رسالة التوحيد: مناقشة مع من يجوّز التوجه بالدعاء لغير الله - عز وجل - - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28432 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60058 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 833 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-12-2019, 05:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رسالة التوحيد: مناقشة مع من يجوّز التوجه بالدعاء لغير الله - عز وجل -

رسالة التوحيد: مناقشة مع من يجوّز التوجه بالدعاء لغير الله - عز وجل -
محمد الهاشمي الحامدي


(1)
يبدو لي أن الحديث في موضوعات مثل السجال بين التيارات الفكرية المعاصرة والسياسة والحجاب والنقاب والإختلاط؛ أكثر إثارة وإغراء مما أنوي الكتابة عنه في هذه المقالة.
مع ذلك، ألفت نظر القارئ الكريم أنني وجدت من الأدلة المتواترة ما يبين أن الموضوع الذي أنوي الحديث عنه يجب أن يكون في أعلى سلم الأولويات للبشر قاطبة.
أقول ذلك تعظيما لموضوع المقالة لا تعظيما لشأن مقالتي، فهي اجتهاد فردي متواضع قابل للنقد والتعديل، نشرته من قبل في كتابي "رسالة التوحيد" ولا يلزم أحدا غير كاتبه، والفرق واضح بين الإثنين. وسبب تعظيم الموضوع أنه يتعلق بالعلاقة بين العباد وبين خالقهم، والعباد هنا وصف عام يشمل كل الناس في كل الدنيا، بمن فيهم الإسلاميون والعلمانيون، والسلفيون والتحديثيون، والسنة والشيعة والزيدية والإباظية والظاهرية وغيرهم.
الموضوع يتعلق بما سماه نبينا محمد - عليه الصلاة والسلام – حق الله على عباده وحق العباد على الله. ورد ذلك فيما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه -، قال: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم –))يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟ قلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: حق الله على العباد: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله: أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً)).
(2)
أدرت في قناة المستقلة عدة ندوات حوارية في نهاية أبريل 2009 عن موقف المدارس الإسلامية عن دعاء غير الله - عز وجل -، وفي إحدى هذه الندوات اتصل مشاهد من الجزائر وقال إن كبار السن في بلاده إذا سمعوا صوت الرعد استعانوا بسيدي عبد القادر الجيلاني - يرحمه الله -، أما هو وأترابه من الجيل الشاب، فإنهم لا يفعلون ذلك، ويستعينون بالله وحده.
كان ممن يسمع هذا الحديث عالم دين فاضل في قم، يشارك في النقاش عبر الهاتف، فعلق على مداخلة الجزائري بأن الشيطان أغواه فصرفه عن الاستغاثة بأولياء الله الصالحين.
هذا موقف فكري آخر يتبناه قطاع من المسلمين، ويدافع عنه عدد من العلماء المسلمين الشيعة والسنة. يرى أصحاب هذا الموقف أن التوحيد لا يتعارض مع الاستعانة بالمقبورين أيا كانوا ونداؤهم وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب أو بعد، والنذر لهم، وتشيد القبور وسترها وأضاءتها والمسح بها، والحلف بغير الله، ويقولون إن من يفعل هذه الأمور من المسلمين يؤمن بالله ربا لا شريك له، ويرى في تعظيمه للأولياء والأئمة قربة من القربات إلى الله، لأن هؤلاء الناس مكرمون عند الله - عز وجل -، وأحياء مثل حياة الشهداء، ولذلك يسمعون النداء والدعاء.
ويقول هؤلاء أيضا أنهم إذا دعوا: يا جيلاني، أو يا حسين، أغثني، فإن قصدهم الباطني هو: يا الله، بجاه الجيلاني أو بجاه الحسين عندك أغثني.
ويستشهد بعضهم بقوله - تعالى -: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) (النساء: 64)، لتبرير دعاء غير الله - سبحانه - والاستغاثة به، ويقولون إن رسول الله يسمع النداء بعد وفاته.
(3)
أقول: ثمة وقفتان مهمتان للغاية بشأن الآية الكريمة رقم 64 في سورة النساء.
في البداية، أطلب من الجميع أن يقرءوا الآية الكريمة في المصحف ويعودوا لسياقها في سورة النساء.
يقول - تعالى -: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا (63) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا)(64).
كما ترون: يدور الحديث في هذه الآيات عن المنافقين الذين يصدون عن سبيل الله ونهج النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقد ذكر القرطبي ما نصه في شرح الآية 64 التي يستشهد بها البعض لتبرير دعاء غير الله - عز وجل - والاستغاثة بغير الله - عز وجل -. قال القرطبي:
"الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله - تعالى -: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسهمْ جَاءُوك فَاسْتَغْفَرُوا اللَّه وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُول) يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَلَوْ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ وَصَفَ صِفَتهمْ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ، الَّذِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى حُكْم اللَّه وَحُكْم رَسُوله صَدُّوا صُدُودًا، إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسهمْ بِاكْتِسَابِهِمْ إِيَّاهَا الْعَظِيم مِنْ الْإِثْم فِي اِحْتِكَامهمْ إِلَى الطَّاغُوت وَصُدُودهمْ عَنْ كِتَاب اللَّه وَسُنَّة رَسُوله، إِذَا دُعُوا إِلَيْهَا جَاءُوك يَا مُحَمَّد حِين فَعَلُوا مَا فَعَلُوا مِنْ مَصِيرهمْ إِلَى الطَّاغُوت رَاضِينَ بِحُكْمِهِ دُون حُكْمك، جَاءُوك تَائِبِينَ مُنِيبِينَ، فَسَأَلُوا اللَّه أَنْ يَصْفَح لَهُمْ عَنْ عُقُوبَة ذَنْبهمْ بِتَغْطِيَتِهِ عَلَيْهِمْ، وَسَأَلَ لَهُمْ اللَّهَ رَسُولُهُ - صلى الله عليه وسلم - مِثْل ذَلِكَ.
وَذَلِكَ هُوَ مَعْنَى قَوْله: فَاسْتَغْفَرُوا اللَّه وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُول).
وَأَمَّا قَوْله: (لَوَجَدُوا اللَّه تَوَّابًا رَحِيمًا) فَإِنَّهُ يَقُول: لَوْ كَانُوا فَعَلُوا ذَلِكَ فَتَابُوا مِنْ ذُنُوبهمْ لَوَجَدُوا اللَّه تَوَّابًا، يَقُول: رَاجِعًا لَهُمْ مِمَّا يَكْرَهُونَ إِلَى مَا يُحِبُّونَ، رَحِيمًا بِهِمْ فِي تَرْكه عُقُوبَتهمْ عَلَى ذَنْبهمْ الَّذِي تَابُوا مِنْهُ".
هذا سياق الآية. وهذا تفسيرها عند القرطبي.
(4)
ولدينا وقفة ثانية مع هذه الآية، من خلال طرح السؤال الآتي: هل يسمع الأولياء دعاء الداعي وهو بعيد عنهم بآلاف الأميال؟
لنقبل على سبيل الإفتراض ما يحاول البعض فهمه منها، هم يريدون استخدام الآية لتبرير دعاء غير الله - سبحانه - والإستغاثة به. ويقولون إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمع النداء بعد وفاته.
أتساءل هنا: هل يقصد أصحاب هذا الطرح هنا أن من ذهب الى قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - وناداه واستغاث به فإنه يسمعه؟
حسنا، إذا جاز هذا افتراضا، فعلى ماذا يعتمد الذين ينادون: "يا رسول الله، يا علي، يا حسين، يا جيلاني"، وهم في بيوتهم، على بعد مئات أو آلاف الأميال من قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أو قبور هؤلاء الأولياء والأئمة الذين يدعونهم؟
الواقع المُعَاشُ يدل على أن من يقول: يا علي أدركني، أو المرأة التي تقول في غرفة الولادة: يا علي أدركني، أو السائق الذي يعلق ملصقا على زجاج سيارته مكتوب فيه: يا أبا الغوث أغثني، كل هؤلاء الناس ينادون من يعتقدون في كرامتهم من الأولياء والأئمة، وهم بعيدون عن أضرحتهم مئات الأميال، أو آلاف الأميال.
(5)
أصبح من الضروري طرح هذا السؤال: أين الدليل على جواز دعاء غير الله - عز وجل - بعد أن تبين أن من يُجَوّز دعاء الأولياء والأئمة يحكم بجوازها للداعي: سواء ذهب هذا الداعي الى قبور من يدعوهم من الأولياء والأئمة أم لم يذهب.
أين الدليل على جواز دعاء غير الله - عز وجل -، وفي القرآن الكريم آيات كثيرة واضحة لا لبس فيها تبين أنه - سبحانه - هو وحده الذي يجيب المضطر إذا دعاه، ووحده الذي يكشف السوء، ويرزق من يشاء بغير حساب؟
الله - تعالى -يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ). (البقرة: 186)
ليس في هذه الآية ما يدل على أن الأمر بالخيار، وليس فيها ما يدل على أن بوسع المسلمين أن يتوجهوا بدعائهم إلى الله - تعالى - أو أن يتوجهوا بدعائهم إلى أحد من الصالحين، الآية واضحة، توجه الناس جميعا إلى دعاء الله - تعالى -وحده.
(6)
الدعاء من العبادة.
يقول الله - سبحانه وتعالى -: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ، إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين). (غافر: 60)
وفي هذه الآية دليل قاطع على أن الدعاء من العبادة، لأن الله - تعالى -يأمر عباده بالتوجه إليه بالدعاء ويعدهم بالاستجابة، كرما منه وفضلا، ثم يحذر المستكبرين عن الدعاء ويتوعدهم بجهنم، ويستخدم عبارة العبادة في سياق الحديث عن الدعاء.
وقد استدل ابن كثير في تفسيره لهذه الآية بحديث نبوي شريف رواه الإمام أحمدَ، قَالَ الْإِمَام أَحْمَد: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة حَدَّثَنَا الْأَعْمَش عَنْ زرٍّ عَنْ يُسَيْع الْكِنْدِيّ عَنْ النُّعْمَان بْن بَشِير - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم – ((إِنَّ الدُّعَاء هُوَ الْعِبَادَة، ثُمَّ قَرَأَ ( اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّم دَاخِرِينَ)). وَهَكَذَا رَوَاهُ أَصْحَاب السُّنَن التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَهْ وَابْن أَبِي حَاتِم وَابْن جَرِير كُلُّهُمْ مِنْ حَدِيث الْأَعْمَش بِهِ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن صَحِيح، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن جَرِير أَيْضًا مِنْ حَدِيث شُعْبَة عَنْ مَنْصُور وَالْأَعْمَش كِلَاهُمَا عَنْ زرّ بِهِ، وَكَذَا رَوَاهُ اِبْن يُونُس عَنْ أَسِيد بْن عَاصِم بْن مِهْرَان حَدَّثَنَا النُّعْمَان بْن عَبْد السَّلَام حَدَّثَنَا سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ مَنْصُور عَنْ زرّ بِهِ، وَرَوَاهُ اِبْن حِبَّان وَالْحَاكِم فِي صَحِيحَيْهِمَا وَقَالَ الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد".
(7)
تعالوا نتعلم من الأدعية الواردة في القرآن الكريم.
أجل. لننظر في الأدعية الواردة في القرآن الكريم، وهي كثيرة، وردت على لسان العديد من الأنبياء والصالحين، هل توسل فيها واحد منهم لربه بأحد؟ أو هل دعا واحد منهم غير الله - عز وجل - بتأويل أو بغير تأويل؟
هذا دعاء سيدنا يونس - عليه السلام - في لحظة الضيق والشدة: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ). (الأنبياء: 87)
وهذا دعاء سيدنا نوح عندما كذبه قومه واتهموه بالجنون وكادوا له: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ. فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ). (القمر: 9-10)
وهذا دعاء سيدنا موسى - عليه السلام -: (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي. وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي. وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي) (طه: 25-28)
وهذا دعاء سيدنا إبراهيم - عليه السلام -: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ). (البقرة 127-129)
ومن دعائه أيضا: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى الله مِن شَيْءٍ فَي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء الْحَمْدُ لله الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ). (ابراهيم: 37-41)
وهذا دعاء بلسان أجيال المؤمنين الذين جاؤوا من بعد المهاجرين والأنصار:
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ. (الحشر: 10)
وهذا دعاء إمرأة فرعون: (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ). (التحريم: 11)
وهذا دعاء المؤمنين أولي الألباب: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ. الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ. رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ. رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ). (آل عمران: 190-194)
(8)
بعد أن عرضت هذه الأدعية من القرآن الكريم، أسأل جميع المهتمين بهذا الموضوع: هل قال أحد منهم: يا رب، أتوسل إليك بعلي، أو الحسين، أو الجيلاني أن تغيثني؟ أو هل قال أحد منهم: يا علي، أو جيلاني، بوجاهتك عند الله، أغثني؟
طبعا لا، والقرآن الكريم نهجه في أمر الدعاء واضح بين من الأمثلة التي عرضناها وليس فيها شك أو غموض.
حكم القرآن الكريم البين الواضح في المسألة:
لقد نهى نهيا قاطعا عن دعاء غير الله - عز وجل -، وعلم المؤمنين كيف يدعون ربهم في آيات بينات تتلى الى يوم القيامة.
فهل الأفضل اتباع القرآن الكريم، أم اتباع تأويلات المؤولين الذين يريدون تجويز دعاء غيره من المخلوقين؟
أكتفي بهذا القدر، آملا أن أضيف في مقالة لاحقة أدلة مماثلة من الأدعية المأثورة عن نبينا محمد - عليه الصلاة والسلام -، وأخرى من أدعية الإمام علي - رضي الله عنه - ومن أقواله في معنى التوسل وحصره في العمل الصالح وحده، ومن نهيه القاطع عن التوجه بالدعاء لغير الله - سبحانه وتعالى -.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.48 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]