:: المُشكلة فينا أو في السمبوسة ::

[فجر العزة]

مما يحزّ في النفس ، ويُؤلم الروح تلك القصص التي تتناقلها صحف الأخبار المحلية في الدول العربية والإسلامية حول كثرة الطلاق في الشهر المبارك ..

و صدقاً هذا الأمر يُثير الدهشة والاستغراب ، حيث من المفترض أن تكون الروح قد سمت وعلت سلّم الهدوء النفسي والسلام الروحي الذي يجعل المرء يُعيش في حالة خاصّة مع الرحمن في أجواء إيمانية محضة ، خالية من كل ما يُفسد عليها سكينتها ..

ومما دفعني لكتابة هذا الموضوع والتطرق له الآن هو قصّة سمعتها في رمضان الماضي و تذكرتها اليوم لسببٍ ما ، وهي باختصار :

رجل يُطلّق زوجته و يضربها ويُجرّها من شعرها بعد انتهائها من وضع ما لذ وطاب من الأطعمة على مائدة الإفطار ، وقبل آذان المغرب بخمس دقائق ..





هل تتخيلون ما السبب وراء كل هذا الفعل القبيح ؟!

هو السمبوسة ..إذ طلب منها أن تكون باللحمة وهي أعدتها بالجُبنة !!

الله أكبر ..

إلى هذا الحد وصلت الأمور في البيوت التي من المفترض أن يحكمها الإسلام وشرع الله !

ألهذا شرع الرحمن أبغض الحلال عنده !

هناك أناس يعيشون في العالمين الإسلامي والعربي دون ماء ، ويشربون بول الإبل أكرمكم الله ..

و غيرهم غذاؤهم من البحث عن بقايا الطعام في النفايات العامة ويُشاركون القطط فيها!

لماذا الانفعال والغضب والحقد على الزوجة ومعاملتها بهذه القسوة والتسرع بلفظ كلمة مكوّنة من أربعة أحرف تهدم أركان أسرة بكاملها ..؟؟



رسالة أوجهها اليوم لكل زوج :

أنت مسؤول وراعٍ لأهل بيتك، وجعل الرحمن الطلاق في يدكِ للقوامة ، ومن متطلبات القوامة الحِكمة والصبر والتعقل وعدم الانجرار وراء الانفعالات العارضة والطارئة لأتفه الأسباب ..

فلا تُحمّل الرحمن مشقة صيامك ، ولا تمنّ عليه به بقولك : إنّي صائم ..

فكما أنت تعمل وتصوم ، المرأة تعمل وتصوم و لربما عدد ساعات عملها في المنزل تفوق عدد ساعات عملك خارجه ..وهي تُعد الطعام وهي صائمة ، وتُربي الأبناء وهي صائمة ، وتقوم بأعمال المنزل وهي صائمة

وجسدها ضعيف مهما بلغت قوّته ، وهي بحاجة إلى العطف أو على الأقل عدم النقد الجارح أو السلبي تقديراً لجهودها ..




رسالة إلى الزوجة :

-احتسبي ساعات عملكِ في المنزل وهي كما سمعتها من أحد العلماء كالجهاد في سبيل الله ، فأنتِ القائمة على تدبير الأمور في مملكتك الخاصّة فاصبري على عصبية الزوج ولا تُناقشيه حينها إلى أن تهدأ الأمور .

-احتسبي في إعداد الطعام أجر تفطير صائم .وصدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَأَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا) .

- احتسبي أجر الصبر على الإرهاق أثناء العمل لتحصلي على الأجر ..



- وفي الختام نقول للجميع :

رمضان شهر الطاعة بل وشهر الحب وتجديد العهد مع الله ، فحبذا لو جددنا علاقة الحب والود والرحمة مع الأسرة ، فأطيعوا الرحمن في رمضان وغيره تهدأ نفوسكم وتستقر أحوالكم



بقلم أختكم في الله :

فجر العزة