لا سبيل للتنفيس الا القلم .. بعض ما كتبه ذوي الأسرى .. توصله لكم أطياف المجد - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3952 - عددالزوار : 391058 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4419 - عددالزوار : 856539 )           »          حق الجار والضيف وفضل الصمت.محاضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          حبل الله قبل كلّ سبب وفوقه .! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          اضربوا لي معكم بسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ونَزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أنت وصديقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          التشجيع القوة الدافعة إلى الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          شجاعة السلطان عبد الحميد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-04-2009, 05:04 PM
العربي الساهر العربي الساهر غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مكان الإقامة: عـــــ الحبيبة وعروسة البحار ــــــدن
الجنس :
المشاركات: 297
افتراضي لا سبيل للتنفيس الا القلم .. بعض ما كتبه ذوي الأسرى .. توصله لكم أطياف المجد



دقيـ 45 ــقــة ....


[بقلم: جمانة الجعبري]



جاءها الصوت عبر الهاتف: بشراك!! وأخيراً حصلت على تصريحٍ للزيارة، وبعد عشر دقائق سأكون عندك... وانقطع الاتصال.



أمسكت الهاتف بذهول وتسمرت في مكانها لا تصدق ما تسمع... وأخذت تسائل نفسها: معقول وأخيراً سأراه بعد خمس سنوات... يا الله، سبحانك ربي ما أكرمك وأخيراً بعد كل هذا البعد والألم تُقدِر له من يخترق سياج سجنه وأكون أنا من تخترق هذا السياج... يا ربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك...



وصلها التصريح بللته بدموعها ضمته إلى صدرها حفظت رسم كل حروفه كان تصريحاً لمرةٍ واحدة ولكن لا بأس فعلى رأي المثل القائل: "الريحة ولا العدم"، كانت تتمنى أن تعلم كل الدنيا بخبر زيارتها القريبة التي ستكون بعد أسبوعين من الآن لتشاركها طعم الشعور بالفرحة الذي بات غريباً نادراً.



من لحظة استلامها للتصريح بدأت التحضيرات والزيارات والاستشارات والاستفسارات فهذه أول مرة تخوض فيها هذه التجربة التي طالما سمعت عن تعقيداتها، أرادت أن تعرف الإجراءات وما هي الأغراض المسموح بإدخالها من ملابس وخلافه، فالصليب الأحمر هو وسيلة التوصيل وفي كثير من الأحيان يستغرق وصول المستلزمات شهر أو أكثر وأحياناً لا تصل ولا تسترد!!



من خلال أسئلتها حصلت على الكثير من المعلومات مفادها أن الطريق لا تخلو من المفاجآت ولا يمكن التكهن بما سيحدث فالأمر برمته خاضع لمزاج الجنود الصهاينة وكانت المفاجأة الكبيرة بالنسبة لها أن مدة الزيارة لا تتعدى خمسةً وأربعين دقيقة فقط لا غير!!!!



كلما اقترب موعد الزيارة زاد قلقها واضطرابها فهي ستزور خطيبها الذي لا تعرفه!! خطيبها الذي اعتقل بعد شهرٍ من عقد قرانهما، والذي لم تره نهائياً خلال الخمسة أعوام الماضية ولم يكلمها عبر الهاتف إلا مراتٍ معدودة، وما كان يصلها من معلومات عبر المحامي لم يكن ليشفي الغليل أو يريح البال، فأي خطبةٍ مقطوعة الأوصال هذه... ولكن لا بأس فهي تحتسب أجرها عند الله تعالى وهي واحدة من ألوف النساء اللواتي يعانين ذات معاناتها ولا يمكن أن تكون أقل منهن خصوصاً وأنها آمنت بأن الحرية لن تتحقق على أرض الواقع دون ضريبة تدفع من الأعمار والدماء.



انطلقت تحمل قلبها الصغير الذي أتعبها بشدة خفقانه منذ عرفت بأمر الزيارة، وتحمل معها إضافةً لذلك حقيبة فيها أهم ما يحتاجه هناك وراء السدود الحديدية وكماً هائلاً من الرسائل الشفوية من أهله وأصحابه... وبدأت مراسيم الرحلة من الساحة السادسة صباحاً انطلاقاً من أمام مقر الصليب الأحمر، عجائز وشيوخ وصبايا وأطفال ما دون سن السادسة عشرة، انطلقوا وسط البرد القارص باتجاه السجن، كانت تجربتها الأولى وكانت طويلة معقدة مليئة بالمعيقات ونقاط التفتيش والتسليم، فمكان للتفتيش الإلكتروني وآخر للتفتيش الجسدي وثالث لتسليم الأوراق ورابع لتسليم الحقيبة ثم ركوب الحافلات الصهيونية ثم إعادة كرة التفتيش مرة أخرى حتى الوصول للسجن، وهناك تعقيدات أخرى ومن ضمنها تقسيم الناس أفواجاً أفواجاً لأجل الزيارة وكان نصيبها أن تكون في الفوج الأخير!!! ومرت الساعات بطيئة قاتلة ملأى بالهواجس والأفكار المزعجة والترقب...



وعلى الطرف الآخر كان ينتظر هو الآخر ويعد نفسه لهذا اللقاء الذي انتظره سنواته الخمس بأيامها ولياليها ودقائقها، لقد تعبت ساعته من كثرة نظره إليها وسئمت المرآة كثرة تلميعه لها ومطالعة وجهه فيها... وكلما طال عليه الوقت قطع الأمل واعتقد أن أحداً لن يأتي لزيارته وفي ساعات المساء قطع الشك باليقين عندما تهللت أساريره فرحاً بنداء الجندي الصهيوني على اسمه متبوعة بـِ لك زيارة أسرع...



خمسة وأربعون دقيقة كانت هي العمر الممنوح الذي تحركت فيه عجلة الزمن بشكلٍ سريعٍ مفاجئ مثقلٍ بالمشاعر المختلطة ...فرح حزن ... حب كره ... وعشقٌ ناله شيء من سقيا رحمة فأزهر وأورق في عز القحط والجفاف.



كان ينتظرها بشوقٍ وخوف، خشي عليها من نظرته الباردة وصمته الذي أزعج من قاسموه الشبح والتعذيب ورطوبة الزنازين... كان يخاف عليها من قلبٍ تعلقت به وظنّ أنه ما عاد موجوداً فإذا به يرفرف كعصفورٍ تفلت من بين يدي صياده... بمجرد رؤيتها كادت جفونه تتجمد في مكانها... كان ينظر إليها بملئ عينيه، يحاول منع جفنيه من أن تطرفا خشية أن يخسر جزءاً من الثانية لا يرى فيها من قاسمته كل لحظات الأسر الطويلة التي نازعت قلبه استئثاره حب الوطن... تلك التي كان ينظم لها أجمل الأشعار وكلما همّ بكتابة شيء على كراريس السجن المهددة بالإعدام تراجع، فمحبوبته أغلى من أن تسكن ورقة قد يطلع عليها طفيلي أو يحرقها سجان... مكانها الطبيعي قلبه وعقله ومسرى دمه...



انسابت كلماته عبر الهاتف والحاجز الزجاجي سائلاً: كيف حالك؟ ...


كانت تهم أن تقول له مشتاقة ولكنها أجابته على استحياء وعيناها تهربان منه إليه: الحمد لله وأنت كيف حالك؟ ...


فأجابها بملئ فيه وتعبيرات وجهه أكثر منه بلاغةً: مشتاق جداً...


سألها عن الأهل والأحباب وهي تجيبه باقتضاب محاولةً التمعن في وجهه، ثم سألها عن حالها فتركت الكلام وأسلمت زمام أمرها لعينيها ففاضتا بكل ما كانت تخبئه طوال هاتيك السنين...


جعل يخاطبها وهي تبكي بحرقة تارة تتعلق عينيها بعينيه وتارة تطرق فتروي الأرض بدموعها... ولا زال يسألها ما بك وهي لا تجيب وكم حاول التخفيف عنها وما من فائدة ويعود ليسألها مرة أخرى ما بك؟... ولكن ماذا تراها تقول... هل تقول له لقد قتلني شوقي إليك حتى هَرِمتُ قبل الأوان ولكن ما هَرِمَ القلب وما توقف العقل عن التفكير بك ... هل تقول له لقد أنساني البعد ملامحك حتى أصبحت أداوم النظر إلى صورتك صباح مساء... هل تقول له بُعدُك جعلني مستباحة الحمى حتى ضقت ذرعاً بلوم اللائمين وشماتة الشامتين ...


وفجأة قطع حبل أفكارها وقال لها: يا بنت الناس أظن أني ظلمتك بارتباطك بي .. لقد بقي لي عشرة أعوامٍ أخرى ولك الخيار إما أن تبقي على ذمتي وهذا ما أتمناه أو أن تمضي في سبيل سعادتك وسأتمنى لك كل خير عن رضا و... فأسكتته بنظرة استنكار وغالبت نفسها على الكلام قائلةً: وهل اشتكيت لك... هل هكذا تُفهم دموعي...قالت له بعينين تفيضان دمعاً وثغرٍ يفتر عن ابتسامةٍ أثقلتها الدموع والألم المنبعث من عمق الروح: والله لن أكون أقل من أمينة قطب* حتى لو لم تجمعنا الدنيا لحظة واحدة... وفي تلك اللحظة فرق بينهما إعلان السجان عن انتهاء الخمس وأربعين دقيقة وغادر كلٌ منهما مكانه دون أن يدير ظهره للآخر حتى فرقت بينهما الأسيجة والأبواب...



غادرا وقد ازدادت جذوة حبهما اشتعالاً فالخمس وأربعين دقيقة هذه التي منحهما إياها السجان ليكسر روتين الزمن المتوقف منذ خمسة أعوامٍ خلون كانت كافيةً لتذيب جبل الجليد الذي غلف قلبيهما أو هكذا هيئ إليهما...غادر كلُ منهما إلى عالم الوحدة الذي يعيش يحمل بين يديه زهرة أملٍ جديد وُلد على أعتاب السجن رجع كلٌ منهما إلى حياته السابقة بروحٍ جديدة يحدث كلٌ منهما نفسه قائلاً ستدور عجلة الزمن وستنقضي السنوات القادمة كما السابقة وسيمضي السجان وسيبقى حبنا وسيبقى الوطن.



*أمينة قطب: هي أخت سيد قطب وزوجة كمال السنانيري الذي كان محكوماً 25 سنة مع الأشغال الشاقة المؤبدة بعد تخفيف حكم الإعدام عنه، خطبها من أخيها سيد قطب بعد مضي خمس سنوات على اعتقاله عندما التقاه في مستشفى السجن، فقبلت طلبه على الرغم من علمها بالمدة الباقية له في السجن والمقدرة بعشرين عاماً أخرى وتم العقد، ولما أحس بمشقتها جراء السفر إلى السجن خيرها بين البقاء على العهد أو الطلاق فاختارت أن تبقى على ذمته وفاءً له، وقدر الله تعالى لهما الزواج بعد 17 عشر عاماً على خطبتهما، وفي بداية عام زواجهما السادس اعتقل مرة أخرى ولقي من العذاب ما لقي حتى لقي ربه شهيداً فكتبت أمينة قطب تقول:


هل ترانا نلتقي أم أنها***كانت اللقيا على أرض السراب؟!

ثم ولَّت وتلاشى ظلُّهـا*** واستحالت ذكرياتٍ للعذاب

هكذا يسأل قلبي كلما***طالت الأيام من بعـد الغياب

فإذا طيفك يرنو باسماً***وكأني في استماع للجواب

أولم نمضِ على الدرب معاً***كي يعود الخير للأرض اليباب

فمضينا في طريق شائك***نتخلى فيه عن كل الرغاب

ودفنَّا الشوق في أعماقنا***ومضينا في رضاء واحتساب

قد تعاهدنا على السير معًا***ثم عاجلت مُجيبًا للذهاب

حين ناداك ربٌّ منعمٌ *** لحياة في جنان ورحاب
__________________
أطيــ المجد ـاف
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-04-2009, 06:00 PM
العربي الساهر العربي الساهر غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مكان الإقامة: عـــــ الحبيبة وعروسة البحار ــــــدن
الجنس :
المشاركات: 297
افتراضي

يا أخي يا حبة الروح ... يا رفيق الدرب ونور العين ..
بانتظارك يا أخي..

جمانة الجعبري / الخليل

يا أخي يا حبة الروح ... يا رفيق الدرب ونور العين ... يا من علمتني وهذبتني وأخذت بيدي إلى طريق الرشاد ... يا أخي منذ أثقلتك القيود و ابتلعتك غرف التحقيق والزنازين وأنا انتظرك ... أنتظرك مع كل فجر جديد وأشتاق لوقع خطواتك سائراً باشتياق للمحراب تبدأ رحلة تنفسك قبل أن تفتح الشمس عينيها تسابق العصافير في زقزقتها و الحمائم في نوحها ... كم أحن لصوت الأذان ينساب من روحك صافياً عذباً وأشتاق لترانيمك وشدوك ... وتنتظر روحي أن تحلق بها في ملكوت الله بطيب تجويدك وعذب قراءتك... أنتظرك يا أخي تدخل البيت متسللاً مخضباً بالشحبار والسخام ومعطراً برائحة الإطارات المحترقة تشير لي من بعيد هل الطريق سالك ؟ هل هناك أحد من الحرس في الطريق ؟ ثم تشق طريقك إلى الحمام وتخرج مبتهجاً ابتهاج المنتصرين ... أنتظرك وأغمض عيني علّ طيفك يمر بين جفني فأعتقله وأمسكه من تلابيبه وأرتاح من ملاحقته ...أنتظرك وأتذكر يوم كنا صغاراً تتعالى أكفنا وأصواتنا ... يوم كنا كالديوك صباحاً وكالحمائم في ساعات المساء أتذكر كيف كنت تتفنن في إغضابي ... ولا أنسى عندما كنا نتفق على الجميع ونرفع راية الوحدة على من سوانا ... أتذكر أحلامنا الوردية التي كنا نرسمها بقطرات الندى بمعية نور القمر والنجوم وهمساتها و همهماتها ... أتذكرك مع كل كتاب ومجلة وشريط أهديتني إياه أو أتيتني به من المسجد ،أنتظرك يا أخي وأتذكر كل لحظة عشت فيها العمر بقربك .

أتذكُر يا أخي روما التي حلمنا بفتحها ؟ كم تخيلنا أسوارها مزينة برايات التوحيد ندخلها فاتحين مكللين بالغار والزيتون ... فأحلامنا تجاوزت حدود الوطن آمنَّا بنصر الله لنا إن نحن نصرناه وأن معركة التحرير باتت وشيكة والنتيجة محسومة ومعروفة نصر مؤزر يضج في فضاءات هذا الكون ، ولكنهم اعتقلوا أحلامك يا أخي كما اعتقلوك .

وها هي الأيام تمر ويطول حجزك ويصدأ قيدك ويصدأ قلبي وأشعر بالغربة؛ فقد غاب عني مؤنسي و سندي غاب من أشعل في طريقي القناديل وأعدني للوقوف في وجه الطوفان ، ولكني لم أتخيل أن أقف في وجهه وحدي ، بُعدك يا أخي علمني معنى الوحدة وسقاني كأس الحزن حتى ارتويت ... ولكني لم أنساك فإنك تمر بخاطري ليل نهار أدعو لك في جوف الليل وفي ساعات السحر أن يخفف الله عنك ضيق التحقيق وأن يرزقك النوم أمنة نعاساً ... أدعو لك بالصبر والثبات يا ثابت ... أتراك يا أخي أحسست بأنفاسي الحرّى تقطع الفيافي إليك أتراك سمعت نجواي تتسرب من بين شقوق الزنزانة ... أتراك شعرت براحة تتفجر في قلبك في ساعات دعائي لك ؟

يا ثابت كم نفتقدك ... افتقدك الأهل والأحباب ورفاق الدرب واشتاقت إليك شجرة البلوط وسفح الجبل ...أفتقدك يا ثابت وأبحث عنك في الشارع مع أطفال الحي مع الشباب مع الشيوخ ... أبحث عنك في زوايا البيت أرقب مكانك خالياً على موائد الإفطار في رمضان فأكتم العبرة وأبلع الغصة وأدعو لك ...أتذكُر كيف كنا نعد العدة لإحياء رمضان وكيف كنا ننتظر حلول العيد بشغف لنرسم البسمة على شفاه الآخرين ونحتفل به رغم كل المنغصات ، رغم الاحتلال والاعتقال والاستهداف ... يا أخي لم يعد لصباحات العيد بهجة بدونك فعيدي يوم تعود وعيدنا يوم تعود القدس يوم نصلي في الأقصى تحت ظلال السيوف ... يا أخي لا زلت أنتظرك يوم العيد لتنثر علينا من ريحان روحك وتعطر أجواءنا بأريج قلبك .

ثم كان أن رأيتك يا أخي خلف القضبان فمتُّ واقفة في شموخ وانكسرت نفسي وتجمد على لساني كل بيان ... فمكان الصقور السماء ومكان الأحرار التحليق في الفضاء ... مكانك يا أخي بين النجوم ولكنك ومن معك صنعتم خلف القضبان وطناً للنجوم وتألقتم هناك... حينما رأيتك انهرت في داخلي وكتمت الألم الذي كاد يتفجر من عيني خشية عليك وتثبيتاً لك، ولكنك أشربتني من قوتك وزرعت في نفسي شيئاً من صبرك وصمودك وطوقتني بعزتك ، وقلت لي يا أخية هذا زمنكم لهذا اليوم أنا أعددتك فاثبتي وامضِ واحمِ ظهري وكوني أنا وتنفسي عني هواء الحرية ..

يا أخية لا تتألمي لا تتراجعي فإننا نرسم في مدافن الأحياء حكاية الثبات ونعيش ملحمة الصمود ، فاجتهدي وتجملي بالصبر واحملي فكري لتكوني من أبطال تلك الملحمة وانتظريني حتى أعود ، فلا السجن سيبقى ولا السجان ، انتظريني واكتبي فصولاً من وهمهم بأن يكسروا شوكتنا ويضعوا في معاصم جهادنا القيود ، انتظريني وأعدي بيارق التحرير فحلمنا ليس ببعيد ، والنصر بات وشيكاً يحتاج شيئاً من جهدٍ ودماءٍ وبارودٍ ... يا أخية انتظريني حتى أعود .

__________________
أطيــ المجد ـاف

التعديل الأخير تم بواسطة الفراشة المتألقة ; 20-04-2009 الساعة 01:53 PM.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-04-2009, 06:03 PM
العربي الساهر العربي الساهر غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مكان الإقامة: عـــــ الحبيبة وعروسة البحار ــــــدن
الجنس :
المشاركات: 297
افتراضي

غريبـــــــــــة بلا وطــــــــــــــــن


بقلم هبه العملة (ابنة الأسير حماد حسن العملة) رئيس بلدية بيت أولا- الخليل

أريد أن أقص حكايتي ففيها العمر يشتكي والصبر ينحني ولا ادري ما حيلتي فلا الأيام تعطيني ولا الأحلام تأتيني لا ادري أكنت متسرعة عندما قررت اللحاق بزوجي وترك أحضان أهلي اللذين لبثت عندهم من العمر سنين تزوجني ابن عم لي وأنا في المرحلة الثانوية وكنا من سكان الأردن حينها.


كنا أنا وزوجي نفكر كيف سنبني مستقبلنا ومستقبل أطفالنا وكيف سنسعدهم في ذلك الزمن الذي لا يرحم احد.


والدا زوجي كانا يسكنان في ارض فلسطين الحبيبة. وقتها كانا في أمس الحاجة إلى احد من أبنائهم ليرعاهم وقد وصلا مرحلة متقدمة من العمر وكان أبنائهم يسكنون الأردن. لا احد منهم استجاب لنداء والديه ، سوى زوجي الذي كان كل همه إرضاء ربه ومن ثم إرضاء والديه اللذان ربياه أحسن تربية فلحقت بركب زوجي الذي عاد إلى أهله ووطنه ليحمهما ويبذل ما في وسعه من اجلهم .



لم أكن حينها مواطنة بل جئت إلى هذه الأرض وكلي يقين أني سأرجع إلى مسقط راسي.


حاولت حينها أن أساعد زوجي في تحمل هذه المسؤولية قدر استطاعتي لكني كنت اخفي في نفسي الم فراق أهلي وكان زوجي حينها يشعر بألمي وحزني حاول أن ينسني هذا الألم ويخفف عني ويطمئنني أننا سنرجع إلى هذه الأرض لم يكن يعلم حينها انه سيمنع من الخروج منها لأسباب أمنية .



فعندما جئنا إلى هنا كانت قد انطلقت انتفاضة الحجر وكان كل الشباب الغيورين على وطنهم قد هبت لديهم الحمية للدفاع عن هذه الأرض الغالية ولو بالحجارة التي ترهب هذا المحتل الغاشم ،حينها أنجبت ابنتي هبه التي عزمت أن تقص روايتي المؤلمة والتي تخط السطور بين أيديكم لتنقل مأساة شعب حزين مدمر يعاني الأسى . والحرمان التحق زوجي بركب المجاهدين وكان يقوم هو ورفاقه بالدفاع عن هذا الوطن بكل ما يملكون.



فتوليت مساعدتهم بكل ما املك أقوم بخدمتهم ورعايتهم لم يلبثوا فترة وجيزة وإذا بحملة اعتقال شرسة قامت بها جنود الاحتلال لكل فدائي فلسطيني فيه ذرة حمية كان من ضمن هذه الحملة زوجي الحبيب ،لم أتمالك نفسي حينها فكل ما املك من هذه الدنيا سوف يذهب والى أين إلى مرج الزهور إبعاد؟ نعم سوف يبعدوهم إلى ارض لا ماء فيها ولا كلا ، والد زوجي توفي آنذاك بسبب مرض عضال الم به أما والدة زوجي فمن شدة حزنها على ابنها الذي ذهب عنها في لمح البصر ولم تكتمل برؤيته توفيت هي الأخرى . أما أنا فأهلي بعيدين وزوجي مبعد ووالداه أبعدا إلى الحياة الآخرة أما أبنائي فهم القشة التي علقت بها حينها من سيحميهم ويرعاهم .



أين تلك الأحلام النرجسية التي كنا نحلمها تبددت في لحظات ، كان بإمكاني حينها أن اخرج من هذه البلاد واذهب إلى أهلي في الأردن واترك زوجي يعاني مرارة القسوة والحرمان لوحده لكن إيماني بالله وإيماني برجوع زوجي وحبي له وتمسكي بأبنائي بدد هذه الأوهام فعكفت على تربية أولادي لم تطل مدة إبعاد زوجي سوى سنة واحدة ،ستستغربون أن سنة هي مدة قصيرة في نظري لان القادم أعظم ،أذكر حين عاد إلينا زوجي ، ابني الصغير احمد لم يعرفه وهرب منه فاخذ زوجي يلاطفه لكنه بعد شهرين اخذ ينادي "بابا" حينها اعتقلوه مرة أخرى مما زاد ذلك من همي وحزني.



ولكن بعد شهرين عاد لنا يحمل إيمانا ويقينا صلبا كقوة الجبال ،اخذ زوجي يعمل على مساعدتي في تربية أبنائي وتوفير ما يحتاجونه من مستلزمات الحياة.



لكن فكرة الجهاد تلك لم تخرج من مخيلته فقام بإيواء مجاهدين مطاردين من قبل قوات الاحتلال فقام الصهاينة مرة أخرى باعتقاله وتطول مدة الاعتقال هذه ويزيد همي وحزني فماذا عساني فاعلة حينها إلا أن أصبر على هذا الوضع الذي أنا فيه



كنت أتغلب في زيارة زوجي خاصة أني لا احمل الهوية الفلسطينية فكانوا يصدرون لي تصريحا لزيارته بشق الأنفس ،زرت معظم سجون العذاب والاحتلال في تلك الفترة ثم خرج زوجي بعد أن أمضى 5 سنوات في زنازين الغدر .



قرر زوجي حينها أن يبتعد عن تلك النشاطات قليلا واخذ يبني بيتا جديدا للعائلة ولكن حتى وهو بعيد عنهم وعن نشاطاته ضدهم عكفوا على اعتقاله مرة أخرى ، يا رب لا ادري أهذا ابتلاء أم بلاء لنا أين الأمن والأمان في هذه البلاد أين الاستقرار لا أرى سوى الخوف والحزن ، لكني سأصبر متحدية جميع تلك الظروف القاسية .



اروي قصتي هذه وزوجي للان يقبع خلف تلك القضبان الشائكة . وأنا للان أعاني من حرماني من رؤيته ومن رؤية أهلي . حتى النساء مثلي اللواتي كن مخالفات في الإقامة في ارض فلسطين صدر بحقهن قرار ومن ثم إعطائهن هويات وتوطينهن أما أنا فمن اجل زوجي حرمت من هذه الهوية فأصبحت ضائعة بين هوية وطني وهوية أهلي وهوية زوجي .



ألن تنتهي حكايتي ألن تكمل رواتي بأقوال الحكماء لمن اهتدي لمن أشكو بثي وحزني حقيقة لا اهتدي فانا الإنسانة من الألم وأنا الإيمان من العدم أنا الغريبه بلا وطن أنا الحبيبة بلا أمل .
__________________
أطيــ المجد ـاف
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 79.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 76.68 كيلو بايت... تم توفير 2.91 كيلو بايت...بمعدل (3.66%)]