قصف خيام النازحين (محرقة رفح) من أبشع جرائم المحتل في غزة

[ابوالوليد المسلم]

قصف خيام النازحين (محرقة رفح) من أبشع جرائم المحتل في غزة

• طالب الأزهر المجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم وعاجل من أجل تنفيذ ‏القرارات والأحكام التي أصدرتها محكمة ‏العدل الدولية ضد الكيان الصهيوني ‏وقياداته
• القصف استهدف خيام النازحين في مناطق ادعى الاحتلال أنها آمنة ودعا السكان إلى التوجه إليها

لم يكن لمناظر قتل الأطفال الصغار والشيوخ في مخيمات رفح الفلسطينية التي استهدفتها قوات الاحتلال بالقصف، أن تمر على الضمير العالمي مرور الكرام؛ فتلك المشاهد الوحشية البشعة التي تقشعر لهولها الأبدان، كسرت قلوب كل من شاهدها، وتركت فيها غصة لا تزول، الأمر الذي انعكس في حملات تنديد وتعاطف دولية وعربية واسعة حول العالم، تدين جرائم حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، التي تخالف الشرائع السماوية والقوانين الدولية والإنسانية كافة.

إنها جريمة جديدة ضمن الجرائم التي ارتكبها الاحتلال اليهودي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، مستهدفًا الأبرياء من النساء والأطفال؛ حيث شنت طائرات الاحتلال غارات جوية، استهدفت -بنحو 8 صواريخ- مخيما مكتظا بالنازحين الفلسطينيين في رفح ومخيمات الأونروا جنوبي قطاع غزة، بعدما ادعى الاحتلال كذبًا بأن المنطقة آمنة، قبل أن يغدر بهم في لحظة واحدة بالنازحين.

مجزرة تنسف كل ادعاءات الاحتلال

وأكدت لجنة الطوارئ أن القصف استهدف خيام النازحين في مناطق ادعى الاحتلال أنها آمنة ودعا السكان إلى التوجه إليها، موضحة أن المجزرة المرتكبة تنسف كل ادعاءات الاحتلال بوجود مناطق آمنة في رفح، وأشارت اللجنة إلى أن أكثر من 100 شهيد ومصاب قضوا على يد قوت الاحتلال وحرقت جثثهم في رفح، وأضافت: نعتقد أن جيش الاحتلال استخدم أسلحة محرمة دوليا لاستهداف المصرف.

انتهاك قرارات محكمة العدل الدولية

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن ارتكاب قوات الاحتلال مجزرة قتل جماعي لنازحين فلسطينيين في رفح، إمعان في رفض قرار محكمة العدل الدولية وتجاهله بضرورة وقف الهجوم على المدينة وأضاف المرصد، أن قوات الاحتلال واصلت شن عشرات الغارات على رفح وقتلت أكثر من 70 فلسطينيا خلال اليومين التاليين لقرار محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم على المدينة وحماية مئات آلاف المدنيين فيها، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال ردت على قرار محكمة العدل والمطالب الدولية بوقف هجماتها بقصف مخيم للنازحين شمال غرب مدينة رفح؛ ما خلف عشرات الضحايا بين قتيل ومصاب ومفقود، موضحا أن قوات الاحتلال تواصل انتهاك قرارات محكمة العدل الدولية، بما فيها أحدثها الذي يلزمها بوقف الهجوم العسكري على رفح وفتح المعبر رفح الحدودي؛ لضمان حركة الأفراد وإدخال الإمدادات الإنسانية.

وسم محرقة رفح

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي العديد من المنشورات التي تشير لتلك المجزرة، منددين بها، بوسم #محرقة_رفح؛ حيث تابع المتصفحون للمنصات ما يحدث في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة منذ بداية الغارات، وانتشرت فيديوهات تظهر المحرقة الجديدة التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق المواطنين الموجودين في رفح.

ردود الفعل على المحرقة

كانت هناك عدد من ردود الفعل على هذه المحرقة البشعة فمنها كان على مستوى الدول والحكومات ومنها على مستوى المؤسسات والمنظمات الدولية ومنها على مستوى ردود فعل أشخاص مشهورين ومنها على مستوى ردود فعل شعبية.

الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني

أدانت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) بأشد العبارات، المجزرة البشعة والمحرقة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مخيم النازحين في غرب مدينة رفح، وقالت: إن المجزرة خلفت عشرات الشهداء والجرحى الذين حرقت أجسادهم وتفحمت جراء القصف الغاشم الذي استهدف الأطفال والنساء، عدا عن حرق عشرات الخيام في مخيم البركسات التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. ودعا الأمين العام للمبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي العالم إلى فرض عقوبات فورية على الكيان المحتل؛ لإجباره على تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية الخاص بوقف هجومها على رفح جنوبي قطاع غزة، وقال: إن قوات الاحتلال تتنكر لقرار محكمة العدل الدولية وتقصف خيام نازحين عزل، لا يملكون شيئا للدفاع عن أنفسهم، وتحرقهم وهم أحياء، واصفا المجزرة في رفح بأنها وحشية لا مثيل لها وتعبر عن فشل قوات الاحتلال عسكريا وسياسيا وعن روح انتقامية خطيرة.

الأزهر يدين (محرقة الخيام)

من جانبه أدان الأزهر -في بيان له- المحرقة، جاء فيه: «يستنكر الأزهر ويدين بشدة العدوان الصهيوني الإرهابي على مخيم ‏اللاجئين بمدينة رفح، الذي ‏استهدف النازحين الأبرياء في خيامهم، وفي المناطق ‏التي خدع فيها أهل غزة، وزعم لهم أنها ‏مناطق آمنة، وارتكب جريمته الشنعاء على ‏مرأى ومسمع من العالم أجمع، التي راح ضحيتها ‏عشرات الشهداء والجرحى ‏من الرجال والنساء والأطفال».‏

اتخاذ موقف حاسم وعاجل

وأضاف البيان: «يطالب الأزهر المجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم وعاجل من أجل تنفيذ ‏القرارات والأحكام التي أصدرتها محكمة ‏العدل الدولية ضد الكيان الصهيوني ‏وقياداته، وفي مقدمتها الوقف الفوري للعدوان الإرهابي على رفح، وفتح ‏معبر ‏رفح لدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، ووقف آلة القتل ‏الصهيونية الغاشمة».

إبادة جماعية لم يشهد التاريخ مثلها

‏وتابع الأزهر في بيانه: «يجدد الأزهر تحيته وتقديره لمقاومة الشعب الفلسطيني الشجاع، الذي أثبت ‏للعالم كله بسالته في الدفاع عن ‏أرضه وتشبثه بها، وتمسك هذا الشعب بالحياة ‏على تراب وطنه ورفض كل محاولات المحتل للتهجير ‏القسري، رغم ما ‏يواجهونه من إبادة جماعية لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيلا، وتتنافى مع كل ‏الشرائع ‏السماوية والمواثيق الدولية».

تجاوز كل المطالبات والقرارات الدولية

إنَّ ارتكاب المجزرة بحق المدنيين النازحين، يعكس إصرار قوات الاحتلال على استمرار عمليات القتل والتدمير في رفح، وتجاوز كل المطالبات والقرارات الدولية بضرورة وقف العملية العسكرية وعدم التعرض للمدنيين؛ حيث تواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي؛ ما أسفر عن استشهاد 36 ألف فلسطيني، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 80,643 آخرين، في حصيلة غير نهائية؛ إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.


اعداد: المحرر السياسي