الحب حلال... والفلنتاين حرام
نظمي خليل أبو العطا موسى
في حفل عقد قران ابنتي دار الحوار بين الحاضرين عن الحب والزواج من الحبيب، وكان معظم الحاضرين يؤمنون بأن الحب حرام، ولكنني فاجأتهم بتأييدي للحب والزواج من الحبيب، فتعجب الحضور، فمددت يدي إلى مكتبتي وفتحت كتاب "روضة المحبين ونزهة المشتاقين" للعلامة ابن قيم الجوزية -رحمه الله-، وقرأت عليهم الحديث النبوي الصحيح الذي أخرجه ابن ماجة وصححه على شرط مسلم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رجل قال: يا رسول الله عندنا يتيمة خطبها رجلان: موسر (أي غني) ومعسر (أي فقير) وهي تهوى (أي تحب) المعسر ونحن نهوى الميسر، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لم ير للمتحابين مثل التزويج)) وقرأت لهم أيضاً الحديث الصحيح الذي رواه البخاري - رحمه الله - عن قصة بريرة أن زوجها كان يمشي خلفها بعد فراقها له (لأنها تحررت من العبودية وهو لم يتحرر بعد) وقد صارت أجنبية عليه ودموعه تسيل على خديه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثا)) ثم قال لها - صلى الله عليه وسلم -: ((لو راجعته)) فقالت: أتأمرني؟ فقال: ((إنما أنا شافع)) فقالت: لا حاجة لي فيه، ولم ينهه - صلى الله عليه وسلم - عن حبها في هذه الحال.
وفجأة وجدت النساء قد تركن مكانهن وبدأن يقتربن من مجلس الرجال ليسمعن الحوار، وقالت إحداهن: اكتب لنا هذا الكلام، فألفت كتيباً بعنوان رسالة إلى المتحابين من الشباب وزعتها في حفل البناء (الدخول) لابنتي وبينت فيه أن الحب حلال بشرط أن يكون بهدف الزواج مع عدم الاعتداء على الحب بالقول أو الفعل المحرم والخارج عن شرع الله.
وقد وصلت إلي في بيتي (مع الجريدة اليومية) إحدى المجلات المجانية التي كتبت عن الفلنتاين أو (عيد الحب) وقد أوردت ذكريات غير شرعية لبعض المحبين، وكلها قصص مهينة ومشينة، وأوردت المجلة قصة المدرسة الخاصة التي منعت الطلبة والطالبات من دخول المدرسة لارتدائهن ملابس حمراء بمناسبة عيد الحب، كما أوردت المجلة فتوى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ يصف فيها عيد الحب بأنه عيد وثني، وقال في فتواه: أن على كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر ألا يحتفل بهذا العيد، وأنا من المؤيدين لهذه الفتوى، لأن عيد الحب تحول إلى فوضى في ديارنا، وفتح الأبواب على مصارعها للفسق والعصيان باسم الحب، وهذا اعتداء على الحب الشرعي الذي تحدثنا عنه، وفي هذا مسخ للشخصية العربية الإسلامية، وإتباع سنن غيرنا، وقد حذرنا رسولنا الكريم من خطورة هذا الإتباع، ثم إن هؤلاء الغربيون يحتقرون ديننا الإسلامي، ويهاجمون نبينا -صلى الله عليه وسلم-، ويتهموننا بالإرهاب، بينما نحن نتبع عاداتهم وتقاليدهم المنافية لديننا وعقيدتنا، وهذا يؤكد لهم أننا أذناب وبلا هوية، وتوابع لهم، وليس في ديننا ما يغنينا عن عاداتهم وتقاليدهم وعقيدتهم، لذا وجب علينا الوقوف بشدة ضد هذا المسخ وهذا الاستحمار، وهذا الاستعمار الثقافي والعقائدي الجديد، وهذه التبعية المذلة والمهينة والمشينة، فنحن لا نحتاج إلى يوم للحب، ولكن نحتاج إلى الحب الشرعي الدائم والمفضي إلى علاقة شريفة عفيفة بين المتحابين من المسلمين تؤدي إلى الزواج الشرعي بعيداً عن الخروج عن ديننا.