|
|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الحث على الزواج
الحث على الزواج الشيخ صالح بن عبدالرحمن الأطرم الحمد لله الذي خلق آدمَ من سلاسة من طين، ثم جعل نسْلَه من سلالة من ماء مهين، أحمده - سبحانه - المنزَّه عن الوالد والولد، وعن الشبيه والنظير، وأشكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلَق الخلقَ ليعبدوه ويطيعوه ويُوحِّدوه، لا يريد منهم رزقًا ولا يريد منهم أن يُطعِموه، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إمام المتقين، وسيد الأولين والآخرين، وأكثر الأنبياء أمة، وأرفعهم درجة، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحابته أجمعين. أما بعد: فيا أيها الناس: اتقوا الله تعالى الذي خلقكم من نفْس واحدة، وخلق منها زوجَها وبثَّ منهما رجالاً كثيرًا ونساء، خلق الله تعالى آدم من تراب، وخلَق حواء من ضلْعه، وقال لعيسى: كن، فكان في بطن مريم، فولدته من دون ذَكَرٍ، وخلَق ذرية آدم من ذَكر وأنثى ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى ﴾ [الحجرات: 13]، ومن هنا أمر بأن يكون التناسل بين بني آدم على طريق الزواج الشرعي؛ ليَعرِف الولدُ أباه وأخته وأخاه، وجده وعمته وأدناه الذي هو أدناه، وليَعرِف من تَحِل له من النساء ليتزوَّجها، ومَن تَحرُم عليه بنَسَب أو سبب لتجنُّبها ويتباعد عنها، وأمر الله - سبحانه - أُمَّةَ محمد - صلى الله عليه وسلم - أن يُبادِروا بتزويج من لا زوجة له ولا زوج لها، قال تعالى: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ﴾ [النور: 32]. فالمبادرة إلى الزواج الشرعي أمر محبوب، حثَّت عليه الشريعة؛ لغضِّ البصر، وإحصان الفرج، وتكثير أُمَّة محمد - صلى الله عليه وسلم - بالنسل، وحضَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - الشبابَ والشابات؛ لوجود الشهوة وقوَّتها فيهما غالبًا، وإلا فهو أمرٌ للشيب كما هو للشباب، فقال: ((يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءة، فليتزوَّج؛ فإنه أغضُّ للبصر، وأحصن للفرج، ومَن لم يستطع، فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجاء))، ثم بيَّن الشرعُ الشريفُ أن الزواج قد يكون سببًا للغنى إذا قُصِد فيه النية الصالحة؛ ولهذه الأهداف السامية قال تعالى: ﴿ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32]، وبيَّن علاجَ مَن لم يستطع المهرَ أو النفقة بأن يَصرِف همَّتَه بعبادة الله تعالى من الصيام وسائر الطاعات، وليَطلُب العِفَّة إلى أن يُغنيهم الله تعالى؛ قال تعالى: ﴿ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النور: 33]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن لم يستطع، فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجاء))، وليَجتهِد الذي يريد الزواجَ على أن تكون ذات دِين، وأن تكون ذات وُدٍّ وولادة، ويعرف ذلك بأن نساءها أهل ودٍّ، ومعروفات بالولادة؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((تزوَّجوا الودود الولود؛ فإني مُكاثِر بكم الأنبياء يوم القيامة))، وقال رجل من الصحابة: لا أتزوَّج النساء؛ يريد التفرغ للعبادة، وقال آخر: أصوم ولا أُفطِر وأصلي ولا أنام، فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((إني أصوم وأُفطِر، وأصلي وأنام، وأتزوَّج النساء، فمَن رغَب عن سنَّتي، فليس مني)). أيها المسلمون، حبِّبوا سُنَّةَ نبيكم - صلى الله عليه وسلم - إلى نفوسكم ونفوس بنيكم وبناتكم؛ بأن تُرغِّبوهم في الزواج، وأن تَرفعوا عنهم التكاليف، والشبحَ المخيف، والمؤن؛ وذلك بالتسامح حينما يَطلُب الكفء في الدين والأمانة. قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أتاكم مَن ترضون دِينَه وأمانته، فزوِّجوه؛ إلا تفعلوا، تكن فتنة في الأرض وفسادٌ كبير))، وليأخذ وليُّ البنت ما تيسَّر؛ ليُصلِح به من شأنها، ويقضي لها شيئًا من حاجتها الزوجيَّة، ويدَع ما تعسَّر، ولا يَحتقِر مَن ليس بيده مال؛ فإن الله تعالى سيُحقِّق وعدَه: ﴿ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النور: 32]، فكم من غني أصبح فقيرًا، وكم من فقير أصبح غنيًّا! أمَا علِمتُم أن البركة فيمن خفَّت مؤنتها وتكاليفها؟ فعن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن أعظم النساء بركة أيسرُهن مؤونة)). فخفِّفوا الولائمَ الباهظة التي تَصِل إلى حدِّ الإسراف، مما مآله إلى الفساد والضياع، والنفقات الطائلة التي تُرهِق الزوجَ فتَقِف أمامه عن الإقدام على الزواج، وبذلك يَكثُر العزاب من البنين والبنات. جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني تزوَّجت على أربع أواقٍ، قال صلى الله عليه وسلم -: ((فكأنما تَنحِتون الفضةَ من الجبل!))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لو تزوجت امرأة بملء يدها من الطعام، لحلَّت له))، وتَزوَّج رجل على نعلين. أمَا نأتمر ونرغب في هذه السُّنة، ونتأسى بقدوة هذه الأمة؟! أمَا نريد ما يريدون من العِفَّة وكثرة الأولاد وتزوُّج البنين والبنات عن بقائهم عُزَّابًا؟! وقد قيل: مسكينٌ رجلٌ بلا امرأة، وامرأة بلا رجل. فاتقوا الله تعالى أيها الشباب، والتزموا بتوجيهات رسولكم ومُعلِّمكم - صلى الله عليه وسلم - وأَقبِلوا على الزواج؛ ففيه عِصْمة وعفَّة لكم - بإذن الله عز وجل. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |