المعلم الصغير أطفالنا القدوة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 33 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 55 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 23 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          دروس رمضانية السيد مراد سلامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 340 )           »          جدول لآحلى الأكلات والوصفات على سفرتك يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 730 )           »          منيو إفطار 18رمضان.. طريقة عمل كبسة اللحم وسلطة الدقوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          5 ألوان لخزائن المطبخ عفا عليها الزمان.. بلاش منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          5 طرق لتنظيف الأرضيات الرخامية بشكل صحيح.. عشان تلمع من تانى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-06-2019, 06:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي المعلم الصغير أطفالنا القدوة

المعلم الصغير أطفالنا القدوة
مسعود أكرم



ينشأ الأطفال في سنواتهم الأولى وهم ينظرون ويشاهدون أكثر بكثير مما يقولون أو يفكرون، وهذا
ما يساهم في طبع الصور والشخصيات في عقلهم الباطن، كقدوة يرغبون بتقليدها، وما أن يبدأ الأطفال بالقدرة على الحركة أو الكلام أو التصرف، حتى نجد تلك الصور العالقة في ذهنهم، وقد طفت على السطح، وباتت تؤثر في تصرفاتهم؛ لذلك فإننا نجد أن الدراسات النفسية والتربوية تحرص كثيراً على توصية الأهل بإيجاد بيئة ملائمة لنمو الأطفال، من هدوء وسكينة، لئلا يصابوا بالعصبية، وأن يبعدونهم عن مشاهد العنف، لئلا يتأثروا بها فيقلدونها، ما قد يتسبب لهم بأذى كبير.
إن الصغار يبدؤون التقليد من السنة الثانية أو قبلها بقليل، وهم يتعلمون بالقدوة والمشاهدة أكثر مما نتصوره، فالطفل يحاكي أفعال والده، والطفلة تحاكي أفعال أمها.
القدوة الحسنة مطلوبة من كل فرد يتولي موقعاً قيادياً في المجتمع وسواء أكان هذا الموقع القيادي كبيراً أم صغيراً فإنه يؤدي بالضرورة إلي استقامة العمل ونجاح الإنتاج، فالقدوة هي المثل الأعلى للسلوك العام، وجاء المعلم في قمة هذه القدوة، فالرسل صلي الله عليهم وسلم جاءوا قدوة للناس في الإيمان والعمل معاً، فالإيمان يفقد معناه إذا لم يقترن به العمل الصالح.
وقد لفت الخروج عن هذه القاعدة أنظار المصلحين والمعلمين، وكاد المعلمون يظفرون بنصيب الأسد من ثناء المتحدثين في هذه القضية، ومن زمان بعيد كان التلاميذ يحفظون قصيدة عن المعلم أنشدها أمير الشعراء أحمد شوقي حيث افتتحها بقوله:
قم للمعلم وفه التبجيلا *** كاد المعلم أن يكون رسولاً
أعلمت أشرف أو أجل من الذي *** يبني وينشئ أنفساً وعقولاً
سبحانك اللهم خير معلم *** علمت بالقلم القرون الأولى
أخرجت هذا العقل من ظلماته *** وهديته النور المبين سبيلاً
وطبعته بيد المعلم تارة *** صدئ الحديد وتارة مصقولاَ
إن القدوة هي الأساس الأول من أسس التربية فإذا أردنا أن ننشئ طفلاً نشأةً سليمة وجب أن تسلم تصرفاتنا من كل شائبة لا نريدها له، وإلا اضطربت مقاييس القول والفعل عند الطفل حين يحاكي ما يراه، ويقول ما يسمعه، فيخالف قوله فعله، فإذا هو نموذج من المنافق: طيب القول، خبيث الفعل.
إن الله - سبحانه وتعالى - بعث محمداً - صلى الله عليه وسلم - كما قال هو عن نفسه: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))، ولذلك حسن قوله في الناس، ولكننا لو تصورنا أن الله اكتفى بحسن القول لما استطاع أن يربي فرداً واحداً، فما بالكم بأمة بل أمم على مر العصور ولذلك أدبه الله فأحسن تأديبه وجعله كما قال: (وإنك لعلى خلق عظيم).
الطفل أكثر ما يكون محاكاة لما يلحظه من أفعال وأقوال لذلك يجب أن نجنب أطفالنا رؤية الكذب والرياء، والنميمة والوقيعة، وبذيء الكلام والغضب السريع منا، أو ممن يقدرونهم من الكبار.
ويأتي بعد القدوة حسن التوجيه في التنبيه إلى الخطأ، ويأتي ذلك في التفاهم والإقناع والمشاركة، فالتنبيه إلى الخطأ والإرشاد إلى الصواب يجب أن يكون قوامه الرفق الخالص من كل شائبة من شوائب القسوة في المعاملة أو القول أو حتى في مجرد الإعراض أو النظرة.
إن العصا وجارح القول لا يخلقان إنساناً صالحاً أبداً قد يخلقان "قرداً مدرباً"، ولكننا نريد أولادنا بشراً لا قردة.
وليس معنى هذا الكلام استبعاد الإيلام نهائياً كعنصر من عناصر التأديب، بل أعترف بما للإيلام من أثر حازم في الردع والزجر ولكن يجب أن نتذكر دائماً أن الإيلام سم قاتل فإذا استعملت للضرورة في العلاج فليكن كاستعمال الطبيب للسم سواء بسواء، وذلك من حيث الصبر في تشخيص الخطأ، ومن حيث مقدار الإيلام والتدرج فيه فأول ما يجب علينا قبل الإقدام على الإيلام أن نصبر طويلاً على تشخيص حالة الطفل وظروف خطئه الذي نريد أن نقسو عليه ليقلع عنه.
فلا يجب أن نلجأ للإيلام لعلاج خطأ يقع لأول مرة، وإنما قد نلجأ إليه إذا تكرر.
الكثير من الآباء والأمهات لا يفرقون بين التربية وبين تلبية حاجات الأبناء وإشباعها، فيقول أحدهم مثلا: أنا أربي أولادي أحسن تربية، ظناً منه أن التربية هي توفير المسكن والمأكل والتعليم الخاص والخادم، ووسائل الترفيه المختلفة النافع منها والضار، والفرش الوثير، والحياة السهلة الناعمة، كي لا يتعرضون - من وجهة نظره - إلى ما تعرض له هو في صغره!- فهذا الظن لا يعدو أن يكون إنفاقاً أو إشباعاً لحاجات أولية قد يتلازم مع التدليل أو الحماية الزائدة للطفل مما ينشئه على حب الذات وعدم المبالاة بالآخرين، وعدم احترام ملكيتهم الخاصة، بالإضافة إلى فقد الثقة بالنفس، وعدم القدرة على الاستقلال، مما يجعله عرضة للتأثر بأفكار الآخرين، وسهولة التأثير فيه واستقطابه من قبل هذه الفئة أو تلك، وتكون النتيجة اضطراب شخصيته وتحللها وانفلاته عن الأسرة، واعتناقه لأفكار مضادة للمجتمع.
إن التربية هي جسر التواصل الممتد بيننا -نحن الآباء والأمهات- وبين أبنائنا، هي الحب الذي يستشعرونه، والحوار القائم في شتى مناحي الحياة من غير تحفظ ولا تحجيم، والخطأ كل الخطأ أن نظن أن الحوار بين الآباء والأبناء إنما يكون في سن المراهقة، أو حين يشب الأبناء، عندها في تقادي أن إقامة الحوار لن تجدي كثيراً.
إن الطفل بطبيعته كثير السؤال لتفتح ذهنه الصغير للحياة الواسعة ورغبته في استيعاب أكبر قسط ممكن من المعرفة عن كل ما يرى ويسمع، ولا يجوز لنا أن ننهره عن ذلك أو نأمره بالكف عن السؤال، فنحن إن فعلنا فإننا نغلق النافذة التي يرى منها ويتنفس ويجب أن لا نشغل عن أسئلته، مهما تفهت في نظرنا فالطفل كالنبات الصغير أحوج إلى غذاء المعرفة من الدوح الباسطة فيجب علينا أن نجيب على كل سؤال بإيضاح وتفصيل أحياناً، وبإيجاز أحياناً، وبهدوء في جميع الأحوال على أن يكون الرد على نحو يمكن للطفل أن يفهمه ويستسيغه مراعين في سنه وإدراكه حتى الأسئلة التي يراها الناس محرجة أو مخجلة لا محل للتحرج منها أو الخجل بل يمكن أن نوضحها له على نحو مبسط دون اضطراب يثير في نفس الصغير القلق.
فإذا أعيانا الجواب ويندر أن يحدث ذلك فلنلفت نظر الطفل وذهنه فجأة إلى موضوع آخر يثير انتباهه إلى أن نستعد في فرصة أخرى للإجابة على سؤاله الأول ولكن يجب علينا الحذر في استخدام هذه الطريق مع من كبر من الأطفال بعض الشيء، فأفضل لنا أن نقول لهم لا نعلم وسنبحث ونجيب عليكم.
إن المعرفة البسيطة بالأمهات والآباء تبين لنا أن معظمهم يطمحون إلى تنشئة أبناء أسوياء على كافة المستويات منها الذهنية والاجتماعية والنفسية، ولكننا نجدهم في غالب الأحيان يستثمرون جل أوقاتهم ومجهودهم وطاقاتهم بالتركيز على تنمية الجوانب الذهنية وتحديداً التحصيلية، ولا يكرسون وقتاً أو مجهوداً كبيرا ً في تنمية الطفل بشرياً، وتطوير قدراته الشخصية ليصبح شخصاً يتحلى بسمات حيوية وذات أهمية والتي من خلالها سينجح في تحقيق النجاحات الباهرة حقاً.
نجد أن الآباء والأمهات يكونون على رضى تام إن كان الأبناء قادة و"زعماء" في مدارسهم وبين زملائهم وأصدقائهم، والجدير بالذكر أن هذا الرضى يأتي في الغالب بسبب أن سمة القيادة تجعل الأبناء بارزين ومحط أنظار المحيطين بهم، وبالتالي فسيشكلون مصدر فخر وإعتزاز للأهل.
ونحن بدورنا إذ نطرح هذا الموضوع ونتعمق مع قرائنا فيه ليس فقط لطموح ورغبة الأهل بوجود ابن قائد بينهم للظهور والبروز، وإنما لأن سمة القيادة هي إحدى السمات الهامة جداً والتي نتمنى أن يتحلى بها معظم أبنائنا خاصة في زمننا هذا، ذلك أن هذه الصفة تساعد الأبناء على النجاح في كافة الأصعدة بحيث أنها تؤهلهم ليكونوا أصحاب شخصية قوية قادرة على اتخاذ القرارات، وتحدي العقبات التي تعترض طريقهم وما أكثر هذه العقبات في أيامنا هذه التي تريد أن "تسوق" جيلاً كاملاً نحو اتجاهات محددة غالباً ما تكون منافية لشرعنا الحنيف ومخالفة لعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة لذا فمن الضروري خاصة في هذا الزمان أن نعمل وبكل كد وجد وجهد على إعداد جيل قائد، لنزرع فيه القدرة على الثبات وامتلاك المؤهلات الضرورية للحفاظ على هويته وهوية أمته بعيداً عن التبعية والذوبان.
قد يظن البعض متأثراً بنماذج سلبية من القادة بأن القيادة تعني التحكم في الآخرين والتعالي عليهم، أو الأنانية في إبراز الذات أو فرض الرأي والفكر، ونذكر أن من كان كذلك قذف إلى مزابل التاريخ في حين بقي ذكر وتأثير القادة الحق قائما ًحتى يومنا هذا، لذا فيجب إن نصحح ونؤكد إن القيادة الصحيحة هي عكس التجبر والعنجهية والاستبداد بل هي مبنية على احترام الذات والآخرين والثقة بالنفس وتحمل المسؤولية، والقدرة على إدارة الأمور والنجاح في الحياة والتأثير الإيجابي في الآخرين، وإذا ما نظرنا وتأملنا جلياً في تلك النماذج من القادة الصالحين عبر التاريخ والذين قادوا مجتمعاتهم ودولهم وأحياناً أجيالاً كاملة لتأكدنا أنهم لم ينجحوا في ذلك لولا أنهم تحلوا بصفات خاصة وسمات مميزة، والجدير ذكره أن على الآباء والأمهات الذين لديهم الإدراك لأهمية تنمية القيادة عند أبنائهم، إن يعرفوا الصفات التي تتطلبها القيادة الصالحة من صاحبها وذلك لكي يدعموها ويقووها فيهم.
على الأهل السعي والعمل الدؤوب على تعليم أبنائهم وتحبيبهم في العلم والتعلم والمعرفة وعدم الاكتفاء بالحصول على شهادات تؤهلهم للعمل فقط، بل يجب محاولة دعم الأبناء للارتقاء بالعلم والدرجات الأكاديمية والانجازات العلمية والطموح الدائم للمعرفة، والتعطش للتطور والإضافة للذات والآخرين فنحن في زمن يتميز بالعلم والمعرفة والسبق للعلماء، فيكف لقائد في زمن كهذا أن لا يكون متمرساً بالعلم، كذلك فعلى القائد كما ذكرنا في سمات القيادة، أن تكون لديه ثقافة ومعلومات عامة فكيف له أن يستقرئ الواقع، ويتخذ القرارات، ويتبعه الناس ويؤثر فيهم أن لم يكن كذلك، لذا فعلى الأهل تربية الأبناء على المطالعة وحب الاكتشاف، وعدم الاكتفاء فقط في المواد التعليمية المدرسية.
على الأهل توفير حاجيات الطفل العاطفية من حب وحنان، وأمن وأمان، واستقرار عائلي لكي يوجه بدوره طاقاته إلى التطور والارتقاء، وليس إلى الانشغال في المشاكل العائلية، وإشباع رغباته العاطفية غير الملباة، ونذكر في هذا السياق أهمية قضاء الوقت مع الأبناء، فيه نلعب ونمرح، ونربي ونوجه، ونتحاور ونتناقش، فمن خلال قضاء هذا الوقت النوعي معهم نزيد من استقرارهم، وحتى قد ننمي لديهم مهارات عدة مثل إبداء الرأي، والتعبير عن الذات، والعطاء فنحن قدوة لهم في ذلك إن أعطيناهم لم يترددوا أيضاً هم في العطاء.
فعلى الأهل أن يكونوا قدوة صالحة لأبنائهم يتحلون بصفات حميدة كالصدق والأمانة وحب الخير ومساعدة المحتاجين، والإيثار والمسؤولية، وكلها أساسية في شخص القائد، ونحن نؤكد هنا على أهمية حث الأبناء على التحلي بهذه الصفات على أن يكون الأهل قدوة لهم في ذلك مما يزيد من احتمالات زيادة هذه الصفات أكثر فأكثر.
من المهم تربية الطفل على المسؤولية منذ الصغر مع مراعاة قدراته وسنه بحيث لا نحمله ما لا يطيق فيتحول من مسؤول إلى لا مبال بل وأحيانا متمرد، وتبدأ المسؤولية حين نربي الطفل أن يحافظ على ممتلكاته وما يخصه، ومن ثم أن يكون مسؤولاً عن غرفته وصولاً بأن نجعله مسؤولاً عن شيء يخصه كأن يربي نباتاً أو حيواناً ويكون مسؤولاً عن رعايته والعناية به مما يصقل به سمة المسؤولية، وذلك بأن نكلفه أداء مهمات معينة، وعلى الأهل زيادة مسؤوليته كلما كبر عمره ليصبح أكثر مسؤولية، وما أجمل أن يكون هذا مقروناً بأن نربي أبناءنا كجزء من مسؤوليتهم عن كل ما يخصهم، أنهم مسؤولون عن أبناء بيتهم، ومجتمعهم وشعبهم وأمتهم أيضاً فيأخذون بذلك مسؤولية ولو ضئيلة عنهم، وبهذا نربي جيلاً واعياً مهتماً بالآخرين ليس متآكلاً تابعاً وغير مبال.
أن أهم ما في القائد كونه مستقلاً، فعلى الأهل تربية الأبناء على الاستقلال منذ الصغر، والامتناع عن حمايتهم الزائدة، كذلك فإن لبنة الأساس في شخصية القائد.
فأن من أهم صفات القائد القدرة على اتخاذ القرارات خاصة الحاسمة والمصيرية منها، لذا من المهم أن نربيه كما قلنا على الاستقلال والثقة بالنفس وأيضاً يجب أن نحثه على اتخاذ القرارات منذ الصغر وكأننا نمرنه على هذا الأمر حتى يكتسب هذه القدرة وتتثبت لديه عند الكبر، وإذا كانت القرارات التي مكناه من اتخاذها في صغره مقتصرة على الملابس التي يرتديها، أو وجهة الرحلة التي سنخرج إليها، قد تصبح هذا القرارات في مواضيع أكثر جدية وحتمية عند الكبر.
لذا فان إتاحة الفرصة للطفل بين الحين والآخر من اتخاذ القرار تعلمه المسؤولية والتفكير في أبعاد قراره ونعلمه أن يستقرئ الواقع، وان أراد المجازفة فيكون هو المسؤول وأن لم يكن جدياً أو غير واقعي فتبعات قراره قد تعلمه درساً لا ينساه أبداً، وبهذا فإننا نصقل لديه القدرة ليس فقط على اتخاذ القرار، وإنماء أيضاً القدرة على اتخاذ القرارات السليمة، وكم من الطلاب الجامعيين من يشهدون أنهم تعرضوا للأسف لانهيارات نفسية حين انتقلوا من بيوتهم بل لنقل من "حاضناتهم" إلى الجامعات والحياة الجامعية التي تطلبت منهم الاستقلال واتخاذ القرار، فلا أب ولا أم ولا أخ ولا أخت معهم.
وتجدر الإشارة هنا أننا من الممكن أيضاً أن نستشير الأبناء ومنذ الصغر بأمور تخصنا أيضاً مع مراعاة العمر والحدود التي يجب أن تحفظ بين الآباء والأبناء، وهذا كطريقة أخرى نسهم من خلالها بتربية أبناء قادرين على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية.
فتشجيع الأبناء على الانخراط في فعاليات ونشاطات اجتماعية تساعدهم على التعرف على الآخرين وكيفية التعامل مع نوعيات مختلفة من الناس، ولكي يتعلموا مهارات الإقناع واستقطاب الآخرين بالرغم من الاختلافات القائمة فيما بينهم.
فيجب علينا عرض النماذج القيادية للأطفال إما من خلال الحوار، وإما من خلال القصص، أو حتى من خلال لقاء مع هؤلاء والتحدث إليهم والامتثال بهم والاستماع إلى فكرهم وانجازاتهم وتوصياتهم، فلقاء الناجحين قد يجعل الأبناء ناجحين، ولقاء المبدعين يجعلهم مبدعين، ولقاء القياديين يجعلهم قياديين، فلنحاول أن نكون قدوة حسنة لأبنائنا حتى يورثوها لأبنائهم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.80 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]