اسرى في سجون اللبرالية

[محسن حسين اللغبي]

الحمد لله الذي أنقذنا من ظلمة الشرك وحيرة الشك بمبعث خير الأنام وأصلي عليه صلاة تحضيه وتزلفه وتعليه وتقربه وتدنيه وعلى آله وصحبه وبعد000أرسل محمد عليه الصلاة والسلام وقد شيدت معالم الكفر والإلحاد وأحكمت معاقل الجرم والفساد وآوى كثير من الخلق إلى كهف الزندقة واستشرى في جسد ذلك العصر كل داء عضال حتى أضحى مرقداً ومزارا للأوجاع والأدواء انصهرت الفضيلة تحت وطأة نار الرذيلة فخلفت رماداً من التخلف الديني والفساد الاجتماعي فنهض الأسد الضرغام من براثنه وودع عرينه مضحيا بمهجته وهاجرا لوثير فراشه معتذراً من مقلتيه فانطلق يرسي دعائم الحق ومعالمه حتى ارتفعت أعلامه وشعت أنواره وعمت مكارمه ولقي بارئه وقد أرشد البشرية إلى المنهج الأقصد والسبيل الأرشد (لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام) وتدور الأيام دورتها وتسير الشمس في فكلها فما أشبه الليلة بالبارحة والسائمة بالسارحة لقد بداء الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بداء فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما افسد الناس لأنه في ثنايا أيام الغربة وزمن الفرقة ابتلت الأمة المحمدية بحمل مشوه وولادة قيصرية ورضاع غربي فاسد بيد أنه طاول الحولين الكاملين فترعرع غلام مثقل بضعف النمو وبلادة العقل وسوء الطباع ونتن السجية وخبث الطوية فظهر لنا طفل اللبرالية الغبي العيي الكالح الجانح ولم يعرف بعض الناس كنهه ولاحقيقته لأنه أشكل عليهم فأخذ حكم الخنثى المشكل عندهم انه العوج اللبرالي والبراز الفكري المستقى من حظيرة الغرب وروث الفحش الذي ينادون به فلماذا ينهق حمر اللبرالية لينادوا بتحرير المرأة من عفتها وكسر قيود حشمتها لتجد نفسها في سجون اللبرالية وخلف قضبان الخدعة الغربية لينتهي بها الحال كما انتهى ببني جنسها في مدن العراة ولعمر الحق إن ندائهم ومطالبتهم بحقوق المرأة نداء يراد به الشيطان الذي استبطنهم فخالط اللحم والدم والعصب والأطراف والمسامع والشغاف ثم أفضى إلى المخاخ والاصماخ ثم ارتفع فعشعش ثم باض وفرخ فحشاهم نفاقا وشقاقا ولا ضير فهم حمر اللبرالية وأيد للغرب عامة ناصبه بائسة خاسرة ترمي المكر وتسعى بالغدر هم الخونة لدينهم وبلدهم قد سلموا عقولهم للغرب فلوثوها برجسهم وداسوا عليها بنعلهم حتى سمعنا ثورهم الهائج يفصح ويقول إنعدمقيادةالمرأةللسيارةيوقعنافيإحراجاتمعالغرب ألم اقل لكم إنها الثقافة الغربية التي عشعشت في الأرواح لكنهم ظنوا أن ليس للحق رجالا تخرجوا من مدرسة النبوة فأنفسهم وأقلامهم جنة ورداء وسد منيع وحماء هم علموا أن أعظم خيوط الفتنة التي لها ينشرون في كل عصر ومصر هي هذه المرأة التي يسعون بخيلهم ورجلهم إلى إخراجها من بيت عزها ومنزل شرفها وإسقاطها من قمة فخارها إلى حضيض العهر وجعلها سلعة رخيصة في متناول أيديهم فقاتلهم الله أني يؤفكون إن هدفهم الحقيقي وسر نباحهم هو إشاعة الفاحشة في مثل هذه المجتمعات التي قامت على أكتاف آل سعود الأوفياء لدينهم المتبعون لما كان عليه والدهم الملك عبد العزيزيرحمه الله إن تراب هذا الوطن التي يسير عليه المصلحون أطهر من عفن فكرهم لقد علم هؤلاء الأوغاد أن المرأة هي اقوى سبل الفتنة وأعظم مصائد الرجال كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال (ما تركت فتنة اضر على الرجال من النساء )بيد انه ظهر بعض المتفيقهة في دبر الزمان المتعالم الوطيء البرم اللئيم الغبي البكيم ليقول عن هذا الحديث بأنه وحشي لا يصدر من النبي كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ليقرأ كل من نهق ونعق وعوا ونبح وطعن وقدح وتبجح وانبطح أن الشرع الحنيف قد حدد للمرأة خروجها ودخولها وكيفية كلامها ولباسها وعملها وزينتها وخلطتها وبين سلطانها في بيتها فقد ذكر أبي حبيب العامري في أدب النساء وابن الجوزي في أخبار النساء ملخص أعمال النساء في حضرة رسول الأمة الرحيم الشفيق أن أسماءبنت يزيد . خطيبةالنساءجاءت إلى النبي عليه الصلاةوالسلام
وكان رسول الله ،يجلس وسط أصحابه عندما دخلت عليه الصحابية أسماء بنت الصحابي يزيد بن السكن وقالت: بأبي أنت وأمي يارسول الله،أنا وافدة النساءإليك،وإني رسول من ورائي من جماعة نساء المسلمين،كلهن يقلن بقولي وعلى مثل رأيي: إن الله تعالى بعثك إلى الرجال والنساءكافة،فآمنابك واتبعناك،وإنامعشرالنساءمقصورات مُخدرات،قواعدالبيوت،وموضع شهوات الرجال،وحاملات أولادكم،وإن الرجال فضلوابالجماعات وشهودالجنائز،وإذاخرجوا للجهادحفظنالهم أموالهم،وربيناأولادهم،أفنشارك هم في الأجريارسولالله؟فالتفتالرسول إلى أصحابه أصحابه،وقال لهم: “هل سمعتم مقالةامرأةأحسن سؤالاًعن دينهامن هذه”؟فقالوا: بلىيارسولالله،ماظنناأنامرأةتهتدي إلىمثل هذا: فالتفت عليه الصلاة والسلام إليها،فقال: “انصرفي ياأسماء،واعلمي مَنْ وراءك من النساءأن حُسن تبعل إحداكن لزوجها،وطلبها لمرضاته،واتباعها لموافقته تعدل كلماذكرت !” فانصرفت،وهي تهلل وتكبراستبشاراًبماقاله رسول الله. أما قرأ هؤلاء الرعاع الأقزام الصعافقة اللئام هذا الحديث وحسن المقال لكنه شيء في نفوسهم ومكر وخداع ودجل نلتمس ذلك من دنس قولهم وفضلات شبكتهم حيث تقول فرخة من فراخهم وبغلة من بغالهم أن الإسلام ظلم المرأة زمنا طويلا ويجب عليها أن تتحرر من هذه القيود فقل لي بربك أليس هذا القول تعد على من حرم الظلم على نفسه كذبت وأرغم أنفها الأغطس الأفطس في التراب لقد تقيأت ما ملئت به جوفها من الفحش والحقد الدفين علي شرعة الله لقد ظلت المرأة مكرمة مصونة في القلوب قبل البيوت في صدر الإسلام وانتشلها من وحل الجاهلية العمياء وأنقذها من ظلام الوحشية الدامس حتى خرجت في أوروبا طائفة اللعمانية ثم انتشرت بسب الاستعمار ومن هنا نهق بعض المعجبين بهم ممن رضعوا من ألبانهم وترعرعوا في كنف الإلحاد فغسلت أدمغتهم في دهاليز الكفر ولعقوا مخاط العلمنة ليرتقوا على أعمدة الهيكل العلماني حتى سمعنا من بني جلدتنا من يقول (إن خروج الفتيات مع الفتيان من الأمور الطبيعة التي يجب على الآباء تقبلها ) ما هذا إلا نشر للدياثه في صفوف رجال النخوة فأين من يعجب بآرائهم ويطبل لهم ويرقص فرحا بما ينطقون ولعلي أذكرك بمجتمع الطهر والعفاف ممن اخرجن رجالا يفخر الزمان بهم عندما نزلت آيات الحجاب قامت فتيات الطهر ونساء العفاف فقطعن مروطهن واحتجبن بها رضي الله عنهن بينما نسمع من أسيرات اللبرالية من تقول (إن الحجاب لا يصلح إلا في مجتمع جاهلي ) والله ما الجهل إلا أبوها الذي أنجبها فبه تنطق وبئس ما تنطق ولا غرابة فلها حيضتان والتي من عقلها أحقر وأنجس إنهم ينادون بالتعليم المختلط والمساواة بين الرجال والنساء حتى إن للمرأة الحق في تعدد الأزواج وإلغاء الوكيل الشرعي وسقوط القوامة والقضاء على نظام السلطة ومزاولة الأعمال في الفنادق والمتاجر وينادون بأن تكون العفيفية المصونة مندوبة مبيعات وعاملة في الحراسات الليلة حتى تقول بعرة نكرة ملقاة في طرف مرابضهم (أتمنى أن أرى المرأة سباكة أو كهربائية ) لتنزل قدرها من مخرجة الأبطال ومربية الأجيال إلى سباكة تصبح وتمسى على النتن وأيم الله لن تجد المرأة مكانا أمنا على دينها وقيمها أعظم من العيش تحت كنف الشريعة الغراء الوارفة الضلال وإن اسعد نساء العالمين هن الغاليات المحافظات على العفة والكرامة اللآتي لايغرهن نعيق ونهيق قول قائلهم بأن لا يوجد نص واحد في القران يوجب على المرأة الحجاب ) صدقوا لأنهم والله ما قرءوا القران ولكنهم قرءوا كتب الزندقة والإلحاد والروايات الفاحشة والقصص الغرامية التي يحفظونها حفظاً يفوق أسمائهم وليعلم أمثال هؤلاء أن سياسة بلادنا ترفض هذا وتنكره كما نقل عن الملك عبد العزيز يرحمه الله كما في صحيفة أم القرى بتاريخ 3-11ـ1360قوله (أقبح ما هنالك في الأخلاق ما حصل من أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهن وفتح المجال لهن في أعمال لم يخلقن لها حتى نبذن وظائفهن الأساسية من تدبير المنزل وتربية الأطفال وتوجيه الناشئة ودخولهن في بؤرات الفساد والرذائل وادعاء ذلك من عمل التقدم فلا والله ليس من شرعنا ولا في عرفنا ولا عاداتنا ولا يرضى احد في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ولا يقبل السير عليه إلا رجل خارج عن دينه وإني لأعجب كل العجب ممن يدعي العلم وحب الرقي لامته ثم لا ينتهى عن الدعوة لذلك ) ا0هـ ولبنة تمام القول أن هؤلاء خونة لئام مسمومي الفكر والأقلام وذباب الفضائيات والإعلام فان ما يكتبونه في الصحف لا يساوي ثمن الحبرالذي يكتبون به فيا كتائب الحق في كل مكان جردوا أسنة العزائم والرد واستعينوا على رد باطلهم بالواحد الفرد اكشفوا ما في مناهجهم من الأباطيل والافتراءات وبينوا ما فيها من الزيغ والغلطات ليظهر جهل أعداء الحق وفسادهم للناظرين ولا عدوان إلا على الظالمين
كتبه /محسن حسين اللغبي