كلُّ فرعٍ يجاري بالخطى من أدبوه - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854799 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389678 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-02-2021, 04:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي كلُّ فرعٍ يجاري بالخطى من أدبوه

كلُّ فرعٍ يجاري بالخطى من أدبوه

علي كامل خطاب

إن التحديات الآن في مجتمعاتنا العربية قويةٌ، والمواجهات حادَّةٌ بين متطلبات أسرية باتَت ضرورة للحفاظ على مستوى الرفاهية الذي وصل إليه كثيرٌ من الأُسَر والمجتمعات العربية؛ ما زاد من عدد ساعات العمل لربِّ الأسرة، وإلهائه عن دَوره الفاعل في تربية الأبناء، وأيضًا من الناحية التقنية التي جعلَت الأجهزةَ الذكيَّة متوافرة بقوة، بل تتصدَّر المشهدَ في اقتناء الأطفال لها، ولم يغِبْ عن المشهد تحدٍّ آخر، وهو التلفاز، بما يقدِّمه من مادَّة إعلاميَّة، يقضي الطفلُ معظمَ وقته أمامَه، ويلقَّن محتواها من دون اختيارٍ ولا تدخُّل من الأسرة - كلُّها أسبابٌ فاعلة وعوامل مؤثِّرة وعوائق في كثيرٍ من الأحيان لأهدافٍ جميعنا يرنو إلى أن تتحقَّق لبناء مستقبلٍ واضح المعالم.

هذا بجانب الكثير من السلوكيَّات الخاطئة التي يرتكبها الآباء والأمَّهات والقائمون على التربية، تقع فيما بعد على عاتقِ الأبناء تبعاتها، وخاصَّة حين يُخطئ الوالدان في تقديرهما الأمور على النحو السليم، فيبالغان في غير أُهبة بالتدلِيل الزائد، أو بالحماية الزائِدة إزاء أحدِ العوامل المؤثِّرة السابقة، فتكون النتائجُ عادةً على غير المتوقع منها، فتأتي سلبيَّة وخالية من أيِّ إيجابية، وتخرج إلينا نتيجة لذلك شخصيةٌ غير واضحةِ المعالم، وتوجيهها والاستفادة منها أمرٌ في غاية الصعوبة، تُلقي بتبعاتها على الوالدين والمجتمع، فتكون عبئًا ثقيلاً لا يستطيع أحد تحمُّله، ولا سيما إن كان ذَكرًا في مجتمعٍ يُعلي قيمة الذُّكورة، كما هي الحال في مجتمعنا العربي.

ومع غياب الوعي أحيانًا بتلك التبِعات أو الجهل بها والاعتقاد الخطأ من البعض بأن التدليلَ الزائد أو الحماية الزائدة إزاء الكثير من الأمور - هي تعويضٌ عن بعض ما يمرُّ بها المربون، ولا سيما الوالدين، من مرض، أو كبر السن حين إنجاب المربَّى، والرغبة في تعويضه بصورٍ شتى، أو الجهل بالطرق العلمية الصحيحة في التربية والتعامل مع الأطفال والنَّشء بما ينفعه وينفع مستقبله، وتركه فريسةً سانحة لهذه العوامل يسهل افتراسها - يكون عقبةً أمام هذه الشخصيَّة في أن تكون سويَّة فيما بعد، وما يكون سببًا في تعطيل مسيرةِ وطنٍ وأسرة في المستقبل، فتكون شخصية اتِّكاليَّة، غير قادرة على تحمُّل المسؤولية ولا تحدِّي مشكلاتِ المجتمع فيما بعد، فيفقد المجتمع بذلك أواصرَ قوَّته وأسباب منعته وتقدمه.

فالتربيةُ مسؤولية عظيمة؛ حيث يودع اللهُ سبحانه الأبناءَ أمانةً لدى الوالدين، ويجعلهم قرَّة عين، ومن الواجب أن ينالوا تربيةً تدعم أخلاقَ الإسلام، وتبعث عادات مجتمعنا العربي والإسلامي الصالحة، وتضمن مسايرةَ المجتمع لنظيره من المجتمعات الأخرى.

ولا نَنس هدي النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلُّكم راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيَّته))، وأنهم في صِغرهم أكثر استعدادًا وتهيئةً لاستقبال كلِّ جديد، وألا نتركَهم فريسةً لصَديق سوءٍ، أو ضحيَّة لأجهزة التقنية الحديثة، أو لأشخاص لا يُحسنون تربيتَهم؛ لعدم الشعور بالمسؤولية اتجاههم.

واختيار الطريق الصحيح للتربية في تاريخنا العربي له باعٌ طويل؛ حيث وضع العلماءُ ضوابطَ وأحكامًا للتربية؛ ومن ذلك: ما جاء في "الإحياء" للإمام الغزالي: "ممَّا يحتاج إليه الطفل أشد الاحتياج: الاعتناء بأمر خُلُقه؛ فإنه ينشأُ على ما عوَّده المربِّي في صغره من حَردٍ وغضبة لجاجٍ وعَجلةٍ وخفَّةٍ وهوًى وطيشٍ وحدَّة وجشع؛ فيصعب عليه في كِبره تلافي ذلك، وتصير هذه الأخلاق صفات وهيئات راسخة له؛ فإن لم يتحرَّز منها غاية التحرُّز فضحَته لا بدَّ يومًا ما؛ ولذلك نجدُ أكثرَ الناس مُنحرفة أخلاقُهم، وذلك من قِبَل التربية التي نشؤوا عليها".

وقد استمع العربي لما جاء، وأدرك أبعاد الاختيار وتبعاته على مستقبل الأُمَم، فكان أوَّل من يأخذ بالوصية، وكان ملوكُ العرب وأشرافهم على رأس هؤلاء، فنجدهم قد استقدموا كبارَ العلماء لتربية بنيهم، والأمثلة في ذلك زاخرةٌ في تاريخنا؛ فهذا الكسائي أعظمُ علماء اللغة كان مربيًا لهارون الرشيد، والمبرِّد معلمًا للأمين والمأمون، والأصمعي والمفضل الضبي اتُّخذا معلِّمين للمنصور، ولم يكن الاختيار عبثًا، بل أخذًا بالمبدأ الذي أرساه أبو العلاء المعري في قوله على لسان أحد الأبناء لوالده:

مَشَى الطاوسُ يومًا باعْوجاجٍ
فقلَّدَ شكلَ مشيتهِ بنوهُ

فقالَ: علامَ تختالونَ؟ قالوا:
بدأْتَ به، ونحنُ مقلِّدوهُ

فخالِفْ سيركَ المعوجَّ واعدلْ
فإنَّا إن عَدَلْتَ مُعَدِّلُوه

وينشَأُ ناشئُ الفتيانِ منا
على ما كان عوَّدَه أبوه



فلكَي تقر أعينُنا في الكِبَر بفِلذات أكبادنا، فعلى الوالدين أن يأخذا أبناءَهم بمبادئ الآداب الإسلامية الفاضلة؛ ليأنسوا بها، وينشؤوا عليها، ويأخذوا منها؛ ليسهل عليهم قبولُها عند الكِبر ويكونوا متطبعين بها؛ فالذي لا ينشأُ عليها في الصِّغر يكون تقبُّله لها في الكبر عسيرًا، فلا بد من تربيتهم تَربية حسنة، وعدمِ تركهم فرائسَ كثيرٍ من أسباب الفشل التي تحدق بهم.

من حقوق الأبناء اختيار كل مناسب لهم، بدءًا من اختيار الأمِّ والمربِّي، والقيام على ذلك.
"أمَا تدري أبَانا كلُّ فرع
يجاري بالخُطَى مَن أدَّبوه؟"

قد ينفع الإصلاحُ والت
تهذيبُ في عهدِ الصِغَرْ

والنشءَ إِنْ أهْمَلْتَهُ
طِفْلاً تَعَثَّرَ في الكِبَرْ


انتهى، الأبيات السابقة لأمير الشعراء أحمد شوقي، يخبرنا فيها أن مرحلةَ الطفولة مرحلةٌ مهمَّة جدًّا في توجيه الأبناء وتعديل سلوكهم، فعلى الوالدين أن يأخذا أبناءَهم بمبادئ الآداب الإسلامية الفاضلة؛ ليأنسوا بها، وينشؤوا عليها، ويأخذوا منها؛ ليسهل عليهم قبولها عند الكِبَر كنشأتهم عليها عند الصغر؛ لأنهم سيكونون متطبِّعين بها؛ فالذي لا ينشأ عليها في الصِّغَر يكون تقبُّله لها في الكبر عسيرًا.

وما ينسب إلى علي بن أبي طالب:
حَرِّضْ بنيك على الآداب في الصغرِ
كيما تقرَّ بهم عيناك في الكِبَرِ

وإنما مثل الآداب تَجْمعها
في عنفوان الصبا، كالنقش في الحجرِ

هي الكنوز التي تنمو ذخائرُها
ولا يخاف عليها حادث الغِيَرِ

إن الأديبَ إذا زلَّتْ به قدمٌ
يهوي إلى فُرُشِ الديباج والسُّرُرِ

الناسُ إثنان: ذو علم ومستمعٌ
واعٍ، وسائرُهمْ كاللغو والعكَرِ



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.88 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]