خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أبو بكر الصديق رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 15 )           »          لماذا يصمت العالم عن المجاعة في غزة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          أعمال تعدل أجر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          البلاء في حقك: نعمةٌ أو نقمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          شرح النووي لحديث: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          شرح النووي لحديث: ارم فداك أبي وأمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          شرح النووي لحديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أنسيت بأنك في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-02-2021, 07:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها

خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح




عَنْ أَبي هُرَيْرةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّداءِ والصَّفِّ الأَوَّل، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ ما في الْعَتَمةِ والصُّبْحِ، لأَتَوْهُما وَلَوْ حَبْوًا)). وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى في أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا، فَقَالَ لَهُمْ: ((تَقَدَّمُوا فَائْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، لا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ الله))؛ رواه مسلم. وعَنْ أَبِي هُرَيْرةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِصلى الله عليه وسلم: ((خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا))؛ رواه مسلم.







تخريج الأحاديث:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "لو يعلم الناس ما في النداء"؛ أخرجه مسلم (437)، وأخرجه البخاري في "كتاب الأذان" "باب الاستهام في الأذان" (615)، وأخرجه الترمذي في "كتاب الصلاة"، "باب ما جاء في فضل الصف الأول" (225)، وأخرجه النسائي في "كتاب المواقيت"، "باب الرخصة في أن يُقال للعشاء العتمة" (539).



وأما حديث أبي سعيد رضي الله عنه، فأخرجه مسلم (438)، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه أبو داود في "كتاب الصلاة"، "باب صف النساء، وكراهية التأخر عن الصف الأول" (680)، وأخرجه النسائي في "كتاب الإمامة" "باب الائتمام بمن يأتم بالإمام " (794)، وأخرجه ابن ماجه في "كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها"، "باب من يستحب أن يلي الإمام" (978).



وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا...))، فأخرجه مسلم (440)، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه النسائي "كتاب الإمامة"، "باب ذكر خير صفوف النساء وشر صفوف الرجال" (819).



شرح ألفاظ الأحاديث:

((لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّل)): النداء الأول هو الأذان؛ حيث يُنادى بألفاظه للصلاة، والصف الأول هو ما يلي الإمام، والمقصود: لو يعلم الناس ما في هذين العملَينِ من الفضل والأجر.



((لاسْتَهَمُوا)): الاستهام: هو الاقتراع، ففي رواية أخرى عند مسلم: ((لو يعلمون ما في الصف المقدم لكانت قرعة))، والمعنى: لو يعلم الناس ما في تولي الأذان والحرص على الصف الأول من الفضل والأجر، ثم لم يجدوا طريقًا لنيل هذا العمل والظفر به إلا القرعة، لاقترعوا بينهم.



((وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ)): التهجير: التكبير إلى الصلاة في أول الوقت.

قال ابن الأثير: "التهجير: التكبير إلى كل شيء والمبادرة إليه، يُقال: هَجَّر يُهَجِّر تهجيرًا، وهي لغة حجازية، أراد المبادرة إلى أول الوقت"؛ [النهاية في غريب الأثر، ص (1000)، مادة (هجر)].



وقيل المراد بالتهجير: الخروج في الهاجرة؛ وهي شدة الحر وإقامة صلاة الجماعة ظهرًا؛ [انظر: تعليق شيخنا العثيمين على مسلم (3 /159)، واختار النووي الأول؛ [شرح مسلم للنووي (4 /388)].



((وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمةِ وَالصُّبْحِ)): عتمة الليل: ظلمته، والمراد بالعتمة: صلاة العشاء، والصبح: صلاة الفجر.



((لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا)): بفتح الحاء وإسكان الباء، حَبْوًا على الركب؛ وهو المشي على اليدين والقدمين معًا، والمراد: لو علِموا ما في صلاتي العشاء والصبح من الفضل والأجر، لبادروا إليها، ولو كانوا عاجزين عن المشي ولا يستطيعون أن يأتوهما إلَّا حَبْوًا.



"رَأَى في أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا"؛ أي: عدم مبادرة للصف الأول وتأخُّرًا عن القرب من الإمام.

((تَقَدَّمُوا فَائْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ))؛ أي: اقتدوا بي في صلاتي، وصلُّوا كما رأيتموني أصلي، وكونوا قدوةً في صلاتكم لمن خلفكم، فيفعلوا كما فعلتم؛ لأن من في الصفوف الخلفية لا يرى النبي صلى الله عليه وسلم؛ وإنما يسمع تكبيره فقط.



((لا يَزالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ))؛ أي: عن الصفوف الأُوَل.

((حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ الله)): عن عظيم الفضل والمنزلة ورتبة السابقين.



قال القرطبي: "قيل هذا في المنافقين، ويحتمل أن يُراد به: أن الله يُؤخِّرهم عن رُتبة العلماء المأخوذ عنهم، أو عن رتبة السابقين"؛ [المفهم (2 /66)].



من فوائد الأحاديث:

الفائدة الأولى:حديث أبي هريرة رضي الله عنه دليل على تعظيم فضل الأذان وجزائه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لو يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ))، والنداء هو الأذان، واستدل بهذا الحديث من يرى تفضيل الأذان على الإمامة، وتقدَّم الخلاف في أول كتاب الصلاة عند شرح حديث: ((المؤذِّنُون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة))، وأن الأذان أفضل لصريح النصوص الصحيحة في فضله.



الفائدة الثانية: الحديث دليلٌ على عظم فضل الصف الأول والترغيب فيه، وبلغ من فضل هذين العملين: الأذان، والصف الأول أن لو علم الناس بفضلهما، لتزاحموا وضاق العمل عن ظفر أهله به، ولم يجدوا بُدًّا لفكِّ النزاع إلا من وضع قرعة؛ ولكن الله تعالى أخفى عن عباده الفضل كما أخفى غيرها من الأعمال كتحديد ساعة الجُمعة، وتحديد ليلة القدر؛ لتكون اختبارًا وميدانًا للتنافُس بين عباد الله، وتمييزًا بين المسارعين للخيرات والغافلين عن عظيم الطاعات.



الفائدة الثالثة: الحديث دليلٌ على مشروعية القرعة عند التنازع وعدم المرجح؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:((ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاسْتَهَمُوا))، وجاء العمل بالقرعة في نصوص عدة من الكتاب والسنة.



قال ابن القيم رحمه الله: "ومن طرق الأحكام: الحكم بالقرعة؛ قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴾ [آل عمران: 44].



قال قتادة: "كانت مريم ابنة إمامهم وسيدهم فتشاح عليها بنو إسرائيل، فاقترعوا عليها بسهامهم، أيهم يكفلها، فقرع زكريا، وكان زوج أختها، فضمَّها إليه".



وروي نحوه عن مجاهد، وقال ابن عباس: "لما وضعت مريم في المسجد اقترع عليها أهل المصلى، وهم يكتبون الوحي، فاقترعوا بأقلامهم أيهم يكفلها"، وهذا متفق عليه بين أهل التفسير.



وقال تعالى: ﴿ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ﴾ [الصافات: 139 - 141].



يقول تعالى: فقارع فكان من المغلوبين، فهذان نبيَّان كريمان استعملا القرعة، وقد احتجَّ الأئمة الأربعة بشرع من قبلنا إن صح ذلك عنهم، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّل، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاسْتَهَمُوا))، وفي الصحيحين أيضًا عن عائشة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد سفرًا أقرع بين أزواجه، فأيتهنَّ خرج سهمُها خرج بها معه" .... فهذه السنة - كما ترى - قد جاءت بالقرعة كما جاء بها الكتاب، وفعلها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده، وذكر ابن القيم عدة نصوص من السنة أخرى على مشروعية القرعة؛ [الطرق الحكمية (1 /245)].



الفائدة الرابعة: الحديث دليل على فضل الصلوات: الفجر والظهر والعشاء، وجاء في فضل الفجر والعشاء نصوص كثيرة؛ كقوله تعالى: ﴿ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ [الإسراء: 78]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من صلَّى البردين دخل الجنة))، والبردان: الفجر والعصر، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((أثقل الصلاة على المنافقين الفجر والعشاء))؛ رواهالبخاري، وقوله: ((مَنْ صلَّى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومَنْ صلَّى الصبح في جماعة فكأنما صلَّى الليل كله"؛ رواه مسلم، وأحاديث أخرى وما ذاك إلا لفضلها.



الفائدة الخامسة: حديث أبي سعيد رضي الله عنه دليل على استحباب الدنُوِّ من الإمام وتأكيد ذلك بالوعيد الذي فيه فوات الفضل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ الله)) عن منزلة السابقين وفضل التقدم.



الفائدة السادسة: الحديث دليل على جواز اعتماد المأموم في متابعته على المأموم الذي إمامه إذا كان لا يرى الإمام؛ وإنما يسمع صوته؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ))، وهذا إذا كثرت الصفوف وتعدَّدَت، أو كان المأموم يصلي في ساحة المسجد أو في الدور الثاني ولا يرى الإمام؛ وإنما يسمع صوته، وكانت الصفوف متصلة، فإن كانت غير متصلة فالصلاة صحيحة، وكره ذلك بعض العلماء لمخالفته السنة في إتمام الصفوف الأُوَل؛ [انظُر: المغني (3 /44)، والفتاوى (23 /408)].



والخلاف ما لو كان المأموم خارج المسجد ولم تتصل الصفوف؛ لأنه مع اتصال الصفوف فلا حرج؛ لأنه يعتبر ملحقًا بالمسجد، أما إذا لم تتصل الصفوف بأن وُجِد فاصل؛ كطريق ونحوه، فهو موضع خلاف بين أهل العلم على قولين:

القول الأول: أن صلاة المأموم لا تصحُّ في هذه الحال؛ لاختلاف المكان، وهو قول بعض الحنابلة واختاره ابن تيمية والعثيمين؛ [انظر: الإنصاف (2 /293)، والفتاوى (23 /410)، والممتع (4 /421)].



والقول الثاني: صحة الصلاة مع وجود الفاصل من طريق ونحوه ما دام يسمع صوت إمامه أو يراه؛ لأن المقصود الاقتداء، وهو حاصل بذلك ولو مع وجود الفاصل، وهذا رواية عن أحمد اختارها ابن قدامة، وابن سعدي، وابن باز؛ [انظر: المغني (3 /46)، والمختارات الجلية، ص(45)، وفتاوى ابن باز (12 /212،215)].



الفائدة السابعة: حديث أبي هريرة رضي الله عنه ((خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا)) دليلٌ على فضل الصف الأول من صفوف الرجال، والخيرية في كونه أكثرها أجْرًا وفضلًا، وهذه الخيرية مما يغفل عنها كثيرٌ من الناس ويزهد في فضلها، فلا تراه مبادرًا للصف الأول حريصًا على إدراك فضله.



قال النووي: "واعلَم أن الصف الأول الممدوح الذي وردت الأحاديث بفضله والحث عليه، هو الصف الذي يلي الإمام، وسواء جاء صاحبُه متقدِّمًا أو مُتأخِّرًا، وسواء تخلَّله مقصورة ونحوها أم لا، هذا هو الصحيح الذي يقتضيه ظواهر الأحاديث، وصرَّح به المحققون"؛ [شرح النووي؛ لمسلم (4 /381)].



الفائدة الثامنة: الحديث دليل على أن شرَّ صفوف الرجال آخرها، فهي أقلها ثوابًا؛ لبُعدها عن الإمام ولفوات تحصيل الأجر العظيم المترتِّب على الصف الأول، ولما يغلب على أهل هذه الصفوف المتأخرة من التهاون والكسل وفوات الركعات، وفي حديث أبي سعيد رضي الله عنه في الباب قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال قوم يتأخَّرُون حتى يُؤخِّرَهم الله)).



الفائدة التاسعة: الحديث دليل على أن أفضل صفوف النساء وأكثرها أجرًا وفضلًا آخرها؛ لبُعدِها عن الرجال؛ لئلا يحصل الاختلاط، لا سيَّما مع كثرة الصفوف، فهو أسترُ لهنَّ وأحفظ، وأما الصفوف المتقدِّمة فهي شرُّها للنساء؛ لقُرْبها من الفتنة والتعرُّض لها.



وظاهر الحديث أن تفضيل الصفوف المتأخِّرة للنساء مطلقًا، سواء صَلَّيْنَ مع الرجال في مكان واحد بلا فاصل، أو صَلَّيْنَ من خلف فاصل في مكان منفرد؛ كما هو حال كثير من مساجدنا اليوم.



وذهب بعض العلماء إلى أن الحديث ليس على إطلاقه؛ وإنما هو في حال صلاة النساء مع الرجال بنفس المكان بلا فاصل كما هو الحال قديمًا، أما إذا صَلَّيْنَ في مكان منفرد كما هو الحال اليوم، فهُنَّ كالرجال خير صفوفهنَّ الأول، وشرُّها آخرها؛ ولعموم الأحاديث في فضل الصف الأول وثوابه، وهذا القول هو الأظهر والله أعلم، واختار هذا القول النووي، والصنعاني، والشيخان: ابن باز، والعثيمين؛ [انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (4 /380)، وسبل السلام (3 /105)، وفتاوى ابن باز (12 /196)، وتعليق شيخنا على مسلم (3 /163)]




الفائدة العاشرة: الحديث دليل على أن النساء إذا كُنَّ في جماعة خلف الإمام يقفن في الصلاة صفوفًا كالرجال، لا منفردات أو كل مجموعة وحدها كما عليه كثيرٌ من النساء اليوم؛ نظرًا لعدم فقههنَّ بأحكام تسوية الصفوف، وإنما الأول فالأول والاعتدال فيها؛ لأن غالب صلاتهن في البيوت، فينبغي لطالب العلم تفقيههنَّ بأحكام الصفوف وما يتعلَّق بها.



مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الصلاة)


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.44 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.73%)]