خُطب الجمعة ونهج التخويف - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215433 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61210 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29185 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-06-2019, 02:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي خُطب الجمعة ونهج التخويف

خُطب الجمعة ونهج التخويف


حميد بن خيبش



بما أن النفس تُقاد بالرغبة و الرهبة، ولا تعادل حاجتها للأمل و الانشراح غير الحاجة للأكل والشرب، فقد وجب على كل مُبلغ للدين أن يروم في خطابه جانب التبشير، ويبعث رسائل معتدلة ، يوفق فيها بين التحذير من المخالفة وطمأنة العباد بأن لهم ربا غفورا رحيما.
لكن الملاحظ اليوم أن خطيب الجمعة؛ تحت وطأة الانفلات الأخلاقي وأزمة القيم، يصب جام غضبه واحتجاجه ونقده، ويحشد كل أدلة الترهيب وصور العقاب الإلهي في خُطبه، إلى الحد الذي قد يتوهم فيه المستمع أن الصحف طويت ولا مجال للعودة والتصحيح !
يندفع الخطيب عن حسن نية في تغليب جانب الترهيب ، فلا ينتبه لما قد يشيعه خطابه من تذمر وإحباط، بل وردود أفعال تصل حد الاستهزاء بأركان العقيدة و المس بالذات الإلهية.
كيف للشباب الذي لم يتعرف في هذا الدين إلا على عذاب القبر وصور العقوبة التي تحتدم بها جهنم أن يُقوم فكره وسلوكه، ويؤمن بمجتمع أكثر إنسانية وتعاونا؟
وهل من الاعتدال أن يظل الحديث عن الجنة ونعيمها، ومظاهر رحمة الله بمخلوقاته خارج مدار اهتمام الخطيب ،لمجرد أن الواقع الاجتماعي لا يطابق النموذج المنصوص عليه في الكتاب والسنة ؟
لا أزعم أن كل الخطباء يُسهمون في تغذية مشاعر اليأس والتذمر، ولست أدعو لبث التطمينات الكاذبة، أو تخدير المشاعر على نحو يفصل المسلم عن واقعه، ويلغي مسؤوليته عن الزيغ الحاصل، لكن قليلا من الأمل يا سادة !
إن مراعاة الضعف الإنساني مبدأ جليل ألمحت إليه العديد من الآيات القرآنية و الأحاديث الشريفة. يقول تعالى ( {يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا} ) - [النساء :28] .
وفي الحديث الشريف " «خير دينكم أيسره» " [رواه البخاري في المفرد] .
وحين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا وأبا موسى إلى اليمن أوصاهما بقوله:" «يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا » " [متفق عليه] . لأن السعي إلى الإصلاح، كما هو معلوم، يتحقق بتغيير الأنفس قبل تغيير الأوضاع، ولا يمكن أن يتحقق التغيير فقط ببث الشحنات السالبة، وإنما بغرس إيمان صحيح، وإضفاء معنى وقيمة على الحياة والوقت والحركة اليومية للإنسان.
من المآخذ التي سجلها الشيخمحمدالغزال ي على التعليم الديني: ضعف الاستيعاب لجملة الحقائق التي جاء بها الإسلام، والغلو في تقدير الأجزاء المتبلورة التي تتاح معرفتها للبعض مع القصور في معرفة الأجزاء المكملة الأخرى. بمعنى أن أية ظاهرة مشينة أو انحراف مجتمعي يقتضي أولا فهم السياق الذي نشأ فيه، ثم رصد الجوانب التي يمكن من خلالها لحقائق الإسلام أن تنفذ إليه وتفتت بنيانه. بهذا الشكل يمنح الخطيب مستمعيه آلية لمواجهة كل صور الانحراف التي تداهم المجتمع وتؤثر على استقراره. أما الاكتفاء بالوعيد وما ينتظر الفرد من نكال في الدار الآخرة فقد يكون له أثر عكسي كما ذكرت، إما بالانغلاق على الذات وتغذية الميل إلى العزلة عن المجتمع، كما هو حاصل للأسف الشديد، أو الإحباط المؤدي إلى التمرد والأنانية وتحطيم الأواصر !
إن أخطر ما يهدد الشباب المسلم اليوم هو حركة الأفكار التي تشل وعيه الصحيح، إما بتأليهه عن طريق التشكيك في جدوى الدين والقيم، أو تبديد طاقاته ومواهبه خارج ما يقتضيه رهان البناء والتدافع الحضاري. وهو خطر لا يمكن مواجهته إلا بخطاب مشرق ومحفز، يكشف عما ينطوي عليه هذا الدين من تكريم للإنسان، واحتفاء بجهده، وتصويب رباني متسامح لأخطائه وزلاته !
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.96 كيلو بايت... تم توفير 1.69 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]