|
|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الرجولة معاني وصفات
الرجولة معاني وصفات (1) حسين بن علي بن محفوظ معشر المؤمنين: إن الناظر إلى هذا المجتمع، الناظر في جيله وشبابه، يرى أن هناك قيماً ضيعت، وأخلاقاً تركت، وأصولاً هدمت وقيضت. يرى بعض الشباب استبدلوا بالرجولة ميوعة وتأنثاً، وبالشهامة لؤماً ودناءة، وبالمروءة خسة وسفاهة، وبالحياء وقاحة.. قصات شعر غريبةٌ قبيحة شوهاء، لباس فاضح يصف العورة بل يظهرها، يضغط على لابسه يكاد أن ينفجر أو يتمزق، مِشية متماوتة، عشقٌ محرم وتعلق بالمردان، ترى بعضهم يتعلق بولد مثله ويعشقه ولا يرد له طلباً، وترى المعشوق السافل الحقير يتزين وكأنه امرأة، وينقاد له كالأتان للحمار، وينفردان على الطرقات والشوارع وفوق الدِكك، ويركبه دراجته النارية أو سيارته أحياناً. وفي جانب آخر يرى الغَيرة عند بعض الناس فقدت أو ضعفت، فيترك أولاده يتسكعون، ويهملهم مع شلل السوء، ويضيع بناته وأخواته وزوجته، فلا يسأل متى يأتين ومتى يخرجن؟ ومع من يذهبن وإلى أين؟ لا ينظر إلى ثيابهن وماذا يلبسن؟ هل يلبسن ثياباً حشيمة؟ هل يتحجبن حجاباً ساتراً أو ملفتاً فاضحاً مخزياً؟. كل أولئك قد فقدوا معنى الرجولة، فقدوا أهم ما يتميز به الذكور.. ألا وهي الرجولة، إن أولئك ليسوا رجالاً، ذلك الذي تلبس بشيء من تلك الأفعال ليس رجلاً. وحديثنا اليوم – إخوة الإسلام – عن هذه الرجولة، ما معنى الرجولة؟ ماهي صفاتها؟ ماهي مجالاتها؟ كيف نربي أولادنا عليها؟. عباد الله: الرجولة هي صفات وأخلاق وشيم حميدة، يمدح الشخص على قدر اتصافه بها، ويزيد قدره كلما ازداد منها، وقد ذكر الله عز وجل صفات الرجال في كتابه الكريم فقال جل ذكره: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ [النور:36 - 37]. ومن صفاتهم في القرآن الكريم: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ ووصف الأنبياء والمرسلين بالرجولة: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43]. وقد تحدث العلماء والحكماء والمربون عن الرجولة ومرادفاتها مثل المروءة والفتوة ونحو ذلك، من ذلك قول سفيان بن عيينة وحماد بن زيد حيث قالا: ( لا تتم الرئاسة للرجال إلا بأربع: علم جامع، وورع تام، وحلم كامل، وحسن التدبير، فإن لم تكن هذه الأربع فمائدة منصوبة، وكف مبسوطة، وبذل مبذول، وحسن المعاشرة مع الناس، فإن لم يكن هذه الأربع فبضرب السيف، وطعن الرمح، وشجاعة القلب، وتدبير العساكر، فإن لم يكن فيه من هذه الخصال شيء فلا ينبغي له أن يطلب الرئاسة ). حدد هذا الأثر ميادين الرجولة وهي ثلاثة: رجولة من أجل الدين وما يرفع الإنسان في الآخرة، ورجولة الكرم والجود ونفع الناس في الدنيا، ورجولة الشجاعة والإقدام وحفظ ذمار الأمة. أما في الميدان الأول فهناك أربع خصال يكمل بها الرجل ويرأس: 1- العلم الجامع. 2- الورع التام. 3- الحلم الكامل. 4- وحسن التدبير. والميدان الثاني: ميدان الكرم والجود ونفع الناس وهذا يتم حسب ما ورد في الأثر بـ: 1- مائدة منصوبة. 2- وكف مبسوطة. 3- وبذل مبذول. 4- وحسن المعاشرة للناس. وأما الميدان الثالث: فهو ميدان الشجاعة، هذا الميدان الذي تتفاخر به الأمة على مر العصور، وتضرب الأمثال بالشجاعة في كثير من المناسبات، وللعرب والمسلمين من ذلك أوفر نصيب وأكثر حصة، فقد كانت في العرب جبلة وفطرة وتربية وسجية، فلما جاء الإسلام حافظ على ما عند العرب منها ثم زادها رسوخاً وشموخاً إذ جعلها ديناً؛ فهي الطريق الموصل إلى الشهادة والجنة ورضوان رب العالمين، وما أكثر ما يتفاخر العرب ويتمادحون بالشجاعة، فمن افتخارهم بالشجاعة قول السموأل: وَإِنّا لَقَومٌ لا نَرى القَتلَ سُبَّةً إِذا ما رَأَتهُ عامِرٌ وَسَلولُ يُقَرِّبُ حُبُّ المَوتِ آجالَنا لَنا وَتَكرَهُهُ آجالُهُم فَتَطولُ وَما ماتَ مِنّا سَيِّدٌ حَتفَ أَنفِهِ وَلا طُلَّ مِنّا حَيثُ كانَ قَتيلُ تَسيلُ عَلى حَدِّ الظُباتِ نُفوسُنا وَلَيسَت عَلى غَيرِ الظُباتِ تَسيلُ وقد جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الخصال كلها، فإن أردت علماً وورعاً وحلماً وتدبيراً فستجد النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أوتي القدْحُ المعلى منه، وإن أردت كرماً وجوداً فهو الذي ينفق ويجود - صلى الله عليه وسلم -، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: (أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إلى رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِبُرْدَةٍ (قال: وما الْبُرْدَةُ؟ قال: الشَّمْلَةُ) قالت: يا رَسُولَ اللَّهِ إني نَسَجْتُ هذه بِيَدِي لِأَكْسُوَكَهَا فَأَخَذَهَا رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُحْتَاجًا إِلَيْهَا فَخَرَجَ عَلَيْنَا فيها وَإِنَّهَا لَإِزَارُهُ، فَجَاءَ فُلَانُ بن فُلَانٍ رَجُلٌ سَمَّاهُ يَوْمَئِذٍ فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ ما أَحْسَنَ هذه الْبُرْدَةَ اكْسُنِيهَا قال: نعم، فلما دخل طَوَاهَا وَأَرْسَلَ بها إليه فقال له الْقَوْمُ: والله ما أَحْسَنْتَ كُسِيَهَا النبي - صلى الله عليه وسلم - مُحْتَاجًا إِلَيْهَا ثُمَّ سَأَلْتَهُ إِيَّاهَا وقد عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَرُدُّ سَائِلًا، فقال: إني والله ما سَأَلْتُهُ إِيَّاهَا لِأَلْبَسَهَا وَلَكِنْ سَأَلْتُهُ إِيَّاهَا لِتَكُونَ كَفَنِي فقال سَهْلٌ: فَكَانَتْ كَفَنَهُ يوم مَاتَ) رواه البخاري، وإن أردت شجاعة ونجدة فهو المقدام الباسل عليه الصلاة والسلام، فعن البراء رضي الله عنه قال: كُنَّا وَاللَّهِ إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ نَتَّقِي بِهِ، وَإِنَّ الشُّجَاعَ مِنَّا لَلَّذِي يُحَاذِي بِهِ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رواه مسلم، وعن علي رضي الله عنه قال: (كنَّا إذا اشتد علينا البأسُ - أي في المعركة - وحين حمي الوطيس نلتجئ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان فَزَعٌ بِالْمَدِينَةِ فَاسْتَعَارَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَرَسًا من أبي طَلْحَةَ يُقَالُ له الْمَنْدُوبُ، فَرَكِبَ فلما رَجَعَ قال: (ما رَأَيْنَا من شَيْءٍ وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا) أَيْ وَاسِع الْجَرْي. وقد وصفه أحمد شوقي فقال: وإذا مشيت الى العدا فغِضَنفرٌ وإذا جريت فإنكَ النكباءُ وتمدُّ حلمكَ للسفيهِ مُدارياً حتى يضيق بعرضك السفهاءُ شيخُ الفوارسِ يعلمون مكانه إن هيجت آسادَها الهيجاءُ وقال الآخر: أَنْتَ الْشُّجَاعُ إِذَا الْأَبْطَال ذَاهِلَةً وَالْهُنْدُوَانِيُّ فِيْ الْأَعْنَاقِ وَالَّلِّمَمِ فَكُنْتَ أَثْبَتَهُمْ قَلْبِاً وَأَوْضَحَهِمْ دَرْبَاً وَأَبْعَدَهُمْ عَنْ رِيْبَةِ الْتُّهَمَ وما أجمل ما وصفه به ربه تعالى في كتابه العظيم فقال جل جلاله: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم....
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |