التربية النفسية للطفل - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-07-2019, 06:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي التربية النفسية للطفل

التربية النفسية للطفل


شريف عبدالعزيز الزهيري


قبل أن نعرف المقصود بالتربية النفسية لا بد من معرفة عدة أمور هامة تخدم مفهوم التربية النفسية، منها:
الوجدان: هو القوة الداخلية الآمرة بالخير، والناهية عن الشر، وهي تسبق الفعل دائمًا: إما بالتحريض على الخير، أو التحذير من الشر وهو حاسة غريزية أخلاقية[1].
العاطفة: هي الطاقة الدافعة المكتسبة للأخلاق[2] واتجاه وجداني نحو موضوع معين بعينه.
السلوك: هو كل حركة أو نشاط أو تصرف يقوم به الإنسان في حياته، مدفوعًا ببواعث ودوافع معينة: فطرية، أو مكتسبة؛ لإشباع حاجاته الطبيعية والنفسية والاجتماعية[3].
الانفعالات: هي التغيرات المفاجئة التي تشمل المظاهر الجسمية للفرد ككل -وذلك مثل: خوف الطفل عند انقطاع التيار الكهربائي- وهي متصفة بالإثارة، والتغير، وعدم الاستقرار.

ومن خلال التعريفات السابقة يتضح لنا المقصود بالتربية النفسية للأطفال هنا: أن يعقلوا على الكمال والاتزان الشخصي والنفسي، وعلى ضبط انفعالاتهم، ورد كل رغباتهم وحاجاتهم النفسية والعاطفية والوجدانية إلى شرع الله عز وجل.
أهداف التربية النفسية للأولاد في مرحلة الطفولة المتأخرة خاصة:
1- القدرة على ضبط النفس، والتحكم في الانفعالات، وتجنب مثيراتها، وفي الحديث: (ليس الشديد بالصرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)[4]، وقال تعالى: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 134].
2- الاتصاف بالاتزان الانفعالي، والرصانة في ردود الأفعال، وعدم التقلب تبعًا للعوارض التافهة.
3- واقعية النظرة للنفس، وعدم الإسراف في تقدير الذات؛ حتى لا يقع الإنسان في داء الكبر.
4- القدرة على ضبط النفس والانفعالات عند حدوث المشاكل والأزمات؛ بالاعتماد على الله سبحانه وتعالى، وفي حديث: (المؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا)[5].
5- تنمية الاستقلال العاطفي، وعدم الانسياق الأعمى وراء الآخرين في عواطفهم وانفعالاتهم، وفي الحديث: (لا تكونوا إمعة: تقولون إن أحسن الناس أحسنَّا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم: إن أحسنوا أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا)[6].
6- عدم التأثر النفسي والعاطفي، وإثارة الانفعالات بناء على الأفكار المسبقة غير الصحيحة عن الأشخاص، أو التصورات والمشاعر الخاطئة، وضرورة التثبت قبل صدور أي رد فعل، وفي الحديث: (إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث)[7].
هذه مجمل الأهداف التي تسعى لها التربية النفسية في المنهج الإسلامي[8].
البناء النفسي للطفل:
يعتبر البناء النفسي والعاطفي للطفل من أكثر الأمور أهمية وحساسية في حياة الطفل؛ ذلك لأن العاطفة تحتل مساحة كبيرة في نفس الطفل؛ فإن أخذها بشكل متوازن كان إنسانًا سويًّا بكل معاني السوية[9]، وإن أخذها بغير ذلك -بالزيادة أو النقص- تشكلت لديه عقدًا لا تحمد عقباها.
والبناء النفسي للأطفال يختلف في مرحلة ما قبل البلوغ عنه في مرحلة المراهقة؛ حيث إن هذا البناء قائم أساسًا على معرفة حاجات ورغبات كل مرحلة، وهنا نبين أن أسس البناء النفسي للطفل حتى البلوغ قائمة على الحاجات الآتية:
أ- الحاجة إلى المحبة والعطف:
تعتبر من أهم الحاجات النفسية للطفل حاجته للمحبة والعطف، وبدونها يعيش الطفل وهو يشعر بالتوتر والانعزالية، ويتحول الطفل لشخص انطوائي، وربما تحول لشخصية عدوانية عصبية، فجهل الآباء بضرورة إشباع هذه الحاجة النفسية للطفل، وإشعاره بأنه محبوب؛ يؤدي لإصابته بالعصبية، وربما الحركات اللاإرادية[10]، ولقد وضع المنهج الإسلامي في التربية نظامًا فريدًا في تلبية هذه الحاجة، ويتضح لنا ذلك فيما يلي:
تقبيل الأولاد: وما له من بالغ الأثر في شحن عواطف الطفل، وتسكين ثورته وغضبه، وبالإضافة إلى فائدة الشعور بالارتباط الوثيق في تشييد علاقة الحب بين الكبير والصغير، وفي الحديث عندما اعترض أحد الأعراب بأنهم لا يقبِّلون أبناءهم قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: (أوَأملك إن كان الله نزع من قلوبكم الرحمة؟!)[11]. وقال أيضًا للمعترض الأقرع بن حابس رضي الله عنه: (من لا يرحم لا يرحم)[12]. فهذا تصحيح للمفاهيم؛ فالبعض يبخلون بكل شيء حتى بمشاعرهم على أولادهم؛ ظنًا منهم أن ذلك صواب لتعليمهم الجدية والصلابة، والحق أنهم يقتلون فيهم كل معاني الحب والرحمة.
مداعبة الأطفال وممازحتهم: لما في ذلك من إدخال السرور على قلوبهم، وإحساسهم بالمحبة والفرح، وفي الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يداعب الحسن والحسين، ويحملهما على ظهره في الصلاة، أو على صدره، وكان يمازح أنسًا رضي الله عنه فيقول له: (يا ذا الأذنين)، وآخر يقول له: (يا أبا عمير ما فعل النغير)[13].
الهدية: حيث إنها ذات تأثير إيجابي على نفس الإنسان عمومًا، وليس الأولاد فقط، وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بأول التمر فيقول: (اللهم بارك لنا في مدينتنا، وفي ثمارنا، وفي مدنا، وفي صاعنا بركة مع بركة)، ثم يعطيه أصغر من يحضره من الولدان[14]، وكذلك إهداؤه لحفيدته أمامة رضي الله عنها من هدايا النجاشي.
حسن استقبال الأطفال: لأن هذه الانطباعات الأولى تدوم في قلب الصبي، ويذكرها دائمًا؛ كما ذكر ذلك في كبره عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما عندما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر تُلُقِّي بالصبيان من أهل بيته[15]، وتذكر جابر بن سمرة رضي الله عنه عندما مسح خده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال جابر: فوجدت ليده بردًا وريحًا كأنما أخرجها من جونة عطار[16].
ب- الحاجة إلى الطمأنينة والأمن النفسي:
إن الولد دائمًا ينظر لوالديه على أنهما الحصن والملاذ الآمن له عند نزول العوارض، وما يفزعه من الأمور؛ فتراه يفزع دائمًا إليهما بحثًا عن الأمن النفسي؛ لذلك كانت تعليمات السنة تفضي بطريق مباشر لتحقيق هذا الأمن وهي:
العدالة بين الأولاد في كل شيء: ولو كانت هذه العطية هي قبلة يقبلها الوالد لولده؛ فلابد أن يقبل الجميع، كما في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما، وكيف أمر صلى الله عليه وسلم بإعطاء الجميع مثل النعمان، أو الكف عن هذه العطية[17].
عدم تفضيل الذكور على الإناث، والنهي عن كراهية البنات؛ لأن ذلك من بقايا الجاهلية، ومن ميراث الجهالة والضلالة، وفي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم: (من كانت له أنثى فلم يئدها، ولم يهنها، ولم يؤثر ولده -يعني الذكور- عليها أدخله الله جنة)[18].
أن يظل الوالد دائمًا في صورة القدوة الحسنة، والملاذ الآمن لأولاده، ولا يضع الوالد نفسه في مواقف حرجة: تضيع فيها كرامته أو مكانته، أو يقل قدره في عين أولاده؛ فينعكس ذلك على نفوسهم.
أن يتجنب الوالدان قدر الاستطاعة الطلاق والشقاق، أو أية خلافات بينهما؛ لأن ذلك من أكثر الأمور التي تؤثر على نفسية الأطفال بالسلب[19]، فموقف الطفل بين سائر أفراد أسرته يفقده الثقة بنفسه إذا تعرض للاهتزاز[20].
جـ- الحاجة إلى ضابط موجه:
منذ البواكير الأولى لنضج الفرد الإنساني نفسيًّا وعقليًّا يشعر بحاجته الماسة لموجه له؛ لعدم قدرته على إدراك كثير من مشاكل الحياة؛ لذلك فهو يطلب العون والإرشاد ممن هم أكثر منه خبرة، وما أُتي الأولاد في أخلاقهم وسلوكهم إلا من هذه الناحية؛ فإن الوالدين لا بد لهما من القيام بهذا الدور في حزم شديد؛ فلا تكون السلطة الضابطة ضائعة وغائبة باسم العطف والحنان والشفقة، وأنهم صغار، ولا تكون قاهرة بدعوى تربية الأولاد على الجدية؛ فكلاهما مخطئ: فالمربي حين يعمل على التشهير بولده عند الزلة الأولى، وفضحه أمام إخوته باسم التوجيه والضبط، أو يسبه بكلمات نابية، وعبارات قبيحة، وربما يحدث ذلك أمام أصدقائه بهدف الإصلاح؛ لمنعه من الخطأ مرة أخرى، فذلك يرسخ في قلب الصبي التمرد والشعور بالنقص؛ كما أن ذلك مخالف للهدي النبوي فإنه صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يقوِّم سلوكًا معوجًا لبعض الناس كان يقول: (ما بال أقوام يصنعون كذا وكذا؟!)[21] من غير تصريح بأسمائهم؛ لأن الهدف إصلاح النفس والعيب، وليس فضح الفاعل، وكذلك المربي الذي يتغافل عن الأخطاء الصادرة من أولاده، ويترك لهم الحبل على الغارب، أو يجعل آخر ينوب عنه في التوجيه والضبط؛ فسوف يجني ثمرة ذلك ضياعًا لأولاده، ثم ضياعًا له من بعدهم، قال ابن القيم رحمه الله: (فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى، فقد أساء غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء)[22].
د- الحاجة إلى التقدير والقبول:
وهذه الحاجة إنما تظهر خلال مرحلة المراهقة والبلوغ، وهي من أبعد الحاجات النفسية تأثيرًا على الإنسان؛ لأن تلبيتها تؤدي لشعور الولد بالقبول الاجتماعي، والاحترام لدى الآخرين، وفقدانها يجعل الولد قلقاً متوتراً، وتنهار كل الحاجات النفسية السابقة عنده، ويخطأ كثير من الآباء مع أولادهم في هذه المرحلة خاصة؛ لأنهم يرون أولادهم ما زالوا في طور الطفولة، ولا يفهمون معنى البلوغ والمراهقة[23].
وهذا خلاف هدي الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يكلف الشباب بالمسؤوليات الكبيرة منهم: علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي نام في فراشه ليلة الهجرة، وعبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما الذي كان ينقل لهما أخبار مكة وهما في الغار. وكان أيضًا يحفظ لهم حقوقهم واحترامهم: عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بشراب فشرب منه، عن يمينه غلام، وعن يساره أشياخ؛ فقال للغلام: (أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟) فقال الغلام: لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحدًا. فتله (أي وضعه) رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده[24].
وفي الحديث أيضًا: (بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم)[25].
من أهم الأمراض النفسية التي يصاب بها الطفل:
وبعد فما سبق ذكره يمثل أهم حاجات الطفل النفسية، التي يجب إشباعها، وتأسيس القاعدة السوية للشخصية الإسلامية المستقيمة يكون على أساس هذه الحاجات والرغبات، وينتج عن الخلل في تلبية وإشباع هذه الحاجات أمراضًا نفسية خطيرة، تصيب أول ما تصيب هذا المجتمع في بنائه، وتحتاج للعلاج، مع الصبر عليها، وسوف نعرض في صورة مختصرة طرفًا من أهم هذه الأمراض، وكيفية علاجها:
مرض الخوف:
هو من أكثر الأمراض النفسية انتشارًا عند الأطفال، والذي يمتد أثره حتى عند الكبر، وأعرف أحد أقربائي ظل -بعد أن جاوز الثلاثين- يخاف من القطط لأنه كان يخاف منها وهو صغير! والخوف كغيره من الأحوال التي يتلبس بها الإنسان في حياته؛ فمنه ما هو محمود؛ وهو الخوف من الله عز وجل وهو الذي يجب على الوالد أن يغرسه في قلب ولده من الصغر؛ حتى ينشأ مطيعًا لله عز وجل ومن الخوف ما هو مذموم؛ وهو الخوف من المخلوقات خوفًا يساوي درجة الخوف من الله، أو يزيد عليها[26]، أما الصنف الثالث من الخوف؛ هو الخوف الفطري الموجود عند كل إنسان: كالخوف من الأسد مثلًا، أو الكهرباء، كما في قوله عز وجل: ﴿ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى ﴾ [طه:67].
أسبابه:
إن الخوف من الأمور الموجودة في فطرة الإنسان قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ﴾ [المعارج: 19]، ولكن زيادته عن الحد الفطري يخرجه لحيز الأمراض والآفات الواجب علاجها، وهذه الأسباب هي:
تخويف الطفل بالأشباح، أو الظلام، أو الجن والعفاريت إذا امتنع عن بعض الأوامر: مثل أكل الطعام.
التدليل الشديد، والقلق الزائد؛ خاصة من الأم على الولد.
حدوث أمر محزن للطفل مع أحد الحيوانات؛ كأن يعضه كلب مثلاً.
تربية الولد على العزلة والانطوائية، والاحتماء بجدران المنزل.
علاج الخوف:
التزام الهدوء والثبات أمام الطفل؛ ليكون المربي قدوة له في مواجهة الخوف والجزع[27]، فخوف الآباء من أمر ما -مثل الحيوان أو غيره- ينتقل مباشرة للولد؛ فإزالة المخاوف من قلب الآباء هي أول خطوة[28].
إعطاء الولد حرية التصرف، وتحمل المسؤولية -على قدر نموه- فيقوى قلبه أمام المخاوف.
أن يعمل الوالد على التعرف على أسباب الخوف وعلاجها، فإذا خاف الولد من أحد الأقارب مثلًا يجعل هذا القريب يعطي ولده الحلوى والهدايا؛ حتى يحبه، وإذا كان يخاف من الظلام يداعبه مرة بأن يطفئ النور في حجرته ثم يشعله مرة أخرى، ويعوده منذ صغره على النوم في الظلام مع وجود مصباح صغير، وإذا كان يخاف من الكلاب مثلًا يحضر لعبًا على شكل كلاب، حتى يألف وجودها، وتزول الرهبة منها.
عدم إخافة الولد -ولا سيما عند البكاء- بالغول أو البعبع أو العفريت؛ ليتحرر الولد من شبح الخوف، وينشأ على الشجاعة والإقدام.
سرد القصص البطولية ومغازي الرسول صلى الله عليه وسلم، وقصص الشجعان من سلف الأمة.
أن يعلم الوالد أن الخوف أنواع؛ فلا يتسرع في حل كل أنواعه مرة واحدة، ويعمل على تجاهل العبارات الدالة على الخوف، ولا يعلق عليها، ويمتدح سلوك الطفل لأي نجاح يحققه في القضاء على مخاوفه[29].
الغضب:
الغضب كالخوف: منه محمود ومنه مذموم: فإذا كان يغضب من أجل الدفاع عن الوطن، أو العرض ، أو الحق، أو الدين كان ذلك دليلًا على صلاحه وتمامه[30]، والبالغ الذي لا يملك نفسه ويثور بسرعة؛ لم يتعود على ضبط انفعاله وهو صغير، والغضب موجود عند الأطفال منذ نعومة أظافرهم، وربما كان الولد مجبولًا على سرعة الغضب والحدة الشديدة.. فينبغي مراعاة ذلك عند العلاج.
أسباب الغضب:
عدم تلبية رغبات الطفل، وإذا تعود الطفل على ذلك أصبح من الصعب عليه مستقبلًا أن يحتمل فوات ملذاته، ويصطدم بمشاكل الحياة[31].
قد يكون الغضب وراثيًّا تأثيريًّا؛ كأن ينشأ الطفل في وسط غاضب هائج.
القسوة الشديدة من الآباء، أو التفريق بين الأبناء في المعاملة، وعدم العدل بينهم؛ وربما كان هذا السبب الأكبر للغضب.
يرى بعض العلماء أن أهم أسباب غضب الأطفال ترجع لشعورهم بالعجز، والشعور بالعداوة والعزلة كنتيجة لحرمانهم من الدفء العاطفي، وعدم إشعار الطفل بالتقدير والحب والحنان[32].
ليس كل أسباب الغضب نفسية؛ فربما تكون هناك اضطرابات في الغدد الدرقية تؤدي للشعور السريع بالغضب.
التدليل المفرط الذي يسوق الولد لتحقيق رغباته كلها دون ممانعة؛ ذلك أن الولد يبكي فتعطيه أمه الثدي؛ فينطبع في نفسه أن الصراخ هو وسيلة الوصول إلى ما يريد، ويكبر على هذا.. يظن أن البكاء والصراخ يوصله إلى حقه[33].
علاج الغضب:
الخطوة الأولى في علاج الغضب معرفة أسبابه وداعيه، ثم العمل على حلها وتجنبها؛ فإذا كان السبب عدم تلبية الرغبات الفطرية مثل الجوع: يعود الطفل على الأكل في مواعيد محددة، وعدم الغضب في خلافها، وإذا كان السبب هو الإهمال وعدم العناية بالحب والحنان: وجه لقلب الفتى شحنة عاطفية تملأ قلبه رضا وطمأنينة.
الخطوة الثانية: العمل على تفريغ شحنات الأطفال، والطاقة الموجودة عندهم في اللعب، وممارسة الرياضة النافعة.
الخطوة الثالثة: أن يتجنب الأب حدوث مشاكل أو انفعالات مع الأم في وجود الصبي.
الخطوة الرابعة: أن يعلم ولده المنهج النبوي لتسكين الغضب؛ كأن يجلس إذا غضب، ويتوضأ كثيرًا -ولو لم يكن في حالة غضب- وأن يكثر من الاستعاذة، ووردت في ذلك أحاديث كثيرة صحاح[34].

[1] "أصول الفكر التربوي" ص(554)، "علم النفس المعاصر" ص(154).

[2] السابق ص(155).

[3] "أسس التربية الحديثة" ص(554).

[4]"مسلم" البر والصلة (2609).

[5] "مسلم" القدر (2664).

[6] "الترمذي" البر والصلة (2007).

[7] "البخاري" الوصايا، النكاح (5144)، الأدب (6064)، "الترمذي" البر والصلة (1988).

[8] "أسس التربية" ص(545).

[9] تميل المناهج الغربية في تعريف الإنسان السوي على مستوى الذكاء، راجع: "الطفل السوي وبعض الخرافات" ص(13).

[10] "عصبية الأطفال" ص(41).

[11] "البخاري" الأدب (5998).

[12] "البخاري" الأدب (5997)، "مسلم" الفضائل (2318).

[13] "البخاري" الأدب (6129).

[14] "مسلم" الحج (1373).

[15] "أحمد" مسند أهل البيت (1745).

[16] "مسلم" الفضائل (2329).

[17] "تحفة المودود" الحديث (254) ص(199).

[18] "أبو داود" الأدب (5146).

[19] "مسؤولية الأب" ص(550)، "أسباب الانحراف" ص(324).

[20]"سيكلوجية الطفولة" ص(44).

[21] "البخاري" في مواضع عديدة (456)، (570)، (2735).

[22] "منهج التربية" لسويد ص(27).

[23] "المراهقون" ص(59).

[24] "البخاري" المطاعم (2451)، "مسلم" الأشربة (2030).

[25] "الترمذي".

[26]"مسؤولية الأب" ص(177).

[27] "العلاج السلوكي" ص(225).

[28] العجيب أن كثيرًا من الأمهات يكن هن السبب الأول في زرع الخوف في قلوب أبنائهن فمثلًا: الأم التي تصرح وتصيح بأعلى صوتها إذا نظر ولدها من الشباك تربي عنده خوفًا عظيمًا من السقوط من الأدوار العالية.

[29]"العلاج السلوكي" ص(226).

[30]"التربية النفسية" ص(75).

[31] "مسئولية الأب" ص(183).

[32] "عصبية الأطفال" ص(11).

[33] "علو الهمة" ص(364).

[34] راجع: "تربية الأولاد" (1 /349).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.84 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.57%)]