علم الجرح والتعديل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شهر الصبر والجهاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أيها الشباب ماذا أنتم فاعلون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ماذا لو عطس؟!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فضل عشر ذي الحجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حتى تستمر الحياة نصائح ووصايا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          فتاوى الشيخ مصطفى العدوى من خلال صفحته على الفيس ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1315 - عددالزوار : 174987 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 185 - عددالزوار : 63657 )           »          حكم الصدقة على ذي الرحم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          دعاء العبادة ودعاء المسألة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الالتصاق بالكعبة والتمسح بها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-10-2019, 11:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,352
الدولة : Egypt
افتراضي علم الجرح والتعديل

علم الجرح والتعديل
عبد اللطيف منديل


لما كان الحديث النبوي الـشـريـف الـمـورد الـثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن، والمنهل البياني له في تفصيل الأحكام المجملة التي وردت فـيـــه، وتقييد المطلق وتخصيص العام، وتأسيس الأحكام التي لم ينص عليها الكتاب، عُني المسلمون بحفظه وفهمه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته، واستمر هذا الاهتمام عبر الأجيال المتتالية.
نشأة علم الجرح والتعديل:
كثيراً ما تتسرب بعض العلوم من أمة كان لها قصب السبق في الوجود إلى أمة أخرى تبعت أثرها على هذه الأرض. لكن الوضع يختلف بالنسبة لعلم الـجــرح والتعديل؛ فهو علم نشأ في ظل الإسلام، وتفردت به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فـــلا أثـر لــه في أي أمة من الأمم السالفة؛ لأن هذه الأمة سهرت على حفظ ما جاء به نبيها صلى الله عـلـيـه وسـلـم، فتعلم فيه جيلٌ من الصحابة والتابعين ومن أتى بعدهم. إلا أن إعطاء الصدارة لأبي بكر من الجـيـل الأول فـي الـبـحـث عن الرجال في قصة ميراث الجدة ـ كما سطر في كتب الجرح والتعديل ـ فيه تأمل(1). نـعـم قــد يـصــح في غير هذه القصة؛ فقد ذكر الحاكم أن أبا بكر وعمر وعلياً وزيد بن ثابت، جرّحوا وعدَّلوا وبحثوا عن صحة الروايات وسقيمها(2)؛ فقد طلب عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ مــن أبي موسى الأشعري أن يأتيه بشاهد عندما حدثه بحديث عن رسول الله صلى الله علـيه وسلم: "إذا استأذن أحدكم ثلاث مرات فلم يؤذن له فليرجع" فانطلق أبو موسى ـ رضـي الله عنه ـ إلى مجلس فيه الأنصار فذكر ذلك لهم، فقال: ألم تعلموا أن رسول الله صلى الله علـيـه وسلم قال: إذا استأذن أحدكم ثلاث مرات...؟ قالوا: بلى. لا يقوم معك إلا أصغرنا، فقام أبو سعيد الخدري إلى عمر. فقال: هذا أبو سعيد. فخلى عنه(3). وكذلك كان علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ يستحلف من حدثه بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان ثقة مأموماً(4). ولم يكن الجيل الأول يتهمون بعضهم، ولكن كانوا يخشون جرأة الناس على الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم دون تثبت وتدقيق، فشددوا في قبولهم الروايات.
ثم اقتفى أثرهم واهتدى بهديهم في هذا جماعة من الجيل الثاني كالحسن البصري، وسعيد بن جبير، وعامر الشعبي، ومحمد بن سيرين، وغيرهم. لكن رغم هذا لم تَنْمُ مادة واسعة في علم الرجال يتداولها العلماء والنقاد حتى منتصف الـقــــــرن الثاني الهجري؛ حيث شاع الوضع في الحديث، وكثر الضعفاء، فانبرى لهم عدد من الأئـمـــة النقاد والمحدثين الكبار مثل شعبة بن الحجاج، ومعمر بن راشد، وهشام الدستوائي، وسـفـيـــان الثوري، وغيرهم كثير من أصحاب منتصف القرن الثاني إلى أصحاب القرن الثالث؛ حيـث بــــدأ نـــوع من التخصص في علم الرجال يبرز بصورة خاصة عند يحيى بن معين، وعلي بن المديني؛ فنما الـتـصـنـيــف في علم الجرح والتعديل خلال القرن الثالث والرابع. إلا أن الجرح في عصر التابعين لا يـكــاد يتجاوز سوء الحفظ(5)، وإنما ظهر الجرح والتعديل من حيث إنه علم قائم بذاته له أهـلـه ورجاله وقواعده بعد عصر التابعين. ولعل أول من كتب في قواعد هذا العلم أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار المتوفى 292 هـ في جزء له في معرفة من يُترَك حديثه أو يُقبَل. وهكذا نشأ هذا العلم، وهو أحد فروع علم الحديث(6).
حكم هذا العلم في الشريعة الإسلامية:
لقد جاءت عبارة ابن دقـيق العيد ملجمة لأفواه المحدثين والنقاد: "أعراض المسلمين حفرة من حفر النار وقف عـلـى شـفـيرها طائفتان من الناس: المحدثون، والحكام"(7). لكن رغم هذا لم تمنعهم من الوقوف في وجوه الكذابين والوضَّاعين ذبّاً منهم عن سنة المصطفى ـ عليه الصلاة والسلام ـ وقيل ليحيى بـن سعيـد القطان: "أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين تركتَ حديثهم خصماءك عند الله ـ تعالـى ـ؟ قــــال: لأن يكون هؤلاء خصمائي أحب إلَيَّ من أن يكون خصمي رسول الله صلى الله عليه وسـلــم يـقــــول: لِمَ حدثتَ عني حديثاً ترى أنه كذب؟!"(8).
وقد أجمع العلماء على أن الجرح والتعديل جائزان في الشريعة الإسلامية، بل هما واجبان صوناً للشريعة الإسلامية من الكذب. وقد أكد هذا الإجماع الإمام النووي في كتابه: (رياض الـصـالـحـيـن) عـنـد إخراجه هذا العلم من دائرة الغيبة قال: "اعلم أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعي لا يمـكــن الـوصــــــول إليه إلا بها. وهو ستة أسباب... فذكر منها: جرح المجروحين من الرواة والشهود وذلك جائز بإجماع المسلمين، بل واجب للحاجة"(9). والحاجة هنا لا تخفى على من له غيرة على السنة المطهرة، وإجماع العلماء هنا يرتكن إلى دلائل من الكتاب والسنة:
فمن الكتاب قوله ـ تعالـى ـ: ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا إن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ)) [الحجرات: 6]. وقـولــه ـ تعالى ـ: ((وأشهدوا ذوي عدل منكم)) [الطلاق: 2].
ومن السنة قوله عليه الصلاة والسلام:"ائذنوا له. بئس أخو العشيرة أو ابن العشيرة"(10).
وقوله: "خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"(11).
هل يقبل الجرح والتعديل مجملين من غير بيان أسبابهما؟
تباينت آراء العلماء في الجرح والتعديل: هل يقبلان مبهمين من غير بيان أسبابهما، أم لا بد من ذكر سبب كل واحد منهما، أم ذكر التعديل دون الجرح أو العكس؟ لكن الذي درج عليه جمهور العلماء ونقاد الحديث وحـكـــاه ابـن الـصــــــلاح في كتابه: "مقدمة في علوم الحديث" عن الخطيب البغدادي أنه يقبل التعديل من غير ذكر أسبابه؛ لأن أسبابه كثيرة يصعب ذكرها. وأما الجرح فلا يقبل إلا مفسراً مبين السبب؛ لأنـه قد يجرح أحدهم بما لا يعتبر جرحاً، ولذلك احتج البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم مـــن الأئمة بأناس جُرِّحوا بدون بيان السبب؛ فقد احتج البخاري بحديث عكرمة مولى ابن عـباس، وعاصم بن علي وغيرهما، واحتج مسلم بسويد بن سعيد وجماعة اشتهر الطعن فيهم، وهـكــــذا فعل داود السجستاني، وذلك دال على أنهم ذهبوا إلى أن الجرح لا يثبت إلا إذا فُسِّرَ سببه(12).
ما العمل عند تعارض الجرح والتعديل؟
إذا توجه إلى فرد واحد جرح وتعديل، فالجرح مقدَّم على التعديل؛ لأن المعدِّل يخبر عما انكشف من حال الراوي، والجارح يخبر عن باطن خفِيّ عن المعدِّل، فكان المخبر عن شيء خفي معه زيادة علم يجب الأخذ بها، وهذا بعد بيان سبب الجرح وإن كثر المعدلون. وهو مذهب جمهور العلماء وبه العمل عندهم (13).
وخـتـامـــاً: أقول: إن هذا العلم ـ علم الجرح والتعديل ـ لا تزال الأمة الإسلامية في أمسِّ الحاجة إلـيـه، لا سيما في عصرنا هذا؛ حيث اتجه المستشرقون ومن لفّ لفهم وشرب من منهلهم من بني جلدتنا إلى شن الغارة على السنة النبوية ورواتها، وإثارة الشكوك حولها بأسلوب ناعم مسموم يتظاهر رواده بالتجرد والبحث العلمي الموضوعي. ولهذا صار محتّماً على كل مسلم يعثر على خبايا هؤلاء الضفادع وأتباعهم في السنة النبوية ورواتها أن يرجع إلى كتب علماء الجرح والتعديل ليقف على حقيقة رواة السنة الموثقين والمجروحين؛ لأن هذه الماهية أو الحقيقة ـ حقيقة رواة السنة ـ يستحيل أن نجدها عند المستشرقين المكذبين لرسالة محـمـــد صلى الله عليه وسلم، وإنما نجدها عند أتباعه وخدّام سنته، عند علماء الحديث. ولقد أحسن القائل إذ قال:
أهل الحديث هم أهل النبي وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا(14)
وتخلي المسلمين عن هذا المنهج الحديثي الـنـقــــدي ســبـب مـبـاشـر يقف إلى جانب كيد المستشرقين في ازدياد هوة هذا الانحراف الذي تغلغل فيه المسلمون في هذا الوقت.
الهوامش:
(1) ضعيف: أخرجه الترمذي برقم 2101، وأبو داود برقم 2894، وابن مـاجــــه، برقم 2724، وغيرهم من طرق تدور على قبيصة بن ذؤيب عن أبي بكر. وقبيصة لا يصح سماعه من أبي بكر كما في "جامع التحصيل في أحكام المراسيل" لأبي سعيد العلائي عند ترجمته لقبيصة.
(2) معرفة علوم الحديث، للحاكم، ص 52.
(3) البخاري برقم 6245، 2062، الفتح، ومسلم برقم 2153.
(4) أبو داود برقم 521، والترمذي برقم 406، 3006، وأحمد برقم 2، وصحح إسناده أحمد محمد شاكر.
(5) بحوث في تاريخ السنة، ص 81 بتصرف.
(6) المنهج الإسلامي في الجرح والتعديل، ص 36 بتصرف.
(7) ضوابط الرواية عند المحدثين. للصديق بشير نصر، ص 235.
(8) الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي، ص 144.
(9) رياض الصالحين، ص 279 باب ما يباح من الغيبة.
(10) أخرجه البخاري ومسلم، وابن حبان في المجروحين من المحدثين، ج 1 ، ص 12.
(11) أخرجه البخاري، ح/ 2457، ومسلم، ح/ 4599.
(12) مقدمة ابن الصلاح، ص 86، بتصرف.
(13) الكفاية في علم الرواية، ص 106 بتصرف.
(14) صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، للشيخ الألباني، ص 44، وهو من إسناد الحسن بن محمد النسوي كما رواه الحافظ ضياء الدين المقدسي في جزء له في "فضل الحديث وأهله" كذا قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.60 كيلو بايت... تم توفير 1.52 كيلو بايت...بمعدل (2.91%)]