القول المأثور.. في إحياء الصواب المهجور - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216051 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7826 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 52 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859560 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393919 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-12-2019, 03:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي القول المأثور.. في إحياء الصواب المهجور

القول المأثور.. في إحياء الصواب المهجور
بدَّل.. تبدَّل.. استبدل
عبدالله ايت الاعشير


يشهد العارفون اليوم أن العربية الفصحى لم تعد تعبيراتها تستمد من أصولها، ومن منابعها الثرة؛ لأنها لم تعد في أيدي أبيناء الكلام العربي، الذين وضعوا أضواء ومنارات في السبيل اللاحبة، التي تهدي إلى كل مرشدة، بل أصبح أمرها مدبرًا من لدن سلطات وسائل الإعلام المختلفة، التي تمادت في الإطلالة علينا- صباحا ومساء- بعبارات خداج تشفع السم بالعسل، من خلال أمشاج الألفاظ والتعبيرات الطارئة التي تقذف بها من مصانعها اللغوية البراقة، والتي لم نسمع بمثلها في آبائنا الأولين.. لذلك لا ينبغي للباحث المدقق أن يصم أذنه عن هذا السيل الجراف القحاف، الذي إن لم يدمر كل شيء يصادفه، فسيذهب مع توالي الملوان(1) بالحصون والقلاع. تأسيسا على هذا اليقين، يتطلب النظر إلى قضية اللغة العربية الفصحى مراعاة التوازن بين أمرين مهمين هما: النظام والحرية. أما النظام فهو الذي يضمن للفصحى بقاءها صفية الكوثر، نقية الجوهر، خالية من الشوائب والأحراش التي تفعل فيها ما يفعل السوس في الخشب، باعتماد سياسة لغوية حريصة على التمسك بالقواعد والأصول التي تضمن لها سلطانها على الأفواه، لا ترضى عنها بديلا.. إلا إذا كنا مستعدين للتنازل عن أصالتنا وهُويتنا وعبقريتنا العربية. وأما الحرية فيسند أمرها إلى المجامع اللغوية، والشعراء المُفْلقين، والخطباء المصاعقة، والعلماء الذابرين، والمِفَنِّين البلغاء الذين استصحفت آراؤهم، ووُطِّئ لهم سبيل القول في إثراء الفصحى، وفي توسيع آفاقها بالإبداع والارتجال والقياس والتوليد والاشتقاق، والتعريب الذي يُري المفردة المستحدثة نَضِرة لاعِوَج فيها ولا أمتَ، من حيث السهولةُ والفصاحة واقْتعادُ المكانة المرتضاة، التي تزداد بها الفصحى غناء وكمالا يبعثان فيها الحياة، ويجددان أثوابها، في إطار من التمسك بالقواعد والقوانين التي تضمن لها البقاء.
وبما أن لغة القرآن الكريم تعد بلا امتراء حجة العربية الفصحى، وحارسها الأمين، ومَثَلها الأعلى، ودرْسها المقدم، الذي يجب أن يُوجَّه إليه شداتها لينهلوا من معينها الصافي، ويرتعوا في رياضها الزاهرة، فإنني غبَرْتُ وقتا أتأمل ببصر حديد جملة من التعبيرات الشائنة التي تقذف بها القنوات الفضائية العربية، فجعلت من وكْدي وسَدَمِي تصحيح هذه العبارات، إيمانا منِّي أن مَن صحَّح لفظة أو عبارة مستعملة في غير ما نطق به القرآن والشعر العربي البليغ، فكأنما صحَّح الحياة، لأن تصحيح ما تقوله الكلمات يعد تصحيحا للفكر والمعاملات بين الناس؛ لإبادة سوء الفهم.
وحَريٌّ بتصحيح استعمالات اللغة أن يكون أمل الأمة كلها، لا رجاء طائفة من الغيورين الذين تسمع لهم صيحات هنا وهناك.. ألم يجب «كونفشيوس» عندما ساءت الأحوال في الصين بضرورة تصحيح اللغة، لأنه عندما تفسد اللغة تفسد المعاملات، ومن ثمة يفسد الفكر، وتُقْلب الحقائق، وتضطرب المعاملات لاضطراب ما تقوله الكلمات على هذه الشاكلة.
بدَّل.. تبدَّل.. استبدل
الحاذق بقواعد العربية يدرك أن أغلب الذين يستعملون هذه اللفظة القرآنية فيما يقولون وما يطرسون، قد مرقوا من طاعة نظام استخدامها، حيث إنهم يوظفونها في غير ما نطق به القرآن الكريم، وما ذلك إلا من استحكام اللهجة العامية، وغلبة طبعها عليهم، حيث نقول بالعامية: «بدَّلْتُ القلم بالكتاب» إذا تركت القلم، وأخذت الكتاب.
هذا هو الاستعمال الذي درج عليه أغلب الذين يستعملون هذه اللفظة القرآنية، مثل قول أحد الصحافيين المشهورين في برنامج مشهور: لماذا لا يستبدل العرب الدولار باليورو؟ وهو يقصد أن يترك العرب التعامل بعملة «الدولار»، ليتعاملوا بعملة «اليورو»، وهو لعمري لحن فاحش، يُدخِل الفساد في اللغة، ولا يرعى حرمة للعربية الفصحى، ناهيك أن مثل هذا الاستعمال يدفع المتلقي إلى فهم الآيات القرآنية بغير ما أراد ربُّ العزة، الذي استعمل هذه الألفاظ الثلاثة «بدل- تبدل- استبدل» جاعلا الشيء المتروك على الدوام هو الذي تلحقه الباء، كما يتضح من الآيات القرآنية الآتية: {قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير}(البقرة : 61) {ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل} (البقرة: 108)، وقوله تعالى: {وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب}(النساء: 2)، وقوله تعالى من سورة سبأ آية 16: {وبدلناهم بِجنَّتيْهم جنَّتيْن ذواتي أُكل خَمْطٍ...}. في الآية الأولى من سورة البقرة يُوبِّخُ موسى عليه السلام أتباعه الذين طلبوا منه الفُومَ والعدس والبصل، بعد أن مَنَّ الله عليهم بطعام المَنِّ والسَّلوى، قائلا: أتتركون الذي هو خير؛ وهو المن والسلوى= العسل والطير المشوي، وترغبون في الذي هو أدنى الموجود بمصر= الفوم والعدس والبصل؟
أما الآية الأخرى من سورة البقرة فيوضح الله- عز وجل- أن من يترك الإيمان إلى الكفر فقد ضل الطريق الجدد الذي يأمن سالكها العثار. أما آية النساء فإن الله جل شأنه ينهى عباده المؤمنين أن يتركوا طيبات الأموال، ويأخذوا ما خبث من المال.. وقل الشيء ذاته بالنسبة إلى الآية الواردة في سورة «سبأ»، الذين لمَّا عتوا عن أمر ربهم بدلهم بجنتيهم الخضراويْن ذواتي الثمار المشتهاة، جنَّتيْن أخْريَيْن لا تُنْبِتان سوى ما تمُجُّه الأذواق.
بناء على ما سبق، يجب التذكير بالقاعدة الآتية: «المتروك المرغوب عنه هو الذي تلحق به الباء أو من على الدوام، والمفعول به هو المرغوب بالنسبة إلى استعمالات هذه الألفاظ الثلاثة الآنفة، وبذلك نطق الشعر العربي. قال الشاعر حسان بن ثابت الأنصاري يرثي الخليفة عثمان بن عفان "رضي الله عنه" :
ونَسُوا وَصاةَ محمد في صهـــــــــره
وتبدَّلوا بالعِزِّ دار بَـــــــــــــوار
وقال ابن الرومي:
وبُدِّلْتُ من ذاك البياض وحُسْنــــــه
بياضا ذميما لا يزال يســــــود
وقال المعري:
شكوت من الأيام تبديل غــــــــــادر
بواف ونقلا من سرور إلى هــم
هذه أدلة لا تترك رسيسا من الشك في أن المتروك هو الذي تلحقه الباء أو من، نبذت منها نُبَذًا تكون أصواء تهدي إلى صفاء العربية.
1- الملوان: الليل والنهار، وتعرب الكلمة إعراب المقصور.



ربوع الشام

وليد الخطيب- شاعر سوري
صَبَرْنَا دَهْرَنا والصَّبْرُ مَلاَّ
وهَذا الشَيْبُ أَفْرَعَ َواسْتَحَلاَّ
وَهذا العُمْرُ يَومًا بَعْدَ يَوْمٍ
يَزِيدُ الضَّعْفَ ضَعْفًا لَيسَ إِلاَّ
وَما زِلنا نَلوكُ المُرَّ لَوْكًا
وَمِنْ حِرْمَانِنا شُفْنَاهُ فُلاَّ
تَعوَّدْنا وَهَذا الإلْفُ شَرٌّ
لِذا أَبْناؤُنَا انتَفضُوا بِإِلاَّ
كَرامَتَنا وَحقُّ الحُرِّ ثَبْتٌ
وَنَكْرَهُ أَنْ نُذِلَّ وَأَنْ نُذَلاَّ
وَهَذي الشَّامُ ثَارَتْ ثُمَّ قَالتْ
نُرِيدُ لِشَعْبِنَا أَنْ يَسْتَقِلاَّ
فَمِنْ حَقِّ الشُّعُوبِ تَعِيشُ أَمْنًا
وَتَحْظَى بِالحُقُوقِ وَلا أَقَلاَّ
يُوَفِّرُها وَلِيُّ الأَمْرِ فَرْضًَا
وإِلاَّ كَان حَقًّا مُسْتَغِلاَّ
فَخيْرُ الأَرْضِ نَبْعٌ مُسْتَمرٌ
يُغطِّي مَنْ بِها وَيزِيدُ فَضْلا
لِماذا لَا أَراهُ وإِنَّ غَيْرِي
لِفي حُلَلِ الزَّبَرْجَدِ قَدْ تَحلَّى
لِماذا صَادرَ البَاغِي لِسَاني
وَلاحَقنِي وَطَارَدنِي وَأَجْلا
لِأَنِّي لَمْ أُسِغْ رَأيًا سخِيفًا
وَلَمْ أَبْغِ الفَسَادَ وأَنْ أَضِلاَّ
لأَنِّيِ في الرَّشادِ أعِيشُ وَحْدي
غَريبًا لمْ أَجدْ عَونًا وَظِلاَّ
فَيَا غدار أَنتَ وَرِيثُ عَهدٍ
مَضَتْ أيَّامُه السَّوداءُ وَحْلاَ
أَتَسْلُكُهُ وَأَنْتَ بِهِ صَغيرٌ
بِماذا تَنْتهي إِنْ صِرْتَ كَهلا
رُبُوعُ الشَّامِ مَجَّتكُمْ بِمَقتٍ
فَلا أهْلاً بِكُم فِيهَا وَسَهْلا
كَفَى ظُلْمًا كَفَى قَهرًا وَإنِّي
وَحقِّ الله لَنْ أَرْضَاهُ حَلاَّ
وإِنْ قَدَّمتُ رُوحِي دُونَ عِرْضِي
لَهَذا أَحْسَنُ الأشْياءِ بَذْلاَ
وَإمَّا النَّصرُ كَيْ أحْيا كَرِيمًا
أُمارِسُ مَا أُمَارِسُ مُسْتَقِلاَّ




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.81 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]