تفسير سورة الأنعام الآيات (81: 83) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4462 - عددالزوار : 886638 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3996 - عددالزوار : 423953 )           »          فوائد الحج في الدنيا والآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          النهضة العلمية الإسلامية في إفريقيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 225 - عددالزوار : 23015 )           »          شرح طريقة فهرسة المسائل العلمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 69 )           »          أصول في دراسة مسائل التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 135 )           »          إقامة الصلا ة للمنفرد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          بيان سنن الفطرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          موضع سجود السهو من السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-05-2024, 02:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,814
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير سورة الأنعام الآيات (81: 83)

تفسير سورة الأنعام الآيات (81: 83)

يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
﴿ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنعام: 81].

﴿ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ مَعْبُوداتِكُمْ[1]، وَهِيَ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ[2].

﴿ وَلَا تَخَافُونَ أنْتُمْ مِنَ اللَّهِ ﴿ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ فِي الْعِبَادَةِ، وَهُوَ حَقِيقٌ بِأَنْ يُخافَ مِنْهُ كُلَّ الخَوْفِ[3]؛ لِأنَّهُ هُوَ الضَّارُّ النَّافِعُ جَلَّ وَعَلَا، وَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [سورة آل عمران:175].

﴿ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا أي: مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ مَعَكُمْ عَلَى هَذَا الْإِشْرَاكِ حُجَّةٌ أَوْ بُرْهانٌ[4].

﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ﴾ فَرِيقُ الْمُوحِّدِينَ أَمْ فَرِيقُ الْمُشْرِكِينَ ﴿ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ مَنِ الْأَحَقُّ فاتَّبِعُوهُ، وَالْأَحَقُّ بِلَا شَكٍّ فَرْيقُ الْمُوحِّدِينَ[5].
***
﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ[سورة الأنعام:82].

﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا ﴾ يَخْلِطُوا[6] ﴿ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أيْ: شِرْكٍ، كَما ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَينِ[7] عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللّهِ صلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وقَالُوا: «أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ هُوَ كَمَا تَظُنُّونَ، إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: ﴿ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13] »[8].

وَقَولُهُ: ﴿ بِظُلْمٍ ﴾ نَكِرَةٌ فِي سِياقِ النَّفِي، فَيَعَمُّ كُلَّ أَنْوَاعِ الظُّلْمِ، وَلَكِنَّ الْعُمُومَ هُنَا دَخَلَهُ التَّخْصِيصُ، فَيكُونُ الْمُرَادُ بِهِ عُمُومَ أَنْوَاعِ الشِّرْكِ، وَلَيْسَ عُمُومَ أَنْوَاعَ الظُّلْمِ[9].

﴿ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ ﴾ الْمُطْلَقُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ ﴿ وَهُمْ مُهْتَدُونَ الْهِدَايَةُ التَّامَّةُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ.

وَفِي الْآيَةِ فَوَائِدُ:
مِنْهَا: فَضْلُ التَّوْحِيدِ.

وَمِنْهَا:أَنَّ الشِّرْكَ ظُلْمٌ مُبْطِلٌ لِلإِيْمَانِ بِاَللَّهِ إِنْ كَانَ أَكْبَرُ، أَوْ مُنْقِصٌ لَهُ إِنْ كَانَ أَصْغَرَ[10].

وَمِنْهَا: أَنَّ الْمُوَحِّدِينَ هُمُ الْآمِنُونَ مِنَ الْمَخَاوِفِ وَالْمَكَارِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.

وَمِنْهَا: أَنَّ الْمُوَحِّدِينَ أَيْضًا هُمْ الْمُهْتَدُونَ للسير عَلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ في الدَّارَيْنِ[11].

وَمِنْهَا: أَنَّ الَّذِينَ خَلَطُوا إِيْمَانَهُمْ بِشِرْكٍ لَا يَحْصُلُ لِهُمْ هِدَايَةٌ، وَلَا أَمْنٌ، بَلْ حَظَّهُمْ الضَّلَالُ وَالشَّقَاءُ في الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ، وَلَهَذَا يَقُولُ الْإِمَامُ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ: "عَلَى قَدَرِ الشِّرْكِ يَكُونُ الرُّعْبُ، فَالْمُشْرِكُ بِاَللَّهِ أَشَدُّ شَيْءٍ خَوْفًا وَرُعْبًا، وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيْمَانَهُمْ بِالشِّرْكِ لَهُمْ الْأَمْنُ وَالْهُدَى وَالْفَلَاحُ، وَالْمُشْرِكُ لَهُ الْخَوْفُ وَالضَّلَالُ وَالشَّقَاءُ"[12].
***
﴿ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ [سورة الأنعام:83].


﴿ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا إِشَارَةٌ إِلَى جَمِيعِ مَا تَقَدَّمَ مِنِ اسْتِدْلَالِهِ وَاحْتِجَاجِهِ الَّذِي احْتَجَّ بِهِ عَلى تَوْحِيدِ اللَّهِ تَعَالَى وَإِفْرَادِهِ بِالْعِبَادَةِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ حَتَّى خَاصَمَهُمْ وغَلَبَهُمْ بِالْحُجَّةِ[13].

﴿ آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ ﴾ أيْ: أعْطَيْناهُ إِيَّاهَا، وَأَرْشَدْناهُ إلَيْهَا[14] ﴿ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ ﴾ أَيْ: بِالْعِلْمِ والْفَهْمِ وَالدِّينِ وَالْإِمَامَةِ وَالْفَضِيلَةِ وَالْعَقْلِ[15]، نَسَأْلُ اللهَ تَعَالَى الْكَرِيمَ مِنْ فَضْلِهِ وَكَرَمِهِ.

﴿ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ ﴾ فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ ﴿ عَلِيمٌ ﴾ بِخَلْقِهِ.


[1] ينظر: تفسير البيضاوي (2/ 170)، تفسير النسفي (1/ 518).

[2] ينظر: تفسير الجلالين (ص175).

[3] ينظر: تفسير البيضاوي (2/ 170).

[4] ينظر: الوجيز للواحدي (ص363).

[5] ينظر: مباحث العقيدة في سورة الزمر (ص222).

[6] ينظر: تفسير البغوي (3/ 164).

[7] ينظر: تفسير الجلالين (ص175).

[8] صحيح البخاري برقم (3360)، صحيح مسلم برقم (124).

[9] ينظر: تفسير الماوردي (2/ 138)، تفسير العز بن عبد السلام (1/ 447).

[10] ينظر: الملخص في شرح كتاب التوحيد (ص24).

[11] المصدر السابق.

[12] زاد المعاد (3/ 203).

[13] ينظر: تفسير القرطبي (7/ 30).

[14] ينظر: فتح القدير(2/ 154).

[15] ينظر: التفسير الوسيط للواحدي (2/ 294)، تفسير البغوي (3/ 164).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.13 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]