من هو خير الدين بربروسا؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كـف عن الشكـوى وابـدأ العمـل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          هذا الطريق الوعر!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          النقوش الإسلامية على طريق الحج الشامي بشمال غرب المملكة العربية السعودي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          من شبهات اليهود وأباطيلهم-«الحق الأبدي لليهود في فلسطين والقدس» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حقوق الأبناء على الأباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 47 - عددالزوار : 2538 )           »          قـامـوس البدع العقـديــة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 11 )           »          وقفـــــات مــــع ســــــورة يـوســـــــف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          نسيان القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 3725 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-03-2020, 04:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,590
الدولة : Egypt
افتراضي من هو خير الدين بربروسا؟

من هو خير الدين بربروسا؟
شريف عبدالعزيز الزهيري






إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
إن من الأمور العجيبة حقًا والمحزنة في نفس الوقت أن ينوب أعداء الإسلام عن المسلمين في قراءة تاريخهم وتراث أمتهم فنجد أن كثيرًا من كتب التاريخ والتراث والموسوعات الكبار قام بجمعها وترتيبها وإخراجها للحياة والعلن مجموعة من المستشرقين الذين في جملتهم ما قاموا بذلك حبًا في الإسلام والبحث العلمي، إنما قاموا بذلك الطعن والنيل من الإسلام وأهله؛ حيث يستطيع أعداء الإسلام وبسهولة أن يزيفوا الحقائق التاريخية ويروجوا الأكاذيب ويضخموا الأخطاء ويبدوا المثالب؛ ثم يأتي المسلمون من بعدهم فيهتدون بعملهم ويتبعون صنعهم ويصبحون ببغاوات تافهة في ترديد نفس الأكاذيب والأباطيل المستشرقية، وبطلنا واحد من كبار أبطال المسلمين الذين انهال عليه أعداء الإسلام طعنًا وتشويهًا وطمسًا حتى ضاعت ذكراه العطرة وبقيت الأوصاف الكاذبة تذرح في الذاكرة، وهذا أوان تصحيحها.

أصل الأخوين؛ عروج وخير الدين:
يرجع أصل الأخوين المجاهدين "عروج وخير الدين" إلى الأتراك المسلمين، والدهما "يعقوب بن يوسف" من بقايا المسلمين الأتراك الذين استقروا في جزيرة "مدللي" إحدى جزر الأرخبيل وأمهما سيدة مسلمة أندلسية كان لها الأثر على الأخوين في توجيههما للجهاد في سبيل الله ضد الصليبيين الأسبان والبرتغال، وقد حاول المؤرخون الصليبيون وخاصة المستشرقين منهم الطعن في جهاد الأخوين ووصفهما بأنهما قراصنة ولصوص البحر، وقد توصل المؤرخ الجزائري "أحمد توفيق مدني" إلى ما يدل على صحة نسب الأخوين، والمحزن حقًا أن كثيرًا من المراجع الإسلامية المعاصرة وقعت في هذا الخطأ وسارت على نهج الأعداء ووصفتهما بالقراصنة.

جهاد الأخوين ضد الصليبيين:
اتجه الأخوان عروج وخير الدين إلى الجهاد البحري منذ الصغر بدافع من والدتهما الأندلسية، خاصة بعد السيطرة الأسبانية والبرتغالية على البحر المتوسط واحتلالهما لعدة موان في شمالي أفريقيا، وقد استطاع الأخوان أن يُكونا مجموعة قتالية صغيرة مكونة من عدة سفنبر صغيرة لبحارة مسلمين؛ واستطاعت هذه المجموعة تحقيق عدة انتصارات رائعة على القراصنة الصليبيين الذين كانوا يعيثون في المنطقة فسادًا ويستولون على سفن المسلمين ويأخذونهم كأسرى وعبيد، فأثارت هذه الانتصارات إعجاب القوى المسلمة الضعيفة في شمال أفريقيا فأعطاهم السلطان "الحفص" حق الإقامة بجزيرة "جربة" التونسية فزادت شعبية الأخوين بين مسلمي أفريقيا فاستنجد بهم الأهالي عدة مرات للتصدي للهجوم الأسباني الصليبي فاستطاع الأخوان تحرير مدينة "بجاية" سنة 918هـ من الاحتلال الأسباني لتكون محطة عمليات لإنقاذ مسلمي الأندلس.

تحالف الأخوين مع العثمانيين:
يرجع تاريخ تحالف الأخوين "عروج وخير الدين" مع العثمانيين إلى سنة 920هـ بعد تحرير ميناء "جيجل" حتى شعر كل من الجانبين بأهمية التحالف، فالأخوان وجدا أنهما يواجهان قوى منظمة تكبر يومًا بعد يوم وهم في حاجة لأسلحة حديثة وسفن قوية، والعثمانيون شعروا بأهمية الجهاد البحري ضد صليبي إسبانيا والبرتغال لتهديدهما المباشر للمسلمين في الخليج العربي والهند بعد احتلال البرتغاليين لعدن ومدن أخرى في جنوب الجزيرة بغية التوجه للأماكن المقدسة وأخذ جثة النبي صلى الله عليه وسلم والمساومة بها على بيت القدس.

بعد فتح ميناء "جيجل" حوصر الأخوان من كل جانب؛ غربًا من حاكم الجزائر العميل "سالم التومي" وشرقًا وجنوبًا من "الحفصيين" العملاء للأسبان، وشمالًا من أسطول الأسبان وفرسان القديس يوحنا؛ فأرسل الأخوان برسالة للسلطان "سليم الأول" يشرحان الموقف وخطورته فأرسل إليهما أربع عشرة سفينة حربية مجهزة بالعتاد والجنود، وتمكن "عروج" بتلك المساعدة من الانتصار على حاكم الجزائر العميل وقتله.

استشهاد "عروج":
كانت مدينة "تلمسان" ذات موقع استراتيجي مؤثر على مقاليد الحكم بالجزائر، وكان الأسبان محتلين للبلد يعملون على إثارة القلاقل على الأخوين بالجزائر، فقررا تحرير المدينة وأعدا جيشًا كبيرًا سنة 923هـ للمهمة وبعد أن نجحا بالفعل في السيطرة على المدينة تمكن الأسبان بالتعاون مع بني حمود الخونة أن يستعيدوا المدينة، وأثناء الحصار والقتال استشهد "عروج" وأخ له اسمه "إستاق" وكثيرون من رجال الأخوين، وتركت تلك الحادثة أثرًا بالغًا على "خير الدين" وقرر أن يشن حربًا ضروسًا ضد الصليبيين أينما كانوا خاصة الأسبان منهم.

الجزائر ولاية عثمانية وقائدها خير الدين:
شعر أهل الجزائر بحراجة الموقف وخطورته في ظل كثرة التهديدات الخارجية وضعف القوى المحلية وارتماء الكثير منهم في أحضان الصليبيين فصاروا لهم عبيدًا ولدينهم وأمتهم خونة ومارقين، فاجتمع زعماء البلد وقرروا إرسال رسالة هامة للسلطان "سليمان الأول" يطلبون فيها إخضاع الجزائر للسيادة العثمانية، وحاول "خير الدين" أن يذهب بنفسه للقاء السلطان ولكن أهل البلد توسلوا إليه ألا يغادر البلد خوفًا من هجوم الصليبيين، فنزل عن رغبتهم وأناب بالرسالة الفقيه "أبا العباس أحمد بن قاض" وكان من أكبر علماء الجزائر، ولم يفت أهل الجزائر أن يثنوا على "عروج" في مدافعة الصليبيين ونصرة الدين والجهاد حتى الشهادة، وكانت فحوى الرسالة ترتكز على عدة مطالب، منها:
(1) ضم الجزائر للسيادة العثمانية وتم ذلك ابتداءً من سنة 926هـ.
(2) تعيين "خير الدين" قائدًا عليهم.
(3) إقامة سوق الجهاد بتلك البلاد ضد صليبي إسبانيا والبرتغال.
فاستجاب السلطان لتلك المطالب، وعين "خير الدين" قائدًا على البلد، وأرسل فرقًا من الإنكشارية، وأذن لمن شاء من رعاياه المتطوعين للجهاد بالذهاب للجزائر مع منحهم نفس امتيازات الجند النظاميين.

جهود "خير الدين" لنصرة الدين:
كان أمام "خير الدين" الكثير من الأعمال التي يجب أن يقوم بها وكان عليه أن يحارب على جبهتين:
الجبهة الأسبانية الصليبية:
المتمركزة في عدة جيوب بالجزائر مثل "عنابة" و"قالة" و"حصن بنيون" وقد استطاع "خير الدين" بفضل الله عز وجل أن يقضي على تلك الجيوب ويطهر البلد من بقايا الصليبيين وذلك سنة 936هـ.

الجبهة الداخلية: العميلة والخائنة ممثلة في مؤامرات أمراء بني زيان والحفصيين وغيرهم من القبائل الصغيرة التي تقوم على مدد صليبي وعون خارجي وتعمل على الحيلولة من توحيد الصف في المغرب الأوسط، وكان ملك الحفصيين الممتد منذ أيام دولة الموحدين قد ترهل وكثرت المنازعات والخلافات الداخلية بينهم حتى مزقت تلك الأسرة ولجأ أحد أمرائها واسمه "الرشيد" إلى "خير الدين" لمساعدته ضد أخيه السلطان "الحسن بن محمد" فوجدها "خير الدين" فرصة مواتية للقضاء على تلك الأسرة المشؤومة على البلاد؛ فأرسل "خير الدين" للسلطان "سليمان" يعرض عليه فكرة ضم تونس للسيادة العثمانية فوافق وأرسل إليه الأسطول العثماني كله.

وتوجه الجميع لتونس ففر منها سلطانها الخائن "الحسن بن محمد" ودخل إسبانيا وعمل على جعل الإمبراطور "شارلكان" يحتل تونس مرة أخرى ليعيده سلطانًا على رقاب العباد، وهكذا نرى أن الخونة يبيعون دينهم وأمتهم وأرضهم وعرضهم في سبيل ملك زائل ودنيا فانية وسلطان خادع، والذي يقرأ ما تعهد به الخائن "الحسن بن محمد" لـ"شارلكان" حال مساعدته في احتلال تونس يتضح له حجم الخيانة حيث تعهد الخائن بما يلي:
(1) أن يسلم "الحسن" عدة مدن كبيرة، منها: "المهدية" و"بونة" لـ "شارلكان".
(2) أن يكون مساعدًا حليفًا لفرسان القديس يوحنا- أعدى أعداء المسلمين.
(3) أن يناصب العثمانيين العداء ويعمل على حربهم في بلاد الجزائر والمغرب.
(4) أن يتحمل نفقات إقامة ألفي جندي أسباني يتركون بالبلاد كحامية بالبلد.
وبالفعل حشد "شارلكان" أسطولًا جرارًا قاده بنفسه ولم يتمكن "خير الدين" من رد عاديته؛ فاحتل "شارلكان" تونس سنة 942هـ وارتد "خير الدين" راجعًا إلى الجزائر وهو ينوي رد الصفعة لـ "شارلكان".

قرر "خير الدين" الرد على ضربة تونس بضربة أشد منها وجيعة؛ فقام بالهجوم على جزر البليار الأسبانية على سواحلها الجنوبية، وقطع الطريق على السفن العائدة من أمريكا بالخيرات، فاستولى على كل السفن الإسبانية والبرتغالية، وكانت محملة بالذهب والفضة والعبيد وأخذ الكثير من النصارى عبيدًا وسبايا، واهتزت لتلك الضربة كل نواحي أوروبا، وشعر "شارلكان" أن قوة "خير الدين" ما زالت قائمة، ونظرًا لتلك الانتصارات الرائعة قرر السلطان "سليمان الأول" تعيين "خير الدين" وزيرًا للبحرية العثمانية في كل البلاد، واستدعاه لإستنبول لتلك المهمة ونقل "خير الدين" نشاطه للجبهة الشرقية من البحر المتوسط.

أصبح "خير الدين" شبحًا ورعبًا يشغل عقول الصليبيين في أوروبا وإسبانيا لفترة طويلة واستولى على تفكيرهم حتى إذا تحركت ريح أو سمع صوت قالوا: إن "خير الدين" قادم ويعلو صراخهم وعويلهم ويفر السكان من ديارهم ومتاجرهم ومزارعهم حتى إذا حطمت العواصف سفنهم نسبوا ذلك إلى "خير الدين"، وبلغ الخوف مداه حتى إذا ما وقعت سرقة أو تخريب أو حتى مرض ووباء نسبوا ذلك إلى "خير الدين" وجنوده.

"خير الدين" قائد الأسطول العثماني:
عين السلطان العثماني "سليمان الأول" القائد "خير الدين" قائدًا عامًا على الأسطول العثماني ونقله للعمل في الجهة الشرقية من البحر المتوسط للقضاء على نفوذ إسبانيا و"شارلكان" وقد دخل "سليمان" في حلف مع فرنسا العدوة اللدودة لإسبانيا وجعل "خير الدين" مدينة "مارسيليا" قاعدة لعملياته وصار قائدًا عامًا للأساطيل المشتركة بين العثمانيين وفرنسا وقام بتوجيه ضربات شديدة ومؤثرة للوجود الأسباني بالمنطقة وأسر كثيرًا من الأسبان وباعهم رقيقًا وتداولتهم أيدي الناس حتى صاروا بأبخس الأثمان لكثرتهم.

وفاة "خير الدين":
ظل "خير الدين" ناصبًا لسوق الجهاد في سبيل الله في البحر المتوسط وخضد شوكة "شارلكان" والأسبان وقاد حروبًا ضارية ضد الصليبيين حتى صار كابوسًا يؤرق مضاجع أعداء الإسلام وحفظ لنا التاريخ العديد من مواقفه البطولية التي توضح البعد الإيمان في جهاده؛ فعندما حاصر "شارلكان" الجزائر بعد استشهاد "عروج" خرج "خير الدين" بكل حزم وعزم وقرأ على جنوده قوله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7]، ثم قال: إن المسلمين في المشرق والمغرب يدعون لكم بالتوفيق لأن انتصاركم انتصار لهم وإن سحقكم لهؤلاء الجنود الصليبيين سيرفع من شأن المسلمين وشأن الإسلام.
وظل "خير الدين" مجاهدًا حتى آخر لحظة في حياته حتى أتاه اليقين، وتوفاه الله على فراشه حتف أنفه سنة 953هـ رغم أنه ظل طوال حياته مجاهدًا وقد استشهد أخوه، فلا نامت أعين الجبناء.

المراجع والمصادر:
1- تاريخ الدولة العثمانية العلية.

2- تاريخ الدولة العثمانية.
3- الدولة العثمانية المفترى عليها.
4- حرب الثلاثمائة سنة.
5- خير الدين بربروسا للعسلي.
6- جهود العثمانيين لإنقاذ الأندلس.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.31 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.85%)]