بين انتقاد الواقع، والسعي لتغييره - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 147 - عددالزوار : 22888 )           »          عبدالله بن حذافة وقصته مع ملك الروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 47 )           »          أروع ما قالته زوجة لزوجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          قصة عبد الله بن حذافة السهمي مع ملك الفرس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أهمية دراسة السيرة النبوية في فهم العقيدة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          فوائد معرفة مصادر السيرة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          أبناؤنا.. والمسئولية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          فضل التعاون على البر والتقوى ومشروعيته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          يحيى بن سعيد القطان .. أمير المؤمنين في الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          حديث هرقل وأبي سفيان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > استراحة الشفاء , قسم الأنشطة الرياضية والترفيه > استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات هنا نلتقي بالأعضاء الجدد ونرحب بهم , وهنا يتواصل الأعضاء مع بعضهم لمعرفة أخبارهم وتقديم التهاني أو المواساة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-08-2024, 10:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 139,728
الدولة : Egypt
افتراضي بين انتقاد الواقع، والسعي لتغييره

بين انتقاد الواقع، والسعي لتغييره.. هل سنكتفي ببكاء الأطلال وندب الحظوظ؟




مما لا شك فيه أن واقع أمتنا اليوم مما يهتم ويتألم له كل مسلم غيور، وهذا -من حيث المبدأ- لا يثير إشكالاً، ولكن ما يثير الإشكال -حقاً- هو ألا يدفع ذلك الشعور صاحبه للعمل، فتصير كل علاقة العبد بقضية أمته ودينه هي انتقاد الواقع المخالف، وأحياناً العويل والبكاء والصراخ، والانشغال بإلقاء اللائمة على أشخاص أو جهات أو مؤسسات من غير بحث وسائل علاج ذلك الواقع، والأخذ بأسباب دفعه.
تلك الظاهرة ليست جديدة، ولكنها ازدادت وضوحاً بسبب مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك خصوصاً) التي وفرت للشباب بيئة وفضاءً يعرضون من خلاله أفكارهم، ويبوحون بتصوراتهم وآرائهم المستكنة في صدورهم، فصرنا نطالع على تلك المواقع (لطمات) إلكترونية، و (نواحاً وندباً) لا ينتهيان كلما حصل ما لا نحب من انتشار للظلم والفساد، أو تمكن لأهلهما، بدون سعي حقيقي من «أكثر» أولئك النائحين النادبين لتغيير ذلك الواقع الأليم!
والحق أن تلك الظاهرة لها أسباب متعددة، فهي أثر من آثار ضعف الحس الإيماني، وافتقاد الطاقة التغييرية الهائلة التي يصوغ بها الإيمان أصحابه، وكذلك هي أثر من آثار الركود الحضاري والهزيمة النفسية والميدانية، ولست هاهنا بصدد إلقاء الضوء عليها بشكل متكامل، ولكن يهمني التوقف عند الجوانب التربوية لتلك الظاهرة،

فمن الملاحظ أن افتقاد الكثير من الشباب للمحاضن التربوية المتزنة هو السبب الرئيسي في تفشي مثل تلك الظاهرة؛ إذ إن من أهم الآثار الإيجابية لتلك المحاضن كونها تتصدى للظواهر الاجتماعية والنفسية السلبية التي تنشأ في أجواء الاضطهاد، والهزيمة، والركود الحضاري، ومن ثَمَّ تسهم في ضبط مفاهيم الشباب، وتوفر لهم البيئة العملية التي تستوعب طاقاتهم وجهودهم وترشدها، فتكون النتيجة أن يصير لحياة أولئك الشباب هدفٌ وغاية من خلال مشروع عملي يرونه أمام أعينهم في تنامٍ مستمر، ونجاح تغييري -ولو بطيئاً- يحققونه.
إن افتقاد الشباب لتلك المحاضن جعلهم يقعون فريسة للموروثات الاجتماعية، والنفسية السلبية التي ورثوها عن مجتمع مهزوم مقهور مفتقد لآليات التغيير:
- فوقعوا فريسة للعاطفة، والانفعال اللذان تتسمان بهما شعوبنا العربية، مع أنه غالباً ما يكون انفعالاً قصيراً، يشبه (لحظة تفريغ) أكثر من أن يساعد على حل أزمة أو مشكلة.
- ووقعوا فريسة لخطاب دعوي وإعلامي إسلامي، فيه قدر كبير من السطحية والقصور، خطاب يكاد ينحصر في بث الشكوى والأنين والدعوة إلى الثأر والانتقام من الأعداء، أو التغني بالأمجاد و البطولات وترديد أناشيد التحفيز على عمل شيء ما. إنه -للأسف- نشاط فمي عاطفي ليس أكثر بدون نتائج تُذكر على الأرض.
- لذلك نقول: إن من أهم الوظائف التي تؤديها المحاضن التربوية المتزنة، ذات المشروعات الدعوية العملية والجماعية أن تخلص الشباب من المنطق الخطابي الذي ابتليت به الأمة، وذلك عن طريق ترسيخ المنطق العملي الذي من شأنه التركيز على وسائل التنفيذ وطرق الإصلاح. وقد لاحظت أن كثيراً من الشباب الثائرين على طريقة معالجة بعض الأزمات تتغير لهجتهم، وتخفت حدة نقدهم حينما أوجه إليهم السؤال التقليدي «ماذا نفعل؟ أو ما البديل لما نفعله الآن؟»، مما يبين أهمية هذا المنطق في تخليص الشباب من كثير من أوهام العالم الافتراضي التي يعيشونها.
- ومما وقع شبابنا فريسة له -أيضاً- التسرع والعجلة اللتان هما أثر من آثار غلبة الحماسة والعاطفة حينما لا تنضبط بالعلم الشرعي والحكمة، ونحن نجد في السنة، والسيرة، ودروس التاريخ ما يهذب العواطف ويضبط الحماسات.
- فهاهو النبي -صلى الله عليه وسلم - يعلم من تفجرت حماسته فاستبطأ النصر من أمته ألا يستعجل، حينما قال لخباب -رضي الله عنه- قولته الشهيرة: «ولكنكم تستعجلون».
- وها هي السيرة تحدثنا، بأن انتصار رسول الله -صلى الله عليه وسلم - الحاسم تحقق بعد مدة طويلة من الدعوة والجهاد، تخللها من الابتلاء والأذى ما الله به عليم؛ فنزل عليه قوله -تعالى-: {إذا جاء نصر الله والفتح......} (النصر: 1). (السورة) بعد فتح مكة في العام 8هـ، بعد 21 سنة من الدعوة، مع أنه أفضل الرسل، ويصحبه أفضل الأجيال والأمم، مما يعلمنا أن النصر له شروط وسنن كونية وشرعية لا ينبغي أن نغفل عنها.
- وها هو بيت المقدس يظل بعيداً عن المسلمين ما يزيد عن 90 عاماً، يتعاقب على الإعداد لتحريره ثلاثة قادة من عظماء أمراء المسلمين (عماد الدين زنكي، وابنه نور الدين، وتلميذه صلاح الدين)، إذاً كان بداية النصر أن فهم هؤلاء السادة أن النصر يحتاج إلى إعداد طويل، وسعي دؤوب، فلم يتعجلوا الإقدام على شيء لم يستعدوا له، بل ساروا في طريق التهيئة والإعداد بصبر جميل -حتى إن الأول والثاني لم يريا الثمرة الكبرى لعملهما في الدنيا-، وإنما قطف الثمرة صلاح الدين الأيوبي، لكن عمله تأسس على ما بناه صاحباه، ولو لم يفعلا لما تحقق النصر على يديه.
هذا العمل الدؤوب والنفسية الصلبة والروح الصبورة يفتقدها الكثير من شبابنا اليوم؛ بسبب ضعف التربية. هم مستعدون للعمل من أجل تحقيق انتصار «ضخم سريع»، لكن أن تكون واقعياً فتحدثهم عن أن هدفهم سيتحقق -بإذن الله- لكن لا ندري متى؟ لعله بعد عشرات السنوات، أو ربما مئات، وما علينا إلا أن نسير في الطريق، ونشرع في البناء بحيث يتمكن من يأتي بعدنا من أن يبني على بنائنا، أقول: أن تكون واقعياً فتحدثهم بمثل ذلك فهذا يؤدي إلى انقطاع الكثيرين عن العمل، وما ذاك إلا بسبب التعجل، وضعف اليقين، وعدم إدراك سنن التغيير.
وختاماً أقول:
ليس لنا بديل عن التفاؤل والأمل، والأمل يدعو إلى العمل «ولا عمل صحيح إلا بعلم وفهم منضبط»،
ولا شيء يشجع على النجاح أكثر من النجاح ذاته.

قوموا إلى العلم والعمل والبذل، وألقوا عنكم اليأس والعجز والكسل {والله معكم ولن يتركم أعمالكم} (محمد: 35).



اعداد: د. عبدالغفار طه






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.01 كيلو بايت... تم توفير 1.62 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]