موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره - الصفحة 59 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاستعمار وأساليبه في تمكين الاستشراق الحلقة الرابعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 605 )           »          قواعد عقاب الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 42 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 55 - عددالزوار : 15789 )           »          توجيهات منهجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          القاعدة الأوفى في الأسماء الحسنى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 127 - عددالزوار : 14510 )           »          تحويل القبلة وتميز الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          التوبة في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #581  
قديم 08-05-2008, 10:53 AM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

إخراج الحي من الميت





تأليف الدكتور نظمي خليل أبو العطا
أستاذ النبات في جامعة عين شمس سابقاً
ومدير مركز ابن النفيس للخدمات العلمية والفنية في البحرين
قال تعالى : (إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ {95} فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ)[1]
الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ فالق الحب : شاقه عن النبات أو خالقه ..
وقال سبحانه وتعالى : (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ)[2]
يفسر البعض إخراج الحي من الميت بقولهم يخرج البادرة الحية من الحبة الميتة ويخرج الكتكوت من البيضة ويؤكدون أن الحبة ميتة وأن البيضة ميتة.
ويقول العلم ويؤكد أن البذرة أو الحبة (البيضة المخصبة ) ليست بميتة ، وهي تحتوي على الجنين الحي المتكون من الرويشة والجذير والغذاء المدخر والفلقات .
وأن حيوية الجنين شرط أساسي من شروط الإنبات للبذور والحبوب بعد توفر المياه وباقي الظروف الخارجية اللازمة للإنبات.
وإننا إذا قتلنا الجنين بالحرارة العالية أو الأشعة أو حتى الغازات السامة أو غيرها من العوامل الخارجية المميتة للجنين فإن الحبة أو البذرة يستحيل أن تنبت ويخرج منها البادرة التي تعطي النبات بعد ذلك حتى لو وفرنا جميع الشروط اللازمة للإنبات .
إذاً ما هو التفسير العلمي لإخراج الحي من الميت كما يفهمه علماء النبات ؟
نقول وبالله التوفيق :
أولاً : إن المواد الغذائية التي تتناولها الكائنات الحيةما هي إلا مواد كيميائية ميتة هذه المواد عندما يتغذى عليها الكائن الحي تهضم بجهازه الإنزيمي وتمتص بجهازه الماص وتدخل إلى الخلايا فتتحول بقدرة الخالق سبحانه وتعالى من مواد كيماوية ميتة لا حياة فيها إلىمواد حيوية حية ، من سيتوبلازم حي ، ونواة حية ، وأحماض نووية وعضيات خلوية كلها حي ، أليس هذا بإخراج للحي من الميت ؟!!
أوليس هذا إعجاز علمي في القرآن الكريم فالحامض النووي DNAالذي يسيطر على جميع العمليات الوراثية في الخلية ما هو إلا مواد كيميائية : سكر ، فوسفات ، جوانين ، وسيتوسين ، وأدنين ، وثيامين ، وكلها مركبات كيماوية بحتة لها تركيب كيماوي بحت معلوم الترتيب والكمية ، والبناء الفراغي والسلوك التفاعلي ، ومع ذلك فشل الباحثون في العالم من بث الروح في هذه المكونات داخل المختبر.
وأنشأت بعض الدول مختبرات حديثة بأحدث الأجهزة العصرية لتخلق جزيء واحد من الحامض النووي DNAوبث الروح فيه ، ولكن فشلت كل المحاولات .
ومن المدهش أن هذه المواد الميتة عندما تعبر غشاء الخلية المنفذ الاختياري الحي وتدخل إلى سيتوبلازم الخلية ، تتحول في أوقات قليلة إلى مادة حية ، تحمل كل الصفات الوراثية للكائن الحي ، أليس هذا بإخراج للحي من الميت من خلية لا يتجاوز حجمها حجم نقطة في كتاب من كتب الأطفال وبدون ضجيج، أو صخب أو علماء أو قياسات أومختبرات وتكنولوجيا ومعاناة ، ولكن لماذا ربطت هذه الآية الكريمة بين انفاق الحب وبين إخراج الحي من الميت ؟
نقول وبالله التوفيق :
عند وضع الحب والنوى في التربة الزراعية ووصول الماء إليها تمتص الماء بفعل عوامل التشرب والضغط الأسموزي وغيرها من العوامل البيئية الخارجية ، وعندما يصل الماء إلى الجنين الحي ينشط فجأة ويفرز أنزيمات تحلل المواد الغذائية المدخرة المعقدة صعبة الامتصاص إلى مواد بسيطة سهلة الامتصاص وتنفش الحبوب والنوى نتيجة للعمليات السابقة ، ويمتص الجنين الماء والغذاء المدخر بعد تحلله ، وتتحول المواد الغذائية الميتة في داخل أنسجة إلى خلايا حية بحول الله وأمره وبما أودع الله في هذا الجنين من خلق وهداية مصداقاً لقوله تعالى في سورة طه (قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) ..
أي أعطاه صورته اللائقة بخاصيته ومنفعته ثم أرشده إلى ما يصلح له ، فيبدأ الجذير في النمو والانقسام والخروج منها متجهاً نحو الأرض حيث التثبيت والماء والأملاح ، وهي المواد التي خلق الجذير من أجل الحصول عليها ، أما الرويشة فتخرج متجهة إلى أعلى حيث الهواء والضوء وتكون المحصلة النهائية للعمليات السابقة هي انفلاق الحب والنوى وخروج الحي من الميت .
ثانياً : الفيروساتمن أصغر الكائنات الحية الدقيقة التي نعرفها حتى الآن وهي من أخطر الكائنات الحية الدقيقة على الإنسان والحيوان والنبات ، هذه الفيروسات تجمع في عجب عجاب بين صفتي الحياة والموت ، فهي خارج الخلايا جسيمات ميتة متبلورة تذوب كما تذوب بلورات الملح والسكر ولا حياة فيها ولا نمو ولا تكاثر .
ولكن عندما تلتصق هذه الجسيمات الميتة ببعض الخلايا الحية تدب فيها الحياة بصورة مذهلة ، حيث تبدأ في الانقسام بمعدلات سريعة للغاية ، وتستطيع في هذه الحالة أن تدمر العديد من الكائنات الحية الحيوانية والنباتية والبكتيرية وكذلك الإنسان .
والأعجب من ذلك أنها إذا خرجت خارج الخلية الحية تحولت ثانية إلى جسيمات ميتة وتتبلور ، وهنا قمة الإعجاز الإلهي في الخلق والدليل القاطع على أن الله سبحانه وتعالى : ( يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ) وأن الحياة لا تتولد إلا من الحياة التي جعلها الله سراً من أسراره ، ونعمة من نعمه يهبها من يشاء من عباده ويسلبها ممن يشاء منهم وأن البشرية لو اجتمعت على إحياء خلية واحدة ميتة لعجزت .
ثالثاً : مثال آخر على إخراج الحي من الميتيتمثل في المعادن الموجودة في الأرض الزراعية ، وهي عبارة عن مواد ميتة انفصلت عن الصخور الأرضية بفعل العوامل الكيمائية والطبيعية والأحيائية ، عندما يمتصها النبات وتدخل إلى خلاياه تتحول بعد إتحادها مع بعض المواد الغذائية الأخرى إلى سيتوبلازم حي وعضيات حية ، وفي كل لحظة يخرج الله سبحانه وتعالى أعداداً لا تحصى ولا تعد من هذه المركبات والمعادة الميتة مصداقاً لقول الله سبحانه وتعالى( يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُون).
فكيف تنصرفون عن عبادة من يخلق إلى عبادة من لايخلق ؟ كما قال ربنا سبحانه وتعالى: ( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو أجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ، ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز)..
وصدق الله العظيم وبلغ رسولنا الكريم ونحن على ذلك من الشاهدين.
الدكتور نظمي خليل أبو العطا


[1] سورة الأنعام

[2] سورة يونس


  #582  
قديم 08-05-2008, 10:56 AM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

وما لا تبصرون بين الدين والعلم الحديث

قال تعالى : (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ {38} وَمَا لَا تُبْصِرُونَ {39}إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ)[1]
في الآية الأولى يقسم الله سبحانه وتعالى بما نبصره به من أرض وسماء وشمس وكواكب وكائنات حية ،وجماد وكل ما يقع عليه بصر البشر ويدركه وهذا معلوم لنا جميعاً .
ثم يقسم العليم الخبير في الآية التالية بما لا نبصر ، ويندرج تحت هذا القسم كل ما لا نراه بأعيننا المجردة وهذا سبق قرآني عظيم ، لأن ما لا نبصره من موجودات ومخلوقات أكثر بكثير ما نبصره بأعيننا المجردة ، فهناك الموجات الصوتية والكهربية والمجالات المغنطيسية والأشعة غير المرئية وغيرها من المفاهيم الفيزيائية والكيميائية وهذا كله ليس في مجال تخصصي العلمي ونحن هنا بصدد الحديث عن الإعجاز النباتي في القرآن الكريم وسوف أقصر حديثي على الكائنات الحية الدقيقة والنباتات اللازهرية والزهرية .
أولاً البكتيريا :
البكتيريا من الكائنات الحية الدقيقة التي لا نبصر خلاياها المفردة بأعيننا المجردة ، والتي لم يتعرفها الإنسان إلا بعد اختراعه المجاهر الضوئية المركبة ، وظل الكثير منها مخفياً إلى أن اخترع الإنسان المجهر الإلكتروني وما زال العديد من صفات البكتيريا وخواصها وأنواعها خفية على العلماء لا يدرون عنها شيئاً ، رغم التقدم العلمي الهائل في مجال علم البكتيريا ووسائل الفحص المجهري والتكبير .
فالبكتيريا توجد في التربة والماء ومحمولة على هباءات التراب في الهواء ، وتوجد على أجسادنا وملابسنا وفي أمعائنا وأنوفنا وفي فمنا وبين أسناناً وفي حلوقنا وبين أصابعنا وتحت آباطنا وعلى أطعمتنا وأشربتنا وبداخلها .
ويعرف الكثير من الناس عن البكتيريا أنها كائنات حية دقيقة ممرضة ، ولا يعرف وجود أنواع معينة من البكتيريا .
والبكتيريا ورفيقاتها من الفطريات وبعض الكائنات الحية الدقيقة الأخرى ، تخلصنا من النفايات البشرية ومن أجسام الموتى من الكائنات الحية ولولا ذلك لتكدست الأرض باجساد الموتى من لدن آدم حتى اليوم.
ثانياً : الفطريات
الفطريات من الكائنات الحية الدقيقة التي لا نرى معظم أفرادها بأعيننا المجردة لكننا نراها إذا تجمعت على شكل أعفان على الخبز والثمار المتعفنة ويصل وزن بعض أجناسها إلى الكيلوجرمات.

وتسبب الفطريات العديد من الأمراض العديد من الأمراض للإنسان والحيوان والنبات وهي تمتلك أقوى وأعظم جهاز أنزيمي تحليلي في العالم تفتت به الصخور والأخشاب والجلود والشعر والعظام والبلاستيك والزجاج وغيرها من الأشياء .
والفطريات موجودة في التربة والماء ومحمولة على التراب في الهواء وتوجد على أجسادنا وطعامنا وشرابنا، وعلى النبات وعلى أجساد الحيوانات وإذا أردنا أن نعرض عليك شريط فيديو مسجل للفطريات بحيث يبقى كل فطر أمامك خمس دقائق فقط لتتعرفه فإنك تحتاج إلى أكثر من سنة تجلس تجلس فيها ليل نهار دون أن يغمض لك جفن حتى تنتهي من هذا العرض الغريب والشيق .
وللفطريات منافع عديدة ، فهي تتحكم في إتمام العديد من الصناعات الحيوية والكيميائية والعمليات الزراعية ، والأمل معقود بإذن الله على الفطريات ، والطحالب في حل مشكلة الغذاء في العالم كما أوضحنا في موضوع وقدر قيها أقواتها.
ثالثا: الفيروسات :
الفيروسات تلك المخلوقات الدقيقة العجيبة التي لم يتعرفها الإنسان إلا حديثاً فهي كائنات بحق عجيبة تجمع في إعجاز إلهي مدهش بين صفتي الموت والحياة فهي حلقة اتصال بين عالمي الجماد والأحياء ، فهي تتبلور كالمعادن وبعض المركبات العضوية الميتة ويمكن إذابتها كما يذاب الملح والسكر ولا تظهر أي نوع من الحياة إلا إذا لامست خلية حية فتدب الحياة وتتحول إلى كائنات حية تتكاثر وتنمو داخل الخلايا الحية ، كما ناقشنا في موضوع إخراج الحي من الميت .
وتسبب الفيروسات العديد من الأمراض للإنسان والحيوان والنبات والبكتيريا والفطريات فهي تسبب مرض شلل الأطفال والأنفلونزا ومرض تبرقش أوراق الدخان ومرض الكلب والحمى الصفراء والجدري الإنساني والجدري البقري والتهاب الغدة النكفية والالتهاب الكبدي وغيرها.
رابعاً : الطحالب :
الطحالب منها ما نبصره بالعين المجردة ويصل إلى عدة أمتار طولاً ومنها ما لا نبصره إلا بالمجاهر الضوئية المركبة وهي تعيش في التربة وفي المياه العذبة والمالحة وعلى الصخور وجذوع الأشجار الميتة وفي العيون الحارة ذات الماء الذي يغلي وعلى الثلوج حيث البرودة الشديدة .
ومن أغرب ما في الطحالب أن بعضها يعطي أمشاجاً دقيقة وبعض هذه الأمشاج لا تتزاوج إلا وقت أذان المغرب وبعضها لا يتحرك حتى يطلع الفجر وبعضها يقيل وقت الظهيرة .
ففي عالمي النبات والحيوان ، وفي الإنسان ، يوجد العديد من العضيات والتراكيب التي لا نشاهدها بالعين المجردة ولم يتعرفها الإنسان إلا بعد اختراع المجاهر الإلكترونية مثل : الكروموسومات التي تحمل الصفات الوراثية في الكائن الحي ، وDNA الذي يحمل الصفات الوراثية في ترتيب وراثي معجز فجزيء DNA يصل طول خيوطه في الإنسان قدر الطول بين الشمس والأرض(460) مرة ، ويحمل صفات وراثية تكتب في موسوعة عملاقة مؤلفة من (46) مجلد كل مجلد (20 ) ألف صفحة وبالتالي فإن 46×20000= 920000 صفحة .
وقد سبق رسولنا الكريم العلم الحديث في التنويه إلى وجود الكائنات الحية الدقيقة البكتيرية والفيروسية ونصح أمته كيف تتجنب أضرارها وتستفيد من منافعها حيث قال : (إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها فرارا منه)[2] ..
وهذا أول قانون للحجر الصحي في العالم ، فقد ثبت أن (80%) من أهل المكان المنتشر فيه الطاعون يحملون الميكروب المسبب للمرض ولا تظهر عليهم الأعراض .
وقد نبهنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أهمية الصفات الوراثية فقال : (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس).
فهل كان صلى الله عليه وسلم عالماً في الطب والبكتريولوجي والميكولوجي والفزيولوجي ، أم أنه الإعجاز الإلهي وما ينطق صلى الله عليه وسلم عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي .
المصدر : كتاب آيات معجزات من القرآن وعالم النبات
تأليفالدكتور نظمي خليل أبو العطا دكتور الفلسفة في العلوم ( نبات) جامعة عين شمس .

[1] سورة الحاقة

[2] متفق عليه

[3] سورة طه 50

[4] سورة الأعلى


  #583  
قديم 08-05-2008, 10:58 AM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

تنبت بالدهن وصبغ للآكلين (رؤية جديدة )

نعيش مع السطور التالية في ظلال آية من آيات القرآن الكريم لنرى الإعجاز العلمي فيها قال تعالى : (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ {20} وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ {21} وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ)[1].
قال المفسرون :
إن الشجرة هي شجرة الزيتون، وأن في ثمارها ما ينتفع به من الدهن والأصباغ وقال ابن عباس رضي الله عنه ألم تر أن الرجل أبيض وأحمر وأسود .
ومن التفسير السابقين نفهم أن شجرة الزيتون تعطي ثماراً (الزيتون ) وأن هذه الثمار بها دهن (زيت الزيتون ) وصبغ للآكلين .
وهذا يعني أن ثمار الزيتون بها أصباغ للآكلين وأرجع ابن عباس رضي الله عنه لون البشرة في الناس إلى هذا الصبغ الموجود في ثمار شجرة الزيتون التي تخرج من طور سيناء وتنبت بالدهن وصبغ للآكلين وقال المفسرون : أنها شجرة الزيتون .
وهذا كلام عين الحق وقمة الإعجاز النباتي في القرآن الكريم والقرآن كله معجز .
فإذا حللنا ثمار الزيتون بالطرق العلمية الحديثة في التحليل سنجد بها علاوة على الدهن كميات من الأحماض الأمينية (وهي الأحماض التي ترتبط مع بعضها البعض في سلسلة ببتيدية طويلة لتكون البروتين).
بعض هذه الأحماض تسمى بالأحماض الأمينية الأساسية وهي الأحماض الأمينية التي يمرض الإنسان إذا لم يتناولها في طعامه لمدة طويلة أحد هذه الأحماض الأمينية الأساسية هوحمض الفنيل ألانين وهذا الحمض موجود في ثمار الزيتون (وهذا ما استنتجته من الآية نفسها) وله دوراً أساسي في إعطاء لون البشرة ولون رموش الأعين ولون الشعر في الإنسان .

ولكن كيف يحدث ذلك علمياً ؟
يتناول الإنسان الحمض الأميني فنيل ألانين في الطعام فيتحول إلى تيروزين والتيروزين يتحول إلى الميلانين والميلانين هوالمادة الكيميائية الحيوية التي تصبغ جلد وشعر ورموش الإنسان عندما تترسب في بعض طبقات الجلد والشعر والرموش .

من الخطوات السابقة نفهم أن شجرة الزيتون تعطي ثماراً ،هذه الثمار بكل تأكيد بها الدهن والصبغ للآكلين كما قال تعالى وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ).
وهذه العظمة في العطاء العلمي القرآني فمن كان يعلم من العباد أن شجرة الزيتون تعطي أصباغاً للآكلين .
حتى المفسرون عندما قالوا إن فيها ما ينتفع به من الدهن والأصباغ معتمدين على التفسير اللفظي ـ لم يكونوا يعلمون ما أوضحناه ونحن العلميين المتخصصين لم نكن نربط بين التركيب الكيميائي الحيوي لمنتجات شجرة الزيتون ولون البشرة لولا أن القرآن الكريم أنبأنا بذلك وفسر لنا ذلك ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه.
هل كان ابن عباس عالماً في الطب والكيمياء الحيوية وعلم النبات وأيضاً الكائنات الحية والإنسان حتى يقول هذا الكلام العلمي الأكيد ، ويوجز هذه العمليات العلمية في قوله رضي الله عنه ( الم تر أن الرجل أبيض وأحمر وأسود ).
ولقد فهمت أيضاً وبعد سنوات من الفهم العلمي السابق أن شجرة الزيتون عندما تنبت في بداية حياتها فإنها تستغل الدهن الموجود بالبذور والذي يحوله الجنين إلىمواد كربوهيدراتية خلال دورة جليكزوليت ( Glyxlate)المكتشفة سنة 1957م.
وفي هذه الدورة يعتمد الجنين في إنباته على الدهن المخزن الذي يتحول في الدورة إلىمواد كربوهيدراتية وخلات نشطة وهذا إعجاز آخر في الآية .
وحتى تكتمل الصورة في التفسير الأول نقول: أن الفارق بين الرجل الأوروبي الأبيض والرجل الأفريقي الأسود والرجل القمحي اللون هو فارق في كمية صبغ الميلانين في طبقات الجلد الملونة .
الرجل الأبيض والرجل القمحي عندما يتعرضا لأشعة الشمس مدة طويلة يسمر لون الجلد عندهما وتزداد كمية الميلانين في الجلد .
الأسوداد والسمرة نعمة من الله على عباده الذين يعيشون في البلاد الحارة المشمسة لأن اللون الأسود يحميهم من أشعة الشمس الضارة بهم ، وإذا غاب هذا اللون الأسود أصيبوا بسرطان الجلد.
قال تعالى وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِين )[2].
فانظر كيف ربط الله سبحانه وتعالى بين خلق السموات والأرض واختلاف الألوان وذلك لأهمية هذا الاختلاف اللوني وعظمته التي تقارب عظمة خلق السموات والأرض ولذلك ربط الله سبحانه وتعالى بينهما في الآية .
والذي يتحكم علمياً في عملية تحويل الفنيل الانين الموجود بثمار الزيتون إلى التيروزين ثم الملانين في الجسم هو الأنزيمات هذه الأنزيمات تتحكم فيها العوامل الوراثية المسماة بالجينات التي أودعها الله سبحانه وتعالى في الإنسان .
والذي يتحكم أيضاً في عملية تحويل الدهن إلى مواد غذائية أخرى في جنين بذور الزيتون هو الأنزيمات التي يتحكم فيها أيضاً العوامل الوراثية المسماة بالجينات في النبات والتي أودعها الخالق سبحانه وتعالى في النبات .
الرجل الأبهق : (عدو الشمس ـ الألبينو) عنده خلل وراثي يؤدي إلى غياب الأنزيمات المتحكمة في تكوين الميلانين في جسمه ، فيصبح أبيض الجلد والشعر والرموش ولا يقاوم أشعة الشمس .
وبذور الزيتون التي لا تعطي الأنزيمات المحللة والمحولة للدهن المخزن فيها فتحوله من دهن إلى خلات وتحوله إلى طاقة ، إذا غابت لسبب وراثي فإن البذور لا تنبت ولا يقاوم أشعة الشمس .
وبذور الزيتون التي تعطي الأنزيمات المحللة والمحولة للدهن المخزن فيها فتحوله من دهن إلى خلات وتحوله إلى طاقة إذا غابت لسبب وراثي فإن البذور لا تنبت ولا تخرج الأشجار .
فهل كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عالماً بعلوم الوراثة والخلية والكيمياء الحيوية ، والنبات ، والتحلل الكيميائي حتى يوجز هذه العمليات الحيوية والتي مسسناها مساً في هذا الموضوع في كلمات معجزة موجزة جامعة هي : ( تنبت بالدهن ، وصبغ للآكلين ) في قوله تعالى : (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ).
أم أنه الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، الذي لا تنتقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد ، والمعجزة الباقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
المصدر :كتاب آيات معجزات من القرآن وعالم النبات

ــــــــــــــــــــــــــ
بقلم الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى
أستاذ علوم النبات في جامعة عين شمس
ومدير مركز ابن النفيس للخدمات الفنية في البحرين


[1] سورة المؤمنين

[2] سورة الروم 22


  #584  
قديم 08-05-2008, 11:01 AM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

فلينظر الإنسان إلى طعامه

حدثناكم في المواضيع السابقة عن الأرض الهامدة وكيف أن الله سبحانه وتعالى يحيا بالماء والنبات ، وكيف تهتز وتربو بالنبات وبالكائنات الحية الدقيقة وغيرها ، وتكون اليخضور سر الحياة العظيم في هذا الكون البديع المنظم .
وفي الصفحات التالية أحدثك أخي المسلم عن الإعجاز النباتي في القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة عبس : (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ {24} أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا {25} ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا {26} فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا {27} وَعِنَبًا وَقَضْبًا {28} وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا {29} وَحَدَائِقَ غُلْبًا {30} وَفَاكِهَةً وَأَبًّا {31} مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)[1].
معاني الألفاظ:
فلينظر الإنسان إلى طعامه : نظرة تفكر واعتبار وكيف هيأه الله سبحانه وتعالى له.
صببنا الماء صباً : أي بقدرتنا أنزلناه من السحاب إلى الأرض إنزالا عجيباً .

شققنا الأرض شقا: بالنبات والحرث وغيرها من العوامل .
قضباً : علفاً رطباً للدواب
حدائق غلباً : بساتين عظاماً متكاثفة الأشجار
أباً : كلأً وعشباً وهو التبن خاصة.
وفي تفسير هذه الآيات نقول وبالله التوفيق :

هذه الآيات من آيات الإعجاز النباتي في القرآن الكريم والقرآن كله معجز حيث بدأت الآيات باستحثاث الإنسان أن ينظر إلى طعامه (الماء ـ المواد كهربوهيدراتية والمواد الدهنية ، والمواد البروتينية والمعادن والفيتامينات والأملاح)ونشأتها وعناصرها ، ومصادرها ، وتنوعها جميع المواد الغذائية السابقة على اختلافها عدا الماء ة والمعادن وبعض الأملاح جاءت من النبات والنبات نشأ بالإنبات وجميع الفاكهة مرتبط بالتربة (الأرض ) والأرض تتشقق بالإنبات والعديد من العوامل الكيمائية والفيزيائية والأحياء الأخرى .
وقد فصلت الآيات الكريمات التي نحن بصدد الحديث عنها هذه العناصر والعوامل وجمعتها في الإعجاز معجز وهذا ما سنعيش في رحابه في السطور التالية:
قال تعالىفلينظر الإنسان إلى طعامه) : هذا أمر من الله سبحانه وتعالى للإنسان مؤمنه وكافره أن ينظره إلى طعامه نظرة تفكر واعتبار ليرى كيف يسر الله سبحانه وتعالى برحمته وخلق بقدرته الطعام نظرة تفكر واعتبار ليرى كيف يسر الله سبحانه وتعالى برحمته وخلق بقدرته الطعام الذي هو قوام حياته وحياة أنعامه.

ونحن إذا نظرنا في الآية نظرة علمية نجد العجب العجاب ، حيث أن المصدر الأصلي ، لطعام الإنسان والحيوان وباقي الكائنات الحية غير ذاتية التغذية هو النبات والكائنات الحية ذاتية التغذية الأخرى ، والتي يضعها العلماء في المملكة النباتية أو مملكة البدائيات أو مملكة الطلائعيات هي التي تثبت الطاقة الشمسية في وجود الماء وثاني أكسيد الكربون ومعادن الأرض وأملاحها ، وتحولها بقدرة الله وفي وجود اليخضور وخلافه إلى روابط كيميائية غنية بالطاقة في المواد الغذائية والسكريات أو المواد الكربوهيدراتية هي من أول المركبات الغذائية تكويناً ومنها تستطيع بعض الكائنات الحية ، بما أودع الله فيها من أسباب العيش والحياة وقدرات حيوية تستطيع تكوين باقي المواد الغذائية من دهون وبروتين وخلافه .
وأن النبات وبعض الكائنات الحية الدقيقة هي مصدر الفيتامينات اللازمة لحياة الكائنات الحية .
والأرض هي مصدر المعادن ومعظم المعادن الأملاح الضرورية لحياة الكائنات الحية وعلى رأسها الإنسان والنبات والحيوان ، والكائنات الحية الدقيقة والبدائيات والطلائعيات .
ولقد ربطت الآيات الكريمة في إعجاز معجزين عوامل تكوين الغذاء (الطعام ) وهي الماء والأرض والنبات.
أولاً: الماء :
بدون الماء لا توجد حياة ، قال تعالى أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)وبدون الماء لا يوجد نبات .
قال تعالى : (وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُخَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون)[2]
وبدون النبات لا توجد مادة خضراء (فأخرجنا منه خضراً ) وبدون الخضر لا يوجد حب (خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَاب) .
وبدون الماء لا تتم عملية البنا ءالضوئي ولا يستطيع النبات امتصاص المعادن من التربة ولا يتكون الغذاء.
ثانياً: الأرض:
بدون الأرض لا يوجد نبات حتى ولو كان هذا النبات يعيش مائية لا أرضية لأن الأرض هي مصدر المعادن الضرورية لحياة النبات، وبدون شق الأرض وتحويلها من أرض صخرية لا تنبت الزرع إلى أرض مفتتة قابلة للتشقق ، تصلح لزراعة النبات وإنمائه ، وتوفر له الحماية والغذاء المعدني في صورة ذاتية ويمثل تكوين الأرض الزراعية نعمة كبرى من النعم التي أنعم الله بها على عباده، وهكذا يظهر الإعجاز في الآيات السابقة .
النخل في القرآن الكريم والعلم الحديث
النخلة من الأشجار المباركة ، في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، و العلم الحديث والمحببة إلى النفوس في البلاد العربية والإسلامية فعندما تذكر النخلة يذكر الخير كله ، حتى قيل بيت بلا تمر فيه بيت بلا طعام ، وبلد بلا نخل بلد بلا خير، فقد ورد في الحديث الشريف :(خير المال سكة مأبورة، أو مهرة مأمورة)[3]أي سكة نخل مصلحة .
وسوف نورد فيما يلي الآيات القرآنية التي ورد بها بعض الصفات العلمية للنخلة ثم نورد بعض أوصاف النخلة في السنة النبوية المطهرة وأقوال بعض الحكماء والعلماء ونختم الموضوع بالصفات العلمية للنخلة مع بيان هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم وحكمة الإفطار على الرطب أو التمر عقب الصيام لنرى أن الإسلام دين العلم وأن القرآن معجز وأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما ينطق عن الهوى .
أولاً : بعض صفات النخلة في القرآن الكريم:

بعض صفات النخلة في القرآن الكريم :
قال تعالى : (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ {10} رِزْقًا لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ)[4].
باسقات : طوالاً أو حوامل .
لها طلع : ثمرها ما دام في وعائه.
نضيد : متراكم بعضه فوق بعض .
1. قال تعالى : (ومن النخل من طلعها قنوان دانية )..
طلعها : هو أول ما يخرج من ثمر النخل في الكيزان
قنوان : عذوق وعراجين كالعناقيد تنشق عنها الكيزان

دانية : متدلية أو قريبة من المتناول
قال تعالى : (وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ).
مختلفاً أكله : ثمره المأكول في الهيأة والكيفية .
2. قال تعالى فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَام).
ذات الأكمام : أوعية التمر وهي طلع
قال تعالى : (وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)[5]
سكراً : خمراً ثم حرمت بالمدينة
3. قال تعالى : (وزروع ونخل طلعها هضيم )
هضيم : ثمرها نضيج أو متدل لكثرته.
4. قال تعالى : (وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل وغير صنون يسقى بماء واحد..
نخيل صنوان : نخلات يجمعها أصل واحد.
الأكل :ما يؤكل ، وهو الثمر والحب .
5. قال تعالى : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا) [6]
رطباً جنياً : صالحاً لإجتناء أو طرياً
من الآيات السابقة نرى أن من صفات النخل في القرآن الكريم ما يلي :
1. النخل باسقات : يعني طوالا
2. طلعها نضيد: متراكم على بعضه
3. ثمارها دانية : متدلية أو قريبة من المتناول
4. ذات الأكمام : لها أوعية للثمر
5. يصنع من ثمارها : الخمر ، وقد حرمت بالمدينة المنورة.
6. يصنع من ثمارها : الرزق الحسن مثل السكر والدبس والعجوة وغيرها.
7. من النخيل صنوان : نخلة بجذع واحدة
8. ومنها غير صنوان : نخلة بجذع واحدة
9. مختلفاً أكله : فمنه الأخضر والأحمر والأصفر والأسود والبني والطري والجاف .
10. نفضل بعضها على بعض في الأكل : فمنه شديد الحلاوة ومتوسط الحلاوة وقليل الحلاوة، وغير الملييء بالألياف وقليل الألياف .
11. رطباً جنياً : صالحاً للإجتناء طريا.
ثالثاً : النخلة في السنة المطهرة :
(1)قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل المؤمن كشجرة لا يتحاثَّ ورقها (أي لا يسقط ) قال ابن عمر : فوقع في نفسي أنها النخلة وعنده رجال من العرب فذكروا الشجرة فما أصابوا حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (وهي النخلة ) (أخرجه الشيخان مع اختلاف يسير).
(2) قال صلى الله عليه وسلم في حديث طويل مَثَلُ المُؤْمِنِ الّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الأتْرَجّةِ رِيحُهَا طَيّبٌ وَطَعْمُهَا طَيّبٌ، وَمَثَلُ المُؤْمِنِ الّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ التّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيّبٌ وَلا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الرّيْحَانَةِ رِبْحُهَا طَيّبٌ وَطَعْمُهَا مُرّ، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الّذِي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلةِ طعْمُهَا مُرّ وَلا رِيحَ لَها، وَمَثَلُ جَلِيسِ الصّالِحِ كَمَثَلِ صَاحِبِ المِسْكِ أَنْ لَمْ يُصِبْكَ مِنْهُ شَيْء أَصَابَكَ مِنْ رِيحِهِ، وَمَثَلُ جَلِيسِ السّوءِ كَمَثَلِ صَاحِب الكِبرِ إِنْ لَمْ يُصِبُكَ مِنْ سَوَادِهِ أَصَابَكَ مِنْ دُخَانِهِ).
(3) وفي الحديث (خير المال سكة مأبورة ) أي سكة نخل مصلحة (أبو داود أو حاتم السجستاني في كتاب النخل من دون تخريج).
ثالثاً : قالوا عن النخلة :
قال لقمان لأبنه : يا بني : ليكن أول شيء تكسبه بعد الإيمان بالله خليلاً صالحاً فإنما الخليل الصالح كمثل النخلة ، إن قعدت في ظلها أظلت و إن احتطبت من حطبها نفعتك وإن أكلت من ثمرها وجدتها طيباً.
عن الشعبي أن قيصر ملك الروم كتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أما بعد : فإن رسلي أخبرتني أن قبلكم (بكسر القاف وفتح الباء) شجرة تخرج مثل آذان الفيلة ثم تنشق عن مثل الدر الأبيض ، ثم تخضر كالزمرد الأخضر ، ثم تحمر فتكون كالياقوت الأحمر ثم تنضج فتكون كأطيب فاالوذجٍ (حلوى ) أكل ، ثم تينع وتيبس فتكون عصمة للمقيم، وزاداً للمسافر فإن تكن رسلي صدقتني فإنها من شجر الجنة.
فكتب إليه عمر رضي الله عنه:
بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبد الله أمير المؤمنين إلى قصير ملك الروم السلام على من ابتع الهدى أما بعد، فإن رسلك قد صدقتك ، وإنها الشجرة التي أنبتها الله جل وعز على مريم حين نفست بعيسى فاتق الله ولا تتخذ عيسى إله من دون الله .
قال أبو حاتم بن سهل بن محمد السجستاني رحمه الله في كتابه النخل :
النخلة سيدة الشجر مخلوقة من طين آدم ـ صوات الله عليه ـ وقد ضربها الله ـ جل وعزـ مثلاً لقوله (لا إله إلا الله ) فقال تبارك وتعالى : (ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة ) وهي قول (لا إله إلا الله) (كشجرة طيبة) وهي النخلة فكان أن قول (لا إله إلا الله ) سيد الكلام كذلك النخلة سيدة الشجر.
قال الشاعر :
كن كالنخل عن الأحقاد مرتفعاً يرمي بحجر فيلقي بالطيب الثمر
قال حسان بن ثابت يفخر بالنخلة :
بها النخل والآطال تجري خلالها جداول ، قد تعلو رقاقاً وجرولاً
ربعاً : النخلة في العلم الحديث :
النخلة من النباتات البذرية الزهرية مغطاة البذور، من ذوات الفلقة الواحدة تتبع رتبة النخيليات ( ORDER : PRINCIPES)التي تحتوي على فصيلة واحدة هي الفصيلة النخيلية ( FAMILY : PALMAE) المشتملة على حوالي ( 200) جنس وأكثر من ( 400) نوع أهمها جنس فونيكس ( PHOENIX )والذي يحتوي حوالي (17) نوعاً توجد غالباً في المناطق الجافة وشبه الجافة .
ويقال إن اسم فونيكس مشتق من الفينيقية الذين كانوا يتجرون في التمر، أو من اسم الطائر الخرافي (الفونيكس) لقدماء المصريين .
والنوع من الجنس السابق الذي يتم الاستفادة منه تجارياً هو النوع (DACTYLIFERA)المنتج للبلح المستخدم في صناعة التمر وهو ما نعنيه في هذا الموضوع ويسمى نخيل البلح ( DATE PALM) واسمه العلمي PHONIX DACTLYFERAوالنخلة شجرة ثنائية المسكن (الذكر منفصل عن الأنثى ) واسعة الانتشار في جزيرة العرب ومنطقة الخليج ومصر والعراق والشام ومما كرم الله سبحانه وتعالى أهل الإسلام به ، وكرم النخلة أن النخل منتشر في ديار المسلمين ويندر وجوده في بلاد غير المسلمين .
الشكل الظاهري لنخلة البلح :
نخلة البلح كما قلنا شجرة ثنائية المسكن ، يصل طولها إلى (30) متر ارتفاعاً ، يعلوها تاج من الأوراق الخضراء المركبة الريشية طول الواحدة منها حوالي (6) أمتار ، تحيط قواعد الأوراق الغمدية بالساق وتحمل وريقات (الخوص) لها قمة مدببة حادة يتحور بعضها السفلي إلى أشواك (سل النخل) طويلة خشنة .
ساق النخيل كما قلنا ساق طويلة، صنوان وغير صنوان، ويخرج منها الفسائل قرب سطح الأرض عادة .
تخرج النورات (مجموعة أزهار متجمعة ) من آباط الأوراق على هيئة كوز أخضر مائل إلى البني من أطراف تحمل الكيزان بداخلها اغريض (عزق ) مركب متفرع إلى عدة فروع ، تحمل عليها أزهار وحيدة الجنس( إما مذكرة أو مؤنثة ) لونها في البداية أبيض قشدي ، والثمرة ذات بذرة واحدة (النواة ) مستطيلة أهليللجية الشكل لونها متغير من الأخضر الغامق إلى الأصفر الزاهي ومن البني المحمر إلى الأرجواني .

تحمل النخلة المؤنثة أكثر من عشرة آلاف زهرة ، والمعلوم علمياً أن كل زهرة بعد تلقيحها أو إخصابها تعطي ثمرة .
طرق تكاثر النخيل:
يتم تكاثر النخيل بالطرق التقليدية والطرق الحديثة ومنها :
أ‌. الطرق التقليدية :وتتم بإحدى الطريقتين :
1) التكاثر الجنسي :وذلك بزراعة النوى، ولكن يعاب على هذه الطريقة أن النباتات الناتجة منها عادة لا تتشابه مع النخلة الأم في الصفات الثمرية، وحوالي (50%) منها على الأقل تكون ذكوراً، كما أن الشتلات منها تتأخر كثيراً في الإثمار، ومعظم البلح والتمر الناتج منها من النوع الرديء.
2) التكاثر بالفسائل :
وهذا معلوم لنا جميعاً، وتتميز النخلة الناتجة من هذا النوع من التكاثر بتشابهها مع النخلة الأم في المواصفات العامة ونوعية الثمار .
ويعاب على هذه الطريقة :
أنها أبطأ الطرق حيث أن النخلة (الأم) الواحدة لا تعطي أعداداً كافية من الفسائل كما أن تكون الجذور في هذه الفسائل ليست بالنسبة الكافية، وبالتالي فإن أعداد الشتلات المنتجة لا تواكب طموحات الدول التي ترغب في التوسع في زراعة النخيل .
وفي هذه الطريقة تنتقل معظم الأمراض، الموجودة في النخلة الأم إلى الفسائل .
وهذا يستلزم إيجاد طرائق إيجاد طرائق أخرى تمكننا من توفير الشتلات بالأعداد المطلوبة ، في الوقت المطلوب ، وأن تكون خالية من الأمراض وهنا تظهر أهمية زراعة الأنسجة في المختبر .
3) نخل الأنابيب :
وتعرف هذه الطريقة علمياً بزراعة الأنسجة النباتية وفيها نأخذ نسيجاً معيناً من النخلة مثل السكريات والنيتروجين والفيتامينات والهرمونات والمعادن والأملاح والماء ومادة مصلبة (الآجار ـ آجار) .
وبهذه الطريقة إذا كان عندنا نخلة واحدة من النوع الممتاز فإننا نستطيع أن نزرع منها آلاف القطع النسيجية في آلاف أنابيب الأختبار لنحصل على آلاف الفسائل الممتازة والخالية من الأمراض في مدة لا يتجاوز (12-16) أسبوعاً .
وتتم هذه الطريقة بأخذ القمة النامية للبراعم القمي، أو البراعم الإبطية والمسمى بالجماّر ثم نعقمه ونقطعه إلى أجزاء صغيرة يتم زراعتها في جو معقم على المنبت الغذائي سالف الذكر داخل أنابيب الأختبار وتحضن في غرف خاصة فنحصل على النبيتات (PLANTLET)التي ننقلها بعد حوالي16 أسبوعاً إلى صوبة خارجية مكيفة الهواء ثم ننقلها تدريجياً إلى صوبة محمية في الجو الخارجي إلى أن تتأقلم الشتلات مع الجو الخارجي وفي النهاية تزرع الشتلات في المكان المستديم .
والنخلة الناتجة عن هذا النوع من التكاثر تتطابق صافتها مع صفات النخلة الأم التي تأخذ منها النسيج المرستيمي وتكون خالية من الأمراض الوبائية والمعدنية .
وهذه الطريقة متبعة في كثير من الدول العربية مثل : تونس والبحرين ومصر والإمارات العربية والمملكة العربية السعودية وغيرها.

ـــــــــــــــــــــــ

بقلم الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى

أستاذ علوم النبات في جامعة عين شمس
ومدير مركز ابن النفيس للخدمات الفنية في البحرين

[1] سورة عبس
[2] سورة الأنعام
[3] كتاب كنز العمال 9355
[4] سورة ق 11
[5] سورة النحل 67
[6] سورة مريم 25
سورة الأنعام


  #585  
قديم 08-05-2008, 11:03 AM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى




قال تعالى ( قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى {49} قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى {50} قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى)[1].
قال المفسرون في معاني الكلمات :
ربكما : أي رب موسى وهارون (رب العالمين سبحانه وتعالى ) .
خلقه : صورته اللائقة بخاصة
هدى : أرشده إلى ما يصلح له.
في هذه الآيات الكريمات يقرر القرآن الكريم في إعجاز يأخذ بالألباب أن الله سبحانه وتعالى هو الذي أعطى كل شيء (من إنسان ونبات وحيوان وكائنات حية دقيقة وجماد) صورته اللائقة بخاصته ثم أرشده إلى ما يصلح له.
وقد جاءت هذه الآيات على لسان سيدنا موسى عليه السلام عندما سأله فرعون قائلاُ له (فمن ربكما يا موسى ) فلم يقل سيدنا موسى ربي هو الخالق القادر الرازق المحي المميت بل قال في إعجاز معجز :(ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) .
وإذا أردنا أن نرى بالعلم الحديث كيف أن الله سبحانه وتعالى خلق النبات ، (الذي هو موضوع حديثنا ) في أحسن صورة وأكمل خلقة ثم هدى كل نبات إلى ما يصلح له معيشته نقول وبالله التوفيق .
أولاً : التزاوج والتكاثر والحفاظ على الحياة في عالم النبات :
حيث جعل الله سبحانه وتعالى لكل كائن حي في المملكة النباتية طرقاً وسبلاً للتزاوج والتكاثر عجيبة بأن جعل لمعظم أجناس دورتي حياة يتكاثربهما ،الأولى في اليسر والرخاء وتوفر أسباب العيش والحياة والثانية في الشدة والضيق ومواطن الخطر والهلاك .
ففي وقت الرخاء وتوفر الغذاء تتكاثر هذه النباتات تكاثراً لا جنسياً بحيث يعطي الفرد الواحد آلاف الوحدات التكاثرية التي تنمو كل واحدة منها لتعطي فرداً جديداً من نفس جنس النبات الأم ، وهذا يتطلب كميات كبيرة من المواد الغذائية فهل تم هذا الأمر بعشوائية وبدون تدبير أم أن الله سبحانه وتعالى (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى {2} وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى)[2]هو الذي خلق النبات وهداه لهذا السلوك العجيب .
عندما يحس الكائن الحي الدقيق بتغير في البيئة الخارجية وقرب نفاد الغذاء أو تبخر الماء أو اقتراب خطر حقيقي على حياة الكائن الحي، تحدث في حياته تغيرات كبيرة تتلائم مع الظروف الجديدة والمستقبلية ويتصرف وكأنه يملك عقلاً وفكراً وحكمة ، فتبدأ الأفراد في التجمع وكأن المصائب تجمعن المصابين، ويبدأ كل فردين في التآزر بادماج محتوياتهما الداخلية في تركيب جديد يسمى بالأقحة ( Zygot) وهي محاطة بالعديد من التراكيب الواقية التي تحمي اللاقحة من الجفاف المميت ، والحرارة العالية المحرقة والبرودة الشديدة القاسية والحموضة الزائدة المحللة وغيرها ، لدرجة أن العلماء وجدوا بعض هذه التراكيب في غلايات حامض الكبريتيك المغلي ، وداخل صخور الجرانيت التي كانت في يوم من الأيام ملتهبة موقدة فهل رأيتم في الدنيا حكمة وتدبيراً مثل هذه الحكمة وهذا التدبير ؟.
بعض الكائنات الأخرى قبل حلول الظروف البيئية القاسية تتخذ تدابير معجزة حيث يتحوصل كل فرد منها بدون تزاوج ليعطي تراكيب جديدة لا تتأثر مستقبلاً بالجفاف والحرارة .
بعض أنواع الأشجار مثل التوت والحور عندها ساعة حيوية(بيولوجية ) تتعرف بها حالة الطقس المستقبلية ، فتبدأ قبل حلول الشتاء في إغلاق نوافذها الخارجية بإسقاط الأوراق وتغليف البراعم بالحراشيف والأصماغ ، فمن علمها ذلك غير الله سبحانه وتعالى : ( الذي أعطى لك شيء خلقه ثم هدى )..
ثانياً : آليات ومظلات للإنتثار والانتشار والبحث عن الرزق في أرض الله الواسعة .
النباتات من الكائنات الحية التي تنتج أعداداً كبيرة من التراكيب التكاثرية بعد الإخصاب وبنظرة واحدة إلى ثمرة الرمان أو الجوافة أو التوت يتبين لنا الأعداد الهائلة من البذور التي بداخلها وعند الإنبات تعطي كل بذرة نباتاً جديداً .
فإذا سقطت هذه الأعداد أسفل الشجرة الأم فإن الموت جوعاً وعطشاً هو مصير الأجيال المقبلة ، فماذا تفعل هذه النباتات التي لا حول لها ولا قوة ؟ وهل خلق الله عباده للهلاك والموت جوعاً، أم أن الله خلق كل مخلوق وقدر له رزقه وما على المخلوق إلا أن يسعى ويبحث عن رزقه .
لقد خلق الله سبحانه وتعالى لهذه النباتات وسائل وآليات معجزة تساعدها على انتثار بذورها وثمارها وانتقالها من مكان إنتاجها إلى أماكن أخرى متفرقة في أرض الله الواسعة حيث الرزق الوفير والحياة الآمنة .
ومن هذه الآليات :
1. بعض البذور والثمار لها مظلات وأجنحة غريبة تعينها على الطيران في خفة ورشاقة في الهواء حاملة إياها إلى أماكن بعيدة تصل إلى مئات الكيلومترات .
2. بعض الثمار خفيفة الوزن بها كمية من الهواء الداخلي تجعلها تعوم وتسبح مع تيار المياه في الجدران والأنهار والبحار حاملة إياها إلى مسافات تصل إلى عشرات الكيلومترات وبعضها وبعضها قد يحملها نهر النيل من الحبشة في جنوب إفريقيا إلى دمياط في شمال الدلتا بمصر .
3. بعض الثمار والبذور لها خطاطيف قوية تتعلق بأشعار وأوبار وأصواف الحيوانات ، وملابس العاملين في الحقل والمارة فيحملون إياها إلى مسافات بعيدة وأماكن جديدة ، حيث الرزق الوفير والحياة الآمنة .
4. لبعض الثمار آليات تتفتح بها ، فتعمل كالنبلة ، والمقلاع الذي يلقي بالبذور إلى بعيد عن النبات الأم .
5. بعض البذور والثمار بها مادة تلتصق بها على مناقير فتطير بها إلى أماكن بعيدة ثم تتخلص منها في المكان الجديد.
6. بعض البذور تقاوم عصارة الجهاز الهضمي للحيوان حتى إذا أكلها الحيوان لا تتأثر بعصارة معدته وأمعائه الهاضمة ،و عندما ينتقل الحيوان إلى مكان بعيد ويخرج الفضلات تسق معها البذور التي تصبح قابلة للإنبات والنمو
فهل خلقت هذه الآيات عشوائية وبدون تدبير ؟ أم أن الله سبحانه وتعالى خلق المخلوقات ثم هداها إلى ما يصلح عليها حياتها مصداقاً لقوله تعالى : (ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) .
ثالثاً : إحساس عجيب في النبات البسيط:
كثيراً من الناس يتصورون أن النبات لا يحس ولا يهتم بالعوامل والأحداث الخارجية في البيئة المحيطة به . وبالبحث في عالم النبات تعلمنا أن النبات مرهف الحس يتأثر بالعوامل الخارجية مثل الإنسان تماماً ، بل إن النبات أشد حساسية لأقل تغير أو تلوث في البيئة وهذه أمثلة لإحساس في النبات :
1. الجذر في النبات يتجه عادة إلى التربة والساق تتجه إلى أعلى ، فهل سألت نفسك يوماً لماذا هذا السلوك العجيب ؟
لأن الجذر مهمته الأساسية التثبيت في التربة وامتصاص الماء والأملاح منها فهو يتجه إليها .
وحيث أن الساق مهمته الأساسية حمل الأوراق وتعرضها للضوء وحمل الأزهار والثمار فهي تتجه إلى أعلى للقيام بوظيفتها الأساسية .
ولو حدث أن غيرنا وضع النبات فدائماً يتجه الساق إلى أعلى والجذر إلى أسفل بظاهرة الانتحاء الأرضي .
بعض النباتات مثل زهرة الشمس (دوار الشمس ) تتجه أزهارها وقممها النامية دائماً نحو الشمس ، لدرجة أن الجهلاء سموه خطأ بعباد الشمس مع أن كل شيء في الوجود يعبد الله سبحانه وتعالى إلا كفرة الإنس والجن .
بعض النباتات تستيقظ في الفجر وتنام في الليل وتطوي أوراقها وأزهارها وتوقف معامل تثبيت الطاقة الضوئية بالليل لغياب مصدر الطاقة وهو الشمس .
وبعض الطحالب لا يتزوج إلا فجراً وبعضها يقيل ظهراً والبعض الآخر ينام ليلاً ويسعى على رزقه نهاراً .
هذا قليل من كثير فهل حدث ذلك صدفة وبعشوائية كما يقول أصحاب العقول المادية الدارونية وأتباعهم ؟ أم أنها الحكمة في الخلق والتدبير في الصنع امتثلاً لقول ربنا سبحانه وتعالى : (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى).


ــــــــــــــــــــــــــ

بقلم الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى
أستاذ علوم النبات في جامعة عين شمس
ومدير مركز ابن النفيس للخدمات الفنية في البحرين


[1] سورة طه 50

[2] سورة الأعلى


  #586  
قديم 08-05-2008, 11:07 AM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

النخل في القرآن الكريم والعلم الحديث


بقلم الدكتور نظمي خليل أبو العطا
أستاذ النبات في جامعة عين شمس سابقا
تحدثنا في الصفحات السابقة، النخل في القرآن الكريم والعلم الحديث عن بعض صفات النخلة في القرآن الكريم ، والنخلة في السنة النبوية المشرفة المطهرة ، والنخلة في العلم الحديث من حيث الشكل الظاهري وطرق التكاثر . وفيما يلي نحدثكم عن القيمة الغذائية لثمار نخيل البلح، والأهمية الاقتصادية للنخيل، لنرى معجزات الله سبحانه وتعالى في منتجات الخيل ونعمه التي لا تعد ولا تحصى لنفطن إلى خيرات منطقتنا العربية والإسلامية فنقول وبالله التوفيق .
القيمة الغذائية لثمار نخيل البلح :
البلح والتمر من الأطعمة سهلة الهضم سريعة الامتصاص والتي تمد الإنسان سريعاً بالطاقة مع احتوائها على الدهن والبروتين والمعادن والألياف والماء .
وفيما يلي القيمة الغذائية لكل 100جرام من التمر المجفف:
1. مواد سكرية 7.6%
2. مواد دهنية 2.5%
3. مواد بروتينية 1.9%
4. أملاح معدنية 1.2%
5. ألياف 10%
6. ماء 13.8%
مع احتوائها على بعض الفيتامينات التي تحمي الإنسان من أمراض سوء التغذية .
أهمية المحتويات السابقة للإنسان :
1. المواد السكرية:
تمد الإنسان بالطاقة اللازمة لإتمام العلميات الحيوية في الجسم ، حيث يحتوي التمر على سكر القصب وسكر الفاكهة وسكر العنب (الجلوكوز) وهي من السكريات سهلة الهضم سريعة الامتصاص في الجسم فتعطي الإنسان الطاقة اللازمة له.
من هنا كان من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يفطر الصائم على رطبات فإن لم يجد فتمرات حتى تسعف الصائم فور إفطاره بالطاقة اللازمة للجسم .
2. المواد الدهنية :
المواد الدهنية في التمر ليست من الدهون المعقدة التركيب ولكنها أبطأ في هضمها وامتصاصها من المواد السكرية سالفة الذكر وهي تعطي الجسم طاقة حرارية عالية .
وتدخل الدهون في تركيب المخ ، والجلد وتقوم بعملية تدعيم للأعضاء الداخلية للجسم كالكلية وإعطاء الوجه والجسم الشكل الممتليء الجميل ، وتمنع جفاف بشرة الوجه واليدين والرجلين والشعر وتعتبر مخزن للطاقة في الجسم يستغلها في الأزمات ووقت الصوم والمرض .
3. يستخدم نوى البلح في تنمية الكائنات الحية الدقيقة (الفطرية ـ البكتيريا) في المختبرات والمصانع لإنتاج الدهن والبروتينات والفيتامينات والهرمونات ومضادات الحيوية .
4. يستخدم النوى في إنتاج الفحم البلدي وزيت النوى لاحتوائه على 8.5% زيت .
ذلك نهى المصطفى صلى الله عليه وسلم عن حرق نوى البلح .
صورة لنخلة تحمل ثمار التمر
5. يؤكل جُمَّار النخيل فيمد الإنسان بالسكريات والدهن والبروتين والأملاح المعدنية والفيتامينات والألياف ويستعمل في ذلك جمار الأشجار المذكرة أو التي أسقطتها الرياح ، ويجب عدم قطع النخلات الإناث من أجل جمارها لأن في ذلك هلاك لثروة النخيل .
6. تستعمل جذوع النخيل في أعمال البناء والنجارة وفي أغراض شتى لا تخفى علينا جميعاً بالمنطقة العربية .
7. تستعمل الأوراق في تسقيف المنازل وعمل الأسيجة وأكشاك الظل ، والسلال وفي عمل حشوات جيدة (الكارينة) للكراسي ، كما يدخل في صناعة الورق .
8. تستعمل أعناق الأوراق في صناعة الكراسي والأقفاص والأسرة والسلال.
9. يستعمل الليف البني في صناعة الحبال والمكانس اليدوية ومهفات الذباب وفي صناعة الحصر (البرش) وحشوات للمقاعد والوسائد.
10. تستخدم الثمار في صناعة السكر الأبيض (سكروز) والعسل الأسود (الدبس) .
11. تؤكل الأزهار المذكرة وهي مفيدة في حالات كثيرة
12. تستخدم الإغريض المحيط بالأزهار في إنتاج ماء الكُروف المشهور في دول الخليج .
13. تستخدم الأزهار في صناعة ماء اللقاح المعروف والمنتشر في دول الخليج .
14. تستخدم أوراق وجذوع وبقايا تقليم النخيل في الوقود وعمل السماد البلدي
15. تستخدم عذوق الثمار مكانس .
مما سبق يتضح أن النخلة شجرة فعلاً مباركة عظيمة النفع، ولا يوجد شيء من إنتاجها حتى أشواكها إلا وتستخدم، لذلك أستحقت الذكر في القرآن الكريم أكثر من عشرين مرة ، وفي السنة المطهرة كثيراً ما ذكرت حتى أن جذع النخلة بكى حزناً على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ورد في البداية والنهاية لابن كثير وروى الإمام أحمد بن حنبل وذكر البخاري في غير موضع من صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوم الجمعة يسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد يخطب الناس فجاءه رومي وقال : ألا أصنع لك شيئاً تقعد عليه كأنك قائم ؟ فصنع له منبراً درجتين ويقعد على الثالث ، فلما قعد نبي الله على المنبر خار كخوار الثور ـ أي الجذع ـ ارتج لخواره المسجد حزناً على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل إليه رسول الله من المنبر فالتزمه وهو يخور فلما التزمه سكت ثم قال : والذي نفس محمد بيده لو لم التزمه مازال هكذا حتى يوم القيامة حزناً عليه .
يجب علينا أن نفطن لخيرات منطقتنا العربية ونكثر من زراعة نخيل البلح في كل مكان، ونبتعد عن زراعة نخيل الزينة الذي يستهلك المياه ولا يوجد له أي جدوى غذائية من ورائه .
ثمرات النخيل في القرآن الكريم والعلم الحديث
تحدثنا في الصفحات السابقة عن النخل في القرآن الكريم والعلم الحديث وحديثنا في هذه الصفحات عن ثمرات النخيل في القرآن الكريم والعلم الحديث، حيث نناقش النسب العلمي لثمار النخيل وثمرات النخيل في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وأقوال العلماء والفقهاء فالشكل الظاهري لثمار النخيل ومراحل تكوينها وأنواع التمور وتركيبها الحيوي والقيمة الغذائية والطبية والاقتصادية للتمور لنرى ونعلم أن ثمرات النخيل ( dates)
من أجل النعم الغذائية التي أنعم الله سبحانه وتعالى بها عل المسلمين حيث حفظ بها سبحانه حياتهم فأطعمهم من جوع ، وشفاهم من أمراض سوء التغذية ، وصحبتهم في حلهم وترحالهم وكانت عماد إدارة الإمداد والتموين في حروبهم وفتوحاتهم وقال فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم :" يا عائشة بيت بلا تمر فيه جياع أهله، يا عائشة بيت بلا تمر فيه جياع أهله أوجاع أهل ، قالها مرتين أو ثلاثاً "(رواه مسلم ) .
عرف قيمتها أعداءنا فاتخذوا غذاء ودواء وأهملها المسلمون مع إهمالهم لكل مفيد وثمين في بيئتهم ، فمات بعضهم جوعاً لعدم فطنتهم إلى حل أزمتهم الغذائية بإنتاج بلادهم ، فلجأوا إلى غير المسلمين يتسولون نفاياتهم ويأكلون مما منوا به عليهم ومن طعام كلابهم وقططهم ودوابهم ..
أولاً : النسب العلمي لثمرات النخيل :
ثمرات النخيل ( dates)من الثمار ( fruits)النباتية التي تنتجها بعض أشجار النخيل (palames)التابعة للعائلة النخلية ( family:palme)من رتبة النخيليات (Order Principes) التابعة لصف ذواتي الفلقتين (neaeclass icotyedo) من تحت قسم كاسيات البذور ( Subdivision :Angiospermae)من قسم النباتات البذرية التابعة للملكة النباتية ( Plant Kingdom)من الكائنات الحية .
ثانياً : ثمرات النخيل في القرآن الكريم :
ورد ذكر ثمرات النخيل مرة واحدة ، ورطباً مرة واحدة ، وطلع نضيد مرة ، وقنوان دانية مرة ، والأكمام مرة , وطلعها هضيم مرة وقطمير مرة ، تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً إن في ذلك لآية لقوم يعقلون ) ..
قال تعالى : (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ)
طلع : ثمرها مادام في وعائه ..
نضيد : متراكم بعضه فوق بعض
قال تعالى : (وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا
وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون طلعها : متدلية أو قريبة من المتناول).
قال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).
مختلف أكله : ثمرة المأكول في الهيأة والكيفية .
قال تعالى : (وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ {148} وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ {149} فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ {150} وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ)[1]
طلعها : ثمرها الذي يؤول إليه الطلع .
هضيم : رطب نضيج أو متدل لكثرته .
من الآيات السابقة نرى أن من صفات ثمار النخل في القرآن الكريم ما يلي :
1. من ثمرات النخيل رزقاً حسناً
2. جنياً : أي صالحاً للإجتناء
3. متراكما: أي متدلية أو قريبة من المتناول
4. مختلفاً في الهيأة والكيفة
5. رطب : نضيد أو متدلية لكثرتها
ثالثاً : ثمرات النخيل في السنة النبوية المطهرة :
لقد وردت صفات ثمرات النخيل وفوائدها الغذائية والعلاجية في السنة النبوية المطهرة في أحاديث ومواقف كثيرة منها:
1. قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم : (من تصبح كل يوم بسبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر ) (متفق عليه ) .
كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم : "من تصبح بسبع ثمرات، وفي لفظ من تمر العالية، لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر" (أخرجه البخاري ومسلم ) .
2. عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله، يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله، أو جاع أهله، قالها مرتين أو ثلاثاً (رواه مسلم ).
3. عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوع أهل بيت عندهم التمر (رواه مسلم ).
4. عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن في عجوة العالية شفاء أو أنها ترياق أول البكرة (رواه مسلم) .
قال النووي : والعالية : ما كان من الحوائط والقرى والعمارات من جهة المدينة وهي جهة نجد
رابعاً : ثمرات النخيل في كتب المسلمين :
قال ابن سينا في كتابه القانون في الطب :
البلح جيد للثة الأسنان وهو يفرز البول، وإذا شرب بخل عفص منع سيلان الرحم ونزف البواسير وطبيخ البسر (وهو نوع من البلح ) يسكن اللهيب مع حفظ الحرارة الغريزية، والإكثار من البسر والبلح يولد في البدن أخلاطاً غليظة (ص27).
قال ابن البيطار في كتاب الجامع لمفردات الأدوية والأغذية : التمر يسخن البدن وخصبه، وهو صالح للصدر والرئة والمعي يكبح الصداع .
والتمر إذا نقع في اللبن الحليب أنعظ إنعاظاً قوياً، وأجود استعماله في الزمان البارد ، فإنه يستخصب عليه البدن ، ويحسن اللون، ويزيد في الباه زيادة كبيرة ويستأصل أمراضاً باردة إن كانت به[2] .
ثمرات النخيل في القرآن الكريم والعلم الحديث
تحدثنا في الموضوع السابق عن النسب العلمي لثمرات النخيل، وثمرات النخيل في القرآن الكريم والسنة المطهرة، وأقوال بعض العلماء والباحثين، وفي الموضوع التالي نحدثكم عن ثمرات النخيل في العلم الحديث ، لنتعرف الشكل الظاهري لها ومراحل تكوينها وأنواع التمور والتركيب الكيماوي الحيوي لها، وقيمتها الطبية والاقتصادية فنقول وبالله التوفيق :
ثمرات النخيل في العلم الحديث :
1) الشكل الظاهري لثمرات النخيل :
ثمرات النخيل ثمرة لبية ( Berry) من الثمار الطرية البسيطة (fruitsSucculent) يتميز فيها الغلاف الثمري إلى طبقة خارجية ( Epicarp) جلدية ، وطبقة متوسطة (Mesocarp) لحمية مليئة بالعصارة وطبقة داخلية ( Endocarp) عبارة عن غشاء رقيق يحيط بالبذرة يسمى بالقطمير وهو الذي قال فيه سبحانه وتعالى (والذين يدعون من دونه ما يملكون من قطمير) واليت قال عنها المفسرون : هي القشرة الرقيقة على النواة .
وبذرة البلح (النواة ) من البذور ذوات الفلقة الواحدة ( monocotyledon) .
2) مراحل تكوين ثمرات نخيل البلح : أ‌- نخيل البلح من النباتات ثنائية المسكن، أي توجد الأزهار المذكرة على شجرة والأزهار المؤنثة على أخرى .
ب‌- ويحدث التلقيح الخلطي بانتقال حبوب اللقاح سواء بفعل الإنسان بعملية تأبير النخل أو بواسطة الرياح ، ويجب عدم ترك عملية التلقيح للرياح.
ت‌- يندمج المشيج المذكر في (حبة اللقاح ) بالمشيج المؤنث في (البويضة )، وينتج عن ذلك طور الحبابوكحيث يبلغ حجم الثمرة حجم حبة الحمص وتكون خضراء اللون ، كروية الشكل ، لها قمع ويستغرق هذا الطور من 5 إلى 6 أسابيع ويكون طعم الثمرة عادة مر .
ث‌- طور البلح أو الجمري
وفيه يزداد اخضرار لون الثمرة وتستطيل ويصبح حجمها مثل أبعاد الغنم ويكون طعم الثمرة قابض عادة .
ج‌- طور البسر أو الخلال : حيث يحمر اللون قليلاً أو يصفر وتصبح الثمرة حلوة المذاق ويستغرق هذا الطور من 3 إلى 5 أسابيع (طور البلح الأحمر أوالأصفر).
ح‌- طور الأسداء أو الرطب : حيث يرطب أحد شقي البسرة أو يرطب ذنبها ويقال إنها ذنبت وتسمى الواحدة تذنوبة وجمعها التذنوب ، وإذا بلغ الترطيب نصف البسرة قبل : قد نصف البسر وهو المجزع.
خ‌- القابة : حيث تيبس الرطبة فتصبح بين الرطب والتمر فهي قابلة .
د‌- طور التمر : حيث يتماسك لحم الثمرة ويعتم لونها وتتجعد قشرتها.
3) أنواع التمور:

أنواع التمور كثيرة تزيد عن أربعمائة صنف، تختلف أسماءها من بلد إلى آخر وأشهرها : الخلاص والرزيز والخنيزي والمسكاني والعنبرة والعجوة والمواجي والبجيرة والغرة وحلاوة وسلمى والحيَّاني والزغلول وبنت عيش والسماني إلى آخره.
4) التركيب الكيماوي الحيوي للتمر :
بالتحليل الكيميائي الحيوي وجد أن التمر يحتوي على المواد التالية :
المواد الكربوهيدراتية ( Carbohydrates) وهي تكون حوالي 70% من الوزن الجاف للثمرة منزوعة النوى، وتحتوي على سكريات أحادية مثل الجلوكوز والفوكتوز وسكريات ثنائية مثل السكروز ، وسكريات عديدة مثل السليلوز واليهميسيليلوز.
المواد الدهنية ( Fats) : وهي تكون حوالي 2% من الوزن الجاف للثمرة خالية النوى.
الفتيامينات ( Vitamens) : يحتوي التمر على فيتامينات : A.B1.B2.B3.C
المعادن ( MINERALS) مثل البوتاسيون والكالسيوم والماغنسيوم والفسفور والكبريت والصوديوم والحديد والنحاس.
5) القيمة الغذائية للتمر :
وقد سبق شرح ذلك في موضوع النخل في القرآن الكريم والعلم الحديث.
6) القيمة الطبية للتمر :
للتمر العديد من المنافع والاستخدامات الطبية نوجزها فيما يلي:
1. القضاء علىالإمساك
2. معالجة البواسير
3. معالجة التهاب القولون
4. الوقاية من مرض السرطان
5. علاج ارتفاع ضغط الدم
6. يعالج قلة إدرار البول
7. يعالج التسمم الغذائي
8. يعالج مرض البلاجرا
9. يعالج حساسية الجلد
10. يمنع نزيف الجلد
11. ييسر عملية الولادة
12. يستخدم في علاج الدوار
13. يستخدم في علاج البطن
14. ينفي الكبد
7) القيمة الاقتصادية لثمرات النخيل:
تستخدم ثمرات النخيل في الغذاء ، وصناعة الدبس والسكر وعلف الدواب وفي تنمية الكائنات الحية الدقيقة وصناعة الخل وغيره.
8) مقترحات لاستغلال التمر في حياتنا العامة والخاصة:
لقد عجبت لحال المسلمين يموتون جوعاً في الصومال وجنوب السودان، والبوسنة والهرسك وأفغانستان بينما لا تجد ثمرات النخيل من يراعاها في بعض بلاد المسلمين مع أن التمر حمى حياة العرب والمسلمين من الجوع والمرض لمئات السنين .
أطفالنا يأكلون الحلوى المليئة بالأصباغ ولم نفكر في عمل عبوات صغيرة يحملونها في المدارس والرحلات.
مع العلم أن في اليابان والولايات المتحدة يصنعون لأطفالهم عبوات من التمر يأخذونها معهم في المدارس للتغذية عليها .
أما آن الأوان لاستخدامنا للتمر في الغذاء والدواء ؟؟؟
والحمد لله فقد فطنت بعض الدول الإسلامية إلى أهمية نخلة البلح فاعتنت بها وبإكثارها بالطرق العلمية وقامت بتصنيع عبوات جميلة من التمر ، ولكن في بعض دول الخليج يباع كيلوا التفاح بثلث الدينار وكيلوا البلح بدينار فهل يصح ذلك .
[1] سورة الشعراء
[2] عن كتاب الأسودان التمر والماء الدكتور حسان شمسي باشا صفحة 78
  #587  
قديم 08-05-2008, 11:08 AM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

إعجاز السنة النبوية في الدباء


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إن خياطاً دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم لطعام صنعه، قال أنس: فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فرأيته يتتبع الدباء من حوالي القصعة، قال: فلم أزل أحب الدُبَّاء من يومئذ.وفي رواية ثانية: فقرب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم خبزاً ومرقاً فيه دُبَّاء وقديد.صحيح البخاري في الأطعمة 5379
الدبا: بضم الدال المشددة هو القرع، وقيل: خاص بالمستدير منه، وفي شرح المهذب للنووي أنه القرع اليابس، وهو اليقطين أيضاً .ودل الحديث الشريف على أن رسول الله صلى الله ليه وآله وسلم كان يحب اليقطين، وما أحب عليه الصلاة والسلام شيئاً إلا وجدت في ذلك سراً عظيماً –كما يقول أحد المختصين- فماذا في اليقطين؟!جاء في كتاب (تركيب الأطعمة) الشهير: تبلغ نسبة الماء في اليقطين ?.7% ويحتوي على كمية قليلة من السكر والألياف، وتعطي المائة غرام منه 65 حريرة فقط، فهو غذاء جيد لمن أراد إنقاص وزنه، وهو فقير جداً بالصوديوم، فهو يناسب المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم، وغني بالبوتاسيوم الذي يلزم عند الذين يتناولون الحبوب التي تدر البول، كما أنه يحتوي على البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيزيوم والفوسفور والحديد والكبريت والكلور. وهو غني بالفيتامينات وفي طليعتها فيتامين أ.وجاء في كتاب الطب النبوي لابن قيم الجوزية: اليقطين يعد غذاء رطباً بل غنياً، ينفع المحمومين ماؤه، يقطع العطش، ويذهب الصداع إذا شرب أو غسل به الوجه، وهو ملين للبطن كيفما استعمل، فهو من ألطف الأغذية وأسرعها انفعالاً.وهناك أدلة حديثة تشير إلى أن اليقطين يفيد في الوقاية من السرطان، وقد نشرت مجلة الأبحاث البيوكيميائية عام 1985 دراسة أجريت في المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة، أشارت هذه الدراسة أن لليقطين فعلاً واقياً من سرطان الرئة عند سكان نيوجرسي في الولايات المتحدة .
المصدر : كتاب الأربعين العلمية تأليف عبدالحميد محمود طهماز
  #588  
قديم 08-05-2008, 11:10 AM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ

بقلم فراس نور الحق
قال تعالى في كتابة العزيز: (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)(الحج:5).
معاني الألفاظ :
الأرض الهامدة : هي الأرض الميتة التي لا حياة فيها.
ربت : ارتفعت.
الأرض : المقصود هنا سطح التربة.
الإعجاز العلمي في الآيات :
هذه الآية عظيمة الشأن، عالية القدر من آيات القرآن العظيم، ساقها الله سبحانه وتعالى إلى عباده المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم فالإيمان يزيد وينقص .
الآية تقول إنك ترى الأرض يابسة خاملة ساكنة .. فكل ما فيها ساكن لا يتحرك، وكل سكانها وكائناتها محكوم عليها بالموت والهلاك إذا لم ينزل عليها الماء .. البكتريا .. الفطريات ... الطحالب ... البذور ... السيقان الأرضية .. البصلات ... البُصَيلات .. حويصلات الديدان، بيوض الحشرات .. كل هذه التراكيب تعيش تحت الأرض في سبات وسكون هاجعة لا تتحرك وتأخذ أقل حجم لها، وأقل مساحة وتنخفض العمليات الحيوية إلى أقل معدل في حياة الكائنات الحية الموجودة بها، حتى جزيئات التربة، وتسبح الأرض هامدة ساكنة، سكون يشابه سكون القبور .. أنظر إلى هذه الأرض القاحلة المتماسكة الجزيئات إذا لم ينزل عليها المطر بأنها تظل هكذا إلى أن تأتي اللحظة الحاسمة إشارة الإلهية العجيبة فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ تبدأ الحركة .
الجراثيم الموجودة تنبت وتتحرك وتبدأ الحويصلات الساكنة في الإنبات والحركة، حويصلات الديدان تنشط وتتحرك، البصلات، البصيلات، الديدان، السيقان الأرضية، الحبوب، البذور ملايين الكائنات تسري فيها الحياة فتتحرك الأرض وتهتز، هذا المنظر البديع المعجز يصوره ربنا سبحانه وتعالى بقوله (اهْتَزَّتْ) وتبدأ عمليات الانقسام وامتصاص الماء، وتحليل الغذاء المعقد إلى وحدات أقل ارتباط وأكثر عدداً واكبر حجماً، وتنشط الديدان الأرضية في شق الأنفاق الأرضية وابتلاع كميات هائلة من التربة المتلاصقة وإخراجها بعد ذلك مفككة مم يزيد في حجمها فترتفع وتهتز، وتبدأ عملية تأين عجيبة في جزيئات التربة والتي أكتشفها عالم بريطاني اسمه براون في عام 1827م[1] حيث وجد أن ماء المطر إذا سقط على التربة أحدث لها اهتزازات تهتز لها حبيبات التربة هذه الحبيبات الصغيرة التي يكون أكبر حبيبة فيها قطره 3 مم، وتتكون هذه الحبيبات من المعادن المختلفة والتي تتركب من صفائح متراصة بعضها فوق بعض، فإذا نزل المطر تكونت شحنات كهربائية مختلفة بين الحبيبات بسبب اختلاف هذه المعادن, ويحدث تأين نتيجة لاختلاف الشحنات الكهربائية المتولدة فتهتز هذه الحبيبات نتيجة هذا التأين مما يؤدي هذا بدوره إلى دخول الماء بين الصفائح المتراصة وهذا يؤدي كذلك إلى انتفاخها وارتفاعها عن سطح الأرض فهذه العوامل المعقدة كلها مجتمعة هي التي تؤدي إلى اهتزاز الأرض التربة من أخبر محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام عن هذه الظاهرة الرائعة إنه رب العالمين.
المراجع :
محاضرة للدكتور أحمد مليجي في المؤتمر العالمي السادس لإعجاز القرآن والسنة.
كتاب : إعجاز النبات في القرآن الكريم تأليف الدكتور نظمي خليل أبو العطا
[1]محاضرة للدكتور أحمد مليجي في المؤتمر العالمي السادس لإعجاز القرآن والسنة


  #589  
قديم 08-05-2008, 11:11 AM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

فوائد الرمان في علاج القرحة والحموضة


بقلم الدكتور عبد الباسط محمد السيد
قال تعالى: " فيهما فاكهةٌ و نخلٌ و رمان . فبأي آلاء ربكما تُكذبان . " سورة الرحمن
روي عن علي -رضي الله عنه- فيما رواه أحمد: "كلوا الرمان بشحمه فإنه دباغ للمعدة"
فوائد الرمان باختصار:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم "ما من رمانة إلا ولقحت من رمان الجنة، وما رمانة إلا فيها حبة من رمان الجنة".
ولذلك سيدنا علي كان يحرص على أن يأخذ كل الفصوص الموجودة في الرمان حتى يصيب فص رمانة الجنة.
أما عن "كلوا الرمان بشحمه فإنه دباغ للمعدة"، أولاً القلف الأبيض الذي هي الطبقة البيضاء بين الفصوص هذه يتحتوي على مادة قابضة ومضادة للحموضة، وثبت إنها تقوم بشفاء القرحة المعدة وقرحة الإثنى عشر، و الأطباء في أوربا يأخذوا المستخلص المائي أو المعلق منها، يعني يعملوها معلق، و يدخلوه بالمناظير و يحقنوا قرحة المعدة وقرحة الإثنى عشر فتبرأ في الحال.ولذلك قال رسول الله "كلوا الرمان بشحمه فإنه دباغ للمعدة".
ــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر :محاضرة للدكتور عبد الباسط محمد السيد على قناة الجزيرة في برنامج بلا حدود 4/12/2002م
  #590  
قديم 08-05-2008, 11:13 AM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

"التلبينة" وصية نبوية.. وحقيقة علمية

عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: (أنها كانت إذا مات الميت من أهلها، فاجتمع لذلك النساء، ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها، أمرت ببرمة(قدر من حجارة أو نحوها) من تَلْبِينَةفطُبخت، ثم صُنِعَ ثَريد(خبز يفتت ثم يبل بمرق) فصُبَّت التَّلْبِينَة عليها، ثم قالت: كلن منها، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: التَّلْبِينَة مُجِمَّةٌ لفؤاد(تريح القلب وتزيل عنه الهم وتنشطه) المريض، تذهب ببعض الحزن). [أخرجه مسلم في السلام، باب: التلبينة مجمة لفؤاد المريض، رقم: ]2216.
ثمة أشياء تبدو في أعيننا بسيطة متواضعة القيمة.. لكن تأملها بعين الحكمة يكشف لنا عن كنوز صحية ندوس عليها ونحن نمضي في طريقنا نحو المدنية المعاصرة.. مثقلين بالشحوم ومكتظين بالسكر وملبكين معويا ومعنويا. ومن تلك الكنوز التي أغفلها بصر الإنسان ولم تغفلها بصيرة النبوة.. كنز التلبينة!!
وهي حساء يُعمل من ملعقتين من دقيق الشعير بنخالته ثم يضاف لهما كوب من الماء، وتطهى على نار هادئة لمدة 5 دقائق، ثم يضاف كوب لبن وملعقة عسل نحل. سميت تلبينة تشبيها لها باللبن في بياضها ورقتها. وقد ذكرت السيدة ‏عائشة رضي الله عنها أن النبي علية الصلاة والسلام أوصى بالتداوي والاستطباب بالتلبينة قائلا: "التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن" صحيح البخاري.
ومن المذهل حقا أن نرصد التطابق الدقيق بين ما ورد في فضل التلبينة على لسان نبي الرحمة وطبيب الإنسانية وما أظهرته التقارير العلمية الحديثة التي توصي بالعودة إلى تناول الشعير كغذاء يومي؛ لما له من أهمية بالغة للحفاظ على الصحة والتمتع بالعافية.

تخفض الكولسترول وتعالج القلب
أثبتت الدراسات العلمية فاعلية حبوب الشعير الفائقة في تقليل مستويات الكولسترول في الدم من خلال عدة عمليات حيوية، تتمثل فيما يلي:
أ. تتحد الألياف المنحلة الموجودة في الشعير مع الكولسترول الزائد في الأطعمة فتساعد على خفض نسبته في الدم.
ب. ينتج عن تخمر الألياف المنحلة في القولون أحماض دسمة تمتص من القولون، وتتداخل مع استقلاب الكولسترول فتعيق ارتفاع نسبته في الدم.
ج. تحتوي حبوب الشعير على مركبات كيميائية تعمل على خفض معدلات الكولسترول في الدم، ورفع القدرة المناعية للجسم مثل مادة "بتا جلوكان" B-Glucanوالتي يعتبر وجودها ونسبتها في المادة الغذائية محددا لمدى أهميتها وقيمتها الغذائية.
د. تحتوي حبوب الشعير على مشابهات فيتامينات "هاء" Tocotrienol التي لها القدرة على تثبيط إنزيمات التخليق الحيوي للكولسترول، ولهذا السبب تشير الدلائل العلمية إلى أهمية فيتامين "هاء" الذي طالما عرفت قيمته لصحة القلوب إذا تم تناوله بكميات كبيرة.
وعلى هذا النحو يسهم العلاج بالتلبينة في الوقاية من أمراض القلب والدورة الدموية؛ إذ تحمي الشرايين من التصلب -خاصة شرايين القلب التاجية- فتقي من التعرض لآلام الذبحة الصدرية وأعراض نقص التروية (Ischemia واحتشاء عضلة القلب ( Heart Infarction).
أما المصابون فعليا بهذه العلل الوعائية والقلبية فتساهم التلبينة بما تحمله من خيرات صحية فائقة الأهمية في الإقلال من تفاقم حالتهم المرضية. وهذا يظهر الإعجاز في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "التلبينة مجمة لفؤاد المريض.."، ومجمة لفؤاد المريض أي مريحة لقلب المريض!!

علاج للاكتئاب
كان الأطباء النفسيون في الماضي يعتمدون على التحليل النفسي ونظرياته في تشخيص الأمراض النفسية، واليوم مع التقدم الهائل في العلوم الطبية يفسر أطباء المخ والأعصاب الاكتئاب على أنه خلل كيميائي.. كما يثبت العلم الحديث وجود مواد تلعب دورًا في التخفيف من حدة الاكتئاب كالبوتاسيوم والماغنسيوم ومضادات الأكسدة وغيرها... وهذه المواد تجتمع في حبة الشعير الحنونة التي وصفها نبي الرحمة بأنها "تذهب ببعض الحزن".
ولتوضيح كيف تؤثر المواد التي يحويها الشعير في الاكتئاب، وتخفف من حدته نذكر أهم تلك المواد المضادة للاكتئاب والموجودة في الشعير، ومنها:
- المعادن: فتشير الدراسات العلمية إلى أن المعادن مثل البوتاسيوم والماغنسيوم لها تأثير على الموصلات العصبية التي تساعد على التخفيف من حالات الاكتئاب، وفي حالة نقص البوتاسيوم يزداد شعور الإنسان بالاكتئاب والحزن، ويجعله سريع الغضب والانفعال والعصبية. وحيث إن حبة الشعير تحتوي على عنصري البوتاسيوم والماغنسيوم فالتلبينة تصلح لعلاج الاكتئاب، ويلاحظ هنا أن الدراسات العلمية تستخدم كلمة "التخفيف من حالات الاكتئاب"، ونجد ما يقابلها في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تذهب ببعض الحزن"، وهذه دلالة واضحة على دقة التعبير النبوي الذي أوتي جوامع الكلم.
- فيتامين "B": فقد يكون أحد مسببات أعراض الاكتئاب هو التأخر في العملية الفسيولوجية لتوصيل نبضات الأعصاب الكهربية، وهذا بسبب نقص فيتامين "B"؛ لذلك ينصح مريض الاكتئاب بزيادة الكمية المأخوذة من بعض المنتجات التي تحتوي على هذا الفيتامين كالشعير.
- مضادات الأكسدة: حيث يساعد إعطاء جرعات مكثفة من حساء التلبينة الغنية بمضادات الأكسدة (فيتامين E وA) في شفاء حالات الاكتئاب لدى المسنين في فترة زمنية قصيرة تتراوح من شهر إلى شهرين.
- الأحماض الأمينية: يحتوي الشعير على الحمض الأميني تريبتوفان Tryptophan الذي يسهم في التخليق الحيوي لإحدى الناقلات العصبية وهي السيروتونين Serotonin التي تؤثر بشكل بارز في الحالة النفسية والمزاجية الإنسان.
علاج للسرطان وتأخر الشيخوخة
تمتاز حبة الشعير بوجود مضادات الأكسدة مثل (فيتامين E وA)، وقد توصلت الدراسات الحديثة إلى أن مضادات الأكسدة يمكنها منع وإصلاح أي تلف بالخلايا يكون بادئا أو محرضا على نشوء ورم خبيث؛ إذ تلعب مضادات الأكسدة دورا في حماية الجسم من الشوارد الحرة (Free radicals) التي تدمر الأغشية الخلوية، وتدمر الحمض النووي DNA، وقد تكون المتهم الرئيسي في حدوث أنواع معينة من السرطان وأمراض القلب، بل وحتى عملية الشيخوخة نفسها.
ويؤيد حوالي 9 من كل 10 أطباء دور مضادات الأكسدة في مقاومة الأمراض والحفاظ على الأغشية الخلوية وإبطاء عملية الشيخوخة وتأخير حدوث مرض الزهايمر.
وقد حبا الله الشعير بوفرة الميلاتونين الطبيعي غير الضار، والميلاتونين هرمون يفرز من الغدة الصنوبرية الموجودة في المخ خلف العينين، ومع تقدم الإنسان في العمر يقل إفراز الميلاتونين.
وترجع أهمية هرمون الميلاتونين إلى قدرته على الوقاية من أمراض القلب، وخفض نسبة الكولسترول في الدم، كما يعمل على خفض ضغط الدم، وله علاقة أيضا بالشلل الرعاش عند كبار السن والوقاية منه، ويزيد الميلاتونين من مناعة الجسم، كما يعمل على تأخير ظهور أعراض الشيخوخة، كما أنه أيضا له دور مهم في تنظيم النوم والاستيقاظ.

علاج ارتفاع السكر والضغط
تحتوي الألياف المنحلة (القابلة للذوبان) في الشعير على صموغ "بكتينات" تذوب مع الماء لتكون هلامات لزجة تبطئ من عمليتي هضم وامتصاص المواد الغذائية في الأطعمة؛ فتنظم انسياب هذه المواد في الدم وعلى رأسها السكريات؛ مما ينظم انسياب السكر في الدم، ويمنع ارتفاعه المفاجئ عن طريق الغذاء.
ويعضد هذا التأثير الحميد للشعير على سكر الدم أن عموم الأطعمة الغنية بالألياف -منحلة وغير منحلة- فقيرة الدسم وقليلة السعرات الحرارية في معظمها، بينما لها تأثير مالئ يقلل من اندفاعنا لتناول الأطعمة الدسمة والنهم للنشويات الغنية بالسعرات الحرارية.
ولأن المصابين بداء السكري أكثر عرضة لتفاقم مرض القلب الإكليلي؛ فإن التلبينة الغنية بالألياف تقدم لهم وقاية مزدوجة لمنع تفاقم داء السكري من ناحية والحول دون مضاعفاته الوعائية والقلبية من ناحية أخرى.. وهكذا يمكننا القول بثقة إن احتساء التلبينة بانتظام يساعد المرضى الذين يعانون من ارتفاع السكر في دمهم.
كما أكدت الأبحاث أن تناول الأطعمة التي تحتوي على عنصر البوتاسيوم تقي من الإصابة من ارتفاع ضغط الدم، ويحتوي الشعير على عنصر البوتاسيوم الذي يخلق توازنا بين الملح والمياه داخل الخلية. كذلك فإن الشعير له خاصية إدرار البول، ومن المعروف أن الأدوية التي تعمل على إدرار البول من أشهر الأدوية المستعملة لعلاج مرضى ارتفاع ضغط الدم.

ملين ومهدئ للقولون
والجدير بالذكر أن الشعير غني بالألياف غير المنحلة وهي التي لا تنحل مع الماء داخل القناة الهضمية، لكنها تمتص منه كميات كبيرة وتحبسه داخلها؛ فتزيد من كتلة الفضلات مع الحفاظ على ليونتها؛ مما يسهل ويسرع حركة هذه الكتلة عبر القولون، وهكذا تعمل الألياف غير المنحلة الموجودة في الحبوب الكاملة (غير المقشورة) وفي نخالة الشعير على التنشيط المباشر للحركة الدودية للأمعاء؛ وهو ما يدعم عملية التخلص من الفضلات.
كما تعمل الألياف المنحلة باتجاه نفس الهدف؛ إذ تتخمر هلامات الألياف المنحلة بدرجات متفاوتة بواسطة بكتيريا القولون؛ مما يزيد من كتلة الفضلات، وينشط الأمعاء الغليظة؛ وبالتالي يسرع ويسهل عملية التخلص من الفضلات.
وأظهرت نتائج البحوث أهمية الشعير في تقليل الإصابة بسرطان القولون؛ حيث استقر الرأي على أنه كلما قل بقاء المواد المسرطنة الموجودة ضمن الفضلات في الأمعاء قلت احتمالات الإصابة بالأورام السرطانية، ويدعم هذا التأثير عمليات تخمير بكتيريا القولون للألياف المنحلة ووجود مضادات الأكسدة بوفرة في حبوب الشعير.
وفي النهاية نقول: إنه إذا كان كثير من الناس يتحولون اليوم من العلاج الدوائي إلى الطب الشعبي والتقليدي.. فإن من الناس أيضا من يتحول إلى الطب النبوي، وهم لا يرون فيه مجرد طريقة للحصول على الشفاء.. بل يرون فيه سبيلا للفوز بمحبة الله وفرصة لمغفرة الذنوب {قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}.. وهكذا يصبح للتداوي مبررات أخرى أعظم من الشفاء ذاته.

ـــــــــــــــــــــــــ

بقلم الدكتورة : صهباء بندق
المصادر:
§دراسات كيميائية حيوية وتكنولوجية على حبوب الشعير1997م.
§رسالة ماجستير، م. سحر مصطفى كامل، كلية الزراعة، جامعة القاهرة.
§كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم.
§كتاب شمائل الرسول لابن كثير.
§كتاب العلاج بالتلبينة، إعداد عبد الكريم التاجوري.
§كتاب الطب البديل مداواة بلا أدوية للدكتور محمد المخزنجي.
§كتاب الغذاء ودوره في تنمية الذكاء للدكتور نبيل سليم علي.
§كتاب الطب البديل للدكتور هاريس مايلوين
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 64 ( الأعضاء 0 والزوار 64)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 199.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 193.75 كيلو بايت... تم توفير 5.82 كيلو بايت...بمعدل (2.92%)]