29-11-2019, 04:21 PM
|
|
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة :
|
|
قف فقد حان وقت الفراق
قف فقد حان وقت الفراق
عبد الله بن محمد بادابود
مدخل:
القلم هو رسول القلب يصدر صرخات داخلية، بكلمات على صفحات ورقية، لتلامس قلوب نقية.
عبور:
بدأ يخاطب نفسه بكلمات لم يسمعها إلا هو قائلاً:
العلاقات في هذه الدنيا الفانية تتراوح مابين علاقات دنيويه بحتة، تحكمها المصلحة المشتركة، تقدم الدنيا وحطام الدنيا وعرض الدنيا على الكثير من القيم والمعاني السامية يشوبها الكثير من الريبة والحذر.
وبين علاقات يحكمها المجتمع لا ترقى للصداقة ولا للإخوة بل هي علاقات عابرة تجعلنا نحتك مع أناس من كل الأصناف، هذه العلاقات قد ترسم آثر طيب في أنفسهم تجاهنا، لنجد دعوة في ظهر الغيب أو ذكر حسن أو لاشي فهي عابرة.
وبين علاقات راسخة وثابتة كالأرحام والأهل وهذه العلاقات ربطت جذورها ورسخت، طاعة للمولى القدير وطاعة للرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -، قد يشوبها الكثير من المشاكل ولكن تظل علاقة قوية وراسخة في أكثر الحالات ولا نقول كل الحالات.
وبين علاقة مع أناس نعرفهم ونحبهم ونقدرهم لم يربطنا رباط المصلحة الدنيوية الفانية. ولا رباط الرحم القوي المتين ولكن رابط من نوع آخر من نوع جميل و راقي.
الحب في الله، الحب السامي الذي يقربنا من الله.
والجزاء حب خالد مخلد في الدنيا ودعوات صادقة في حياتنا و موتنا ولقاء تحت ظل الرحمن الرحيم في يوم لا ينفع فيه المال لا والله ولا البنون.
هذه العلاقة الجميلة والرائعة، تظل وتستمر لأنها وثقت طمعاً لرضى الله - عز وجل -.
ونحن مابين هذه العلاقات ندور وقد تكون هناك علاقات أخرى في هذه الدنيا.
الدنيا التي طالما كتبنا عنها وطالما تحدثنا عنها وطالما اخبرنا عن حالنا فيها.
ومع ذلك نجد أنفسنا نتمسك بها برباط وثيق هو حب زائف وزائل.
هذا الحب نحن من رسمناه ونحن من كتبنا فصوله ونحن من سطرناه كقصة عشق أزلية.
وكل قصة لها نهاية وكل رواية لابد أن نلامس نهاياتها وكل كتاب سوف يجري به القدر ليطوى.
ومن ركن إلى الدنيا كانت قصته مؤلمة وكانت روايته مخزية وكان كتابة فاضح وحزنه في ذلك اليوم واضح.
ولازلنا نجول ونصول في هذه الدنيا نتعرف على الكثير ونقابل الكثير ونلامس هموم الكثير.
لنشعر بشي ء واحد ونتأكد من حقيقة واحدة فقط وهي فضل الله علينا في كل وقت وحين.
لنشكره على إخوة لنا لم تلدهم أمهاتنا وكانوا لنا نعم الإخوة في زمن قل أن تجد فيه أخ صادق في مشاعره.
لنشكره على نعمه - سبحانه - الكثيرة والجليلة ونشكره حتى يرضى وبعد الرضا ونستمر في شكره حتى ساعة الموت.
هذه الساعة التي حتماً سيكون لنا معها موعد.
موعد لن يتأخر لحظه ولن يتقدم.
موعد نجري نحن إليه جرياً ومع ذلك نخاف منه خوفاً.
وبين ا لأحلام والآلام يتقلب هذا الإنسان.
بين أحلام رسمت لصحبة صالحة ومحبه لتنقلب إلى الآلام هدمت كل محبة كانت زائفة.
وبدأ يتمتم بكلمات غير مفهومة.
ثم أعلنها مدوية لمن كان يظن انه أخ له في الله حاول أن يكتمها، حاول أن يخفيها ولكن نطق القلب فعجز اللسان عن الكلام، فكانت الصداقة كأنها أحلام.
قف فقد حان وقت الفراق
وهج:
صرخة أطلقها قلب لم يعرف معنى الاشتياق!
قفلة:
هذه الكلمات تبين معنى الأخوة الصادقة في الله وعندما يكتشف الإنسان أن تلك الأخوة لم تكن سوى مصلحة لأمور دنيوية، يبدأ في صراع مع الواقع وصراع مع الحلم وعندها سيصرخ ليُسمع العالم تلك الحقيقة ويخبرهم بالواقع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|