تعويد الطفل على العبادة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         عقد مودة ورحمة بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          16طريقة تجلب بها البركة لبيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          ألا تشعرين بالحر ؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المرأة عند الإغريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          القاضي الفارس الفرج بن كنانة وأسد بن الفرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          مجموع الأثبات الحديثية لآل الكزبري الدمشقيين وسيرهم وإجازاتهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          من مواعظ الإمام سفيان الثوري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          أولادنا... هل نستوعبهم؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الشَّبَابُ وَرَمَضَان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          هل في الشر خير؟ دروس من قصة الإفك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-07-2019, 09:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,965
الدولة : Egypt
افتراضي تعويد الطفل على العبادة

تعويد الطفل على العبادة
شريف عبدالعزيز الزهيري

















ذكرنا أن الإيمان قول وعمل، وسبق عرض منهج التربية العقدية للطفل، وترسيخ أركان الإيمان في قلب الطفل، ويبقى الكلام عن الشق العملي في العقيدة، أو الترجمان الحي لمعاني الإيمان بالله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، ألا وهو جانب العبادة لله عز وجل والخضوع له، والانقياد والتسليم التام بالتزام بالفرائض؛ فالإيمان والعبادة وجهان لعملة العقيدة التي يدفعها العبد ليحوز مرضاة ربه عز وجل، والطفل حتى سن البلوغ غير مطالب بأداء العبادات وجوبًا، بل يؤديها على سبيل الاعتياد والتدريب؛ فيسهل عليه أداء العبادات عند بلوغه؛ لأنها قد أصبحت بحكم العادة جزءًا من نظام حياته كالأكل والنوم، لا يستطيع التخلي عنه، وهو ما يقول عنه العلماء: (التربية بالعادة)[1]، وهذا الأمر ظاهر من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (علموا الصبي الصلاة ابن سبع سنين، واضربوه عليها ابن عشر)[2]،وفي رواية: (مروا الصبي بالصلاة ابن سبع سنين..)[3]؛ فرغم كونه غير مكلف في سن العاشرة إلا أنه يضرب على ترك الصلاة، أما عن أول ما يفعله المربي مع طفله في بناء الجانب العبادي في شخصيته هو تحفيظه حديث ابن عمر رضي الله عنهما المذكور فيه أركان الإسلام الخمس كركائز للبناء العبادي.. ثم يبدأ في تربية طفله: يأخذ كل ركن على حدة، بصورة متوازنة كالآتي:







1- الصلاة:



قال تعالى: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ [طه: 132].







يبدأ المربي في تعليم طفله أهمية الصلاة، وأنها الفرقان بين الإسلام والكفر، وأنها آخر ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته، وأن من أراد أن يتحدث مع الله فعليه بالصلاة، يعلم المربي طفله كيفية الوضوء: بأن يتوضأ أمامه عدة مرات، ثم يطلب منه أن يتوضأ أمامه، ويصحح له أخطاءه، حتى إذا ما أتقن الولد الوضوء شجعه أبوه بإعطائه جائزة، أو قطعة حلوى كتشجيع له على مواصلة العمل، وإذا أخطأ بعدها في الوضوء لا يعنفه، بل يرشده للصواب؛ وكثير من الصحابة قد علموا التابعين كيفية الوضوء بهذه الطريقة، ثم يرسخ الوالد فضل الوضوء في قلب الطفل برواية حديث: (إذا توضأ الرجل المسلم خرجت ذنوبه من سمعه وبصره ويديه ورجليه، فإن قعد قعد مغفورًا له)[4]؛ فيتعلم الصبي أنه كلما أراد أن يتطهر جسديًّا ونفسيًّا يتوضأ[5].







يبدأ المربي بعد تعليم الوضوء تعليم الطفل الصلاة؛ بأن يصلي أمامه، ويحسن أداء الصلاة ويحسن خشوعها؛ فالمرحلة الأولى للتعليم المشاهدة، ولفترة مكررة لعدة أيام أمام الولد حتى يعتاد أداء حركاتها، ذلك إذا كان دون سن التمييز، أما إذا بلغ السابعة، وعقل أمرها يرشد لأدائها بأركانها وسننها، وعند أداء أول فرض بصورة صحيحة يعطى الطفل جائزة كبيرة، حتى يرتبط قلبه بأن الصلاة سبيل الجائزة، وعند بلوغه يعرف بأن الجائزة الكبرى في الآخرة هي الجنة، فإذا بلغ الطفل العاشرة أجبر على أداء الصلوات بانتظام، وإذا فرط وعظ، ثم هدد، ثم زجر زجرًا شديدًا، ثم ضرب على ما فرط في جانب العبادة، والأب لا يستخدم العقاب البدني إلا بعد فشله فيما دونه من العقوبات.







إذا أتم الطفل أداء الصلاة، أو حتى عقل حركاتها قبل التمييز يعمل المربي على أخذه معه لصلاة الجماعة في المسجد؛ لربط قلب الطفل بأعظم المؤسسات التربوية في المجتمع، ويبدأ الوالد مع طفله بتعريفه فضل صلاة الجماعة، وأنها تفضل صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة، ويعطيه درسًا عمليًّا: بأن يعطيه عندما يصلي الجماعة في المسجد سبعًا وعشرين قطعة حلوى، وإذا صلى في البيت قطعة واحدة، حتى يقارن الولد بين الحالين، ويحببه في المسجد: بأن يدخل على قلبه السرور عند الذهاب للمسجد؛ بأداء بعض النزهات والفسح والتسوق قبل الذهاب للمسجد، أو بعده، ويقوم الوالد بإعلام مجموعة من رواد المسجد بأنه سوف يحضر طفله للصلاة في المسجد لينتظروه، ويلاطفوه، ويتوددوا إليه، فيحب المسجد، ويحب أهل المسجد أيضًا...







يقوم المربي بعدها باتباع أفضل الوسائل نحو تثبيت صلاة الجماعة في قلب الطفل؛ بأن يجعله يؤم إخوانه، أو أمه وأخواته البنات بعض الفروض، أو النوافل مثل التراويح، وذلك الأمر يجعل الولد أكثر مهابة واتزانًا، ومحافظة على صلاة الجماعة، وتشرف نفسه للعلى.







يقوم الوالد باصطحاب طفله منذ الصغر لشهود صلاة الجمعة والعيد، ويعلمه كيفية الغسل -رغم أنه غير مطالب به- ويقوم أمامه بأداء سائر عبادات يوم الجمعة: من ذكر، وتطهر، وتطيب، وخروج للصلاة في أفضل زي، ويهيئه لحدوث أمر كبير يوم الجمعة، ويقول له: إننا سوف نحضر اجتماعاً كبيرًا يتكلم فيه رجل عالم فاضل، ثم نصلي لله عز وجل بعدها؛ فيحصل للطفل شحن إيماني عالٍ، ويعتاد على رؤية التجمعات الكبيرة، ويعظم في نظره وقلبه مكانة إمام المسجد، ويراه كعالم كبير يرشد الناس والكل يسمع له، ولا يهمس بكلمة أثناء حديثه؛ فيرى القدوة والمثل الواجب الاتباع، ويجب على الوالد اختيار المسجد المناسب الذي يتحقق فيه مقصوده من خطبة الجمعة.







ما سبق ذكره مجموعة من الإرشادات والتوجيهات التي يجب على الوالد والمربي اتباعها مع طفله حتى يثبت قلبه وعقله على أداء الصلاة، ويتمثل الصلاة كعمود هذا الدين حقًّا؛ فيكبر الطفل، وتكبر مكانة الصلاة في قلبه، ونحن لا نريد أن نرى هذه الظاهرة الخبيثة؛ ألا وهي إهمال الآباء في تعليم أبنائهم الصلاة، لا نريد أن نرى الأب مواظبًا على الصلاة في المسجد، في حين أن أبناءه، بل أهل بيته يقصرون في أدائها، بل يتركونها بالكلية، وأن الأب ليسأل يوم القيامة: لماذا لم ترب ولدك على الصلاة، لماذا تركته حتى يصل لمرحلة تارك الصلاة؟ ولا يقبل الله عز وجل الأعذار بعد الإنذار؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ [التحريم: 6].







2- الصوم:



بداية نأخذ القدوة في ذلك من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة يوم عاشوراء إلى قرى الأنصار: (من كان أصبح صائمًا فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطرًا فليصم بقية يومه)، تقول الراوية الربيع بنت معوذ رضي الله عنها: فكنا نصومه بعد ذلك، ونصوم صبياننا الصغار منهم، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن (الصوف)؛ فإذا بكى أحدهم من الطعام أعطيناه إياه، حتى يكون عند الإفطار)[6].







قال الحافظ ابن حجر رحمه الله معلقًا: (وفي الحديث وجه على مشروعية تمرين الصبيان على الصيام)[7]، ويبدأ الوالد في تعويد طفله على الصيام بأن يقول له متسائلًا: هل تعرف باب الريان؟ ثم يشرح له بصورة مبسطة حقيقة الباب، ويقرب معنى الصيام في ذهنه؛ بأن يمنع عنه الأكل لعدة ساعات حتى صلاة العصر مثلًا، ثم يقول له: أرأيت لو كنا فقراء، لا يوجد عندنا ما نأكله فماذا يكون شعورنا ونحن جوعى؟ فيتعود الطفل على الصبر والجلد، ثم يعلمه أن الله عز وجل يراه ويراقبه في كل تحركاته؛ فإن أكل سرًّا حيث لا يراه الناس فإن الله عز وجل يراه، ثم يجعل الوالد أول يوم يصومه الطفل كاملًا يوم حفل كبير يدعو إليه الأقارب والأحباب للاحتفال بما أنجزه الطفل في أول يوم له في الصيام؛ فيرى الولد نفسه وقد حقق إنجازًا كبيرًا، مع مراعاة أن يكون الوالد والمربي نفسه قدوة لطفله في الصيام؛ بحيث يكون صيامه ربانيًّا، خاليًا من درن المعاصي.







3- الذكر[8]:



إن قلب الصبي الصغير مثل الصفحة البيضاء النقية، أول ما يكتب عليها هو الذي يثبت عبر السنين، فيجب على المربي أو الوالد أن يربط قلب الطفل بربه عز وجل؛ بأن يعلمه ذكر الله عز وجل وذلك عن طريق الحفظ، وكتب الأذكار مليئة بشتى أنواع الذكر الذي يشمل أحوال الإنسان كلها وساعات أوقاته، ويقوم بربط هذه الأذكار بوقت الصلاة: مثل أذكار الصباح والمساء، وختم الصلاة، ويعلمه إذا نام أن يقول كذا وكذا، ويخبره أنه إن فعل ذلك فلن يقربه الشيطان، ولن يخاف من الظلام أبدًا، ويربط قلبه بالذكر عن طريق الحوادث: فإذا استيقظ من نومه علمه دعاء الاستيقاظ من النوم، وإذا ركب السيارة علمه دعاء الركوب، وإذا رأى المطر علمه دعاء المطر، وإذا دخل أو خرج من البيت علمه ما يقول عند ذلك؛ فتقوى ذاكرته، ويحفظ مواضع الذكر، فإن الحفظ ليس مقصودًا بذاته، وإنما هو مرحلة أولية يتبعها التطبيق الواقعي.







ورأس الأذكار هو القرآن الكريم، ولا بد من وقفة مع الآباء مثل الأبناء في ذلك الأمر؛ لأن الإهمال الظاهر في حفظ كتاب الله للناشئة أصبح أمرًا خطيرًا، استشرى بين الملتزمين قبل العوام؛ فالأب متشاغل بأمور الدنيا والدعوة، والأم متشاغلة بأمور البيت، أو الدعوة، وفي النهاية الأطفال الصغار هم الضحية، الذين لا يجدون من يوجههم ناحية الخير الموجود في كتاب الله، فأين أطفال اليوم من ابن عباس رضي الله عنهما؟! الذي قال عن نفسه: (توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين، وقد قرأت المحكم)[9].







أو الشافعي الذي حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، وكذلك سهل التستري، وغير هؤلاء كثير من النجباء والفضلاء، إن الأب مطالب بأن يحافظ على ورد من القرآن حتى يحافظ ولده على ورده، إن للقرآن تأثيرًا على النفس البشرية، وكلما صفت النفس زاد التأثير، والطفل أقوى الناس صفاء، فطرته ما زالت نقية، لكنه لا يدرك معاني الآيات، ولا يتأثر بها إلا من خلال ناقل، وهذا الناقل يمكن أن يكون الأب أو الأم؛ فالطفل الذي يرى والده يبكي عند قراءة القرآن، ويتأثر بالآيات تنطبع هذه الصورة في مخيلته طوال حياته، ويتأثر مع والده، ويبكي لبكائه، وعندما يكبر ويعقل يدرك سر بكاء أبيه.







والذي نريد أن نصل إليه من هذا العرض السابق أن يعلم الآباء والمربون حجم التبعة الملقاة عليهم في تربية أولادهم إيمانيًّا (عقائديًّا/ عباديًّا) ويعلموا الهدف الأسمى من ذلك؛ وهو (تزكية أرواح الأبناء، وتطهير نفوسهم منذ الصغر: باتباع فطرتهم السليمة نحو التدين والتوحيد؛ لتحقيق هدف التربية الأسمى؛ وهو "تحقيق وظيفة العبودية الكاملة الحقة لله عز وجل").







[1] "منهج التربية الإسلامية" (1 /200).




[2] " الترمذي" رقم (407)، "الدرامي" (1431).





[3] "أبو داود" رقم (494).




[4] "أحمد" رقم (21667).




[5]"مسؤولية الأب" ص(120).




[6] "البخاري" الصوم (1960).




[7] "منهج التربية" لسويد ص(135).




[8] لم نذكر الزكاة والحج لكون الصبي قبل البلوغ لا يؤديهما بنفسه، بل يؤديهما عنه وليه، وبالتالي فقاعدة التربية عليها لا يظهر أثرها إلا عند قيامه بأدائهما.





[9] "منهج التربية" لسويد ص(106).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.55 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]