وآخره، وأجاز له عامةً.



الشيخ زكريا المحدث الكاندهلوي رحمه الله:

أجازه بالأولية ومسلسلات الشاه ولي الله المحدِّث الدهلوي.



الشيخ المفتي محمود حسن الكنكوهي:

أجازه بالأولية.



القارئ المقرئ محمد طيب القاسمي رحمه الله:

أجازه بالمسلسلات.



شيخ الإسلام المفتي محمد تقي العثماني حفظه الله:

أجازه عامةً.



الشيخ عبدالله بن أحمد الناخبي رحمه الله:

أجازه بالأولية.



وكانت له إجازة أيضًا من الشيوخ:

محمد يونس الجونفوري، وأحمد حسن خان التونكي، وأحمد القلاش، ومالك بن العربي السنوسي، وحسن بن حسين باسندوه، وفاطمة بنت أحمد الشريف السنوسية رحمهم الله، وافتخار الحسن الكاندهلوي، وتقي الدين الندوي حفظهما الله.



تدريسه وعطاؤه:

(عقب تخرُّجه في الجامعة الإسلامية تعليم الدين، دابهيل عام ١٩٥٣م)، عُيِّن في قسم التعليمات بـ(مجلس خدام الدين، سملك)، وهي هيئة تعليمية إسلامية، من أهدافها تنظيم المعاهد الإسلامية، ونشر الدعوة، ثم التحق بالجامعة الإسلامية تعليم الدين لتدريس الفصول العربية، فدَرَّس هناك كتبَ الأدب العربي والتاريخ الإسلامي، وذلك من سنة ١٩٥٤م إلى سنة ١٩٥٥م، ثم اضْطُرَّ للانتقال إلى قريته؛ ليتولَّى نيابة الإدارة لمجلة (تبليغ) الصادرة يومئذٍ باللغة الكجراتية من كافودرا، وعمِل هناك مع الكاتب محمود قاسم باندور رحمهما الله، ووقع هذا في سنة ١٩٥٦م.



(ذكرت هذا - أي: من قولي عُيِّن في قسم التعليمات... إلى ١٩٥٦م - بتصرف يسير واختصار قليل من كتاب (علماء ومفكرون عرَفتهم)؛ للمجذوب، (١٠٠/٣).



ثم فُوِّض إليه منصب ناظم التعليمات في (مجلس خدام الدين، سِملك) سنة ١٩٥٩م.



وسافر إلى أزهر الهند دار العلوم (ديوبند) سنة١٩٦٠م، وأقام هناك سنتين مشرفًا على نشاطات الطالِبَيْن النَجْلَيْن: عبدالرحمن الغاردي، وحبيب الرحمن الغارديان، وأفاد في هذه المدة من كبار أساتذتها، وهم:

الشيخ فخر الدين المراد آبادي، والشيخ نصير أحمد خان البلند شهري، والشيخ أختر حسين الديوبندي، والشيخ السيد حسن بن نبيه حسن، والشيخ معراج الحق الديوبندي، والشيخ فخر الحسن المراد آبادي، وكذلك شيخي المجيز الحافظ العالم الفاضل القارئ المقرئ محمد طيب الفيضي؛ فقرأ عليه شرح الوقاية كاملًا[1]، ثم عُيِّن مدرسًا سنة ١٩٦٢م في الجامعة الإسلامية تعليم الدين، دابهيل، وبقِي هناك مدرسًا إلى عام ١٩٦٥م.



ثم عُيِّن مدرسًا ومديرًا في جامعة فلاح الدارين، تركيسر سورت في سنة ١٩٦٦م، وبقِي على هذا المنصب إلى ١٩٩٢م، ثم عكَف في البيت لأجل مرضه، ولكن بعد ذلك أيضًا كان يهتم بجامعة فلاح الدارين اهتمامًا كبيرًا، ويعتني بها اعتناءً بالغًا، ولذا اشتَهر هو في القارة الهندية بـ(رئيس جامعة فلاح الدارين)، والحق أن له الدورَ الكبير في بناء وتنمية هذه الجامعة؛ لأنه جمع فيها المدرِّسين الماهرين في كل فنٍّ؛ من تفسير وحديث، وقراءة وأدب عربي... وما إلى ذلك، وكأن الله قَيَّضَه لهذه الجامعة!

وفُتِح عليه رموزٌ رفَع مستواها، وشرَح صدرَها، وسهَّل دربها رحمه الله رحمة واسعة.



وكذلك كان شيخنا مشرفًا على عدة مدارس وجامعات وكتاتيب في غجرات وخارجها، وكان لِمجلس الشورى لدار العلوم (وقف) ديوبند، والجامعة العربية هتهورا، وكذلك كان عضوًا لمجلس قانون الأحوال الشخصية لعموم مسلمي الهند، وعضو هيئة رابطة الأدب الإسلامي، الهند.



رحلاته:

كان شيخنا رحمه الله رُحلة جوالًا؛ فقد رحل وجال وسافَر، وتجوَّل في الهند وخارجها، ومن البلاد التي سافر إليها:

مكة المكرمة والمدينة المنورة - زادهما الله عزًّا وشرفًا - وقطر والكويت، ودُبَي (الإمارات)، والبحرين والأردن، والمغرب ومصر، وبغداد (العراق)، وإنجلترا وكندا وبَنَما، وأمريكا وملاوي، وزامبيا وباربادوس، وزيمبابوي وأيسلندا، والأندلس (إسبانيا) والبرتغال... وغيرها من البلاد، فصحِب علماءَ هذه البلاد، وأفاد منهم وأفادوا منه، كما زار الآثار الإسلامية القديمة الموجودة في بعض هذه البلاد، وكان يَذْكر ما جرى معه في هذه الرحلات من القصص والعبر والشخصيات وأحوالهم، وما إلى ذلك.



ومرة قال لي بعد ذكري له أني سمعتُ على الشيخ محمد فواد طه الزبداني الدمشقي حفظه الله ورعاه (هاتفيًّا):

كنت أريد السفر إلى دمشق، ولكن هذه الحرب منعتْني، قدر الله وما شاء فعل، (فرَّج الله عن أهلهم وعن جميع المسلمين).



تآليفه:

١- أضواء على تاريخ الحركة العلمية والمعاهد الإسلامية في غجرات.

٢- علامہ بدر الدین عینی اور علمِ حدیث میں انکا نقشِ دوام (بالأردية).

٣- ديوانِ الامام الشافعي (الترجمة والتشريح بالأردية).

٤- نصيحة المسلمين (ترجمة الحواشي والتعليقات).

٥- چاليس أحاديث (بالعربية والأردية والغجراتية).

٦- حضرت حاجی إمداد اللہ مہاجر مکی رحمہ اللہ اور ان کے نامور خلفا(بالغجراتية).

٧- علامہ یوسف بنوری اور خدماتِ حدیث (بالأردية).

٨- افکارِ پریشاں (بالأردية، مجلدان).

٩- صداۓ دل (بالأردية، أربع مجلدات).

١٠- گلشنِ کاپودرا (بالغجراتية).

١١- رشدوہدایت کے منار جن سے میں نے کسبِ فیض کیا (بالأردية، جمع أخي الفاضل إسماعيل كوثر-حفظه الله-)

١٢- علامہ قطب الدین نہروالی اور ان کی علمی خدمات (بالأردية)

١٣- مقدماتِ کاپودروی (بالأردية، جمع أخي الفاضل إسماعيل كوثر -حفظه الله-)



أخذي عنه:

تشرفتُ بلقائه مرات وكرات، وقرأتُ عليه أول البخاري والحديث المسلسل بالمحبة، وأجازني ثلاث مرات لفظًا وكتابةً.

وأذكر بالمناسبة أنه أجاز (ملبيًا على طلبي) على استدعاء شيخي الحبيب اللبيب محمد زياد التكلة، واستدعاء الأخ الكريم محمد بن عبدالله الشعار - حفظهما الله ورعاهما.



وأتذكَّر أن صديقي المحب الشيخ محمد أيوب العلي الدمشقي قال لي: إنه عقد عليه عدة مجالس لنفسه، ولبعض العلماء المعتنين، وأنه قرأَ عليه أوائلَ الكتب التسعة، وبعض المسلسلات، وأجازه عامةً.



على كل حال: ما تعلَّمتُه وانتفعتُ به من أدبه أكثرُ مما تعلَّمتُه مِن عِلمه رحمه الله رحمة الأبرار.



ذكريات جميلة:

كان رحمه الله يُحبني حبًّا جَمًّا، ومرة شكاني إليه أحد الناس، وقال له: عبدالأحد كذا وكذا..

فقال لي: قيل لي عنك: كذا وكذا! فقلت لهذا المشتكي: عبدالأحد مثل أولادي، أنا سأُفهمه، ثم فهَّمني ونصَحني كما يفعل الوالد مع ولده، وكانت نصائحه قيِّمة غالية رحمه الله.



سافر قبل سنتين إلى ديوبند، وكنت أتعلَّم حينها في مظاهر علوم (سهارنفور)[2] ، فقال لولده الصالح البار العالم الفاضل الشيخ إسماعيل: اتصل على عبدالأحد حتى نلقاه في سهارنفور، ثم أتى إلى سهارنفور، ولَقِيَ الشيخ الجونفوري ولقِيته أنا - ولله الحمد - وهذا من حبِّه لي وتواضُعه، وحُسن خُلقه مع أمثالي من صغاره، فكيف حاله مع كباره؟!



وكنتُ - ولله الحمد - أختلفُ إليه في كل أسبوعين أو شهر أو شهرين، وكان يُوصيني دائمًا بمطالعة الكتب، ولا يتجاوز كلامه الكتب والعلم والعلماء، وما يتعلق بالعلم، وأنا بعد أن لقِيتُه مرات وكرات لم أسمَع منه شيئًا غير ما ذُكِر، وكان يعطيني الكتب الحديثية كي أُطالعها، وقد يرسل لي بعضَ الكتب بواسطة أحد الواردين من منطقتي.



وكان يشجعني دائمًا، وهذا من أهم وأخص وأشهر خلقه، وأتذكَّر أني قَدَّمْتُ إليه آخر مرة كتابي عن إفادات شيخنا محمد يونس الجونفوري رحمه الله (علمي وعرفاني شہ پارے)، فأخذه بيده، وأثنى عليه كثيرًا... حتى اشترى مني ٢٠ نسخة له، وقال لي: سأُرسل هذه الكتب إلى بعض مُدَرِّسي الحديث في الهند وكندا وإنجلترا وغيرها.

أقول: والله لم أجد مثلَه في هذا الشأن، تغمَّده الله برحمته، وأسكنَه فسيحَ جنانه.



لقيته مرة في آخر أيام حياته وسألني: أيش تعملون في هذه الأيام؟

فقلتُ: خَرَّجتُ بعض إفادات شيخنا المجيز أحمد الخانفوري حفظه الله، وما زلتُ أعمَل على كتاب (إنسان العين في مشايخ الحرمين)؛ للشاه ولي الله المحدث الدهلوي رحمه الله ترجمته بالعربية، وخرَّجته.



فقال: حينما تُقَدِّمون هذين الكتابين إلى المطبعة فأخبِروني، وقال لي: اهتَم بكتاب الشاه هذا اهتمامًا كبيرًا (قالها مرتين)، ولكن لم تَسنَحْ لي الفرصة لتقديم هذا الكتاب إليه، فقد أتاه اليقين رحمه الله (قدر الله وما شاء فعل، لا حول ولا قوة إلا بالله).



حينما قرأتُ عليه الحديث المسلسل بالمحبة، قال: حينما يُقرأ هذا الحديث على الشيخ محمد زكريا المحدث الكاندهلوي رحمه الله، كان يبكي ويقول: ما أسعد معاذ بن جبل! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: ((والله أنا أُحبُّك يا معاذ)).



لقيتُه قبل زواجي بأيام، فقال: المرأة تصدُر منها تقصيرات وأخطاء يسيرة، فلا تهتمَّ بتقصيرات زوجتك واعفُ عنها.



نصيحته إلى الشباب:

نصائحه كثيرة جدًّا لجميع الأمة الإسلامية، ولكن أكتفي بذكر نصائحه للشباب التي ذكرها المجذوب في كتابه: (علماء ومفكرون عرَفتهم)، والحقيقة أنها مقابلة شخصية لشيخنا، فيقول المجذوب:

أخيرًا رأينا أن نتلقَّى من فضيلته نصيحة أبوية يوجِّهها إلى شباب الجيل المسلم... فرأى أن أفضلَ ما يقدِّمه إلى هؤلاء الأبناء الأحياء، هو توجيه أفكارهم إلى الأمور التالية:

١- أن يهتموا بالحفاظ على شخصيتهم الإسلامية أينما حلُّوا.



٢- أن يَعْتَزُّوا بما هداهم الله إليه من نعمة العقيدة الإسلامية الصحيحة التي كانت المصدر الأول لأكرم الحضارات على هذه الأرض.



٣- أن يَنأَوْا بأنفسهم عن مظاهر الترف المفسد.



٤- أخيرًا عليهم أن يَسمُوا بأنفسهم عن مواطن العبث الذي يَصرفهم عن أهم الواجبات التي تدعوهم إلى طاقاتهم الفعَّالة إلى كبار الأعمال، بدلًا من تبديدها في التوافه والسفاسف.



قالوا عنه:

ترجمة الشيخ محمد المجذوب في كتابه (علماء ومفكرون عرفتهم) (٩٧/٣-١٠٥)، وعدَّه من العلماء المفكرين.



قال شيخنا صفوان الداودي ضمن ترجمته في كتابه معجم الشيوخ:

كان الشيخ حَسَنَ السَّمت، حسنَ الخلق، لا يأنَف أن يأخذَ مِن أصغر منه، إذا وجد عنده شيئًا، ولو كان من تلامذته، يتكلم العربية بطلاقة ويفهَمها جيدًا، ومجلسه مجلس أُنْسٍ وفوائد، يحب المباحثة والاجتماع مع أهل العلم، ويقول: طلب هو منا - الشيخين الداودي وأحمد عاشور - فتهرَّبنا منه بلطفٍ.



أثنى عليه كثيرٌ من أهل العلم في حياته وبعد مماته، وقال كثير منهم: وفاته خسارة فادحة لا تُعوَّض، نسأل الله عز وجل أن يخلفَنا خيرًا منه.



انطباعي عنه:

هو شيخنا المربي، أحد الأئمة الأجِلاء، أوحد البدور والأهلة، العلامة الأغر، الحاج الأبر، الأديب الناثر، ذو الأخلاق والمآثر، المؤرخ الأشهر، المحقق الأبهر، أحد الكبراء دينًا وخشيةً، العارف الواضح، الولي الصالح، القدوة الناصح، ممن يؤثر صغارَه على نفسه، نقي القلب فيما أحسَب، الأديب البارع، الدراكة الفهَّامة، الضارب في كل فن بسهمٍ، والقارع صفاة كل قريحة وفهمٍ.



وكان رحمه الله قويًّا في الحق، لا يحابي أحدًا، ولا يداهن رجلًا، كان همُّه في خدمة الدين، مصارعًا الأهوال الخطرة، صبورًا حازمًا، نشيطًا في الإقبال على الآخرة، مُحتسبًا.



حصل في العلوم على طائل، ومشى في الطريقة على سنن الأوائل، رُحلة، وقيل عن مثله:

هيهات أنْ يأتيَ الزمانُ بمثلِه *** إن الزمانَ بمثلِه لبخيلُ



والله إن فقدَه خسارةٌ فادحةٌ لا تعوَّض، وثلمة لا تُسَدُّ، وقال الشاعر:



الأرضُ تَحيا إذا ما عاش عالِمُها

متى يَمُتْ عالِمٌ منها يَمُتْ طَرفُ



كالأرضِ تَحيا إذا ما الغيثُ حلَّ بها

وإن أبى عادَ في أطرافها التَّلفُ






وفاته:

كان رحمه الله يعاني الأمراض الشديدة منذ سنوات، إلى أن أُدخل في مستشفى (يشفين) بـ(نَوساري سورت) قبل وفاته باثني عشر يومًا، وعُولِج هناك أيامًا، ثم رجع إلى بيته، ثم أدخل في مستشفى ويلكير (welcare hospital) بكهرود إنكليشور، حتى وافته المنية في ٢٦ من شوال، مساء يوم الثلاثاء، الساعة الرابعة (تقريبًا)، وصلَّى عليه شيخنا المجيز المفتي أحمد الخانفوري حفظه الله ورعاه، وحضر في جنازته جمٌّ غفير، كان معظمهم من العلماء والفضلاء.




فلا تَحسَبوا موتَ التهامي واحدًا *** بل ماتتِ الدنيا به والوَرى طرَّا



اللهم ارحَمه رحمةَ الأبرار، واكتُبه عندك من الصالحين الأخيار.





[1] الشيخ محمد طيب مريض جدًّا في هذه الفترة، فأرجو منكم الدعاء له، أسأل الله عز وجل أن يمنَّ عليه بالصحة والعافية والإفادة للمسلمين.




[2] ليس بين سهارنفور وديوبند مسافة طويلة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 87.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 85.16 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (2.18%)]