الرجولة معاني وصفات - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 183 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28422 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60027 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 812 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-12-2019, 04:23 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي الرجولة معاني وصفات

الرجولة معاني وصفات (1)



حسين بن علي بن محفوظ




معشر المؤمنين:

إن الناظر إلى هذا المجتمع، الناظر في جيله وشبابه، يرى أن هناك قيماً ضيعت، وأخلاقاً تركت، وأصولاً هدمت وقيضت.



يرى بعض الشباب استبدلوا بالرجولة ميوعة وتأنثاً، وبالشهامة لؤماً ودناءة، وبالمروءة خسة وسفاهة، وبالحياء وقاحة.. قصات شعر غريبةٌ قبيحة شوهاء، لباس فاضح يصف العورة بل يظهرها، يضغط على لابسه يكاد أن ينفجر أو يتمزق، مِشية متماوتة، عشقٌ محرم وتعلق بالمردان، ترى بعضهم يتعلق بولد مثله ويعشقه ولا يرد له طلباً، وترى المعشوق السافل الحقير يتزين وكأنه امرأة، وينقاد له كالأتان للحمار، وينفردان على الطرقات والشوارع وفوق الدِكك، ويركبه دراجته النارية أو سيارته أحياناً.



وفي جانب آخر يرى الغَيرة عند بعض الناس فقدت أو ضعفت، فيترك أولاده يتسكعون، ويهملهم مع شلل السوء، ويضيع بناته وأخواته وزوجته، فلا يسأل متى يأتين ومتى يخرجن؟ ومع من يذهبن وإلى أين؟ لا ينظر إلى ثيابهن وماذا يلبسن؟ هل يلبسن ثياباً حشيمة؟ هل يتحجبن حجاباً ساتراً أو ملفتاً فاضحاً مخزياً؟.




كل أولئك قد فقدوا معنى الرجولة، فقدوا أهم ما يتميز به الذكور.. ألا وهي الرجولة، إن أولئك ليسوا رجالاً، ذلك الذي تلبس بشيء من تلك الأفعال ليس رجلاً.



وحديثنا اليوم – إخوة الإسلام – عن هذه الرجولة، ما معنى الرجولة؟ ماهي صفاتها؟ ماهي مجالاتها؟ كيف نربي أولادنا عليها؟.



عباد الله:

الرجولة هي صفات وأخلاق وشيم حميدة، يمدح الشخص على قدر اتصافه بها، ويزيد قدره كلما ازداد منها، وقد ذكر الله عز وجل صفات الرجال في كتابه الكريم فقال جل ذكره: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ [النور:36 - 37]. ومن صفاتهم في القرآن الكريم: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ ووصف الأنبياء والمرسلين بالرجولة: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [النحل: 43].



وقد تحدث العلماء والحكماء والمربون عن الرجولة ومرادفاتها مثل المروءة والفتوة ونحو ذلك، من ذلك قول سفيان بن عيينة وحماد بن زيد حيث قالا: ( لا تتم الرئاسة للرجال إلا بأربع: علم جامع، وورع تام، وحلم كامل، وحسن التدبير، فإن لم تكن هذه الأربع فمائدة منصوبة، وكف مبسوطة، وبذل مبذول، وحسن المعاشرة مع الناس، فإن لم يكن هذه الأربع فبضرب السيف، وطعن الرمح، وشجاعة القلب، وتدبير العساكر، فإن لم يكن فيه من هذه الخصال شيء فلا ينبغي له أن يطلب الرئاسة ).




حدد هذا الأثر ميادين الرجولة وهي ثلاثة:

رجولة من أجل الدين وما يرفع الإنسان في الآخرة، ورجولة الكرم والجود ونفع الناس في الدنيا، ورجولة الشجاعة والإقدام وحفظ ذمار الأمة.




أما في الميدان الأول فهناك أربع خصال يكمل بها الرجل ويرأس:

1- العلم الجامع.

2- الورع التام.

3- الحلم الكامل.

4- وحسن التدبير.




والميدان الثاني: ميدان الكرم والجود ونفع الناس وهذا يتم حسب ما ورد في الأثر بـ:

1- مائدة منصوبة.

2- وكف مبسوطة.

3- وبذل مبذول.

4- وحسن المعاشرة للناس.




وأما الميدان الثالث:

فهو ميدان الشجاعة، هذا الميدان الذي تتفاخر به الأمة على مر العصور، وتضرب الأمثال بالشجاعة في كثير من المناسبات، وللعرب والمسلمين من ذلك أوفر نصيب وأكثر حصة، فقد كانت في العرب جبلة وفطرة وتربية وسجية، فلما جاء الإسلام حافظ على ما عند العرب منها ثم زادها رسوخاً وشموخاً إذ جعلها ديناً؛ فهي الطريق الموصل إلى الشهادة والجنة ورضوان رب العالمين، وما أكثر ما يتفاخر العرب ويتمادحون بالشجاعة، فمن افتخارهم بالشجاعة قول السموأل:

وَإِنّا لَقَومٌ لا نَرى القَتلَ سُبَّةً
إِذا ما رَأَتهُ عامِرٌ وَسَلولُ

يُقَرِّبُ حُبُّ المَوتِ آجالَنا لَنا
وَتَكرَهُهُ آجالُهُم فَتَطولُ

وَما ماتَ مِنّا سَيِّدٌ حَتفَ أَنفِهِ
وَلا طُلَّ مِنّا حَيثُ كانَ قَتيلُ

تَسيلُ عَلى حَدِّ الظُباتِ نُفوسُنا
وَلَيسَت عَلى غَيرِ الظُباتِ تَسيلُ






وقد جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الخصال كلها، فإن أردت علماً وورعاً وحلماً وتدبيراً فستجد النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أوتي القدْحُ المعلى منه، وإن أردت كرماً وجوداً فهو الذي ينفق ويجود - صلى الله عليه وسلم -، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: (أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إلى رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِبُرْدَةٍ (قال: وما الْبُرْدَةُ؟ قال: الشَّمْلَةُ) قالت: يا رَسُولَ اللَّهِ إني نَسَجْتُ هذه بِيَدِي لِأَكْسُوَكَهَا فَأَخَذَهَا رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُحْتَاجًا إِلَيْهَا فَخَرَجَ عَلَيْنَا فيها وَإِنَّهَا لَإِزَارُهُ، فَجَاءَ فُلَانُ بن فُلَانٍ رَجُلٌ سَمَّاهُ يَوْمَئِذٍ فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ ما أَحْسَنَ هذه الْبُرْدَةَ اكْسُنِيهَا قال: نعم، فلما دخل طَوَاهَا وَأَرْسَلَ بها إليه فقال له الْقَوْمُ: والله ما أَحْسَنْتَ كُسِيَهَا النبي - صلى الله عليه وسلم - مُحْتَاجًا إِلَيْهَا ثُمَّ سَأَلْتَهُ إِيَّاهَا وقد عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَرُدُّ سَائِلًا، فقال: إني والله ما سَأَلْتُهُ إِيَّاهَا لِأَلْبَسَهَا وَلَكِنْ سَأَلْتُهُ إِيَّاهَا لِتَكُونَ كَفَنِي فقال سَهْلٌ: فَكَانَتْ كَفَنَهُ يوم مَاتَ) رواه البخاري، وإن أردت شجاعة ونجدة فهو المقدام الباسل عليه الصلاة والسلام، فعن البراء رضي الله عنه قال: كُنَّا وَاللَّهِ إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ نَتَّقِي بِهِ، وَإِنَّ الشُّجَاعَ مِنَّا لَلَّذِي يُحَاذِي بِهِ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رواه مسلم، وعن علي رضي الله عنه قال: (كنَّا إذا اشتد علينا البأسُ - أي في المعركة - وحين حمي الوطيس نلتجئ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان فَزَعٌ بِالْمَدِينَةِ فَاسْتَعَارَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَرَسًا من أبي طَلْحَةَ يُقَالُ له الْمَنْدُوبُ، فَرَكِبَ فلما رَجَعَ قال: (ما رَأَيْنَا من شَيْءٍ وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا) أَيْ وَاسِع الْجَرْي.

وقد وصفه أحمد شوقي فقال:

وإذا مشيت الى العدا فغِضَنفرٌ
وإذا جريت فإنكَ النكباءُ

وتمدُّ حلمكَ للسفيهِ مُدارياً
حتى يضيق بعرضك السفهاءُ

شيخُ الفوارسِ يعلمون مكانه
إن هيجت آسادَها الهيجاءُ




وقال الآخر:

أَنْتَ الْشُّجَاعُ إِذَا الْأَبْطَال ذَاهِلَةً
وَالْهُنْدُوَانِيُّ فِيْ الْأَعْنَاقِ وَالَّلِّمَمِ

فَكُنْتَ أَثْبَتَهُمْ قَلْبِاً وَأَوْضَحَهِمْ
دَرْبَاً وَأَبْعَدَهُمْ عَنْ رِيْبَةِ الْتُّهَمَ




وما أجمل ما وصفه به ربه تعالى في كتابه العظيم فقال جل جلاله: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾.



بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم....
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-12-2019, 04:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الرجولة معاني وصفات

الخطبة الثانية

المقدمة، والوصية بالتقوى: أما بعد:

إخوة الإسلام والإيمان:

هذه بعض صفت الرجال، وقد كان أجدادنا، تاريخنا ملئ بهؤلاء الرجال الأبطال، أجدادكم يا أهل حضرموت إن أردتم الكرم والجود والعطاء فانظروا إلى أحدهم وهو المقنع الكندي يقول وقد عاتبه بعضهم في كرمه فرد عليه:

يُعاتِبُني في الدينِ قَومي وَإِنَّما
دُيونيَ في أَشياءَ تُكسِبُهُم حَمدا

أَلَم يَرَ قَومي كَيفَ أوسِرُ مَرَّة وَأُعسِرُ
حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهدا

فَما زادَني الإِقتارُ مِنهُم تَقَرُّباً
ولا زادني فضل الغنى منهُمُ بعدا

أسدُّ به ما قد أخلوا وضيعوا
ثُغورَ حُقوقٍ ما أَطاقوا لَها سَدّا

وَلي جَفنَةٌ ما يُغلَق البابُ دونها
مُكلَّلةٌ لَحماً مُدَفِّقةٍ ثَردا

وَفي فَرَسٍ نَهدٍ عَتيقٍ جَعَلتُهُ
حِجاباً لِبَيتي ثُمَّ أَخدَمتُه عَبدا

وَإِن الَّذي بَيني وَبَين بَني أَبي
وَبَينَ بَني عَمّي لَمُختَلِفٌ جِدّا

أَراهُم إِلى نَصري بِطاءً وَإِن هُمُ
دَعَوني إِلى نَصرٍ أَتيتُهُم شَدّا

فَإِن أكلوا لَحمي وَفَرتُ لحومَهُم
وَإِن هدموا مَجدي بنيتُ لَهُم مَجدا

وَإِن ضَيَّعوا غيبي حَفظتُ غيوبَهُم
وَإِن هُم هَوَوا غَييِّ هَوَيتُ لَهُم رُشدا

وَإِن زَجَروا طَيراً بِنَحسٍ تَمرُّ بي
زَجَرتُ لَهُم طَيراً تَمُرُّ بِهِم سَعدا

وَإِن هَبطوا غوراً لِأَمرٍ يسوؤني




أما الشجاعة فهذا العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - الشجعان الفرسان الذي فتح البحرين، وهذا المقداد بن عمرو بن الأسود الكندي وهو أول من قاتل على فرس في سبيل الله إذ لم يحضر غزوة بدر فارساً - أي راكب على فرس - إلا هو، وهو الذي قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر عندما استشار الصحابة رضي الله عنهم: لا نقول لك كما قال قوم موسى لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك.




فلنكن بهم متأسين، على طريقهم سائرين، وأفضل من نمشي على طريقه نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - كما أنا أمرنا ربنا تبارك وتعالى فقال: ï´؟ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ï´¾ [الأحزاب: 21].



أما مجالات الرجولة وطرق التربية عليها، فلها حديث آخر في خطبة قادمة بإذن الله تعالى..



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-12-2019, 04:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الرجولة معاني وصفات

الرجولة معاني وصفات (2)



حسين بن علي بن محفوظ








إخوة الإسلام والإيمان:

تكلمتُ في خطبة مضت عن الرجولة، وعن ميادينها من علمٍ جامع، وورعٍ تام، وحلمٍ كاملٍ وحسنِ تدبير، وكرمٍ وجودٍ ونفعٍ للناس وشجاعة، وأن الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - قد جمع كمالَ الرجولة وأحاط بصفاتها - بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام - وكيف كان آباؤنا وأجدادُنا الحضارمُ متصفين بالرجولة الحقة، فكانوا يُعرفون بالكرمِ والشجاعةِ والعلمِ والحلمِ وحسنِ التدبيرِ وغيرها من صفات الرجولة.



ولاشك أن الرجولةَ - إخوتي الكرام - مطلبٌ يسعى للتجملِ بخصائصِها أصحابُ الهمم، ويسمو بمعانيها الرجالُ الجادون، وهي صفةٌ أساسية، فالناسُ إذا فقدوا أخلاقَ الرجولةِ صاروا أشباهَ الرجال، غثاءً كغثاء السيل.



وهناك مجالاتٌ للرجولة منها: الشهامةُ والنخوةُ والإباء، ومنها الغَيرة، ومنها الوفاءُ والصدقُ والعفةُ والأمانة، ومنها الثباتُ على المبادئ.



فالغَيرةُ مثلاً ركنٌ أساسيٌ من أركان الرجولة، فالرجالُ يغارون على الحرمات، الأعراضُ عندهم أسمى من المال، أسمى من كل ما يملكون،وقد كان العربُ الأوائلُ أمةَ غَيرةٍ وحمية، فمع ما هم فيه من شركٍ وضلال، ومع جُرأتهم على الفواحش، فللأعراض لديهم منزلة، وللحرمات مكانة، يقول عروة:



وإنْ جارتي ألوت رياحٌ ببيتها

تغافلتُ حتى يستُرَ البيتَ جانبُه





ويقول عنترة:



وأغضُّ طرفي ما بدت لي جارتي

حتى يواري جارتي مأواها





ويقول الآخر وهو حاتم الطائي:



أعمى إذا ما جارتي برزت

حتى يواري جارتي الخدرُ





فليت شعري، ماذا يفعل كثيرٌ من أشباهِ الرجال اليوم إن بدت له جارتُه؟! هل ترى يكونُ عربياً أصيلاً، أو سافلاً حقيراً؟؟.




أيها الناس: إن الرجلَ يغارُ على محارمه، ويأبى أن تبدوَ أمامَ الناسٍ بلباسٍ فاضحٍ أو غيرِ لائق، يأبى أن تنساقَ وراءَ دعوةِ الموضةِ والتطورِ على حساب السترِ والعفاف، وغَيرتُه تدعوه إلى تربيتها على العفةِ والفضيلة والإيمان والتقوى، وغَيرته لا تقفُ عند محارمه، بل تمتدُّ إلى بنات المسلمين، فيكفُّ بصرَه عن الحرام، وعن تتبعِ الفتن فضلاً عن أن يهِمَّ بالمضايقةِ والبحثِ عن العلاقة المحرمة، وهو يغارُ على حرماتِ الأمة؛ فيُنكرُ المنكرَ ويقفُ في وجهِ من يريدونَ تغريبَ الأمةِ وجرَّها إلى مهاوي الرذيلةِ ومستنقعات الغفلة.



فليس من الرجولة في شيءٍ أن يُسلمَ الرجلُ قيادَه للمرأةِ فتتصرفُ كما تشاء، تلبسُ ما تشاء، وتختلطُ بمن تشاءُ من الرجال، وتخرجُ وتدخلُ كما تشاء، وتمشي مع من تشاء، وبما يُمليه عليه هواها،ويبقى ذلك الذَّكرُ - ولا أقولُ الرجل - يتفرج ويسكت.



عباد الله:

ومن شيمِ الرجال التي يُمدحون بها الوفاء، كيف لا، وقد كان أهلُ الشرك يفتخرونَ به قبل أن يستضيئوا بنور الإسلام، يقول أحدهم:



أسميَّ ويحكَ هل سمعتَ بغَدرةٍ

رُفع اللواءُ لنا بها في المجمعِ




إنا نَعِفُّ فلا نَريبُ حليفَنا

ونكفُّ شُحَّ نفوسِنا في المصنعِ





ويعدُّون الغدر مسبةً ومذمة، قال امرؤ القيس:



إذا قلتُ هذا صاحبٌ قد رضيتُه

وقرَّت به العينانُ بدلتُ آخرا




كذلك جَدي ما أصاحبُ صاحباً

من الناس إلا خانني وتغيرا





وانظروا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي أنسى بخلقه ووفائه مكارم أهل الجاهلية، كيف صنع عندما مكة فاتحاً عزيزاً منتصراً؟ فعندما طلب منه عليٌ رضي الله عنه ومفتاحُ الكعبةِ في يده أن يجمعَ لبني هاشمٍ الحجابةَ مع السقاية، فقال صلى الله عليه وسلم: ( أين عثمان؟ - أي عثمان بن طلحة الحجبي - فدُعيَ له فقال: هاكَ مفتاحَكَ يا عثمان، اليومُ يومُ برٍّ ووفاء).



وقد وصف الله عباده المؤمنين بقوله جل ذكره: ï´؟ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ ï´¾ [الرعد: 20] وقال تعالى: ï´؟ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ï´¾ [البقرة: 177].



إنه حين تخلت الأمةُ عن خلقِ الرجال، وساد فيها التهارج؛ هوت وانهارت قواها حتى رثاها أعداؤها، يقول أحدُ كتاب النصارى: العربُ هووا عندما نسُوا فضائلَهم التي جاءوا بها، وأصبحوا على قلبٍ متقلبٍ يميلُ إلى الخفةِ والمرحِ والاسترسالِ بالشهوات.



وقال أحدُ شعراءِ الأندَلُسِ

راثياً ما آلت إليه أحوالهم:




حُثُّوا رواحلَكم يا أهلَ أندَلُسٍ

فما المقامُ بها إلا من الغلطِ




السلكُ يُنثرُ من أطرافه وأرى

سلكَ الجزيرةِ منثوراً من الوسط




من جاورَ الشرَّ لا يأمنْ عواقبَه

كيفَ الحياةُ مع الحياتِ في سفطِ







معشر المؤمنين:

أما الشهامةُ والنخوةُ والإباء، والصدقُ والعفةُ والأمانة، والثباتُ على المبادئ، فلها حديثٌ آخر يطول.



أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكمن فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-12-2019, 04:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الرجولة معاني وصفات

الخطبة الثانية


المقدمة والوصية بالتقوى، أما بعد:

معشر المؤمنين:

اعلَمُوا أَنَّ الرُّجُولَةَ لَن تَنمُوَ وَلَن تَتَرَعرَعَ، وَلَن تَطُولَ شَجَرَتُهَا وَلَن تَتَفَرَّعَ، وَلَن يَتَرَبى الرِّجَالُ الصَّالِحُونَ المُصلِحُونَ إِلاَّ في ظِلِّ عَقَائِدَ رَاسِخَةٍ، تَقُومُ عَلَى أُصُولٍ ثَابِتَةٍ، وَتَحفَظُهَا مَبَادِئُ مُتَمَكِّنَةٌ، أَسَاسُهَا التَّوحِيدُ الخَالِصُ، وَبِنَاؤُهَا العَمَلُ الصَّالِحُ، وَتَضبِطُهَا القِيَمُ وَتَرعَاهَا الفَضَائِلُ، أَمَّا في ظَلامِ الشَّكِّ المُزَعزِعِ لِلقُلُوبِ، وَالإِلحَادِ المُحَيِّرِ لِلعُقُولِ، وَمَهَاوِي الشُّبُهَاتِ المُضِلَّةِ، أَمَّا في مُستَنقَعَاتِ الرَّذِيلَةِ وَالانحِلالِ وَالسُّفُورِ الَّتي تَحفِرُهَا وَسَائِلُ الإِعلامِ وَالقَنَوَاتُ وَالفَضَائِيَّاتُ، وَتُغَذِّيهَا الجَرَائِدُ وَتُؤَيِّدُهَا المَجَلاَّتُ وَتَنقُلُ عَفَنَهَا الجَوَّالاتُ وَالشَّبَكَاتُ؛ فَلَن يَتَخَرَّجَ لِلأُمَّةِ رِجَالٌ، وَإِنَّ الدُّنيَا لم تَرَ الرُّجُولَةَ في أَجلَى صُوَرِهَا وَأَكمَلِ مَعَانِيهَا كَمَا رَأَتهَا في تِلكَ النَّمَاذِجِ الكَرِيمَةِ الَّتي صَنَعَهَا الإِسلامُ عَلَى يَدِ رَسُولِهِ العَظِيمِ، مِن رِجَالٍ يَكثُرُونَ عِندَ الفَزَعِ وَيقِلُّونَ عِندَ الطَّمَعِ، لا يُغرِيهِمُ الوَعدُ وَلا يُلَيِّنُهُم الوَعِيدُ، وَلا يَغُرُّهُمُ النَّصرُ وَلا تُحَطِّمُهُمُ الهَزِيمَةُ، وَلَن تَستَعِيدَ الدُّنيَا الرُّجُولَةَ إِلاَّ بِإِحيَاءِ تِلكَ النَّمَاذِجِ العَظِيمَةِ في الوَاقِعِ وَعَرضِ سِيَرِهِم عَلَى النَّاشِئَةِ.



وإن خير ما تقوم به دولة لشعبها، وأعظم ما يقوم عليه منهج تعليمي، وأفضل ما تتعاون عليه أدواتُ التوجيه كلها من أسرة وإعلامٍ، ومسجد ومدرسة، هو صناعة هذه الرجولة، وتربية هذا الطراز من الرجال.



فمن وسائل تربية الرجال، القدوة الصالحة، يجب أن يُربط الأطفال بقدواتٍ معظمةٍ في نفوسهم، محببةٍ إلى قلوبهم، تكون هذه القدوات على المستوى من الرجولة والأخلاق الفاضلة والخصال الحميدة، مع إبراز تلك الصفات وحث الأطفال على التخلق والتحلي بها.



قال الله تعالى آمراً بالتأسي بالصالحين:ï´؟ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ï´¾ [الأحزاب: 21]، وقال سبحانه وتعالى: ï´؟ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ï´¾ [يوسف: 111] وقال - صلى الله عليه وسلم -: (اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ من بَعْدِي أبي بَكْرٍ وَعُمَرَ) رواه الترمذي وصححه الألباني، فينبغي الاطلاع على سير الصالحين وقصص الأبطال والعظماء، ورواية الأدب والشعر الذي يأخذ بمجامع النفوس فيرفعها إلى المجد والسؤدد،روى ثعلب في أماليه عن ثابت بن عبد الرحمن قال: كتب معاويةُ بنُ أبي سفيان رضي الله عنه إلى زياد: إذا جاءك كتابي فأوفدْ إليَّ ابنَكَ عُبيدَ الله، فأوفدَه عليه فما سأله عن شيءٍ إلا أنفذه، حتى سأله عن الشعرِ فلم يعرفْ منه شيئاً، قال ما منعك من روايته؟ قال: كرهتُ أن أجمعَ كلامَ الله وكلامَ الشيطانِ في صدري، قال: أغرِبْ، والله لقد وضعتُ رجلي في الركاب يوم صفين مراراً، ما يمنعني من الانهزامِ إلا أبياتُ ابنِ الإطنابة حيث يقول:



أبت لي عفتي وأبى بلائي

وأخذي الحمدَ بالثمنِ الربيح




وإعطائي على الإعدامِ مالي

وإقدامي على البطلِ المشيحِ




وقولي كلما جشأت وجاشت

مكانَك تُحمدي أو تستريحي




لأدفعَ عن مآثرَ صالحاتٍ

وأحمي بعدُ عن عرضٍ صحيحِ





وكتب إلى أبيه: أن روِّه الشعر، فروّاه فما كان يسقط، عليه منه شيء.



ومن وسائل تربية الرجولة في النفس تربيتُها على ما يجلبُ خصالَ الرجولة، وأولُ خصلة.. علوُّ الهمة.



أسأل الله تعالى أن يعيد فينا معاني الرجولة وصفات الرجال، ويوفقنا لمحاسن الأخلاق وكريم الخصال، ويعيننا على تربية أنفسنا وأولادنا على معالي الأمور ومحاسنها.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 103.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 100.28 كيلو بايت... تم توفير 3.35 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]