دلالة الإجماع وقول السلف على أن السنة وحي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         السيول والأمطار دروس وعبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          مضى رمضان.. فلا تبطلوا أعمالكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فضل علم الحديث ورجاله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الترهيب من قطيعة الرحم من السنة النبوية المباركة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          لمحات في عقيدة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          عقيدة الشيعة فيك لم تتغير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          شرح حديث: تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          كيف تعود عزة المسلمين إليهم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أدومه وإن قل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-02-2021, 02:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,466
الدولة : Egypt
افتراضي دلالة الإجماع وقول السلف على أن السنة وحي

دلالة الإجماع وقول السلف على أن السنة وحي
د. محمود بن أحمد الدوسري




الحمد لله والصلاة والسلام الأتمان على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
يزداد الأمر وضوحاً إذا علمنا أنه قد ثبت الإجماع على أن السنة وحي من الله تعالى كالقرآن، وقد كثر كلام السلف الصالح ونقولاتهم حول هذا الموضوع بما لا يستطيع العاد أن يحصيه، ومما جاء في ذلك:

عن حَسَّانَ بنِ عطيَّةَ - رحمه الله - قال: (كان جِبْرِيلُ يَنْزِلُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم بِالسُّنَّةِ، كما يَنْزِلُ عليه بِالْقُرْآنِ)[1].

ويُعلِّق ابن تيمية - رحمه الله - على هذا الأثر بقوله: (قد عُرِف - بالاضطرار من دينه - أنه مبعوثٌ إلى جميع الإنس والجنِّ، واللهُ تعالى خاطب بالقرآن جميعَ الثَّقلين، كما قال: ﴿ لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ﴾ [الأنعام: 9]. فكلُّ مَنْ بلغه القرآن من إنسي وجني فقد أنذره الرسولُ به، والإنذار هو الإعلام بالمخوف، والمخوف - هو العذاب - ينزل بمَنْ عصى أمره ونهيه.

فقد أعلمَ كلَّ مَنْ وصل إليه القرآن أنه إن لم يُطِعْه عذَّبه الله تعالى، وأنه إن أطاعه أكرمَه اللهُ تعالى.

وهو وإنْ مات، فإنما طاعته باتِّباع ما في القرآن مما أوجبه الله وحرَّمه، وكذلك ما أوجبه الرسول وحرَّمه بِسُنَّته. فإنَّ القرآن قد بيَّن وجوبَ طاعته، وبيَّن أنَّ الله أنزل عليه الكتابَ والحِكمة، وقال لأزواج نبيِّه: ﴿ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ﴾ [الأحزاب: 34])[2].

دلالة الإجماع:
1- قال ابن حزم - رحمه الله: (صحَّ أنَّ كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلَّه في الدِّين وحي من عند الله عز وجل، لا شك في ذلك، ولا خلاف بين أحد من أهل اللغة والشريعة في: أنَّ كلَّ وحيٍّ نَزَلَ من عند الله تعالى فهو ذِكْرٌ مُنزل)[3].

2- قال الشوكاني - رحمه الله: (اتَّفَقَ مَنْ يُعْتَدُّ به من أهل العلم على: أن السُّنة المُطهَّرة مستقلةٌ بتشريع الأحكام، وأنها كالقرآن؛ في تحليل الحلال، وتحريم الحرام)[4].

دلالة الأقوال السلفية:
كان السلف الصالح يعظِّمون السُّنة ويُجلُّونها، ويعدونها وحياً كالقرآن، ومما جاء عنهم:
1- قال أبو البقاء الحسيني - رحمه الله: (القرآن والحديث يتَّحدان في كونهما وحياً مُنَزَّلاً من عند الله)[5].

2- قال المعتمر بن سليمان: سمعتُ أبي يقول: (أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عندنا كالتنزيل). قال أبو موسى: يعني: في الاستعمال، يستعمل سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يستعمل كلام الله عز وجل)[6].

3- قال سعيد بنُ جبيرٍ - رحمه الله: (ما بلغني حديثٌ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجهه إلاَّ وجدتُ مِصداقه في كتاب الله تعالى)[7].

4- قال ابن حجر - رحمه الله: (أخرج ابنُ أبي حاتمٍ في كتاب (الرد على الجهمية) بسندٍ صحيحٍ عن سلاَّم بن أبي مُطيع - وهو شيخٌ شيوخ البخاري - أنه ذَكَرَ المبتدعة، فقال: (ويلهم ماذا ينكرون من هذه الأحاديث؟ واللهِ ما في الحديثِ شيءٌ إلاَّ وفي القرآن مِثْلُه، يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ [لقمان: 28].

﴿ وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾ [آل عمران: 28]. ﴿ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ﴾ [الزمر: 67]. ﴿ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾ [ص: 75]. ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾ [النساء: 164]. ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]. ونحو ذلك، فلم يزل - أي: سلام بن أبي مُطيع - يذكرُ الآيات من العصر إلى غروب الشمس)[8].

5- قال ابن القيم - رحمه الله - مبيِّناً استقلالية السنة في تشريع الأحكام: (فما كان من السُّنة زَائِدًا على الْقُرْآنِ، فَهُوَ تَشْرِيعٌ مُبْتَدَأٌ من النَّبي صلى الله عليه وسلم، تَجِبُ طَاعَتُهُ فيه، وَلاَ تَحِلُّ مَعْصِيَتُهُ، وَلَيْسَ هذا تَقْدِيمًا لها على كِتَابِ اللَّهِ، بَلْ امْتِثَالاً لِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ مِنْ طَاعَةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم)[9].

الحديث أصل قائم بنفسه:
6- بين ابن القيم - رحمه الله - أن الحديث أصل قائم بنفسه، موافق لأصول الشريعة، فقال: (الأُصُولُ: كِتَابُ اللَّهِ، وَسُنَّةُ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِجْمَاعُ أُمَّتِهِ، وَالْقِيَاسُ الصَّحِيحُ الْمُوَافِقُ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَالْحَدِيثُ الصَّحِيحُ أَصْلٌ بِنَفْسِهِ، فَكَيْفَ يُقَالُ: الأَصْلُ يُخَالِفُ نَفْسَهُ؟ هذا مِنْ أَبْطَلِ الْبَاطِلِ، وَالأُصُولُ - في الْحَقِيقَةِ: اثْنَانِ لا ثَالِثَ لَهُمَا، كَلاَمُ اللَّهِ وَكَلاَمُ رَسُولِهِ، وما عَدَاهُمَا فَمَرْدُودٌ إلَيْهِمَا، فَالسُّنَّةُ أَصْلٌ قَائِمٌ بِنَفْسِهِ)[10].

ونختم هذا المطلب ببعض العبارات الرَّقراقة، والأسلوب العَذْب للعلامة ابن القيم - رحمه الله - وهو يؤكِّد على: أنَّ السُّنة وحي كالقرآن، فيقول في نونيته[11]:

إنْ رُمْتَ تُبْصِرْ ما ذكرتُ فغُضَّ طرْ
فاً عن سوى الآثارِ والقرآنِ

واتركْ رُسُومَ الخَلْقِ لا تعبأ بها
في السَّعد ما يُغنيك عن دَبَرانِ

حَذِّق لقلبك في النصوص كمثلِ ما
قد حذَّقُوا في الرَّأي طُولَ زمانِ

واكْحَلْ جُفُونَ القلبِ بالوَحْيَيْن واحْـ
ـذَرْ كُحْلَهم، يا كثرةَ العُميانِ

فاللهُ بيَّن فيهما طُرُقَ الهدى
لعباده في أحسنِ التِّبيان

لم يُحْوِجِ اللهُ الخلائقَ مَعَهما
لِخَيالِ فَلْتانٍ ورأيِ فُلانِ

فالوحْي كافٍ للذي يُعنى به
شافٍ لداءِ جَهَالةِ الإنسانِ


ولعلَّ إيمانَ هؤلاء العلماء الأفذاذ وغيرهم من الفقهاء والأصوليين والمحدِّثين بكون السُّنة وحياً، هو ما حدا بهم ودَفَعَهم إلى العناية بها جَمْعاً وتوثيقاً وتبويباً، ومن أجلها ابْتُكِرَتْ علومٌ ما سمع بها أحدٌ من العالَمين؛ مثل علم الجرح والتَّعديل، وعلم الإسناد وغيرهما، ممَّا كان مثارَ إعجاب ليس فقط للمسلمين بل وغير المسلمين من المستشرقين والدارسين في كلِّ أنحاء العالم.


[1] رواه ابن المبارك في (زيادات الزهد)، (ص32)، (رقم23)؛ والمروزي في (السنة)، (ص32)، (رقم102)؛ والدارمي في (سننه)، (1/ 153)، (ح588)؛ وأبو داود في (المراسيل)، (ص361). وأورده ابن حجر في (الفتح)، (13/ 291) وعزاه للبيهقي بسند صحيح، وقال: (حسان بن عطية أحد التابعين من ثقات الشاميين).

[2] مجموع الفتاوى، (16/ 148، 149).

[3] الإحكام في أصول الأحكام، (1/ 114).

[4] إرشاد الفحول إلى تحقيق علم الأصول، (ص68).

[5] كليات أبي البقاء، (ص722).

[6] رواه الهروي في (ذم الكلام)، (2/ 70)، (رقم255).

[7] رواه الطبري في (تفسيره)، (12/ 19)؛ وابن أبي حاتم في (تفسيره)، (6/ 2015)، (رقم10769)؛ والهروي في (ذم الكلام)، (2/ 78)، (رقم238).

[8] فتح الباري، (13/ 359).

[9] إعلام الموقعين، (2/ 307، 308).

[10] إعلام الموقعين، (2/ 330).

[11] الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية، (ص838).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.70 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.10%)]