|
|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
كيفية الغُسل
الحديث الثاني والثلاثون عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة غسل يديه ، ثم توضأ وضوءه للصلاة ، ثم يغتسل ، ثم يخلل بيده شعره حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الماء ثلاث مرات ، ثم غسل سائر جسده . الحديث الثالث والثلاثون وكانت تقول : كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد ، نغترف منه جميعا فيهما مسائل : 1 = هذا الحديث قسمه بعضهم إلى حديثين ، وهو حديث واحد ، فإن قوله : وكانت تقول .. إلخ من رواية البخاري بالإسناد نفسه وفي الموضع نفسه . فرواية البخاري : ثم غسل سائر جسده ، وقالت : كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد ، نغرف منه جميعا . 2 = تكرر كثيراً أن لفظ ( كان ) يدلّ على كثرة ملازمة الفعل . فعلى هذا يكون أكثر اغتسال النبي صلى الله عليه وسلم عند عائشة رضي الله عنها على هذه الصفة ، ولا يعني أنه حافظ على هذه الصفة دون غيرها ، وسيأتي – إن شاء الله – بعده حديث ميمونة رضي الله عنها ، وفيه اختلاف . 3 = قولها رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة أي إذا أراد الاغتسال . وتخصيص الغسل بأنه من الجنابة ليُباين غسل النظافة والتّبرّد . 4 = غسل يديه : أي قبل أن يُدخلهما في الإناء ، وهو مُصرّح به في حديث ميمونة . وجاء في رواية للبخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة غسل يده . 5 = " ثم يغتسل ، ثم يخلل بيده شعره " فيه تقديم وتأخير . أي انه يُخلل شعره بيده ، ثم يغتسل بعد ذلك . 6 = كيف يغسل رأسه ؟ يُخلل شعر رأسه بيده ، والتخليل إدخال الأصابع بين أجزاء الشعر . والتخليل هو إدخال شيء بين أشياء . ومنه : تخليل الأسنان . وقد جاء في رواية للبخاري : ثم يدخل أصابعه في الماء ، فيخلل بها أصول شعره ، ثم يصب على رأسه ثلاث غُرف بيديه ، ثم يفيض الماء على جلده كله . وفي رواية له : إذا اغتسل من الجنابة دعا بشيء نحو الحِلاب ، فأخذ بكفه ، فبدأ بشق رأسه الأيمن ، ثم الأيسر ، فقال بهما على رأسه . وفي رواية له من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما أنا فأفيض على رأسي ثلاثا ، وأشار بيديه كلتيهما . 7 = الغسل نوعان : غسل كامل غسل مجزيء فالغسل الكامل : هو مثل روته عائشة وما روته أيضا ميمونة على ما سيأتي بيانه . وأما المجزئ : فمن اغتسل ولم يبدأ بالوضوء فغسله صحيح ، وهو ما يُسمّى الغسل المجزئ ، ومثله ما لو انغمس الجنب في ماء جارٍ أو في البحر بنيّة الاغتسال أجزأه إذا عمّم جسده بالماء ، أو دخل تحت ما يُسمّى بـ " الدش " أو صب الماء وعممه على جسمه ، وتمضمض واستنشق سواء قبل الغسل أو بعده ، فمن فعل ذلك فقد تطهّر من الجنابة . ولا شك أن الغسل الكامل أفضل . 8 = وتوضأ وضوءه للصلاة ، أي مثل وضوئه للصلاة . وفي حديث ميمونة – الآتي – أنه أخّـر غسل قدميه إلى ما بعد غسل سائر بدنه . 9 = أروى بشرته : يعني بلل شعره فوصل الماء إلى أصول شعره حتى بلغ جلد الرأس وهو المقصود بـ " بشرته " . والحكم عام في الرجال والنساء . ففي حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله إني امرأة أشد ضفر رأسي ، فأنقضه لغسل الجنابة ؟ قال : لا ، إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات ، ثم تفيضين عليك الماء ، فتطهرين . رواه مسلم . 10 = أفاض : أي أفرغ الماء وصبه على جسده . 11 = التثليث في الغسل إنما هو في الرأس دون سائر البدن . 12 = هل يُشترط دلك الجسم باليد حال الاغتسال ؟ قال ابن قدامة - رحمه الله - : ولا يجب عليه إمرار يده على جسده في الغسل والوضوء إذا تيقن أو غلب على ظنه وصول الماء إلى جميع جسده . 13 = هل يُجزئ الغسل عن الوضوء ؟ تقدم الكلام عنها ، وستأتي الإشارة إليه في حديث ميمونة رضي الله عنها . 14 = جواز اغتسال الرجل والمرأة من إناء واحد . وتلطف النبي صلى الله عليه وسلم في الاغتسال مع زوجاته . وينبني على ذلك أن يغرف الرجل والمرأة من إناء واحد وقد جاء في رواية لمسلم : قالت : كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء بيني وبينه واحد ، فيبادرني حتى أقول : دع لي ، دع لي . وينبني عليه أن يرى كل واحد منهما عورة الآخر . سُئل الإمام مالك رحمه الله : أيُجامع الرجل زوجته وليس بينهما ستر ؟ قال : نعم . فقيل له : إنهم يرون كراهة ذلك . فقال : قد كان النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة يغتسلان عريانين ، والجماع أولى بالتّجرّد . وقال أيضا : لا بأس أن ينظر إلى فرجها في الجماع . قال ابن الملقن : وهو الـمُـرجّـح عندنا أيضا . ( يعني في مذهب الإمام الشافعي ) ولا يصح في النهي عن التجرّد حال الجماع حديث . كما لا يصح في النهي عن نظر أحد الزوجين لعورة صاحبه حديث . وأما حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أنه قال : قلت : يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر ؟ قال : احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك . قال : قلت : يا رسول الله إذا كان القوم بعضهم في بعض ؟ قال : إن استطعت أن لا يرينها أحد ، فلا يرينها . قال : قلت : يا رسول الله إذا كان أحدنا خالياً ؟ قال : الله أحقّ أن يستحيا منه من الناس . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والنسائي في الكبرى . فهو محمول على الندب والاستحباب . وقد بوّب الإمام البخاري : باب من اغتسل عريانا وحده في الخلوة ، ومن تستر فالتستر أفضل . وقال بهز عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم : الله أحق أن يستحيا منه من الناس . ثم ساق قصة اغتسال موسى عليه الصلاة والسلام عريانا . وساق قصة اغتسال أيوب عليه الصلاة والسلام عريانا . والله تعالى أعلى وأعلم .
__________________
وانقضت الأيام
وصرت أُنَادى بأم البراء بين الأنام ربِّ احفظه لي وأقر عيني فيه حافظا لكتابك و إمام |
#2
|
||||
|
||||
رد: كيفية الغُسل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم اختنا الكريمة علي طرح المبارك اسعدكم الله في الدنيا والاخرة اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ثبتنا علي دينك وسنة نبيك محمد صلي الله عليه وسلم |
#3
|
||||
|
||||
رد: كيفية الغُسل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرا أختي الحبيبة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |