الأمان .. دستور العلاقات الوطيدة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجامع في أحكام صفة الصلاة للدبيان 3 كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          دور المسجد في بناء المجتمع الإنساني المتماسك السليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          ملامح الشخصية الحضارية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المثنى بن حارثة الشيباني فارس الفرسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أدب الحديث على الهاتف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المدرسة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أثر صحبة العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 94 - عددالزوار : 74465 )           »          علمني هؤلاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الحب المفقود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-02-2020, 10:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,491
الدولة : Egypt
افتراضي الأمان .. دستور العلاقات الوطيدة

الأمان .. دستور العلاقات الوطيدة


غريب أبو الحسن


ينسج الإنسان منذ ميلاده وحتى رحيله العديد من العلاقات المختلفة، التي لها بالغ الأثر على حياته؛ فبعض هذه العلاقات، يَفتح له باب الأمل، وبعضها يغلقه، وبعض هذه العلاقات يكون سببًا لسعادته، وبعضها يسلبه الفرحة، وبعض هذه العلاقات يجبر كسره، وبعضها يقصم ظهره؛ فلماذا تتوطد بعض العلاقات وتنهار أخرى؟


دعونا نتأمل في علاقة مِن أقوى العلاقات على الإطلاق، وهي علاقة الأم بأبنائها، لماذا هذه العلاقة متينة وممتدة لا تنقطع إلا فيما ندر؟ بل لا تتوقف بموت أحد أطرافها، بل لا تتوقف إلا بموت الطرفين لبقاء حنين الذكرى عند مَن بقي، ومداعبة نسيم الشوق لقلبه كلما مرَّ طيف الراحل بحنايا فؤاده.

علاقة الأم بأبنائها

علاقة الأم بأبنائها مِن أقوى العلاقات؛ لأنها علاقة يحيطها الأمان مِن كل جهة، أمان مِن التخلي، وأمان مِن الرحيل، وأمان مِن الهجر، وأمان مِن سوء الظن، وأمان زيف المحبة، وأمان مِن انقضاء المصلحة، وأمان مِن الانتقام عند الخلاف، هذا الأمان الذي يجعل الابن مهما أساء، يعلم أن حضن أمه الدافئ ملاذه الذي لا يغلق عندما تغلق في وجهه الأبواب كلها، ثم تأتي بعدها علاقة الأبوة، ثم علاقة الأخوة، إذًا فالأمان هو دستور العلاقات الوطيدة، كلما زاد الأمان في علاقة ما كانت وطيدة، وكلما قل الأمان كانت العلاقة في مهب الريح.

العلاقات الزوجية

ولو تأملنا في العلاقات الزوجية التي تعاني فيه بلادنا من ارتفاع نسب الطلاق ارتفاعا قياسيا، لوجدنا أن سببًا رئيسا له هو: غياب الأمان المبني على دين الرجل، وخلقه، وأمانته، وعلى صلاح المرأة ودينها؛ فربما صرخت المرأة في وجه زوجها، طالبة الطلاق في وقت نفراتها ومعارضتها له، وهي توقن أن دينه وأمانته، سيجعلانه يحافظ على ميثاقه الغليظ، وأن تقواه لله ستجعله يتحملها وقت غضبها، وأنه أعقل مِن أن يهدم عشه في لحظة غضب؛ فدينه وخلقه يؤمنانها من غائلته؛ فإن أحبها أكرمها، وإن كرهها لم يظلمها، ذلك الدين الذي يجعله عادلًا في تقييمها؛ فإن كره منها خلقا رضي منها آخر؛ فلا ينسى سابق إحسانها بموقف أساءت فيه؛ لأن الأمان الذي يجعل الرجل كلما ضاق به الحال، يوقن أن تلك المرأة الصالحة ستكون في عونه ولن تطلب منه حرامًا، بل تخبره أنها تصبر على الجوع، ولا تصبر على حرِّ جهنم.

حسن الاختيار

ويبدأ الأمان في الزواج بحسن الاختيار، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ» (رواه الترمذي، وحسنه الألباني)، وقال صلى الله عليه وسلم : «فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ» (متفق عليه)، «الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ» (رواه مسلم)؛ فالأمان في الزواج مرده للِّدين والصلاح، وحسن الخلق الذي يقود لحسن العشرة.

الأمان في الصحبة

والصداقة من العلاقات المهمة في حياة الإنسان؛ لما لها مِن كبير الأثر في اكتساب المرء صفات الخير والشر؛ لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : «لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ» (رواه أبو داود والترمذي، وحسنه الألباني)، وقال أيضًا: «الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ» (رواه أبو داود والترمذي، وحسنه الألباني).

تقارب الصفات

بيد أن تقارب الصفات وكرم الطبع من العوامل التي تساعد على توطيد الصحبة والصداقة؛ فالأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، كما أنه مع تنافر الصفات، غالبًا ما يُحكم على هذه العلاقات بالبين والانتهاء، كما أن الشخصيات المزاجية المتقلبة منها مَنْ إذا رضي بالغ في المدح، وإن غضب بالغ في الذم؛ فهؤلاء مِن أصعب الشخصيات التي تستطيع أن تنسج معهم صحبة وصداقة؛ فالمزاجية خطرها الرئيسي، أنها تنزع الأمان من الصداقة انتزاعًا.

اختيار المؤمن التقي

فالأمان في الصحبة اختيار أيضًا؛ بحيث تختار المؤمن التقي، الذي تكثر بينك وبينه القواسم المشتركة، سوي النفس، ومعتدل المزاج. لتثمر تلك العلاقة تعاونًا على البر والتقوى بأقصر طريق، وأن تفر من الشخصيات المزاجية؛ فالحياة أقصر من أن تقضيها وأنت تستوضح منه لماذا غضب؟ أو تنفق الساعات لتبرهن أنك لم تخطئ.

الأمان في العمل

والأمان في العمل أن تختار القوي الأمين لإنجاز المهام، وأن تختار الماهر وصاحب الكفاءة والمؤتمن؛ فهو خير مَن تكلف لإنجاز المهام، ولكن ينبغي أن تُشعر مَن اخترته أيضًا بالأمان؛ فمِن الأمان أن تعده وتؤهله وتدربه على مهامه قبل أن تكلفه؛ فتجعله يكتسب ثقة في نفسه، ومن الأمان أن تكافئه إن أحسن، وأن توجهه إن أخطأ.

أعظم الأمان

غير أنه من أعظم الأمان في هذا الباب هو العدل، أن يشعر بالعدل فلا يستبعد دون سبب، ولا يقدم عليه مَنْ دونه بغير معيار، إن من أهم أسباب استفراغ الوسع في العمل شعور الفرد بأن مؤسسته لا يُظلم فيها أحد، وأن هناك معيارًا واضحًا لتقييم الأفراد؛ فبقدر حرص المؤسسة على منتسبيها، يحرص الفرد على إنجاح مؤسسته، والمدير الناجح هو الذي ينشر الأمان بين مرؤوسيه؛ فيستر ما ينبغي أن يستر، ويدعم من يحتاج الدعم، ويقوم من يحتاج التقويم؛ فسلام على مَن تطمئن أمه ببره، وزوجته بعشرته، وصديقه بصحبته، وأجيره بمعاملته، ورعيته بمسؤوليته، وسلام سلام على ناشري الأمان.

العمل التطوعي والخيري

والعمل التطوعي والخيري يحتاج لتلك الأسباب السابقة؛ لتنجح علاقات التعاون على البر والتقوى فيه؛ فيحتاج إلى الدِّين والتقوى والصلاح، والأمان الوظيفي، والعدل والكفاءة والأمانة، ليثمر علاقة مِن أنبل العلاقات على ظهر الأرض، علاقة الحب في الله، وهي ثمرة التعاون على البر والتقوى؛ فمهما ذُقت من حب، فحب الاجتماع على الطاعة مختلف المذاق، رائق المعنى، وارف الظلال.

ودرجة الأمان فيه عالية؛ لأن الاجتماع كان لله وفي الله وبالله، ولنصرة دين الله لا لدنيا ولا جاه، ويوم يعكر صفوها صروف الدهر وعوارضه، سرعان ما تتصافح القلوب، وتتعانق الأرواح، وتذعن لسلطان (الحب في الله).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.89 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]