ماذا بعد الحج؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4417 - عددالزوار : 853372 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3948 - عددالزوار : 388532 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 214001 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > ملتقى الحج والعمرة

ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-09-2019, 03:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي ماذا بعد الحج؟

ماذا بعد الحج؟


وائل رمضان

الهدف من العبادات ليس العبادة فقط ولكن ما بعدها؛ فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ،ومن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدًا، والصيام ما شرع إلا لحكمة وهي غرس تقوى الله في القلوب، قال -تعالى-: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(البقرة: 183)، والزكاة والصدقة تُطهر المؤمن من البخل والشح وتُطفيء غضب الله -جل وعلا- {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(التوبة: 103)، والحج كذلك؛ فعلامة قبول العبادة ما بعدها، وعلامة قبول الحسنة، الحسنة بعدها؛ لذلك نحاول في هذا التحقيق الذي التقينا فيه ثُلَّة مباركة من العلماء والمشايخ الإجابة عن هذا السؤال، ماذا بعد الحج؟

التزود من التقوى

بداية أكد رئيس اللجنة العلمية في جمعية إحياء التراث الإسلامي الشيخ محمد الحمود النجدي أن من أهم ثمرات الحج حصول التقوى، وهو المقصود الأعظم لكل عبادة، والتقوى غاية الأمر، وجماع الخير، ووصية الله للأولين والآخرين، والحج فرصة عظمى للتزود من التقوى، قال -تعالى-: {الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب}(البقرة: 197)؛ فأولو الألباب الذين خصّهم الله بهذا النداء، يجعلون من الحج موسما للتزود من التقوى، لمكانته العظيمة في الدين، وتكون في صدق المحبة والعبودية لله، وتكون بتقديم مراد الله على كل مراد، وقال -عز وجل- في هدي الحج: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم}(الحج: 32).


وفرصة حقيقية

من جهته أشار الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف الشيخ رائد الحزيمي أن الحج فرصة حقيقية للإنسان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه»؛ ففيه فرصة للتوبة والإنابة إلى الله -تعالى- والرجوع إليه، وأن يبدأ الإنسان صفحة جديدة مع الله -تعالى، أولا بأن يتعلم ما ينبغي لله -عز وجل- من إجلال وتعظيم ومعرفة لأسمائه الحسنى وصفاته العلا وتوحيد الربوبية والألوهية حتى يكون هناك تمسك وثبات لهذه الطاعات؛ بحيث أن تكون منهج حياة.

مراجعة النفس

وأضاف على الإنسان أن يراجع نفسه وتصرفاته، وأن يجعلها في ميزان كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ فلا يقول إلا خيرًا ولا ينوي إلا نية خالصة لله -عز وجل- في كل عمل وفي كل حركة وفي كل قول، ويجعل الله بين عينيه، وأن يحافظ أيضا على الصلوات في المساجد، والاهتمام بالفرائض والنوافل، وأن يحسن خلقه كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاقًا»؛ فالحج نتعلم منه حسن الخلق.

الحج المقبول

وأشار الحزيمي إلى أن الحج المقبول عند الله -عز وجل- هو الذي يجعل الإنسان يستمر على العمل الصالح بعد الحج؛ فبذلك يكون أثره عظيما على الفرد وعلى الأسرة؛ فمتى ما بدأ الفرد في بناء نفسه وإيمانه وتقواه قولا وعملا وسلوكا، ثم أثر فيمن حوله: أسرته وأصحابه وعائلته لا شك أن ذلك سينعكس بالصلاح على المجتمع كله، ولا سيما ونحن في زمن الفتن، ونرى أهل الباطل وكثيرا من أهل الضلال ينشطون لمحاربة الإسلام؛ فالأولى بأهل الإسلام أن يتمسكوا بكتاب الله وسنة رسوله على فهم السلف الصالح، وبهذا تعود الأمة تدريجيًا كما كانت عليه، كما قال الله -تعالى-: {كنتم خير أمة أخرجت للناس}.

اكتساب الأخلاق الجميلة

ثم يؤكد مرة أخرى الشيخ النجدي على أن من أهم ثمرات الحج أيضًا اكتساب الأخلاق الجميلة؛ فالحج ميدان فسيح لمن أراد ذلك؛ فالحاج يتدرب عملياً على الحلم، والصبر، والمداراة، وكظم الغيظ من جرّاء ما يلقى من أذى الزحام والتعب، والنصب سواء في الطريق إلى الحج أم في الطواف، أم في السعي، أم في رمي الجمار، أم في غيرها من المناسك؛ فيتحمّل الحاج ما يلقاه من ذلك؛ لعلمه بأنّ الحج أيام معدودة، ولخوفه من فساد حجه، ولإدراكه بأن الحجاج وفد الله -تعالى- وضيوف الرحمن؛ فإكرامهم، والصبر على ما يصدر من بعضهم، وترك الغضب لأدنى سبب، دليل على إجلال الله -عز وجل-؛ فإذا تحمل الحاج تلك المشاق في أيام الحج، صار ذلك دافعاً لأن يتخلق بالأخلاق الجميلة بقية عمره.

تحقق الأخوة الإسلامية

ويضيف الشيخ النجدي أن من أهم الدروس العظيمة في الحج: تحقيق الأخوة الإسلامية؛ فالقبلة واحدة، والرب واحد، والمشاعر واحدة، واللباس واحد، والمناسك واحدة، والزمان والمكان واحد؛ فكل هذه الأمور تجتمع في الحج، وهي مدعاة للإحساس بالوحدة الإسلامية، وموجبة للتآخي، والتعارف والتعاون على مصالح الدين والدنيا، كما قال -عزوجل-: {ليَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}.

ونصوص الكتاب المجيد تنصّ على أنّ الخير كل الخير في توحيد الكلمة، وكلمة التوحيد، منها قوله -تعالى-: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}(الأنبياء: 2)، وقوله -جلّ شأنه-: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}( المؤمنون: 52)؛ فأمتنا أمة واحدة، لا كيانات متناثرة، ولا جماعات متصارعة، إنّها أمّة الاعتصام بالكتاب العزيز والسنة النبوية، أمة واحدة في عقيدتها، وفي تديّنها، وفي غايتها وأهدافها... واحدة في طموحاتها وأمانيها؛ ولذا جاءت الأوامر القرآنية بالوحدة والنهي عن الفرقة والاختلاف، يقول -عزّ وجلّ-: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}(آل عمران: 103)، ويقول ناهيًا عن الافتراق: {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}(آل عمران: 105).

نصر الأمة

وأكد الشيخ النجدي أنّ وحدة الأمة كان لها الدور الأبرز في نصرها وعزتها وتحقيق كرامتها، بل وتبليغ الرسالة الإسلامية في الآفاق إلى الدنيا كلها؛ فالوحدة شرط أساس من شروط النصر والتمكين، وهي سبب لإذلال أعداء الأُمّة، الذين ينادون بتفريق الأمة وتشتيت شملها، كما أنه لا قيام لمصالح المسلمين في الدين والدنيا إلا بوحدتهم واجتماع كلمتهم على الحق.

أعظم مقاصد الحج

من جهته أكد عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية في مصر الشيخ شريف الهواري على أن من أعظم مقاصد الحج تحقيق التوحيد؛ توحيد المعبود -سبحانه وتعالى-، وتوحيد المتبوع[؛ فالحج كله لله {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّه} (البقرة:196)، {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} (آل عمران:97)؛ فهذا خطاب بالإخلاص فيه والتوجُّه به بالقصد والإرادة لله وحده -سبحانه وتعالى-، بل انظر إلى شعار الحج والعمرة: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك»، إقرار بالتوحيد، وأن فضل الله -عزوجل- على مَن حج عظيم؛ فإن الأمر أمره، والملك ملكه؛ ولذا وجب أن تكون الاستجابة له مرة بعد مرة.

حرص الحجاج

وانظر إلى حرص الحجاج على أن يكون حجهم مِن أوله إلى آخره: أركاناً، وواجبات، وسننا، ولابد أن يكون وفق هديه صلى الله عليه وسلم في قوله: «لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ؛ فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ» (رواه مسلم)؛ فهذا إلزام للأمة كما في قوله صلى الله عليه وسلم : «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» (رواه البخاري)؛ ولذلك تجد الحرص على متابعة السُّنة واضحًا وجليًّا؛ لذلك هذا مِن أجمل المعاني التي ينبغي أن تُراجع.

السمع والطاعة

وأضاف الهواري أن مِن مقاصد الحج أيضًا تدريب الأمة على السمع والطاعة لله وللرسول في أحوالها وفي شؤونها دون تردد، مِن ساعة الخروج من الأوطان وبداية من الميقات إلى الوقوف بعرفات إلى نهاية المناسك، توجهنا الشريعة إلى السمع والطاعة في المناسك كلها، وهذا تدريب للأمة على هذا المعنى العظيم.

الوحدة والاتحاد

كما بين الهواري أنَّ مِن مقاصد الحج التي ما أحوجنا أن نقف عندها أن الحج دعوة للوحدة والاتحاد، وجمع الشمل، ووحدة الصف؛ فها هي ذي الأمَّة دُعيت من كل مكان؛ فأتت رجالًا وركبانًا مِن كل حدبٍ وصوبٍ، أتت بنية واحدة وبشعارٍ واحدٍ: «لبيك اللهم لبيك» بتوجه ونية واحدة، واتباع لنبي واحد، تجتمع بفضل الله -عزوجل- في مؤتمر الحج الأعظم في اجتماع مهيب، لا طبقية ولا فوارق، لا فرق بين غني ولا فقير، ولا بين وزير ولا غفير، ولا بين عربي ولا عجمي، الكل سواسية في أعظم مؤتمر عرفته البشرية، يتبادلون التجارب والخبرات، والنصائح والتوجيهات والإرشادات بالألفة والرفق، واللين والرحمة، والتعاون على البر والتقوى، هكذا في مكانٍ واحدٍ، وفي يومٍ واحدٍ.

دروس تربوية

من جهته أكد عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية في مصر الشيخ عادل نصر، أن الحج فريضة عظيمة، وعبادة، وطاعة كبيرة لله -عز وجل- وفيها دروس تربوية لو وعاها الناس لاستقاموا على المستوى الفردي ومستوى المجتمع، ولصلح حال الأمة كلها، ومن هذه الدروس أن الإنسان في الحج يضحي ويبذل ماله ووقته ونفسه لله -عزوجل-. وهذا درس عظيم يعلمنا التضحية والبذل والعطاء سواء بالمال أم غيره؛ فلا يكون الإنسان شحيحًا فينفق ويؤدي ما عليه من زكاة وصلوات، ومن مساهمات في الخير؛ فيراعي حقوق الفقراء والمساكين، ويؤدي ما عليه في هذا الباب. كذلك لا يدخر جهدا ولا وسعا في أداء ما يحبه الله ويرضاه وما فيه نفع للأمة وإخوانه ولمن حوله. والحج يعلمنا أن نستجيب لكل نداء في القرآن نادى فيه الله على المؤمنين: {يأيها الذين آمنوا}؛ فيكون كما قال عبدالله بن مسعود: «إذا سمعت يأيها الذين آمنوا في القرآن فارعها سمعك؛ فهي إما خير تؤمر به، وإما شر تنهى عنه» إذًا الواجب على المسلم ألا يفرق بين أمر وآخر، بل يتنافس في الخيرات ويتسابق في الطاعات {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}.

ثلاث محاور

أما الداعية والباحث الشيخ أسامة شحادة؛ فقال: على المسلم الذي وفقه الله للحج أن يغتنم هذه الشعيرة العظيمة بالحرص على ثلاثة أشياء مهمة وهي:

كيوم ولدته أمه

أول هذه الثلاثة هي أن الحج يمحو الذنوب جميعها؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه»، وهذه نعمة عظيمة؛ فالحاج إذا استحضر هذا المعنى العظيم؛ فإن في ذلك خيرا له في الدنيا والآخرة، وإذا حصل هذا فهو أدعى أن يحرص على ما بقي من حياته وأن يكون في طاعة الله -عز وجل- وأن يثقل ميزانه بالحسنات.

حقيقة الدنيا

- الأمر الثاني: وهي أن المقصود من الحج أن نتذكر حقيقة الدنيا، وأنها إلى زوال، وأن الحج صورة مصغرة ليوم الحشر.

حقيقة الحج

- الأمر الثالث، وهي حقيقة الحج الذي هو الاستسلام لله -عز وجل-؛ فالمسلم بأدائه لفريضة الحج يستسلم لله؛ فيترك أرضه وبلده وأهله وعمله وماله وتجارته ويذهب لأداء هذا النسك العظيم؛ لذلك يجب عليه أن يظل مستحضرًا لهذا المعنى العظيم في بقيه الطاعات، وبقيه الشعائر، وبقية أحكام الدين من الحلال والحرام، وبقية الأوامر والنواهي، يكون محبا لها، كارها للمعاصي، مستسلما لأمر الله -عز وجل- فيها.


وصية للحجاج

وعن وصيته للحجاج قال الشيخ عادل نصر: على الحجاج بعد أداء هذه الشعيرة المقدسة، أن يواصلوا سيرهم إلى الله -عز وجل مستجيبين له؛ فمن علامات قبول الطاعة أن يوفق العبد إلى الطاعة بعدها؛ فليحرصوا على طاعته، وعليهم أن يحرصوا على أن يبقوا بالروح نفسها في سائر الطاعات، من الحفاظ على الصلوات وأداء باقي شعائر الإسلام من الطاعات الأخرى، والمعاملات والضوابط الشرعية، والتحلي بالأخلاق؛ فالعبودية أن يلتزم الإنسان بما أمر الله -عز وجل- ويجتنب ما نهى عنه ظاهرًا وباطنًا؛ فعليهم أن يجتهدوا في الطاعة، وأن يأخذوا الدرس من الحج، وأن يعلموا أن التلبية التي كانوا يلبونها تعني الاستجابة لأوامر الله، والمسارعة في الخيرات، والمسابقة في الطاعات، والتنافس فيما يحبه الله ويرضاه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.22 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]