بعضهم أولياء بعض - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         6 وصفات طبيعية لتفتيح البقع الداكنة والحصول على بشرة مشرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          هذه القاعدة ليست عبثًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          عقوق الوالدين.. أسباب وآثار وطرق العلاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          المشروع الشيعي الفارسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 267 )           »          الإسراء والمعراج في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          الوحدة الإسلامية في مواجهة إملاءات "ترامب" بشأن غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 2894 )           »          هل يقتصر معنى الضرر والعجز في الجهاد على المعنى الحسي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          قصة وفاء بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 32 - عددالزوار : 7901 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-01-2025, 11:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 146,601
الدولة : Egypt
افتراضي بعضهم أولياء بعض

بعضهم أولياء بعض

لبنى شرف

يَا أَخِي فِي الهِنْدِ أَوْ فِي المَغْرِبِ
أَنَا مِنْكَ، أَنْتَ مِنِّي، أَنْتَ بِي
لاَ تَسَلْ عَنْ عُنْصُرِي عَنْ نَسَبِي
إِنَّهُ الإِسْلاَمُ أُمِّي وَأَبِي
إِخْوَةٌ نَحْنُ بِهِ مُؤْتَلِفُون
مُسْلِمُونَ مُسْلِمُون مُسْلِمُون


إنَّ المؤمنين قلوبهم مُتَّحدة في التَّوادِّ والتَّحابِّ والتَّعاطف؛ بسببِ ما جَمعهم من أمر الدين وضمهم من الإيمان بالله، قال تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71].

يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله: "إن طبيعة المؤمن هي طبيعة الأمة المؤمنة، طبيعة الوَحْدَة وطبيعة التَّكافل، وطبيعة التَّضامن، ولكنَّه التَّضامن في تحقيق الخير ودفع الشَّر، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وتحقيق الخير ودفع الشر يحتاج إلى الولاية والتَّضامن والتَّعاون، ومن هنا تقف الأمة المؤمنة صفًّا واحدًا، لا تدخل بينها عوامل الفرقة، وحيثما وجدت الفرقة في الجماعة المؤمنة فثمَّة ولا بدَّ من وجود عنصرٍ غريب عن طبيعتها وعن عقيدتها هو الذي يدخل بالفُرقة، ثمة غرض أو مرض يمنع السمة الأولى ويدفعها، السمة التي يقررها العليم الخبير".

ويبرز الولاء بين جماعة المؤمنين، ويبرز التَّضامن فيما بينهم في الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، من خلال التَّواصي بالحق وبالصبر، فالمهمة عسيرة، والأمانة كبيرة، وقد كان الرجلان من أصحاب النبي - عليه الصلاة والسلام - إذا التقيا لم يفترقا حتَّى يقرأ أحدهما على الآخر: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ [العصر: 1، 2]، ثم يسلم أحدهما على الآخر، لقد كانا يتعاهدان على الإيمان والصَّلاح، وعلى التَّواصي بالحق وبالصَّبر، ويتعاهدان على أنَّهما حارسان لهذا الدستور، وعلى أنَّهما من هذه الأمَّة القائمة على هذا الدستور.


يقول سيد قطب: "والتَّواصي بالحق ضرورة، فالنهوض بالحق عسير، والمعوقات عن الحق كثيرة: هوى النَّفس، ومنطق المصلحة، وتصورات البيئة، وطغيان الطغاة، وظلم الظَّلمة، والتَّواصي تذكير وتشجيع وإشعار بالقُربى في الهدف والغاية، والأخوَّة في العبء والأمانة، فهو مضاعفة لمجموع الاتجاهات الفرديَّة إذ تتفاعل معًا فتتضاعف، تتضاعف بإحساس كل حارس للحق أن معه غيره يوصيه، ويشجعه، ويقف معه، ويحبه، ولا يخذله، وهذا الدين - وهو الحق - لا يقوم إلاَّ في حراسة جماعة متعاونة متواصية متكافلة متضامنة على هذا المثال.


والتَّواصي بالصَّبر كذلك ضرورة، فالقيام على الإيمان والعمل الصَّالح وحراسة الحق والعدل من أعسر ما يواجه الفرد والجماعة، ولا بدَّ من الصَّبر، لا بدَّ من الصَّبر على جهاد النَّفس، وجهاد الغير، والصَّبر على الأذى والمشقَّة، والصبر على تبجح الباطل، والصَّبر على طول الطَّريق، وبُطْء المراحل، وانطماس المعالم، وبُعد النهاية.


والتَّواصي بالصَّبر يضاعف المقدرة بما يبعثه من إحساس بوحدة الهدف، ووحدة المتجه، وتساند الجميع، وتزودهم بالحب والعزم والإصرار... إلى آخر ما يثيره من معاني الجماعة التي لا تعيش حقيقة الإسلام إلا في جوها، ولا تبرز إلا من خلالها؛ وإلا فهو الخسران والضياع".


أيها المسلمون:

لن يتحقَّق الولاء في الجماعة المؤمنة إلاَّ أن يتحقق في الأسر المسلمة، فلا تمزق، ولا خصومات، ولا قطيعة رحم، بل تعاون فيما بين أفرادها في سد حاجة فقيرهم، وتزويج أيِّمهم، ونصرة ضعيفهم، وإصلاح ذات بينهم.

ولن يتحقق الولاء إلاَّ إن تحقَّق بين الجار وجاره، يقول عليه الصلاة والسلام: ((كم من جار متعلق بجاره يقول: يا رب سَلْ هذا لِمَ أغلق عني بابه، ومنعني فضله؟))، ويقول: ((ليس بمؤمن من لا يأمن جاره غوائله))، ويقول: ((خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره)).


ولن يتحقَّق الولاء إلاَّ إن كان المؤمنون إخوة متحابين، متعاونين، مؤتلفين، يعين بعضهم بعضًا، وينصر بعضهم بعضًا، يسأل الأخ عن أحوال أخيه، ويتفقَّد الغني أخاه الفقير، فرحمة الله في صلاح الجماعة وتعاونها وتضامنها، فالجماعة رحمة والفرقة عذاب، كما قال - عليه الصلاة والسلام - وقال أيضًا: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)).


أيها المسلمون:

لا بدَّ أن تكون أمَّة الإسلام أمةً خيرة قويةً واعيةً، قائمةً على حراسة الحق والخير، متواصيةً بالحق والصبر في مودةٍ وتعاون وتآخٍ، وإلاَّ فإنَّه الضَّياع والخسران.

اللهُمَّ ألِّفْ بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السَّلام.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.69 كيلو بايت... تم توفير 1.62 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]