|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
شرح حديث أبي ذر: يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة
شرح حديث أبي ذر: يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عَنْ أبي ذَرٍّ أيضًا - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «يُصْبحُ علَى كلِّ سُلَامَى مِنْ أحدِكم صدقةٌ، فكلُّ تَسْبيحةٍ صدقةٌ، وكلُّ تحميدةٍ صدقةٌ، وكلُّ تهليلةٍ صدقةٌ، وكلُّ تكبيرةٍ صدقةٌ، وأمرٌ بالمعروفِ صدقةٌ، ونهيٌ عن المنكرِ صدقةٌ، ويُجزئُ من ذلك ركعتانِ يركعهما من الضُّحَى» رواه مسلم. «السُّلَامَى» بضمِّ السِّينِ المهمَلةِ، وتخفيفِ اللام، وفتحِ الميم: المِفْصلُ. قال العلَّامةُ ابنُ عثيمين - رحمه الله -: قال المؤلف - رحمه الله - في باب كثرةِ طرق الخيرات، فيما نقله عن أبي ذرٍّ - رضي الله عنه - أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يُصبِحُ على كلِّ سُلامَى مِنْ أحدِكم صَدَقةٌ»، السُّلَامَى هي العظام، أو مفاصل العظام، يعني أنَّه يصبح كلَّ يوم على كل واحد من الناس صدقة في كل عضوٍ من أعضائه، في كل مفصل من مفاصله، قالوا: والبدن فيه ثلاثمائة وستون مفصلًا، ما بين صغير وكبير، فيصبح على كلِّ إنسان كل يوم ثلاثمائة وستون صدقة. ولكنَّ هذا الصدقات ليست صدقات ماليَّة، بل هي عامة، كلُّ أبواب الخير صدقة، كل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّك إذا أعنتَ الرجل في دابته، وحملتَه عليها أو رفعتَ له عليها متاعه فهو صدقةٌ» كل شيءٍ صدقة، قراءة القرآن صدقة، طلب العلم صدقة، وحينئذ تكثر الصدقات، ويمكن أن يأتي الإنسان بما عليه من الصدقات، وهي ثلاثمائة وستون صدقة. ثم قال: «ويُجزئ مِن ذلك»، يعني: عن ذلك «ركعتانِ يركعُهُما مِنَ الضُّحى» يعني أنك صلَّيتَ من الضحى ركعتين؛ أجزأتْ عن كلِّ الصدقات التي عليك، وهذا من تيسير الله - عزَّ وجلَّ - على العباد. وفي الحديث دليلٌ على أنَّ الصدقة تطلقُ على ما ليس بمالٍ. وفيه أيضًا دليل على أن ركعتي الضحى سُنَّةٌ، سُنَّةٌ كلَّ يومٍ، لأنه إذا كان كل يوم عليك صدقة على كل عضو من أعضائك، وكانت الركعتان تجزئ، فهذا يقتضي أن صلاة الضحى سنة كل يوم، من أجل أن تقضي الصدقات التي عليك. قال أهل العلم: وسُنة الضحى يبتدئ وقتُها مع ارتفاع الشمس قدر رُمحٍ، يعني حوالي ربع إلى ثلث ساعة بعد الطلوع، إلى قبيل الزوال، أي إلى قبل الزوال بعشر دقائق، كل هذا وقت لصلاة الضحى، في أي وقت فيه تصلى ركعتي الضحى، ما بين ارتفاع الشمس قدر رمح إلى وقت الزوال، فإنَّه يجزئ لكن الأفضل أن تكون في آخر الوقت، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «صلاةُ الأوَّابين حين تَرْمَضُ الفِصَالُ»، يعني حين تقوم الفصال من الرمضاء لشدَّة حرارتها؛ ولهذا قال العلماء: إنَّ تأخير ركعتي الضُّحَى إلى آخر الوقت أفضل من تقديمها، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحبُّ أن تؤخَّرَ صلاةُ العشاء إلى آخر الوقتِ، إلَّا مع المشَقَّةِ. فالحاصل أنَّ الإنسانَ قد فتح الله له أبواب طرقِ الخير كثيرة، وكلُّ شيءٍ يفعله الإنسان من هذه الطرق، فإنَّ الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة. والله الموفق. «شرح رياض الصالحين» (2 /155 - 157)
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |