شرح حديث: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-02-2021, 04:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين

شرح حديث: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين


الشيخ طه محمد الساكت





عن أبي هريرة رَضِيَ الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يُلْدَغُ[2] المؤمنُ من جُحْرٍ مرتين))؛ رواه الشيخان[3].

المفردات:

اللدغ: كاللسْع وزنًا ومعنًى، ويُستعملان في ذوات السموم على سواء، بخلاف اللدغ، فإنه الخفيف من إحراق النار، وقيل: اللسْع لذوات الإِبَر، كالعقارب، واللدغ لذوات الفم، كالحيَّات.
والجُحْر: هو الثَّقب الذي تحتفره الهوام والسباع لأنفسها.

من جوامعِ الكلمِ وروائعِ الحكمِ:

هذا حديثٌ من جوامع كلمه، وروائع حِكمه، صلوات الله وسلامه عليه، ضربه مثلًا للمؤمن وما ينبغي أن يتكمَّل به من كياسةٍ وسياسةٍ، ويقظة وحزمٍ؛ فإنَّ نقصًا في دين المرء وعقله أن يكون أبْلَهَ مُغفَّلًا، خَدْعةً للخادعين، وطُعْمَةً للطامعين.

أبو عَزَّة الجُمحي:
وموردُ هذا المثل أبو عَزَّة الجُمَحي الشَّاعر، وكان يهجو النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويؤذي الله ورسوله، وذلك أنه أُسر في غزوة بدر فيمن أُسر من المشركين، فَضَرع إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أن يعتقه دون فداء، وقال: يا محمد، إني فقير وذو حاجة قد عرفتها، فامنُن عليَّ لفقري وبناتي، فرقَّ الرسول وأطلقَه، بعد أن أخذ عليه الميثاق ألَّا يُظاهر عليه.

فلمَّا عاد إلى مكة أبى له لُؤْمُه وسُوءُ طويَّته إلا أن ينال من المسلمين بِشِعْرِه، وأن يطيعَ المشركين في الخروج إلى أُحد، واستنفار الأعداء لمحاربة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

ويشاء الله أن يقع أسيرًا في غزوة حمراء الأسد[4]، وهي التي استجاب المؤمنون فيها لله والرسول من بعدما أصابهم القرح، فعاد سيرته الأولى، يَضْرع ويشكو، ويقول للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: امنُن عليَّ لفقري وبناتي، وأعاهدك ألَّا أعود لمثل ما فعلت.

فأجابه سيِّدُ الحكماء صَلَوات الله وسلامه عليه إجابته الخالدة: ((لا والله، لا تَمْسَح عَارضَيْك[5] بمكة، وتقول: خدعت محمدًا مرَّتين، لا يُلدغ المؤمن من جُحْر واحد مرتين، اضرب عنقه يا زيد)).

كان صلواتُ الله وسلامه عليه في الأولى مَضْرِبَ المثل حِلْمًا وَرِفقًا ورحمةً، كما كان في الثانية مَضْرِبَ المثل كذلك سياسةً وكياسةً وحكمةً.

الخطة المثلى للذين يقودون الأمم:
وهذه هي الخطة المُثْلى للذين يقودون الأمم، ويسوسون الجماعات، ويحملون لواء الهُدى، عفوٌ في غير ضَعف، ورحمةٌ من غير عنف، وإحسانٌ لا تُكَدِّره مَسَاءَة، فإذا لم يُصادف شيءٌ من ذلك مَوْضعه، ولم يُصب مَوْقعه، وكان كالبذر الطيِّب في الأرض السَّبِخة، فلا مناصَ من الشدَّة والحزم، واليقظة والعزم؛ ليَعتبر ماكرٌ، ويرتدع غادر، ثمَّ لتنتصر الفضيلةُ، وتعلو كلمة الحق.

وما أصدق أبا الطيِّب إذ يقول:
إذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملكتَهُ
وإنْ أنتَ أكرمتَ اللئيمَ تمرَّدَا

فوضْعُ النَّدى في موضعِ السيف بالعُلا
مُضِرٌّ كوضعِ السيفِ في موضع النَّدى




الحكمةُ وضعُ كلِّ شيءٍ في موضعه:
وإذا كان من الإيمان والحكمة، بل من هدي النبوَّة والرسالة، أن يوضع كلُّ شيء في موضعه، فلا غَرابة أن يمتدحَ الله جلَّ ثناؤه عباده المؤمنين بأنهم ينتقمون ولا يعتدون، فيقول سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ﴾ [الشورى: 39].

على حين أنه يحضُّهم على العفو في غير آية، ويقول لنبيِّه صلوات الله وسلامه عليه: ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الجاثية: 14].
وكان النخعي إذا قرأ الآية الأولى قال: كانوا يكرهون أن يذلوا أنفسهم، فيجترئ عليهم الفسَّاق.

التحلِّي بالحزم والفطانة:
وسواءٌ أكان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُخبر عن حالٍ من أحوال المؤمن، أم ينهى المؤمن ويُحذِّره أن يقع في شَرَك الغفلة؛ فإنه - وهو بالمؤمنين رؤوف رحيم - يدعوهم إلى أن يَتَحلَّوْا بالحزم والفَطَانة والتجريب للأمور، حتى إذا نُكب أحدهم من وَجْهٍ مرَّة، منعه تفطُّنه أن يُنكَبَ منه مرةً أخرى.

سرُّ تقييد الجُحْر بواحد:
وما أجمل تقييده الجُحْر "بواحد"، حتى لا تكون نقصًا في إيمان المؤمن، ولا ثُلْمًا في فِطنته وكياسته، أن يُلدغَ من جُحْرٍ آخر ليس من نوع الأول ولا من قبيله، وإن لم يكن من تمام الفطنة والاعتبار بالحوادث، والاتِّعاظ بالكوارث، وقياس الأمور بأشباهها.

لماذا خُصَّ المؤمنُ بهذه الوصية؟!
وإنما خُصَّ المؤمنُ بهذه الوصيَّة الحكيمة؛ لما يغلب عليه من سلامة النيَّة وحُسْن الظن، فيقع في الشَّرَك من حيث لا يدري.

الغفلة والبلاهة ليست من صفات المؤمن:
ومن العَجَب العُجَاب أن يزعم كثيرٌ من الناس.. أنَّ البلاهة والغفلة من سمات الصَّلاح والتقوى، وأنَّ الكياسة والفطنة من آيات الخُبْث والجَرْبَزَةِ[6].

زعمٌ باطل، ووهمٌ خاطئ جرَّ على المسلمين نكَبات وبلايا، لا يزالون يَرْزَحُون تحت أثقالها، وكيف يكون الأمر كما زعموا، والأبْلَه والمخدوع لا يصلح لأمر من أمور الدين، ولا لشأن من شؤون الدنيا، بل هو نكبةٌ أينما حَلَّ، وبليَّة حيثما ارتحل؟!

أم كيف يكون الأمر كما ظنُّوا، وقد جاء القرآن الكريم يخاطب العقول، وينبِّه الألباب على ما احتوى عليه من عِبَر، وما اشتمل عليه من حِكَم؟! كما جاءت السنة حافلة بالثناء على ذوي البصائر والعقول تنويهًا باسمهم، وحثًّا على الاقتداء بهم.

ثم لم يصْطَفِ الله تعالى رسولًا أو نبيًّا إلا وهو قدوة مُثلى في اليقظة والحزم، وأخذ الأمور بالتي هي أقوم.
ولم تأذن الشريعة الغرَّاء للمسلمين أن يولُّوا أمرهم أميرًا أو قاضيًا، إلا إذا كان معروفًا برجاحة العقل، وإصابة الرأي، وبُعْد النظر.

الجمع بين هذا الحديث وبين وقوله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن غرٌّ كريم)):
ولا يُعارض هذا الحديث ما رواه الإمام أحمد في "مسنده" عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((المؤمن غِرٌّ كريمٌ، والمنافق خِبٌّ لئيمٌ))[7]... على أنَّ وصف المؤمن فيه بالغَرارة جاء مُقابلًا لوصف المنافق بالخِبِّ والخِداع، وهذا جَليٌّ في أنَّ المراد من غرارة المؤمن: غفلتُه عن الشَّرِّ، وبُعدُه عن الخُبْثِ والمكر[8]، وهذه خَلَّة كريمة لا تَحولُ بينه وبين الاحتراس من المكايد واليقظة في الأمور.

ومهما يكن من أمر، فلا جدال في أنَّ المؤمن الفَطِنَ الحَذِر، الكيِّس[9] الرشيد، خيرٌ من المؤمن العاجز الضعيف..

وإذا امتدح صلى الله عليه وسلم في المؤمن كياستَه، فلا يريد أن تصلَ به إلى منزلةٍ من الخُبْث والمكر وسوءِ الظنِّ، فإنَّ هذه من صفات المنافقين الذين يَمْقُتهم الله ورسوله، وإنما يريد الكياسة التي نبَّهْنا إليها، وهي التي تُعرِّفه الشرَّ لئلَّا يقع فيه، وتُبصِّره عواقب الأمور؛ ليكون منها على حَذَر.

جواز الخداع والكذب في الحرب:
نعم، أجاز صلوات الله وسلامه عليه الخداع في الحرب.. وقال فيما رواه الشيخان عن جابر رضي الله عنه: ((الحرب خدعة))[10]؛ لأنَّ الغاية من الحرب كَسرُ شوكة الأعداء، ويعلم كلٌّ من الخَصْمَيْن أنَّ صاحبَهُ لا يألو جهدًا في الكَيْد له، وإذا كان للشجاعة، وكثرة الجند، وجودة السلاح أثرٌ عظيم في الفوز والغَلَبة، فقد تكون الخدعة في الحرب أعظم أثرًا، وأبقى على النفوس والأموال.

ويشهد لهذا ما فعل نُعيم بن مسعود الأشجعي رضي اللَّه عنه في واقعة الأحزاب؛ إذْ سعى بين المشركين وبين بني قريظة بما فرَّق بينهم حتى صَرَف الله كَيْدهم، ﴿ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ﴾ [الأحزاب: 25].

وفي خدعة الحرب يقول المُهَلَّب لبنيه: "عليكم في الحرب بالمكيدة؛ فإنها أبلغ من النَّجْدة"، على أنَّ الخَدْع في الحرب أو الكذب فيها، لا يجوز ألبتةَ فيما يؤدِّي إلى نقض عهدٍ أو أمان.

على هذه اليقظة الحميدة والكياسة السَّديدة، سار النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، وخلفاؤه الراشدون، ثمَّ المسلمون الأوَّلون في تصريف شؤونهم وتدبير دولتهم، حتى كانوا بحقٍّ سادةَ الأمم وملوك الدنيا.

التفطُّن لمكايد الشيطان الرجيم عدوِّ الإنسان:
وإذا كان جديرًا بالمؤمن أن يتفطَّن لمكايد عدوِّه الذي يُبصره، فما أحراه أن يكون دائم اليقظة والفطنة لعدوِّه اللدود الذي لا يُبصره، ذلك هو الشيطان الرجيم، وعدوُّ الإنسان المبين.

حذَّر الله عبادَه إغراءَه وإضلالَه، وضَربَ لهم أمثالًا من فِتنه ومكايده، وقال جلَّ شأنه: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ﴾ [الأعراف: 27].

كما بيَّن النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأُمَّته طريقَ النَّجاة من دَسَائسه وَوَساوسه، حتى أخبرهم أنه يجري من ابن آدم مجرى الدم؛ كما روى الشيخان[11] من حديث أم المؤمنين صفيَّة.

ومع هذا فليس من أحد - ما خلا النبيِّين والصِّدِّيقين - إلا أوقعه في مكايده، وَصَادَه بمصايدِه، ثمَّ يأبى - وقد أفلته الله منه - إلا أن يغترَّ به، ويقع في مخالبه.

الحثُّ على التفطُّن واليقظة في شؤون الدنيا والآخرة:
وقد اسْتَبَان ممَّا قدَّمنا أنَّ الحديثَ يتناول الحثَّ على التفطُّن واليقظة في شؤون الدنيا والآخرة معًا، فليس مقصورًا على أمور الدين خاصَّة، كما زعم بعض الشَّارحين، وما مِن شكٍّ في أنَّ من خُدع في إحداهما أَوْشَكَ أن يُخدع في أخراهما.

... أما بعد:
فإن لم يكن مِن مَطْمَع في يقظة المؤمنين جميعًا، وكياستهم في دينهم ودنياهم، وشؤونهم كلِّها، فلا أقلَّ من أن يَسْتيقظَ أُولو الأمر منهم وذوُو الرأي فيهم، حتى يستعيدوا لأُمَّتهم بعضَ عِزَّتها، ويَسْتردُّوا لها شَطْرًا من مَجْدِها وكرامتها، ولن يُغَيِّر الله ما بقومٍ ﴿ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].


[1] مجلة الأزهر، العدد الثامن، المجلد السادس عشر، (1364 = 1945).

[2] رُوي بضم الغين وكسرها لالتقاء الساكنين، على النفي أو النهي، والنفي مرادًا به النهي أبلغ وأحكم (طه).

[3] أخرجه البخاري (6133) في كتاب الأدب، ومسلم (2998) في كتاب الزهد والرقائق.

[4] تقع على نحو ثمانية أميال من المدينة، وكانت هذه الغزوة في اليوم التالي لغزوة أحد، ولذا تابع بعض الشَّراح فألحقها بأحد، وقال: إنَّ أبا عزة أُسر بها (طه).

[5] العارضان والعارضتان: صفحتا الخد، وقيل: مسحهما، كنايةٌ عن الزهو والاستخفاف.

[6] الجُرْبُز - بالضمِّ - الخبُّ الخبيث، والمصدر: الجَرْبَزَة "قاموس".

[7] رواه أحمد 2: 394(9118)، والبخاري في "الأدب المفرد" (418)، وأبو داود (4757) في الأدب، والترمذي (1964) في البرِّ والصِّلة، كلُّهم بلفظ: "والفاجر"، ولم يأت في مصادر التخريج لفظ "المنافق"، والحديث حَسَن بمجموع طرقه؛ كما في التعليق على "المسند" 15: 59-60 بتحقيق شعيب الأرناؤوط وتلاميذه.

[8] قال ابن الأثير في "جامع الأصول" 11: 701: "الغِرُّ: الذي لم يُجرِّب الأمور، وإنما جعل المؤمن غِرًّا نسبةً إلى سَلامة الصَّدر، وحُسْنِ الباطن والظنِّ في الناس، فكأنه لم يُجرِّب بواطن الأمور، ولم يطَّلع على دخائل الصدور، فترى الناس منه في راحة لا يتعدَّى إليهم منه شرٌّ، بل لا يكون فيه شرٌّ، فيتعدَّى.
والخِبُّ: الخَدَّاع المكَّار الخبيث، ولذلك قابل به "الغِرَّ"؛ لأنَّ الناس يتأذَّون به لِما يصلهم من شرِّه.
وقال في "النهاية" 3: 354 - 355 في معنى قوله: ((المؤمن غِرٌّ كريم)): "أي: ليس بذي نُكْرٍ، فهو ينخدع لانقياده ولينه، وهو ضدُّ الخِبِّ، يريد أنَّ المؤمن المحمود من طبعه الغَرارة، وقلَّة الفطنة للشرِّ، وترك البحث عنه، وليس ذلك منه جهلًا، ولكنه كرمٌ وحُسن خلق.
والخبُّ – بالفتح –الخدَّاع، وهو الجُرْبُز الذي يسعى بين الناس بالفساد، رجل خِبٌّ، وامرأة خبَّة، وقد تكسر خاؤه، فأما المصدر فبالكسر لا غير. كما في "النهاية" 2: 4.

[9] ومما ينبَّه له أن حديث: ((المؤمن كيِّس، فَطِنٌ، حَذِر)) رواه الشهاب القضاعي في "الشهاب" (128) من حديث أنس بن مالك، وهو حديث موضوع، فيه سليمان بن عمرو، أبو داود النخعي، قال أحمد وغيره: كان يضع الحديث، وأبان بن عياش: متروك متهم.

[10] البخاري (3030)، ومسلم (1739)، وخَدْعة بتثليث الخاء مع سكون الدال، وبضمها مع فتح الدال، وأفصح لغاتها: الفتح فالسكون.

[11] البخاري (2035)، ومسلم (2175).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.84 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.71%)]