وقفات بعد رحيل رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3952 - عددالزوار : 390843 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4419 - عددالزوار : 856248 )           »          حق الجار والضيف وفضل الصمت.محاضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          حبل الله قبل كلّ سبب وفوقه .! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          اضربوا لي معكم بسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          ونَزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          أنت وصديقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          التشجيع القوة الدافعة إلى الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          شجاعة السلطان عبد الحميد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 30-03-2020, 11:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي وقفات بعد رحيل رمضان

وقفات بعد رحيل رمضان


محمد الجابري
أيها الإخوة، إليكم هذه الوقفات بعد رحيل رمضان:

الوقفة الأولى:

ها هي أيام رمضان قد انقضت، ولياليه قد تولت.

انقضى رمضان وذهب ليعود في عام قادم، انقضى رمضان شهر الصيام والقيام، شهر المغفرة والرحمة.

انقضى رمضان وكأنه ما كان.

إيه يا رمضان! ماذا أودع فيك من صالحات، وماذا كتبت فيك من رحمات.

كم من صحائف بيضت، وكم من رقاب عتقت، وكم من حسنات كتبت.

انقضى رمضان وفي قلوب الصالحين لوعة، وفي نفوس الأبرار حرقة.

وكيف لا يكون ذلك؛ وها هي أبواب الجنان تغلق، وأبواب النار تفتح، ومردة الجن تطلق بعد رمضان.

انقضى رمضان، فا ليت شعري من المقبول فنهنيه، ومن المطرود فنعزيه.

انقضى رمضان، فماذا بعد رمضان؟

لقد كان سلف هذه الأمة يعيشون بين الخوف والرجاء، كانوا يجتهدون في العمل فإذا ما انقضى وقع الهمُّ على أحدهم: أقبل الله منه ذلك أم رده عليه؟!

هذه حال سلف هذه الأمة، فما هو حالنا؟

والله إن حالنا لعجيب غريب؛ فوالله لا صلاتنا كصلاتهم، ولا صومنا كصومهم، ولا صدقتنا كصدقتهم، ولا ذكرنا كذكرهم!!

لقد كانوا يجتهدون في العمل غاية الاجتهاد، ويتقنونه ويحسنونه، ثم إذا انقضى خاف أحدهم أن يرد الله عليه عمله.

وأحدنا يعمل العمل القليل ولا يتقنه ولا يحسنه، ثم ينصرف وحاله كأنه قد ضمن القبول والجنة.

فيا أخي، عليك أن تعيش بين الخوف والرجاء، إذا تذكرت تقصيرك في صيامك وقيامهم، خفت أن يرد الله عليك ذلك، وإذا نظرت إلى سعة رحمة الله، وأن الله يقبل القليل ويعطي عليه الكثير، رجوت أن يتقبلك الله في المقبولين.

الوقفة الثانية:

أن لكل شيء علامة، وقد ذكر العلماء أن من علامة قبول الحسنة أن يتبعها العبد بحسنة أخرى. فما هو حالك بعد رمضان؟

هل تخرجت في مدرسة التقوى في رمضان فأصبحت من المتقين؟ هل خرجت من رمضان وعندك عزم الاستمرار على التوبة والاستقامة؟ هل أنت أحسن حالاً بعد رمضان منك قبل رمضان؟

إن كنت كذلك فاحمد الله، وإن كنت غير ذلك فابكِ على نفسك يا مسكين، فربما أن أعمالك لم تقبل منك، وربما أنك من المحرومين وأنت لا تشعر.

الوقفة الثالثة:

لقد انقسم الناس بعد رمضان إلى أقسام:

1- الصنف الأول: قوم كانوا على خير وطاعة، فلما جاء رمضان شمروا عن سواعدهم، وضاعفوا من جهدهم، وجعلوا رمضان غنيمة ربانية، ومنحة إلهية، استكثروا من الخيرات، وتعرضوا للرحمات، وتداركوا ما فات، فلعله أن تكون قد أصابتهم نفحة من النفحات.

فما انقضى رمضان إلا وقد حصلوا زادًا عظيمًا، علت رتبتهم عند الله، وزادت درجتهم في الجنات، وابتعدوا عن النيران.

علموا أن لا مستراح لهم إلا تحت شجرة طوبى، فأتعبوا هذه النفوس في الطاعات. علموا أن الصالحات ليست حكرًا على رمضان، فلا تراهم إلا صُوَّمًا قُوَّمًا، حافظوا على صيام الست في شوال، حافظوا على صيام الاثنين والخميس والأيام البيض.

دمعتهم على خدودهم في جوف الليل، وعند الأسحار استغفار أشد من استغفار أهل الأوزار.. يعيشون بين الخوف والرجاء، حالهم كما قال الله: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون: 60].

في السنن من حديث عائشة، قالت: قرأ رسول الله هذه الآية، فقلت: يا رسول الله، أهو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله؟ فقال رسول الله : "لا يا ابنة الصديق، ولكنه الرجل يصوم ويتصدق ويصلي وهو يخاف أن لا تقبل منه". فهؤلاء هم المقبولون، هؤلاء هم السابقون، هؤلاء هم الذين عتقت رقابهم، وبيضت صحائفهم.

فطوبى ثم طوبى لهم!!

2- الصنف الثاني: قوم كانوا قبل رمضان في غفلة وسهو ولعب، فلما أقبل رمضان أقبلوا على الطاعة والعبادة، صاموا وقاموا، قرءوا القرآن وتصدقوا ودمعت عيونهم وخشعت قلوبهم، ولكن ما أن ولّى رمضان حتى عادوا إلى ما كانوا عليه، عادوا إلى غفلتهم، عادوا إلى ذنوبهم.

فهؤلاء نقول لهم: من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.. إن الذي أمرك بالعبادة في رمضان هو الذي أمرك بها في غير رمضان.

يا عبد الله، يا من عدت إلى ذنوبك ومعاصيك وغفلتك.. تمهل قليلاً، تفكر قليلاً.. كيف تعود إلى السيئات، وربما قد طهرك الله منها؟! كيف تعود إلى المعاصي وربما محاها الله من صحيفتك؟!

يا عبد الله، أيعتقك الله من النار فتعود إليها؟! أيبيض الله صحيفتك من الأوزار وأنت تسودها مرة أخرى؟!

يا عبد الله، آه لو تدري أي مصيبة وقعت فيها! آه لو تدري أي بلاء نزل بك! لقد استبدلت بالقرب بعدًا، وبالحب بغضًا.

يا عبد الله، إياك أن تكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا؛ لا تهدم ما بنيت، لا تسود ما بيضت، لا ترجع إلى الغفلة والمعصية، فوالله إنك لا تضر إلا نفسك.

يا عبد الله، إنك لا تدري متى تموت، لا تدري متى تغادر الدنيا؛ فاحذر أن تأتيك منية وأنت قد عدت إلى الذنوب والمعاصي، وتذكر {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]. فغيِّر من حالك، اترك ذنوبك، أقبل على ربك حتى يقبل الله عليك.

3- الصنف الثالث: قوم دخل رمضان وخرج رمضان، وحالهم كحالهم، لم يتغير منهم شيء، ولم يتبدل منهم أمر، بل ربما زادت آثامهم، وعظمت ذنوبهم، واسودَّت صحائفهم، وزادت رقابهم إلى النار غِلاً.. هؤلاء هم الخاسرون حقًّا، عاشوا عيشة البهائم، لم يعرفوا لماذا خلقوا عوضًا أن يعرفوا قدر رمضان وحرمة رمضان، ولقد سمعت -والله- أحدهم يتبجح ويجاهر بالفطر في نهار رمضان، فهؤلاء ليس أمامنا حيلة معهم إلا أن ندعوهم إلى التوبة النصوح، التوبة الصادقة، ومن تاب تَابَ الله عليه.

وإليك يا أخي كلمات من كلمات سلف هذه الأمة، فوالله إن كلامهم لقليل ولكنه يحيي القلوب.

قال أبو الدرداء: (لو أن أحدكم أراد سفرًا، أليس يتخذ من الزاد ما يصلحه؟ قالوا: بلى. قال: سفر يوم القيامة أبعد، فخذوا ما يصلحكم؛ حجوا لعظائم الأمور، صوموا يومًا شديدًا حرُّه لحر يوم النشور، صلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور، تصدقوا بالسر ليوم قد عسر).

وقال الحسن البصري: (إن الله جعل رمضان مضمارًا لخلقه؛ يتسابقون فيه بطاعته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا. فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون، ويخسر المبطلون).

اللهم اجعل ما نقول حجة لنا لا علينا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.72 كيلو بايت... تم توفير 1.94 كيلو بايت...بمعدل (2.64%)]