عناية الأنبياء بزوجاتهم في ضوء القرآن الكريم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أبو بكر الصديق رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 8 )           »          لماذا يصمت العالم عن المجاعة في غزة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أعمال تعدل أجر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          البلاء في حقك: نعمةٌ أو نقمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          شرح النووي لحديث: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          شرح النووي لحديث: ارم فداك أبي وأمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          شرح النووي لحديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أنسيت بأنك في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-06-2019, 07:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي عناية الأنبياء بزوجاتهم في ضوء القرآن الكريم

عناية الأنبياء بزوجاتهم في ضوء القرآن الكريم



حمزة عبدالله سعادة شواهنة








الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيِّين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإنَّ الأسرة هي النواة الأولى لبناء المجتمع، وتعتبر الزوجة حَجَرَ الأساسالذي يقوم عليها بناءالأسرة، كما أنَّ وجود الزوجة في البيت عاملٌ مُهِمٌّ في وجود النشء الصالح، وكلُّ ذلك يستوجب من الزوج حُسْنَ رعايةالزوجة، والسعي في إصلاحها، ولعلَّ العلاقات القائمة بين الأنبياء مع زوجاتهم التي عُنيتْ بها كثيرٌ من آيات القرآن الكريم تُعَدُّ منهجًا تربويًّا متكاملًا في التعامُل مع الزوجات؛ لكونها صادرةً عن صفوة الخَلْق المعصومين، وسادات الخلائق، والأسوة الحسنة.




ومما يزيد من أهمية الحديث عن عناية الأنبياء بزوجاتهم في الوقت الحاضر- أنَّ كثيرًا من الأزواج قد أَهملوا العناية بزوجاتهم؛ مما نتَج عن ذلك انحرافٌ شديدٌ في الأُسَر المسلمة، أضِفْ إلى ذلك أنَّ الأسرة المسلمة اليوم تعيش في زمن انتشرتْ فيه وسائلُ الإفساد؛ لذا كان لزامًا على الأزواج أن يُضاعِفُوا الجهود في إصلاح أهلهم.




ولقد ضرَب أنبياء الله عليهم السلام المثَلَ الأعلى في العناية بزوجاتهم، ومن خلال استقراء آيات القرآن الكريم ظهَر أنَّ حِرْصَ الأنبياء عليهم السلام على أهل بيتهم تجلَّى لدى العديد منهم صراحة، ومن تلك الثُّلَّة المباركة نبي الله موسى؛حيث ذكر الله عز وجل عناية موسى عليه السلام بأهل بيته في القرآن الكريم، وذلك في خشيته على ذُرِّيته من برد الليل أثناء مسيرهم من مَدْيَن إلى مصر؛ كما قال الله عز وجل: ﴿ إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ﴾ [النمل: 7].




ويُلحَظ من الآية - موضع البحث - أمران:

1- أنَّ عناية موسىعليه السلام بأهله، وخشيته على ذُرِّيته من الضَّرَر وقعَتْ قبل النبوَّة، فللمسلمِ أن يعجَبَ من شدَّة حرصه على آل بيته بعد النبوَّة والاصطفاء.




2- أنَّ عناية موسى عليه السلام بأهله لم تقتصِرْ على دُنياهم؛ وإنما كان عليه السلامأتمَّ عنايةً بدينهم، وفي هذا عبرة للأزواج الذين يبذلون أقصى الأسباب من أجل زيادة المستوى المادي في دُنياهم، وفي الوقت نفسه لا يعتنُون بأداء أهل بيتهم للصلاة وغيرها من أحكام الإسلام، وقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].




ومن تلك الثُّلَّة المباركة نبي اللهمحمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث ذكر الله عز وجل عناية رسول اللهمحمد صلى الله عليه وسلم بأهل بيته في القرآن الكريم، وذلك في موضعين من القرآن الكريم، وهما:

الأول: امتثال محمد صلى الله عليه وسلم لأمر ربِّه عز وجل له بِحَثِّ أهل بيته على الصلاة، كما أمره عز وجل بذلك قائلًا: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى [طه: 132].




وفي حرصِ نبينا صلى الله عليه وسلم على آل بيته، وكمال عنايته بأهله على الرغم من كثرة مشاغله - أكبرُ ردٍّ على الأزواج عامة والمصلحين والمربِّين خاصَّة في تذرُّعِهم بكثرة مشاغلهم وضِيْق أوقاتهم عن التفرُّغ لإصلاح أُسَرِهم، فها هو نبيُّنا صلى الله عليه وسلم لم يترُكْ أحدًا من ذُرِّيته دون عناية صغيرًا كان أو كبيرًا.




والثاني: امتثال محمد صلى الله عليه وسلم لأمر ربِّه عز وجل في ستر نساء وبنات بيت النبوَّة كما أمره عز وجل بذلك قائلًا: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 59].




ويُعلِّل ابن عاشور ابتداء الآية بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبناته بقوله: "لأنهُنَّ أكمَلُ النساء، فذِكْرُهُنَّ من ذِكْر بعض أفراد العامِّ للاهتمام به"[1].



ويتجلَّى من آية الحجاب - موضع البحث- أثر القدوة؛ حيث تولَّى الله عز وجل بنفسه تطهير بيت النبوة؛ وذلك لِعِظَمِ خطورة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم في حقل الدعوة؛ إذ إنَّ الدعوة إلى الله عز وجل تقوم على أمرين متلازمين؛ هما: القدوة والبيان، أمَّا البيان: فقد قام به النبي صلى الله عليه وسلم أتمَّ قيام؛ لكنَّ القدوة يجب أن تكون في شخصه وأهل بيته ونسائه وبناته، وفي هذا حَثٌّ للدُّعاة أن تظلَّ بيوتُهم شامةً بين الناس؛ حتى تؤتي دعوتُهم ثمارَها.




ومن تلك الثُّلَّة المباركة نبي الله إبراهيم عليه السلام؛ حيث استجاب إبراهيم عليه السلام لربِّه، وترَكَ زوجتَه هاجَرَ وابنَه في وادٍ لا يوجد فيه ماء؛ كما قال الله عز وجل: ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ [إبراهيم: 37]، وفي استجابة إبراهيم عليه السلام لأمر ربِّه عز وجل أعظمُ عناية بأهل بيته؛ لأن في اتِّباع الأمر الإلهي نجاةً للناصح ولأهله من الجحيم، ومن هنا ينبغي على المسلم ألَّا يُطيعَ زوجتَه في معصية الله؛ بل يجب عليه أن يكون عونًا لها على طاعة الله.




والجدير بالذكر أنَّ الزوج الصالح قد لا يتمكَّن من إصلاح زوجته، وهذا قليلٌ كما حصل مع نوح عليه السلام في امرأته؛ حيث غرقت مع مَنْ غرق من قوم نوح، ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿ فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ [المؤمنون: 27] وكذلك كما ابتُلي لوط عليه السلام مع امرأته؛ حيث هلكت امرأة لوط عليه السلام مع الهالكين؛ كما قال تعالى: ﴿ قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ [هود: 81].




وفي ابتلاء الله عز وجل لنبيَّيْهِ الكريمين نوح ولوط عليهما السلام في امرأتيهما - حِكَمٌ كثيرة؛ منها: تسلية وتعزية مَنْ ابتُلي بزوجة مخالفة، ومن الحِكَم أيضًا بيان أنَّ هداية القلوب لا يملِكُها النبي فضلًا عن غيره؛كما قال عز وجل: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [القصص: 56]، ومع ذلك ينبغي على الزوج أن يبذل الأسباب جميعها، ثُم يكِل النتائج بعد ذلك إلى مسبِّب الأسبابعز وجل.




وإنه يَحسُن بنا في نهاية المقال أن نُعرِّجَ على أهمِّ الجوانب التربوية والأخلاقية المستنبطة من عنايةالأنبياء عليهم الصلاة والسلام بزوجاتهم من خلال القرآن الكريم، ومن هذه الجوانب الدعاء بإلحاح لأهل البيت؛ حيث حرص الأنبياء على تكثيف الدعاء لزوجاتهم، ولا شكَّ أنَّ سؤال الله عز وجل الزوجةَ الصالحةَ دأْبُ الأنبياء والمرسلين، ومن خصال الصالحين؛ كما ذكَر الله عز وجل عن عِباد الرحمن أنهم يقولون: ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74].




ومن تلك الجوانب التربوية المستفادة أيضًا الخشية على الزوجات من الضَّرَر؛حيث اعتنى الأنبياء بصحة زوجاتهم، وسلامتهن من الأذى، ومن صور خشية الأنبياء على زوجاتهم من الضرر- خشية موسى عز وجل على ذُرِّيته من البَرْد، وكذلك امتثال محمد صلى الله عليه وسلملأمر ربِّه عز وجل في ستر نساء وبنات بيت النبوَّة، وفي ذلك صيانة لهنَّ من أذى الفاسدين.




وتبيَّنَ ممَّا سبق أنَّ الأنبياء أعظمُ الناس قيامًا بشأن المسؤولية عمومًا ومع أهل بيتهم وذُرِّيتهم خصوصًا، وعليه ليس للأزواج إلَّا أن يقتدوا بالأنبياء، ويسيروا على نهجهم، وألَّا يُفرِّطوا في نعمة الزوجة الصالحة؛ حتى تمنح الأسرة السعادة في الدنيا والآخرة.




﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ﴾ [الفرقان: 74]، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.





[1] ابن عاشور؛ التحرير والتنوير (22/ 106).







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.20 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]