مِنْ جَنَى الشِّعرِ وَحِكَمِ الشُّعَرِاء - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-09-2020, 03:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي مِنْ جَنَى الشِّعرِ وَحِكَمِ الشُّعَرِاء

مِنْ جَنَى الشِّعرِ وَحِكَمِ الشُّعَرِاء



د. أسامة عثمان




لا يمكن أن نتحدث عن حكمة الشعراء دون أن يقفز المتنبي إلى مطلع الحديث، كما تقفز أبياته الحِكْميّةُ إلى ذَوّاقة الشعر العربي، ومواطن الاستدلال، على مرّ الأيام، وتجدد المواقف.

ونقف مع قوله الذي ما زال يتردد صداه مذ صاغه وأطلقه، ولم تسقط قيمته بالتقادم:





وَوَضْعُ النَّدَى فِي مَوْضِعِ السَّيْفِ بِالعُلا مُضِرٌّ كَوَضْعِ السَّيْفِ في مَوْضِعِ النَّدَى





وهو من قصيدته المشهورة التي يمدح فيها سيفَ الدولة الحمْداني، وهي من أعذب قصائده، وأغناها بالحكمة، ومطلعها:





لِكُلِّ امْرِىءٍ مِنْ دَهْرِهِ مَا تَعَوَّدَا وَعَاداتُ سَيْفِ الدَوْلَةِ الطَّعْنُ فِي العِدَا





يخبر البيتُ عن معنى دقيق، خلاصتُه أنّ الأفعال لا تُمدح أو تُذم مجردةً عن ظروفها وملابساتها؛ فلِلشدة مواطنُها التي لا ينفع فيها الرفقُ واللين، والعكس صحيحٌ أيضاً.


وهو معنى قد قالته الحكماءُ مِنْ قبل؛ فليس أبو الطيب أبا عُذره؛ إذ قالوا: إنّ مَنْ جعل الفكرَ في موضع البديهة فقد أضَرَّ بخاطره، وكذلك من جعل البديهةََ في موضع الفكر..



والبيتُ يحمل معنى كلياً؛ يتمثل بضرورة وضع كل شيء في موضعه المناسب؛ وهذا يستدعي -بالضد- معنى الظلم؛ إذ هو وضع الشيءِ في غير موضعه.



قد يتساءل المرءُ عن سرِّ اقتران الحكمة الشعرية بالمتنبي أكثر من غيره مِن الشعراء! وقد يأتي في معرض الإجابة أنّ من أسباب ذلك إكثارَه منها، ومَنْ أكثر من شيء عُرف به..



غير أنّ المدقق يلحظ سبباً أعمق، ولعله قدرتُه اللغوية الفائقة، والخبرة بمتطلبات الصياغة التي جعلت أبياته تتردد على الألسنة؛ فتكتسب سيرورتها واسستمرارها، وهي لغة صقيلة حاسمة واضحة؛ تقنع المتلقي وتدهشه معاً.



فهو في هذا البيت قد سكب هذه الحكمة المستمرةَ الثابتة في قالب الجملة الاسمية الدالة على الثبوت والرسوخ والدوام، واللافتُ أنه لم يستخدم في البيت فعلاً قطُّ! وهذا الاختيار -أعني الاقتصار على الأسماء في أبيات الحكمة- هو اختيار واعٍ من الشاعر للغته، ويكاد يكون مَلمحاً أسلوبياً في شعر الحكمة؛ إذ له نظائر كثيرة، منها قولُه:






الرَّأْيُ قَبْلَ شَجَاعِةِ الشُّجْعَانِ هُوَ أَوَّلٌ، وَهِيَ فِي المَحَلِّ الثَّانِي





وقوله:




فَطَعْمُ المَوْتِ فِي أَمْرٍ صَغِيرٍ كَطَعْمِ المَوْتِ فِي أَمْرٍ عَظِيمِ





ومثله كذلك -في أسلوبه- بيتُ شوقي المشهور:




دَقّاتُ قَلْبِ المَرْءِ قَائِلَةٌ لَهُ: إِنَّ الحَياةَ دَقَائِقٌ وَثَوانِي!





وثمةَ أسلوبٌ لغويٌ آخر أَكثرَ منه المتنبي لغرض الحكمة، وهو أسلوب الشرط، ولنأخذ مثالاً عليه من القصيدة نفسها، وهو قوله:





إِذَا أَنْتَ أَكْرَمْتَ الكَرِيمَ مَلَكْتَهُ وَإِنْ أَنْتَ أَكْرَمْتَ الَلَّئِيمَ تَمَرَدا





الذي لا يبعد كثيراً عن معنى بيتنا السابق؛ غير أنه -هنا- قد آثر أسلوبَ الشرط الذي يربط جملةَ الشرط بجملة الجواب ربطاً منطقياً؛ ويُحدِث تلازماً بينهما؛ فيجعل الأول سبباً، والثاني نتيجةً، أو مُسبَّباً؛ وبهذا يكون هذا الأسلوبُ من أنسب الأساليب لأداء معاني الحكمة؛ التي تستهدف -في المقام الأول- الإقناعَ، ولا أدل على ذلك من تلك الأبيات المشهورة في الحكمة، التي خَتم بها الشاعرُ الجاهليُّ زهير بن أبي سُلمى معلقته، ومنها:





وَمَنْ هَابَ أَسْبابَ المَنَايَا يَنَلْنَهُ وَلَوْ رَامَ أَسْبَابَ السَّمَاءَ بِسُلَمِ!





وكلُّّها التزمت أسلوبَ الشرط؛ لِما يتمتع به من خصائص لغوية تناسب المعنى.


ولابد في الخاتمة من كلمة تتصل بشعر المتنبي؛ فبالرغم من اللغة العالية الرصينة، والأسلوب المفعم بالبلاغة والتأثير؛ غير أن العذوبة الشعرية والغنائية في شعر غيره -أمثال البحتري- أكثر منها في شعره؛ ففي لغة البحتري عفوية، وسلاسة، ورقَّة، وماويَّة، وطَلاوة؛ ليست في شعر أبي الطيب، وقد اعترف المتنبي نفسُه بذلك حين قال: "أنا وأبو تمام حكيمان، والشاعرُ البحتريُّ!".




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.64 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]