|
|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
تربية الأبناء على الأخلاق
تربية الأبناء على الأخلاق شريف عبدالعزيز الزهيري الأخلاق الذاتية هي ما يجب على المربي أن يغرسه في قلب الصبي منذ أن يعقل ويستطيع التمييز؛ لأنه قبل ذلك تتحكم في الطفل غرائزه وحاجاته ونوازعه، وأي خلل فيها يؤدي لاضطراب الصحة النفسية والجسمية والوجدانية له، وإذا حدث أن وقع الطفل في خطأ فلا يحمل عليه المربي أو الوالد أية عقوبة، بل عليه بالرفق واللين، والإرشاد للصواب، وذلك الأمر من وحي الهدي النبوي لأكرم الخلق صلى الله عليه وسلم؛ ففي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أطال السجود في الصلاة (الظهر أو العصر) فلما سئل عن السبب قال: (إن ابني [الحسن أو الحسين] ارتحلني، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته).[1] فعندما يعقل الطفل ويستطيع التمييز يبدأ الوالد بتوجيه الطفل للأخلاق الفاضلة التي يجب أن يتحلى بها، وهناك مجموعة من الأخلاق تعتبر ركائز البناء الأخلاقي الذاتي، وهي: 1- الصدق: وهو أصل الأصول الأخلاقية، ويحتاج إلى جهد لتركيزه وتثبيته، ومسؤولية الأم فيها أكبر من غيرها؛ لطول فترة مكثها مع الولد، ولتأثره الشديد بها؛ فأمانة الصدق عند الأم -وكذلك الأب- من أهم الواجبات؛ فلا يجوز للأب أو الأم خداع ولدهما بأية وسيلة -ولا على سبيل الهزل- لأن عينه معلقة بهما، وفي الحديث عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال: دعتني أمي يومًا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا؛ فقالت: تعال أعطك. فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما أردت أن تعطيه؟) قالت: أردت أن أعطيه تمرًا. فقال لها: (أما إنك لو لم تعطه شيئًا كتبت عليك كذبة)[2].إن الولد الذي يرى والده يكذب لا يمكن أن يتعلم الصدق. 2- الأدب: وهذا الخلق يتصف بأنه متشعب ومتغلغل في شتى مناحي الحياة، وهذا يدل على أهميته للولد، وأول الآداب الأدب مع الوالدين، ومع الصالحين، ومع العلماء، ومع الأقارب والإخوة والكبار، إلى غير ذلك من أنواع الآداب الاجتماعية وغيرها، ولا يوجد وصف أفضل للولد من أن يقال: ولد مؤدب محترم؛ ففيه دلالة على خصال الخير كلها إثباتًا، والشر نفيًا، ولعلنا نبسط الكلام عن الأدب في نقطة أخرى إن شاء الله تعالى. الأخلاق مع المسلمين: العلاقة بين المسلم والمسلم إما أن تكون علاقة قرابة، أو جوار، أو دراسة، أو عمل، والقاعدة الأخلاقية للمنهج تشمل كل هؤلاء. ♦ يجب على المربي أو الوالد أن يغرس في قلب ولده حب أبويه واحترامهما، ويستغل أن ذلك أمر فطري مركوز في قلب الولد؛ فيقرأ عليه الآيات والأحاديث التي تحض على مكانة الوالدين وبرهما، وخطورة عقوقهما، ويعينه على ذلك[3]؛ فلا يتشدد الوالد مع ولده في صنوف البر التي تؤدي إلى التأثير على شخصية الولد: وذلك مثل أن يغضب الوالد إذا نسي الولد أن يقبل يده، أو يقرب له حذاءه، وإنما يكون العقاب إذا أهمل في أداء البر الواجب، أو إذا ارتكب خطأً ظاهرًا: كأن يرفع صوته على أبيه أو أمه. وقد قال الغزالي رحمه الله مبينًا ذلك المعنى: (يعينهم على بره، ولا يكلفهم من البر فوق طاقتهم، ولا يلح عليهم وقت ضجرهم، ولا يمنعهم من طاعة ربهم، ولا يمنن عليهم بتربيتهم)[4]. والتطبيق العملي من الوالد لولده خير معين على ذلك؛ بأن يبر الوالد أباه أمام ولده، كما يعرف الولد بأن رضا والديه من رضا الله عز وجل ويبين له مدى الخدمات الجليلة التي أداها الوالدان لولدهما، وأنهما سبب وجوده، ويسرد له القصص التي تبين جزاء البر، وعاقبة العقوق. ♦ يجب على المربي أو الوالد أن يغرس في قلب ولده حب إخوته وأقربائه، ويجتث بذرة الحسد الموجودة عادة بين الإخوة؛ عن طريق المساواة بينهم في كل الأمور المادية والمعنوية والعاطفية، ولا يقع الوالد في المزلق الخطير بالاهتمام بالطفل الأصغر دون الأكبر؛ لأن ذلك يؤدي للحسد والكره بينهما، وربما كانت هذه المشكلة الكبرى التي تواجه الآباء والأمهات، ومن العلاجات التي كان يستخدمها آباؤنا قديمًا (وحصلت معي أنا شخصيًّا) أن يضع الأب في يد المولود قطعة حلوى، ثم يجعل الأخ الأكبر يأخذها، وهو متوهم أن أخاه الصغير قد أحضرها له، فالهدايا المتبادلة بين الإخوة هي خير وسيلة لترسيخ المحبة بينهم، كما يحاول الوالد لترسيخ المحبة بينهم أن يعقد بينهم المسابقات والألعاب التي تستنزف طاقتهم. أما الأقارب فعن طريق الزيارات العائلية، مع تشويق الأطفال لها بشراء الحلوى أو اللعب مع أطفال الأقارب، أو عمل الولائم والدعوات الكبيرة التي تقوي أواصر المحبة، ولا يعمل الوالد على إجبار الأولاد على هذه الزيارات، بل يشوقهم لها بالفسح قبلها أو بعدها. ♦ يجب على الوالد أن يعلم ولده كيف تكون العلاقة مع الآخرين من غير الأهل، وهم إما كبار فضلاء من العلماء، فيتأدب معهم، ويحفظ لهم مكانتهم، وذلك عن طريق اصطحاب الولد لصلاة الجمعة لرؤية العلماء والخطباء، ويأخذ ولده للإمام بعد الخطبة ليسلم عليه، وإما أن يكونوا في مرحلة عمرية متقاربة وهم الأصدقاء، وخير ما يفعله المربي أن يوفر الصحبة الصالحة لولده، وقد بينا قبلًا خطورة أصدقاء السوء وضررهم؛ فالطبع يسرق من الطبع الشر والخير جميعًا كما قال الغزالي رحمه الله، وخير ما يفعله الوالد أو المربي هنا أن يوفر الصحبة الصالحة لولده. الأخلاق مع غير المسلمين[5]: وهذه من الأمور الشائكة التي حصل فيها خلل ظاهر في التربية؛ حيث تأثر مفهوم العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين عند الكثيرين تحت وطأة الحملات الدعائية الكاذبة، والإعلام المزيف، والحق أن هذه العلاقة لا بد لها من أطر عامة تحكمها، وهي: ♦ أن يربي المربي ولده على معرفة مظاهر انحراف الكفار في السلوك والأخلاق والعقائد، وعداوتهم للرسول صلى الله عليه وسلم، وكيدهم له عبر دعوته، ومحاولاتهم اغتياله، حتى يرسخ في قلب الصبي مفهوم البراء من الكافرين، ويبين له كيف أن الله عز وجل يبغضهم، وأنه عز وجل يمهلهم في الدنيا حتى ينتقم منهم في الآخرة أشد انتقام. ♦ أن يربيه أيضًا على عدم الاختلاط معهم إلا حال الضرورة: مثل الدراسة، أو العمل، وعليه ألا يبدأ الكفار بالسلام، ويرد عليهم إن سلموا عليه بقوله (وعليكم)، وأن يربيه على الاستعلاء بدينه أمامهم، وألا يتشبه بهم في أية عادة أو سلوك، وأن يبتعد عن أماكن لهوهم وأعيادهم، وأن يشغل ولده عن الاهتمام بعاداتهم وتقاليدهم: مثل حفلات عيد الميلاد، وذلك عن طريق الحفلات الشرعية، كحفلات الزواج، أو العقائق، وكذلك لا يجعله يقلدهم في ملابسهم، ولا قصة شعرهم؛ بأن يصف له شباب الإسلام الجادين، والصحبة المسلمة الصالحة. ♦ أن يربيه أيضًا على معرفة كيد الكفار بالمسلمين، وأنهم لا يحبون المسلمين، ولا يرضون عنهم أبدًا إلا باتباعهم لملتهم؛ كما قال الحق: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [البقرة:120]، ويروي له وقائع عن ذلك.. ثم يربطها بالواقع وما يجري في بلاد: البوسنة، وكشمير، وكوسوفا، وغير ذلك... [1] "النسائي" (1141)، "أحمد" (15603). [2] "أبو داود" الآداب (4991). [3] ورد في ذلك المعنى حديث ضعيف: "رحم الله والدًا أعان ولده على بره" "ضعيف الجامع". [4] "مسؤولية الأب" ص(211). [5] مستفاد بتصرف من "مسؤولية الأب" ص(245).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |