التوبة.. رؤية مجتمعية جديدة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 34 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-08-2019, 04:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي التوبة.. رؤية مجتمعية جديدة

التوبة.. رؤية مجتمعية جديدة


أبوبكر القاضي


الدعوة إلى الله ليست واجبًا وتكليفًا يضطلع بها العبد بين يدي ربه فقط، ولكنها رحمة من الله يضعها في قلوب الدعاة، يتحركون بها في كل مكان بسمتهم وسلوكهم، ينشرون النور والبركة في كل مكان، والبشرية في قمة الحاجة لمن يذكرها بالله لتنزجر عن صلفها وطغيانها، ولكي ترعوي عن جحودها وكنودها وظلمها وجهلها، ولكي تنزع من بؤسها وشقائها ببعدها عن خالقها وفطرتها النقية بحبه والشوق إليه؛ فأشواق الروح ﻻ يحدها حد إلى الله لوﻻ كثافات المادة والحمأ المسنون والطين التي تحول بينها وبين الوصول لكمالها بتحقيق إنسانيتها من خلال العبودية.

وكثيرا مانظن أن ذلك مسؤولية العبد بمفرده أو التائب الذي أراد أن يتحدى العوائق لربه - وحده، وإن كان عليه قدر كبير من المسؤولية ولكنه ﻻ يتحملها بمفرده بل هو عنصر من أربع عناصر في منظومة رباعية اﻷبعاد تظهر التوبة والرجوع إلى الله كمسؤولية مجتمعية حقيقية، وهذا الذي يفصح عنه حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- الصحيح في قصة قاتل المائة نفس الذي كثيرا ما يطرق مجالس وعظنا دون النظر لإصلاح المجتمع من خلاله؛ فقد اتضح من خلال القصة أن التوبة منظومة رباعية تتكون من اﻷبعاد التالية:

(1) تائب يتحدى العوائق

وهو قلب يتيقظ بإذن ربه وهدايته وتوفيقه من رقود الغفلة ويتحدى العوائق والعقبات فيقتحمها، وهي تنقسم لعوائق داخلية من نفسه اﻷمارة بالسوء بجهلها وظلمها وجزعها ومنعها، والشيطان الذي يجري منها مجرى الدم من العروق، وعوائق خارجية من الدنيا وفتنها من فتن النساء والولدان والمال والملك، وهو العنصر الأساس في هذه المنظومة، وينبغي اﻻجتهاد في إيجاده من خلال الدعوة الفردية والبلاغ والوعظ ببيان كل حيل النفوس والشياطين للحيلولة بينه وبين سر سعادته، وبيان فتن الدنيا وكيفية التغلب عليها من تحقيق التعلق بالمطلوب اﻷعلى؛ فتتقطع كل حبائل الشهوات والجاذبية اﻷرضية على قدر قوة دفع الحب الذي في القلب، ويقترب من النجاة ولو «بشبر» وينوء بصدره في سكرات موته نحو القرية الصالحة..يزحف ويحبو نحو النور فيتحدى الموت أيضا..!

(2) داعية عالم

وهو أكبر التحديات التي تواجه العمل اﻹسلامي برمته، وهو الشخصية التي ترتقي بنفسها لتكون على مستوى اﻹسلام علما وعملا وخلقا وسمتا وفقها ودعوة وبلاغًا مبينا بأنواع البيان اللفظي والحالي بعيدا عن الغلو والجفاء واﻹفراط والتفريط والتتفير والتكفير وصد الناس عن سبيل الله؛ بزعم الورع كالراهب الجاهل؛ مما يؤدي -علم أم لم يعلم- إلى صنع الطواغيت والجبابرة ولو كانت موجودة يزيد في طغيانها «فقتله فكمل به المائة».

كم تساوي تلك الكلمة التي ترفع شعار أمام مجتمعات «ليس لك توبة»..؟! تزيد من صلفهم وطغيانهم لعداوات شخصية وحظوظ نفسية أو طائفية، وينبغي أن تتجرد الدعوة إلى الله من هذه العوائق حتى تخلص من ذلك. الغضب المستطير من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على معاذ -رضي الله عنه- حين أطال الصلاة بسورة البقرة فلم يراع أحوال المأمومين وليس هذا فقط بل وصف من أنكر عليه بالنفاق -فقال له: «أفتان أنت يا معاذ، سبحان الله! عباد الله، إن منكم منفرين»، والشق الثاني من فعل معاذ - رضي الله عنه - هو اﻷخطر وهو سر التنفير.

العمل المجتمعي

وتحدي الداعية العالم الذي يواجه الصحوة ﻻ يعالج بمقالة أو محاضرة وندوة وشعارات ترفع، إنما بالعمل المجتمعي الرباني الجاد في إيجاد تلك الشخصية المتكاملة غير المشوهة التي تضلعت من الشريعة ومقاصدها وكلياتها؛ فلا يهولنها كثرة الفظائع والجرائم وظلم الواقع واﻻستغراق فيه دون وزن اﻷمور بالموازين الشرعية المنطلقة من مشكاة النصوص، وكبح جماح النفوس والعواطف ليستقيم طرحه الدعوي المنهجي المتجرد من رعونات النفوس دون غلو وﻻ جفاء وباﻻتباع ﻻ اﻻبتداع في تغيير الواقع اﻷليم.

الفهم الدقيق

إنه الفهم الدقيق واﻹيمان العميق بالرحمن -تعالى- وبشرعته «ومن يحول بينك وبين التوبة»، بمعرفة سعة رحمة الله وأن ذنوب العباد مهما عظمت فهي شيء، ورحمة الله وسعت كل شيء وأن جبريل قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - «لو رأيتني يا محمد وأنا أدس الطين في فم فرعون مخافة أن تدركه الرحمة»، وهو يقول الكلمة {آمنت أنه ﻻ إله إﻻ الذي آمنت به بنو إسرائيل}.. فإن كانت الرحمة قد تدرك مثل فرعون فما بالك بمن دونه، وﻻ يفقه ذلك إﻻ من كان بالرحمن خبيرا..!

(3) مجتمع إيجابي

من أكبر العوائق التي تحول بين التائبين وبين طريق اﻻستقامة صحبة السوء والبيئة الخبيثة التي ﻻ تخرج إﻻ نكدا من اﻷقوال واﻷفعال والأخلاق، وليس هذا البيان ليتكئ عليه التائبون فضلا عن المصلحين لتسويغ تعطيل الدعوة، ولكنه بيان لتحدي عقبة ﻻبد من اقتحامها، وهو يمثل ثاني أكبر تحد يواجه المجتمعات وأعظمهم احتياجا لمدى طويل للعلاج.

البيئة الصالحة

توفير تلك البيئة الصالحة ﻻ يكون بتركها واﻻنعزال عنها كما كان يسع ذلك الرهبان، ولكن بالاختلاط واﻻنخراط والصبر على اﻷذى وفرض واقع جديد إيماني وعمراني، قال -تعالى- {وماأرسلنا قبلك من المرسلين إﻻ إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في اﻷسواق}؛ فالنبوة حقيقتها في البلاغ وتأدية الرسالة بخلطة البشر والعطاء، قال - صلى الله عليه وسلم - “من خالط الناس وصبر على آذاهم خير ممن لم يخالط الناس ولم يصبر على آذاهم». مجتمع سلبي وأرض سوء؛ ﻷن الذين عليها ﻻ يأمرون بالمعروف وﻻ ينهون عن المنكر فيوشك الله أن يعمهم بعقاب؛ فليس العقاب والتدمير فقط بالزﻻزل والبراكين واﻷعاصير بل التدمير أيضا معنويا بتدمير المجتمع داخليا وخلقيا وروحيا. فالتوبة مسؤولية ذلك المجتمع الذي يرتدع فيه المذنب وﻻ يجهر ويستتر بفعلته، وينبذ فعل الفطرة المستقيمة لدى هذا المجتمع.

انعزال الفرد

وبالنسبة للفرد ﻻ للمجموع قد يجوز اﻻنعزال لبعض الوقت ﻻشتداد عود اﻹيمان واخضراره داخل قلب التائب حتى يتسنى له الدعوة على بصيرة والخلطة للإصلاح، وليس هذا تكأة ﻻنعزال طائفة أو عزلة شعورية لها تؤدي ﻹنتاج أسقام فكرية وعلل سلوكية من الاستعلاء والطغيان بالطاعة أو التعصب المذموم.

النصيحة

وبعد بيان هذه اﻷبعاد التي تبين التوبة في رؤية مجتمعية جديدة بوصفها مسؤولية لكل فرد من أفراد المجتمع ليس على التائبين أو الدعاة فقط بل أمر النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين الذين يقودون الناس بكتاب الله ولعامتهم مسؤولية كل مسلم مخلص لربه -تبارك وتعالى.

(4) البعد الغيبي

ويتجلى في نهاية المطاف البعد الغيبي الذي ﻻ طاقة للعباد به وهو إرادة الله رحمة بعبده فلا مرد له وﻻ ممسك لرحمته {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم} {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ}، {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ}، وهنا ترد هذه اﻵية موردا صحيحا بعد الثورة الإصلاحية من اﻷسفل للأعلى في المجتمع {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}، فبعد اﻷخذ بأسباب الهداية الفردية والجماعية والمجتمعية فلابد للتائب والداعي والمجتمع الصالح المصلح باﻹنابة والتوكل وتفويض أمر الهداية والإضلال لرب العالمين؛ فهو يخلق الهداية في قلب من شاء من عباده، يهدي من يشاء ويضل من يشاء، يرفع ويخفض، ويعطي ويمنع، يقبض ويبسط -تبارك وتعالى- يسخر أسباب الكون كله لقلب استقام على العبودية؛ «فأوحى ﻷرض المعصية أن تباعدي وﻷرض الطاعة أن تقربي؛ فوجدوه أقرب إلى أرض الطاعة بشبر»؛ فلنستصحب بعد هذه المنظومة ذلك البعد بل هو في الحقيقة البداية والنهاية واﻷصل والفرع؛ فالتعلق بالله واجب كل مرحلة ودور كل مسلم في كل نَفَسٍ ولحظة ولفظة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.15 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]