01-03-2019, 05:52 AM
|
|
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة :
|
|
لعبة السلالم
لعبة السلالم
هناء الحمراني
كانت تركض باتجاه سلم المبنى رقم 2 شاعرة بشيء من الضيق لتأخرها عن المحاضرة..وعندما وقفت أمام السلم..لم تقف بسبب انقطاع نفسها..بل وقفت تتأمل المنظر اليومي الذي سئمت من تكراره مع اختلاف الشخصيات التي تصر على عدم تغييبه عن الأنظار مهما كانت الظروف والأسباب!
في كل يوم عليها أن تستأذن من رواد السلالم اللواتي يملأن جنباته ما بين من تذاكر ومجموعة تتناول الإفطار الخامس ربما!واثنتان تحكيان عن أحلامهن ومشاكلهن وكأنهن في كافتيريا خمس نجوم!
عشر تلميذات أو يزدن على ذلك ولا ينقصن..ولا تخلو السلالم منهن أبدا إلا بعد أن تغلق الجامعة!
أخذت نفسا..ومارست نشاطها اليومي برباطة جأش تحسد عليها (لم يشتك أحد منهن فلماذا أكون أنا الشخص الذي يعلق الجرس؟)
بعض الطالبات يبتعدن لكي تمر..وبعضهن الآخر ينحنين لكي تمر من فوقهن! وصنف آخر لا يمكن التفاهم معه لأن هذه الدرجة من هذا السلم حق شخصي لها ولا يمكن لأي أحد المرور منه ما دامت تجلس عليه فتضطر كغيرها من أن تلتصق بجدار السلم حتى تصل بسلام إلى الدور الثاني..
***
تتلبد السماء بالغيوم..تتساقط قطرات لطيفة على الأرض..ويصبح الجو شاعريا..
عندها قد تشعرين عزيزتي برغبة قوية في أن تجلسي مع زميلتك لمحادثتها على تلك السلالم الملقاة على جنبات المباني أو في وسطها..
تحكين لها عن أمنياتك وأحلامك ومشاكلك..
وربما تأخذين قلما لتكتبي على جدار ذلك السلم ذكرى يوم جميل مر بك..
وفي خضم استمتاعك بالجلوس تأتي تلك الفتاة المزعجة (في نظرك):
- ابتعدي من الطريق..
أو أخرى يحتمل أن تكون مهذبة:
- لو سمحتِ أريد العبور!
وباختصار يتفق الأسلوب المتبع مع المستوى الأخلاقي للفتاة العابرة..وظروفها النفسية التي قد تجعل جلوسك حادثة لا يمكن اغتفارها..
تصابين وقتها بالانزعاج من "قليلة الذوق" التي لا تتقن فن "اختيار الوقت الملائم " للعبور.. وإن كنت لا أتوقع أن يصل الأمر إلى المشاجرة..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة، فأفضلهاقول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان"[1] فلماذا نسمح بأن نكون بأنفسنا أذى يقف في طريق الآخرين ويعرقل سيرهم وفي هؤلاء الآخرين (ملهوفة) تسعى إلى اللحاق بمحاضرتها..و(مري� �ة) يزيد وقوفنا في طريقها على تعبها تعبا آخر؟
هناك بالتأكيد أماكن أكثر ملائمة للجلوس..فكوني بدينك..وثقافتك..و وعيك مثالا للحضارة والرقي..
[1] ) البخاري.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|