الوصايا النبوية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26-08-2022, 12:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي الوصايا النبوية

الوصايا النبوية (1)
خذوا عني هؤلاء الكلمات
(موعظة الأسبوع)










كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

المقدمة: أهمية الوصايا النبوية:

- كان للرسول -صلى الله عليه وسلم- عناية بالغة بالوصية؛ لما لها مِن الأثر العظيم في التنبيه والتذكير.

- وكان الصحابة -رضي الله عنهم- يسألون الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يوصيهم، فيبادر إلى الوصية لكلٍ بما يناسب حاله: (بالصلاة على وقتها - بر الوالدين - الصيام - صلة الرحم - كثرة السجود - وغير ذلك).

وصية اليوم:

- هي وصية متعددة الجوانب: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ يَأْخُذُ عَنِّي هَؤُلَاءِ الكَلِمَاتِ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ أَوْ يُعَلِّمُ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ؟) فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّ خَمْسًا وَقَالَ: (‌اتَّقِ ‌المَحَارِمَ ‌تَكُنْ ‌أَعْبَدَ ‌النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَلَا تُكْثِرِ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ القَلْبَ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).

- الإشارة إلى أسلوبه -صلى الله عليه وسلم- في إثارة السامعين إلى الاستجابة بأسلوب السؤال: (مَنْ يَأْخُذُ عَنِّي هَؤُلَاءِ الكَلِمَاتِ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ أَوْ يُعَلِّمُ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ؟).

الكلمة الأولى: النهي عن انتهاك المحارم (اتَّقِ المحارمَ تَكن أعبدَ النَّاسِ):

- الوقوع فيما حرَّم اللهُ علامة على عدم تعظيم الجليل المتعال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ ‌اللهَ ‌يَغَارُ، وَغَيْرَةُ اللهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ اللهُ) (متفق عليه).

- محارم الله معلومة، وما اشتبه عليك فسؤال العلماء هنا واجب، والا اجتنبته: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الحَلَالُ بَيِّنٌ، والحَرَامُ بَيِّنٌ، وبيْنَهُما مُشَبَّهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ في الشُّبُهَاتِ: كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أنْ يُوَاقِعَهُ، ألَا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألَا إنَّ حِمَى اللَّهِ في أرْضِهِ مَحَارِمُهُ) (رواه البخاري).

- عدم الوقوع فيما حرَّم الله مقتضاه المحافظة على الواجبات والفرائض، ثم مع القليل من التطوع تصير من أكابر العباد: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تَكن أعبدَ النَّاسِ)، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله قال: (وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ) (رواه البخاري).

الكلمة الثانية: الرضا بقضاء الله وقسمته (وارضَ بما قسمَ اللَّهُ لَك تَكن أغنى النَّاسِ):

- الله قدَّر الأرزاق (المال - الصحة - الولد - الوظيفة - ... ) على درجاتٍ تتفاوت بين الناس لحِكَمٍ يعلمها ويريدها: قال -تعالى-: (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (العنكبوت: 62).

- الرضا بما قسم الله يورث الغِنَى في قلبك، والقناعة في نفسك: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وارضَ بما قسمَ اللَّهُ لَك تَكن أغنى النَّاسِ)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (ليسَ الغِنَى عن كَثْرَةِ العَرَضِ، ولَكِنَّ الغِنَى غِنَى النَّفْسِ) (متفق عليه)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (قَدْ أَفْلَحَ مَن أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بما آتَاهُ) (رواه مسلم).

- هناك مَن حُرِم من نِعَمٍ أنت فيها ولا تشعر (البصر - السمع - ... ): قال -صلى الله عليه وسلم-: (انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا ‌تَزْدَرُوا ‌نِعْمَةَ اللهِ) (رواه مسلم).

الكلمة الثالثة: الحث على حسن الجوار (وأحسِن إلى جارِك تَكن مؤمنًا):

- الإحسان الى الجار لحقِّه العظيم في الدِّين: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما زالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بالجارِ، حتَّى ظَنَنْتُ أنَّه سَيُوَرِّثُهُ) (متفق عليه). وفي رواية أبي داود عن عبدِ اللَّهِ بنِ عَمرٍو أنَّهُ ذبحَ شاةً فقالَ: أَهْدَيتُمْ لجاري اليَهوديِّ، فإنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: (ما زَالَ جبريلُ يوصيني بالجارِ، حتَّى ظنَنتُ أنَّهُ سيُورِّثُهُ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).

- إذا لم تقدر على الإحسان إليه فكف عنه أذاك: عن أبي شريح -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ) قيلَ: ومَن يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: (الذي لا يَأْمَنُ جارُهُ بَوايِقَهُ) (رواه البخاري).

- بل إن كان الجار مؤذيًا لزمك الصبر حتى يجعل الله لك فَرَجًا: قال -تعالى-: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا) (الطلاق: 02)، وقال: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ . وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (فصلت: 34-35).

الكلمة الرابعة: حب الخير للمسلمين (وأحبَّ للنَّاسِ ما تحبُّ لنفسِك تَكن مسلِمًا):

- حبك للمسلمين ما تحبه لنفسك من الخير يجعلك مسلمًا كامل الإسلام(1): قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ) (متفق عليه).

- المسلمون جسد واحد يتأثر كل عضو فيه بألم الآخر: قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ المُؤْمِنِينَ فِي تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ، مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى) (متفق عليه).

الكلمة الخامسة: اجتناب كل ما يؤدي إلى الغفلة (ولا تُكثرِ الضَّحِك فإنَّ كثرةَ الضَّحِك تُميتُ القلبَ):

- الإكثار من الضحك مضر بالقلب، وهو من فعل السفهاء والأراذل: ففي رواية: "وإياكَ وكثرةَ الضَّحِكِ؛ فإنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ فسادُ القلبِ"، وعن أنس -رضي الله عنه- قال: بَلَغَ رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عن أَصْحَابِهِ شيءٌ فَخَطَبَ فَقالَ: (عُرِضَتْ عَلَيَّ الجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَلَمْ أَرَ كَالْيَومِ في الخَيْرِ وَالشَّرِّ، ولو تَعْلَمُونَ ما أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا)، قالَ: فَما أَتَى علَى أَصْحَابِ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمٌ أَشَدُّ منه، قالَ: غَطَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَلَهُمْ خَنِينٌ، قالَ: فَقَامَ عُمَرُ -رضي الله عنه- فَقالَ: "رَضِينَا باللَّهِ رَبًّا، وَبالإسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا" (متفق عليه)(2).

خاتمة:

- وصية جامعة لخصال عظيمة إذا اتصف بها المسلم نال من الخير العظيم، ثم إذا علمها غيره، زاد خيره وكثر فضله: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن يأخذُ عنِّي هؤلاءِ الكلماتِ فيعملُ بِهنَّ أو يعلِّمُ من يعملُ بِهنَّ).


فاللهم اجعلنا هداة مهديين، واغفر لنا ولآبائنا يا رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الخير: كلمة جامعة تعم الطاعات والمباحات الدنيوية والأخروية، وتخرج المنهيات؛ لأن اسم الخير لا يتناولها.

(2) ليس ذلك معناه حرمة الضحك، بل المنهي عنه كثرته، وإلا فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يضحك تبسُّمًا، وكان يمازح أصحابه؛ لا يكثر من ذلك، ولا يقول إلا حقًّا.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 297.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 295.28 كيلو بايت... تم توفير 1.77 كيلو بايت...بمعدل (0.59%)]