أخلاقيات الحرب في الإسلام - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4411 - عددالزوار : 849035 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3941 - عددالزوار : 385562 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 171 - عددالزوار : 59782 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 162 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 112 - عددالزوار : 28264 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 797 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          السلفيون ومراعاة المصالح والمفاسد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 687 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 100 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-07-2019, 08:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,445
الدولة : Egypt
افتراضي أخلاقيات الحرب في الإسلام

أخلاقيات الحرب في الإسلام

د. محمد ويلالي

إنَّ رمضان عند المسلمين المخْلِصين شهر الجِدِّ والعمل، ومضاعفة العِبادة، بل وشهْر الدِّفاع عن حرمات الإسلام، ومواجهة أعدائِه، الذين منعوا انتِشاره، وحالوا بينه وبين النَّاس.

• ففي رمضان تمَّ القضاءُ على المجوسيَّة في "موقعة القادسيَّة"، بين المسلمين الَّذين كان عددُهم 30 ألفًا، والمجوس الَّذين كان عددُهم 120 ألفًا، بعد أن نقضوا عهد الذِّمَّة مع المسلمين.
• وفي رمضان تمَّ فتْح مكَّة الذي فيه قولُه تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1].
• وفي رمضان استجاب المعتصِم العبَّاسي لصرْخة المرْأة الَّتي لطَمَها أحد الرُّوم، فنادت: "وامعتَصِماه"، فأرْسل جيشًا لا يُعرف أوَّلُه من آخرِه لاستِنْقاذِها، فكان ذلك سببًا في "فتح عمُّورية"، نعم، تلك الصَّرْخة التي لم تَجِد لها اليوم مَن يقف وقْفةَ المعتصِم.
رُبَّ وَامُعْتَصِمَاهُ انْطَلَقَتْ مِلْءَ أَفْوَاهِ الصَّبَايَا اليُتَّمِ
لامَسَتْ أَسْمَاعَهُمْ لَكِنَّهَا لَمْ تُلامِسْ نَخْوَةَ المُعْتَصِمِ

• وفي رمضان استردَّ المسلمون بيت المقْدس، وانتصروا على الصليبيِّين الَّذين قاتلوا المسلمين قرْنَين من الزَّمان.
• وفي رمضان انتصَرَ المسلِمون على التَّتار الَّذين اكتسحوا العالم، وأرْعبوا الخلائقَ، وجابوا الأرْض طولاً وعرضًا، حتَّى وقف لهم الملك المظفَّر قُطز في "عين جالوت" يوم جمعة.
• وفي رمضان فُتِحَت الأندلس على يد طارق بن زياد.
• وفي رمضان انتصر يوسف بن تاشفين على الفونسو في "معركة الزَّلاَّقة".
• وفي السَّابع عشر من رمضان، وفي يوم جمعة، وقعت "معركة بدر" الَّتي خرج فيها المشْركون - كما قال تعالى -: {بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنفال: 47]، برئاسة أبي جهل الَّذي أقسم - بكلِّ كبرياء وصلَف - أن يكسِر شوْكة الإسلام قائلاً: "والله، لا نرجع حتَّى نرِدَ بدرًا، فنقيمَ بها ثلاثًا، فننحرَ الجزور، ونطعمَ الطعام، ونُسقَى الخمر، وتعزفَ لنا القيان، وتسمعَ بنا العرب وبِمسيرنا وجمْعِنا، فلا يزالون يهابونَنا أبدًا، فامضوا".


لقد كانتْ معركة حاسمة فاصلة، بل هي أحدُ أعظم أسْباب إسلامِنا نحن اليوم، فقدِ التجأَ رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - ليلةَ اللقاء إلى ربِّه داعيًا: ((اللَّهُمَّ أنْجِز لي ما وعدتَني، اللهم آتِ ما وعدتَني، اللَّهُمَّ إن تهْلك هذه العصابة من أهلِ الإسلام لا تعبد في الأرض))؛ مسلم.

لم تكن حروب المسلِمين حروبَ استِعْمار، أو استِنْزاف، أو اعتِداء، أو استيطان، أو تدْمير شامل، أو تفْجيرات إرهابيَّة بلا مسوغ، كما قد يتبدَّى لبعض قاصري الفهْم، بل كانت بشارةً بدين الإسلام، دين الفضيلة والعدْل، دين التَّسامُح والرَّحمة، هذه الخِصال الَّتي لا مناص للنَّاس من أن يقبلوها ويفرحوا بها، فإن عارضوها وحاربوها، فلا بدَّ حينئذٍ من المواجهة؛ قال تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ} [البقرة: 190].

لقد بُعِث النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - والعالم يعيشُ أنواعَ الظلم، وصنوف الاعتِداءات والانتِهاكات، صوَّره "شوقي" أبدع تصوير في قوله:
وَالأَرْضُ مَمْلُوءَةٌ جَوْرًا مُسَخَّرَةٌ لِكُلِّ طَاغِيَةٍ فِي الخَلْقِ مُحْتَكِمِ
مُسَيْطِرُ الفُرْسِ يَبْغِي فِي رَعِيَّتِهِ وَقَيْصَرُ الرُّومِ مِنْ كِبْرٍ أَصَمُّ عَمِي
يُعَذِّبَانِ عِبَادَ اللَّهِ فِي شُبَهٍ وَيَذْبَحَانِ كَمَا ضَحَّيْتَ بِالغَنَمِ
وَالخَلْقُ يَفْتِكُ أَقْوَاهُمْ بِأَضْعَفِهِمْ كَاللَّيْثِ بِالبَهْمِ أَوْ كَالحُوتِ بِالبَلَمِ

وكانت غزوات النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - رحمةً للأمَّة، وسكينةً لها، تعلَّم منها العالَم أنَّ الحرْب لا تُقصد لذاتِها، استعمارًا واستضعافًا، وإنَّما عند الضَّرورة، ولمصلحةٍ عظمى؛ قال تعالى: {وَقَاتِلُوَهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة: 193].

وقد عبَّر عن هذا الهدف رِبعي بن عامر حين سألَه رستم: "ما جاء بكم؟" قال: "الله جاء بِنا، وهو بعثَنا لنُخْرِج مَن شاء مِن عبادِه من ضيق الدُّنيا إلى سَعتِها، ومِن جَور الأدْيان إلى عدْل الإسلام".

ومع ذلك كانت آدابُ الحرْب في الإسلام في أعْلى درجات المسامَحة والعدْل، منها:
1- ألا يقتل إلاَّ المقاتل:
• قال - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((مَن ألْقى السِّلاح فهو آمِن، ومَن أغلق بابَه فهو آمن))؛ رواه مسلم.
• وقال - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((ألاَ لا تقتُلوا ذرّيَّة؛ كلُّ نسمة تُولد على الفطرة))؛ رواه النَّسائي وهو في صحيح الجامع.
• وذهب الإمام مالكٌ والإمام أبو حنيفة إلى عدَم مقاتلة الأعْمى، والمعتوه، والمقعد، وأصحاب الصَّوامع الَّذين طيَّنوا الباب عليهم ولا يُخالطون النَّاس، وعن الإمام مالكٍ أنَّه يَجب أن يُتْرَك لهم من أموالِهم ما يعيشون به.
• وقال الإمام الأوْزاعي: "لا يقتل الحُرَّاث والزُّراع، ولا الشَّيخ الكبير، ولا المجنون، ولا راهب، ولا امرأة".

2- النهي عن الغدر والمثلة:
قال - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((اغزوا، ولا تَغُلُّوا، ولا تغدروا، ولا تمثِّلوا، ولا تقتلوا وليدًا))؛ رواه مسلم.

3- النهي عن التدمير والتخريب من غير حاجة:
يدلُّ عليه وصيَّة أبي بكر - رضي الله عنه - ليزيدَ بن أبي سفيان لمَّا بعثه إلى الشَّام، ومنها: "وإنَّكم ستجِدون أقوامًا قد حبسوا أنفُسَهم في هذه الصَّوامع، فاتْركوهم وما حَبسوا له أنفُسَهم، ولا تقْتلوا كبيرًا هرمًا ولا امرأة، ولا وليدًا، ولا تخربوا عمرانًا، ولا تقْطعوا شجرة إلاَّ لنفع، ولا تَعقِرُنَّ بهيمة إلاَّ لنفع، ولا تَحرِقُنَّ نخلاً ولا تُغرِقُنَّه، ولا تغدرْ، ولا تمثِّل، ولا تجبنْ، ولا تغلُل"؛ سنن البيهقي.

4- إكرام الأسير:
قال البيضاوي: كان - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يُؤتى بالأسير، فيدفعه إلى بعْض المسلمين فيقول: ((أَحسنْ إليه)).

وقد تمثَّل هذا المبدأَ العظيم القائدُ المسلم صلاح الدين الأيوبي، الَّذي حرَّر القدس عام 1187م، فأمر بتوْزيع الصَّدقات على الفُقراء والمرْضى والأرامل من الصَّليبيِّين، وكذلك اليتامى والمقعدين، وأن يزوَّدوا بالدَّوابّ، كما أمر بردِّ الأسرى إلى أقاربِهم، وعفا عن كثيرين منهم بِخصوص الفدية، بحيث وجدْناه يفتدي وحْدَه عشرة آلاف شخصٍ، وأطْلق أخوه - الملقَّب بالملك العادل - سراح سبعة آلاف شخص.

أمَّا نصارى بيت المقدس، فقد سمح لهم بأن يَسكنوا فيها ولا يَخرجوا، وأن يؤمَّنوا ولا يزعجوا، فأقام منهم فيها وفي ضواحيها آلاف.

5- السلم وعقد الصلح مع العدو:
إذا طلب الأعداء السلم والتزموا بموجباته وهم في بلادِهم، فعلى المسلمين أن يستجيبوا لهم، فيُوقفوا الحرْب تلبيةً لرغْبتهم السِّلْمية؛ كما قال تعالى: {وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ} [الأنفال: 61].

ومن عجيبٍ قولِ رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يوْم الحديبية: ((والله، لا تدْعوني قريشٌ إلى خُطَّة توصَل بها الأرحام، وتَعْظُم فيها الحُرُمات إلاَّ أعطيتُهم إيَّاها))؛ البخاري.



الخطبة الثانية

فقد أحصى المؤلِّفون في السيرة عددَ القتْلى الَّذين قُتلوا في جَميع الحروب التي خاضها النَّبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وهي سبع وعشرون غزوة، وستٌّ وخمسون سريَّة، فلم يزيدوا على ألف قتيل فقط، وحقَّق الله - تبارك وتعالى - بذلِك الأمن، وعمَّمه في جزيرة العرب، وأطْراف الشَّام، والعراق.

أمَّا بخصوص حروب الكفَّار المعاصرة، فحسبُك أن تعلم أنَّ الحرب العالميَّة الثَّانية حصدت زهاء 60 مليون نفس بشريَّة، بين عسكري ومدني، ولَم تحقِّق أمنًا أو رخاء، وكذلك الحرْب العالميَّة الأولى الَّتي ذهب ضحيَّتَها أكثر من 14 مليون إنسان.

وأوْدت القنبلة الذَّرِّيَّة بحياة قرابة ربع مليون شخص مرَّة واحدة.

وكانت حصيلة الحرْب على العِراق مقتل أكثر من مليون شخص، نتَجَ عنْهم 4 إلى 5 ملايين يتيم، تَعولهم 1.5 مليون أرْملة - حسب إحصائيَّات اليونيسيف.

فلا عجب إذًا أن نعْلم أنَّ دولتَين اليوم لهما من الجيوش أكْثر من خَمسة ملايين جندي، وأنَّ العالم يَملك من الرؤوس النوويَّة قرابةَ 30 ألْف رأس نووي، وهي كفيلةٌ بتدْمير الكرة الأرضيَّة عدَّة مرَّات، فأين هو الأمن والسلام؟!

والله المستعان.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.37 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]