بدعة إعادة القراءة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أيها الزوجان بيتكما قلعة.. وكلاكما حارس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          صرخة من أجل القدس والمسجد الأقصى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          توجيهات منهجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 17 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 15810 )           »          المطلوب.. أداء الفرائض وترك الكبائر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          همسة في آذان الشباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من آداب الدعاء... إثبـــات الحمـــد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13 - عددالزوار : 3015 )           »          الاستعمار وأساليبه في تمكين الاستشراق الحلقة الرابعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 609 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-03-2021, 03:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,338
الدولة : Egypt
افتراضي بدعة إعادة القراءة

بدعة إعادة القراءة

د. وليد قصاب


أصبحتْ بِدعَةُ "إعادة قراءة النَّصّ"، أوْ "إعادة إنتاجه"؛ كما يحلو لبَعْضِهِمْ أنْ يُسَمِّيَهَا لعبة مُسْتمرأَة لدى بعض الباحثينَ، ومُورِس على النصوص - من خلال هذه القراءات الجديدة المُدَّعَاة - من التحريف والتزوير، وتشويه الحقائق والدلالات ما لا حَصْر له.



ذلك أنَّ النَّصَّ في هذه البدعة تتمُّ قراءته بعيدًا عن ملابسات إنتاجه، أو حياة مؤلفه، أو ظروف تكوينه، إنه يُقْطَعُ قطعًا تامًّا عن سياقه التاريخي والمعرفي، ويُفصَل عن ظرفه الزماني والمكاني، حتى يبدوَ كأنه قد نَشَأَ مِنَ الفَراغ.


يُصرف النص عن دلالاته الحقيقية، ويُؤَوَّلُ تأويلاً قد ينقُلُه من اليمين إلى اليسار، ومن اليسار إلى اليمين، ومن الإيمان إلى الكفر أو العكس، ذلك أنَّ معانيَ النص اللُّغوية، وتعبيره عن عصره وقائله، يُعَدُّ أمرًا لا قيمةَ له؛ بل أمرًا مُعَرْقِلاً؛ بل أمرًا مرفوضًا إذا لم يخدم تأويل الناقد.


وهكذا - بحجة موت المؤلف حينًا، ولا نهائية القراءات حينًا آخر - ضاعت حقيقة النص، ومُورستْ لعبة التأويل إلى أبعد مدى، وغدت النصوص - مقدسة، وغير مقدسة - أُلْعُوبة بيد القارئينَ، ورهينة اتجاهاتهم الفكرية والأيديولوجية.


يقول الدكتور حسن حنفي في كتابه عن جمال الدين الأفغاني معبِّرًا عن هذا التوجه في القراءة: "إن دراسته تعتمد على منهج إعادة القراءة، وإعادة إنتاج النص، ونقله من ظروف القرن الماضي إلى ظروف هذا القرن، تمثلاً للأفغاني وروح عمله...".


وأنا لا أدري كيف يكون قلع النص من تربته التي نما فيها، وعصرِه الذي وجد فيه، ثم زرعه بعد ذلك في تربة أخرى، وعصر جديد تمثلاً للأفغاني وروحه؟! بل إن العكس هو الصحيح.



إنَّ منطقَ العَقْلِ يَقُولُ: إنَّ إِغْفالَ التُّربة الَّتي نَبَتَ فيها النص، وإهمال الزمان والمكان اللذين أوجداه، كل ذلك يُبْعِدُه عن أن يُتَمثَّل بشكل صحيح، أو يفهم الفَهْم الدقيق؛ بل لا بد أن يدخل عليه الحَيْف والتزوير.


إن ما يسمى "القراءة الجديدة"؛ يعني - بصريح العبارة - إلغاء دلالة النص لتحل محلها دلالة القراءة التي يسقطها القارئ عليه، ويشير علي حَرْب - وهو من أكثر المتحمسينَ لهذه البدعة الجديدة - إلى ذلك بقوله في كتابه "نقد النص":

"أن يكون النص منطقة للتفكير، أو حقلاً للبحث معناه أنه يحتاج إلى قراءة تحوله من مجرد إمكان إلى فعل معرفي مُنْتَج، ولهذا فإن شرط القراءة وعلة وجودها أن تختلف عن النَّصّ الذي نقرؤه، وأن نكشف فيه ما لا يَكْشِفه بذاته، أو ما لم يُكْشَف فيه من قبل...".

إنَّ هذا الكلام محشو بالمُغالطة، إذ كيف نكشف من النص ما لا يكشفه هو، إلاَّ أن نلغي دلالاته اللُّغوية، وأن نُقوِّله ما لا يقول؟ أليس في هذا افتئاتٌ على الحقيقة، وتزوير لآراء الآخرين وإنطاقهم بما لم يفكروا فيه، أو يخطر لهم على بال؟ أليس في هذا كله إسقاطٌ لأفكار القارئ على المؤلف، وتحكيمها فيه تحت مسمى هذه العبارة البراقة (إعادة القراءة)؟ بلى، إن في "منهج القراءة الجديدة" هذا كله، ودعاته لا يتنصلون، ولا يُوارُون.


يقول علي حرب في أعقاب الكلام السابق: "وأما القراءة التي تقول ما يريد المؤلف قوله فلا مبرر لها أصلاً؛ لأنَّ الأصل هو أولى منها، وما يُغْنِي عنها إلاَّ إذا كانت القراءة تَدَّعِي أساسًا أنها تقول ما لم يحسن المؤلف قوله، وفي هذه الحالة تغني القراءة عن النص، وتصبح أولى منه...".


وهكذا - بهذه البساطة - يصادر القارئ رأي المؤلف، ويُمْتَهَن هذا المؤلف امْتِهَانًا لا مثيلَ له في التاريخ، إذ يُحكم عليه بالموت، أو يقول القارئ - باسمه - ما يريد، ويُنْطِقه بما يشاء، إنه دميةٌ في يد القارئ الجديد.


وهكذا - في عرف أصحاب هذا الاتجاه - تصبح القراءة مشروعة، و"حداثية" إذا قالتْ ما لم يَقُلْهُ المؤلف، أو خرجت على المألوف فقدمت "قراءة جديدة".


ومن هذا المنطلق وَصَفَ واحدٌ مثلُ الدكتور نصر حامد أبو زيد في كتابه "النص - السلطة - الحقيقة" بعض القراءات التي لم توافق مِزاجَهُ لخطاب عصر النهضة: "بِأَنَّها مِمَّا فرضَتْهُ آلات القَهْر السياسي والاجتماعي بوصفه "الحقيقة المُطْلَقة" التي يُعَدّ الاقتراب منها بالنقد أو التحليل كُفْرًا، وإلحادًا، وهَرْطَقَة...".


وهكذا تُسْتَبَاح النصوص - مقدسة وغير مقدسة - وتتحول إلى شيء لا عَلاقة له بالأصل، ولا علاقة له بمنتجه، أو ظروفه ويُصَفَّى من التراث ما لا يُعْجِب القارئ أو يتفق مع إيديولوجيته بحجة إعادة قراءته، أو إعادة تفسيره وتأويله....






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.26 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]