|
|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
خطبة في الحث على التقوى وبيان حدها وفوائدها
خطبة في الحث على التقوى وبيان حدها وفوائدها سماحة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي الحمد لله المتفرد بعظمته وكبريائه ومجده، المدبر للأمور بمشيئته وحِكمته وحمده. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ألوهيته وربوبيته وفضله ورفده. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، خير داع إلى هداه ورشده، اللهم صلِّ وسلم وبارك على محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه وجنده. أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى، فإن تقوى الله خير لباس وزاد، وأفضل وسيلة إلى رضا رب العباد؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]، فوعد المتقي بالفرج والخروج من كل همٍّ وضيق، وبالرزق الواسع المتيسر من كل طريق. وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا * ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 4، 5]، فوعد من اتَّقاه أن يُيسره لليسرى في كل الأمور، وأن يكفر عنه السيئات، ويُعظم له الأجور. وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الأنفال: 29]، فبشَّر المؤمنين إذا اتقوه بالفرقان، وهو العلم النافع، المفرِّق بين الحلال والحرام، وبتكفير السيئات ومغفرة الآثام، وبالفضل العظيم من الملك العلام. فإن سألتم عن تفسير التقوى التي هذه آثارُها، وهذه ثمراتها وفوائدها، فإن أساسها التوبة النصوح من جميع الذنوب، ثم الإنابة منكم كل وقت إلى علام الغيوب، وذلك بالقصد الجازم إلى أداء الفرائض والواجبات، وترك جميع المناهي والمحرمات، وهو القيام بحقوق الله، وحقوق المخلوقين، والتقرب بذلك إلى رب العالمين. علامة المتقي أن يكون قائمًا بأصول الإيمان، متمِّمًا لشرائع الإسلام وحقائق الإحسان، محافظًا على الصلوات في أوقاتها، مؤديًا الزكاة لمستحقيها وجهاتها، قائمًا بالحج والصيام، بارًّا بوالديه واصلًا للأرحام، محسنًا إلى الجيران والمساكين، صادقًا في معاملته مع جميع المعامَلين، سليم القلب من الكبر والغل والحقد والحسد، مملوءًا من النصيحة ومحبة الخير لكل أحد، لا يسأل إلا الله، ولا يستعين إلا بالله، ولا يرجو ولا يخشى أحدًا سواه. وقد وصف الله المتقي وبيَّن ثوابه في قوله تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]، إلى قوله: ﴿ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [آل عمران: 136]. منَّ الله عليَّ وعليكم بتحقيق التقوى، وجعلنا وإياكم ممن استمسك بالعروة الوثقى، وبارك لي ولكم في القرآن العظيم. المصدر: الفواكه الشهية في الخطب المنبرية
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |