موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره - الصفحة 122 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 171 - عددالزوار : 59781 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 162 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 112 - عددالزوار : 28257 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 795 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          السلفيون ومراعاة المصالح والمفاسد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 686 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 100 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 16036 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 65 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1211  
قديم 25-11-2013, 04:19 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

النخل عطاء بلا حدود

بقـلم : علاء الدين حسـن
هبَّت نسمة من هواء الصحراء القوي على مجموعة من نخيل، فأخذت تتمايل يمنة ويسرة تهز ضفائرها في طرب، ومالت نخلة برأسها على زميلة لها، تسرّ لها بكلمات كحفيف لا يمكن تبيّن معنــاه، ولكن زميلتها سمعته وفهمتـه؛ فأبعدت رأسها بسرعة معاتبة وهي ترسل أصواتاً رقيقة مرحة، بينما انهمكت أسرة مترابطة من الأشجار في رقصـة مبتكرة ..
أسرار كالبحر
إنها رمز للحياة، وأوّل القاطنين على الأرض، استضافت الإنسـان وأعطته مفردات اللغة .. حياتها سكينة وهدوء، ولها سحرها الأخّاذ، تنمو بصمت، ولا تموت إلا بعد عمر مديد .. النظر إليها اطمئنان، والبعد عنها مكابدة، خضرتها تمنح الصـفاء والنقاء، والوفاء والهناء .. أسرارها كالبحر زاخرة بوابل الحكمـة والمعرفة، وما أدركنا روعة الألوان إلا بها .. لها معانٍ بعيدة لم يُكشَف بعد إلا طلائعها .. هي صديقة الغيث، وهي شفاء .. وإنه لفرق كبير بين أن يرى أحدنا نفسه في صحراء تلفُّها الأعاصير ولا تحيط بها إلا الأودية الشاحبة، وبين أن يرى نفسه في رياض نضرة ملأى بأشجار باسقات واخضرار كالموج ينســاب .
والتشجير عبـادة يثاب عليها الإنسـان .. ولو قامت القيامة وفي يد الإنسان فسيلة ـ كما في الحديث ـ فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليفعل .
أشجارنا هي نعمة فلنحمها هذا العطاء الزاهر الوضـاء
أبداً هي الأشجار ظلٌّ وارفٌ نُعمى تجمِّل أرضـنا وغذاء
وكان من وصية السابقين للمجاهدين : " لا تقطعوا شجراً " . فالشـجر يسجد لله وينقاد لعظمته : ( والنجم والشـجر يسجدان ). الرحمن / 6 . والنجم هنا هو النبات الصغير الذي لا ساق له . وقال تعالى : ( هو الذي أنزل من السماء مـاءً لكم منـه شراب ومنـه شجـر فيه تسيمون %ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إنّ في ذلك لآية لقوم يتفكرون ).النحل / 10 11 . وتمت بيعة الرضوان تحت الشجرة، ووصفت شجرة الزيتون في القرآن بالبركة .
باسقة في علياء السماء

وهنا نقف عند تلك الشجرة الباسقة في علياء السماء، الضاربة بجذورها في عمق الأرض .. نقف عند الشجرة التي حنَّ جذعها إلى الرسول الله صلى الله عليه وسلم لما فارقه حين صُنِعَ له المِنبر، الشـجرة المثلى في عطائهـا واستقامتها ودوام ظلها وطيب ثمرها ووجوده على الدوام .
يقول ابن القيم [ رحمه الله ] عن ثمرها بأنه من أكثر الثمار تغذية للبدن .. هو فاكهـة وغذاء ودواء وشـراب . وفي الحديث : (( بيت لا تمـر فيه جيـاع أهله )) . وفي رواية البخاري : (( من تصَّبح بسبع تمرات، لم يضـره ذلك اليوم سم ولا سحر )) . وذلك ببركة دعوة النبي [ صلى الله عليه وسلم ] لتمر المدينة، فالذي يتصبح بسـبع تمرات إيماناً وتصــديقاً، فإن يقينه يزيده توكلاً على الله، وبذلك تقـوى معنوياته الجسدية والنفسية، فلا يبقى مجال للوساوس والمخاوف وحدوث سحر أو دس سم من قِبَل عدو يكيد له؛ لأن من شروط انتفاع المريض بالدواء اعتقاده النفع به .
وجاء الحثّ على الإفطار على التمر : (( إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر؛ فإنه بركة، فإن لم يجد تمراً فالماء )) . فالتمر يُمتَص في فترة قصيرة جداً؛ ليعوض الدم عن نقص السـكر. وكان الرسـول الكريم يمكث ثلاثـة أهلّة في شهرين وطعـامه وطعام أهل بيتـه: التمر والمـاء.
ومعـروف أنه كان أكمـل الناس في الخلق والخليقة والصـحة والعافية.
وبالوقوف على ما طالعنا العلم الحديث عن مخازن الغذاء في التمر؛ لن نستغرب كيف كانت جيوشنا تفتح الأمصار بجنود لا يقتاتون إلا بضع تمرات.
تأريخ يتحدث :
يمتد موطن النخيل من غرب إفريقيا حتى حوض السند، ومن تلك المناطق انتشر النخيل إلى الهند والشرق الأقصى، وثمة آراء تفيد بأن الخليج العربي هو الموطن الأصلي الذي نشأ فيه النخيـل.
وتعود زراعة النخيل إلى أكثر من عشرة آلاف عام، وأهم البلاد التي تعنى بزراعة النخيـل: العراق والسعودية ومصر وإيران والجزائر والمغرب .. حيث تنتج هذه البلاد 85% من الإنتاج العالمي.
ويتوقف نجاح زراعة النخيل على كمية الماء المقدمة له، وتتمثل عملية الري حديثاً بالنافورات، أما السماد فتتوقف كميته على نوع التربة وعمر الأشجار.
ويتكاثر النخيل إما بواسطة البذور، وإما بواسطة الشتلات التي يتم اختيارها عادة من أفضل الأصناف، على أن لا تقل المسـافة بين الواحدة والأخرى عن مترين .. وتأتي الأمطار رحمة من الله سبحانه؛ لتكون كفيلة بغسل النخيل ورفع البلاء عنـه .
أنسنة النخلة
النخلة مستقيمة معتدلة تماماً كالإنسان، إذا قُطع رأسها ماتت، وتتأثر بموت من جاورها، وكذلك بموت زارعها، وهي تعشق كرام الناس، وتعوِّض بأكثر مما يكرمها الإنسـان، لها قبائل وأصلها واحد، وثمرها مختلف في الطعم واللون، تعبِّر عن الضيق والعطش، وتعيش عمراً كعمر الإنسان .
عن ابن عمر قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي). فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبد الله: ووقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: (هي النخل)متفق عليه.
ولقد قيل :
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً يُرمى بصخرٍ فيعطي أطيب الثمرِ
من أوجـه المقاربة
النخيل من أطول الأشجار، والجمل من الحيوانات الكبيرة، والنخيل من أرقى النباتات، والجمل من أرقى الحيوانات، وكلاهما ذو منظر جميل : ]والنخلَ باسقات لها طلع نضيد [. ق / 10 . وتظهر الأزهار في أشجار النخيل حوالي السنة الخامسة، وهي السنّ نفسها التي تبدأ الناقة فيها بالإنتاج، ويشترك النخيل والإبل في بيئة تقـاوم الحرارة والملوحـة. ولا تزهر شجرة النخيل إلا إذا تجاوزت الحرارة 18 %، وترتبط زراعتها بتوفر مائي جيد، فهي تحتاج حوالي 170 م3 من الماء كل عــام.
في الشعر العربي
تثير النخلة في النفس شــجوناً وذكريات، فقد رويت عن عبد الرحمن الداخل " صقر قريش " أبيات شجية أثارتها نخلة حديقة قصره بالرصافة :
تبدت لنا وسط الرصافة نخـلة تناءت بأرض الغرب عن بلد النخلِ
فقلت شبيهي بالتغرب والنوى وطول التنائي عن بني وعن أهلـي
ويصـف ابـن الرومـي التمــر فيقول :
ألذّ من السـلوى وأحلى من المنّ وأعذب من وصل الحبيب على الصدِّ
وفي الشعر الجاهلي علاقة وثيقة بين النخلة والناقة والخيل والمرأة في صور تفرض نفسها على الخيال الواقعي؛ فالنخل توغل جذورها في الأرض، وتطاول بقاماتها قمم الجبال، تهب عليهـا الريح فتنجذب الفروع إلى الفروع، ويتشـابك السـعف والجريد، ومن كثافتها كأنها ذوائب الجواري المهفهفة في مهب الريح.
ومما قاله المعــري :
شـربنا ماء دجلة خير مـاء وزرنا أشـرف الشجر النخيلا
وقـود أولى
إن التمر غني بسكر العنب والفاكهة والقصب، ونسبتها 75 %، وهو بذلك وقود من الدرجة الأولى. وثبت أن جسم الإنسان لا يستغني عن المواد السكرية كمبعث للطاقة. وينصح الأطباء بالإفطار على التمر امتثالاً لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يقتصر على تمرات أو شيء من الماء، يقوم بعد ذلك إلى الصلاة ليعود لتناول طعام خفيف . ولو امتـثلنا هذا الهـدي الحكيم لحقـقنا البعد الطبي في حديث رسول الله : (( صوموا تصحّوا)).
ومن فوائد السكر الموجود في التمـر :
_ منح النشاط والرشاقة، وتنقية الرئة، وتقوية البصر، وحفظ الصحة .
_ تأخير مظاهر الشيخوخة والحفاظ على جهــاز التنفس .
_ الوقاية من الوهن العام وأمراض الجلد، وتقوية الذاكرة والأعصاب .
_ منح السكينة والهدوء : (وهـزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا . فكلي واشربي وقرّي عينا). مريم : 24- 25 .
ارتفاع الضغط
ارتفاع ضغط الدم مرض شائع جداً، وقد ثبت أنه ينبغي على المصابين به أن يخففوا كثيراً من تناول الملح، وعلى العكس من ذلك فإن الأغذية الغنية بالبوتاسيوم تفيد في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم ومعالجته.
ويؤكـد الأطباء أن هذا الإجراء وحده كافٍ للشفاء .. وثبت من خلال البحث في تركيب الملح من قِبَل المختصين أنه غذاء مناسب للمصابين بارتفاع ضغط الدم، فهو فقير بالصوديوم، غني بالبوتاسيوم والمغنـزيوم، وهذه عوامل تتضافر على خفض ضغط الدم المرتفـع.
ويؤكد الأطبـاء أن التمر لا داء فيه، ولا تعيش فيه الجراثيم، وهذا مصداق الحديث : ((التمر يذهب الداء، ولا داء فيه )).
و بعــد :
انظر لتلك الشـجرة ذات الغصـون النضرة
كيف نمت من حبة وكيف صارت شجرة
فابحث وقل من ذا الذي يخرج منها الثمرة
و انظر إلى الغيم فمن أنـزل منـه مطـره
فصـيَّر الأرض بـه بعـد اصفرار خضـره
ذاك هـــو الله الذي أنعمـه منهمـره
ذو حكمـة بالغـة و قــدرة مقتـدره
والأشـجار تعطي كل يوم آلاف الأطنان من الأوكسجين، وتحافظ على الرطوبة، وتحفظ التربة من الانجراف، وتخفف من سرعة الريح وارتفاع الحرارة، وتعطي الفحم والحطب والخشب، ولها قيمة جمالية وترفيهية هامة، ولها دعاء تقول فيــه :
رويدك يا من ترفع فأسك لتهوي به عليَّ فتقتلني .. استمع إليَّ قبل أن تؤذيني فأنا ظلك الظليل في أيام الشمس المحرقة، وأنا أساس بيتك، وباب دارك، ومسند ظهرك .. أنا قلمـك الذي به تكتب، وقاربك الذي به تبحر .. أنا شجر الفاكهة التي منهــا تأكل، وأنا أدويتك التي بها تشــفى .. أنا زهرة البستان .. أنا البهجة والسـرور .

المــراجــع
1 _ روائع الطب الإسلامي د . محمد نزار الدقر الجزء الأول .
2 ـ الإعجاز العلمي في القرآن سامي علي .
3_ الأغذيـة في القرآن رافــدة الحــريري .
4_ ثمرة مباركة علاء الدين حسـن مجلة الحرس رمضان 1420 هـ .
5- حكمة الإفطار على التمر صلاح شهاب الدين مجلة الفيصل العدد 279 .
6- بين النخيل والإبل كمال خليفة مجلة القافلة شــوال 1418 .
7- كيف تعيش النخلة ؟ د. عطا الله أحمد المجلة العربية ربيع الأول 1406 .
8 - الشجرة ودورها البيئي مروان شيخو مجلة نهج الإسلام ذو الحجة 1420 .
9 النخلة بين الشعر والأسطورة مصطفى سليمان مجلة الكويت العدد 103 .
10- أسرار جديدة للتمر سيد عثمان " حديث الجمعة " 14 جمادى الآخرة 1412 .
11- التمر أول طعام الصائمين دون اسم صحيفة الرياض 1 رمضان 1421 .
12- أهمية زراعة النخيل غصوب عبـود صحيفة الثورة ـا 25/ 6 /2000 .
-------------
* علاء الدين حسن – مدرِّس وكاتب إسلامي -
البريد الإلكتروني : ala - h @ scs – net . org
سوريا الحســكة _ ص . ب 197
فاكس : 227475
هاتف : 092577262
  #1212  
قديم 25-11-2013, 04:20 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

دورة حياة عديد الأرجل
Live cycle of polypodium
بقلم الأستاذ الدكتور نظمي خليل أبو العطا
نبات عديد الأرجل polypodiumspمن النباتات السرخسية (Ferens) التابعة للنباتات التريدية ـ Pteridophytaمن النباتات الأرشوجوتية (Archogoniata) التابعة للنباتات اللابذرية الوعائية Seedless vascular plants.
صورة لنبات عديد الأرجل
ـ ودورة حياته مثالاً للنباتات السرخسية عندما تسقط جراثيم (Spores) النبات أحادية المجموعة الصبغية (n) على التربة المناسبة تبدأ في الإنبات فيخرج منها شبه جذر (Rizoid) وتستمر الجرثومة في الإنبات لتعطي نباتاً أخضراً قلبي الشكل مفلطحاً هو الثالوث الأولى (Prothallus) أو الطور المشيجي غير الناجح (Young Gametophyte) الذي ينمو ويتغذى ليعطي الطور المشيجي الكامل (Rotare gametophyte) الذي يحمل أشباه الجذور (Rizoids) كثيف الأسفل تثبت النبات في الأرض.
ويحمل النبات الأرشيجونيات (Archegoniums) الحاملة والحامية للبويضات المؤنثة (Eggs) كما يحمل الانثريدات (Antheridiums) التي تعطي السايحات الذكرية (Sperms).
ـ تسبح السايحات الذكرية في المياة الموجودة في أخاديد معينة على النبات المشيجي لتصل إلى عنق الأرشيجونة ثم تصل إلى البويضة وتخصبها لتعطي الزيجوت (Zygot 2n) الذي ينمو ليعطي النبات الجرثومي غير الناجح (SporophytesYoung) المعتمد جزئياً في امتصاص الماء والأملاح من التربة والذي ينمو ليعطي الطور الجرثومي الناجح (Sporophytes Rotare) الذي يحمل الجرثومية (Copsules) الحاوية للجراثيم أحادية المجموعة الصبغية الناتجة من انقسامات أولها انقسام اختزالي (Meiosis).
ـ تنفتح الحافظة في الأجواء الجافة بآلية خاصة تعمل على انتثار الجراثيم بعيداً عن النبات الجرثومي(1) والتي تنبت في الظروف البيئية المواتية لتعيد دورة الحياة.
شكل توضيحي لدورة حياة عديد الأرجل
ـ آلية انتثار معجزة في الحافظة الجرثومية:
تتخذ الحافظة الجرثومية شكل مضرب كرة المضرب لها عنق أعلاه على هيئة عدسة غليظة محدبة الوجهين يتكون جدارها الخارجي العقيم من طبقة واحدة من الخلايا يتكون الجزء الأكبر منها من خلايا تتغلظ جدرها المحيطية الداخلية والقطرية، أما جدرها المحيطية الخارجية والجانبية فهي رقيقة الجدار، ويعرف هذا الجزء المغلظ من الحافظة بالطوق (Annulus) أما الجزء الباقي غير المغلظ فيعرف بالشق (Stomium).
ـ وعندما يكتمل نضج الحافظة الجرثومية وتتعرض للجفاف وفقد الماء يتم فتحها لنثر الجراثيم على مرحلتين متتاليتين.
ـ في المرحلة الأولى تتمزق الحافظة الجرثومية في منطقة الشق.
ـ يأخذ الطوق المغلظ الجدر في الانحناء للخلف حاملاً معه غالبية الجراثيم.
ـ في المرحلة الثانية يرتد الطوق إلى وضعه الأصلي بشده قاذفاً بالجراثيم الناضجة أحادية المجموعة الضبغية إلى مسافات بعيدة عن النبات الجرثومي.
ـ فمن علم هذا النبات هذه الآلية في انتثار الجراثيم؟.
ـ من زود الطوق بهذه التركيبة المعجزة من تغلظ الجدر ورقتها وبها الشق؟!
ـ كيف علم هذا النبات أن سقوط الجراثيم بجوار النبات الجرثومي الأصلي سوف يتسبب في تزاحم النباتات في مساحة صغيرة يصعب فيها حصول النباتات العديدة من الحصول على الماء والمعادن والأملاح والضوء؟!.
ـ من جعل للسايحات الذكرية (Sperms) أسواطاً للسباحة والاتجاه نحو الأرشجونة؟!
لقد فسر الباحثون هذه الآلية بالجذب الكيميائي وغيرها من الآليات، ولكن ستظل هذه الآلية من آليات الاعجاز في الخلق.
ـ من وحد خصائص الحافظة الجرثومية ( Sporangium) في جميع النباتات السرخسية؟!.
ـ وما العلاقة بين هذه النباتات ليحدث بينها جميعاً هذا التشابه ؟!.
أسئلة عديدة تطرح نفسها على الباحثين الذين لا يجدوا إجابة علمية عقلية مقنعة سوى أن هذه الكائنات خلقت بتدبير وتقدير وعلم يدلل على علم الخالق سبحانه وتعالى العليم القدير اللطيف الخبير ونقول للعلمانيين والدارونين والمرجفين )هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلالٍ مبين ([لقمان : 11].
المرجع :
http://io.uwinnipeg.ca/~simmons/2153/lb5pg4.htm
[1] انظر موضوعنا من دلائل القدرة الإلهية في آليات الانتثار النباتية.


  #1213  
قديم 25-11-2013, 04:21 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

تصنيف الكائنات الحية والتقدير الإلهي في الخلق

الدكتور نظمي خليل أبوالعطا
يدعي الدارونيون العلمانيون الدهريون أن الحياة بدأت على الأرض بالمصادفة، وتطورت بالطفرة والانتخاب الطبيعي, وأن الحاجات الحيوية هي التي دفعت الكائنات الحية إلى التطور والتكيف مع البيئة(1).
إنهم بهذا الفهم المادي البحت للحياة يلغون التدبير الإلهي, والإتقان في الخلق, والهداية في الحياة. وقد رد عليهم سيدنا موسى عليه السلام رداً بليغاً عندما سأله فرعون (قال فمن ربكما يا موسى؟) طه 49. ( قال: ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) طه50.
وخلْقه:أي صورته اللائقة بخاصيته ومنفعته(2).
ثم هدى:أي أرشده إلى ما يصلح له.
وهذه إجابة غاية في البلاغة, والعلم, والإعجاز, فالله خلق كل شيء وهداه لما خُلق له.
قال الشيخ عبد الرحمن بن السعدي رحمه الله (3):
قال فرعون لموسىعلى وجه الإنكار ( فمن ربكما يا موسى ) فأجاب موسى بجواب شاف كاف واضح فقال: ( ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) أي: ربنا الذي خلق جميع المخلوقات, وأعطى كل مخلوق خلْقه اللائق به, على حسن صنعه من خلقه, من كبر الجسم وصغره, وتوسطه, وجميع صفاته (ثم هدى): كل مخلوق إلى ما خلقه له, وهذه, الهداية الكاملة المشاهدة في جميع المخلوقات, تجده يسعى لما خلق له من المنافع, وفي دفع المضار عنه, حتى أن الله أعطى الحيوان البهيم, من العقل, ما يتمكن به من ذلك.
وهذا كقوله تعالى: (الذي أحسن كل شيء خلقه ) السجدة (7). فالذي خلق المخلوقات وأعطاها الحسن الذي لا تقترح العقول فوق حسنه, وهداها لمصالحها, هو الرب على الحقيقة, فإنكاره إنكار لأعظم (اليقينات الكونية) وجوداً وهو مكابرة ومجاهرة بالكذب, فلو قدر أن الإنسان أنكر الأمور المعلومة, ما أنكر, كان إنكاره لرب العالمين, أكبر من ذلك.
ولهذا لما لم يمكن فرعون, أن يعاند هذا الدليل القاطع, عدل إلى المشاغبة, وحاد عن المقصود فقال لموسى ( فما بال القرون الأولى ) طه 51 , فقال موسى (علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ) طه 52 .
فما أعظم هذا الحوار القرآني الذي تدلل عليه كل المخلوقات, والتي يؤيدها تصنيف الكائنات الحية.
فالتصنيف (Taxonomy)للكائنات الحيةيدلل أن الكائنات مرتبة بنظام بديع يدل على القدرة والتقدير في خلقها.
وقد بدأت معرفة الإنسان لتصنيف الأشياء, ومنها الكائنات الحية, مع تمام خلق آدم عليه السلام(4), فقد علم الله سبحانه وتعالى آدم الأسماء كلها, وصنف له الأحياء المحيطة به, فهذه الملائكة, وهذه زوجك, وهذا إبليس, وهذه أشجار الجنة, عرفه عليها, وصنفها له, وأمره أن يأكل منها رغداً إلا شجرة واحدة, فقال تعالى: (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ) البقرة 35.
وعندما هبط آدم إلى الأرض, كانت الأرض قد تهيأت لاستقبال المخلوق الجديد عليها, وكان على آدم أن يعمل ليأكل, فبدأ يتعرف المخلوقات في البيئة الجديدة بالنسبة له, وظهر الجيل الأول من الأبناء لآدم وحواء, وأخذ آدم يعلم أبناءه مما علمه الله سبحانه وتعالى.
وكانت الحاجة ماسة إلى تصنيف الكائنات الحية بسبب التباين والتنوع والتشابه في هذه الكائنات.
فالنباتات الزهرية ( plants Flowering) يزيد عدد أنواعها على ثلث المليون, والبكتيريا والطحالب والفطريات حوالي المليونين, علاوة على ثلاثة ملايين نوع (Species)حيواني.
وتعرف هذه الكائنات الحية ودراستها يحتاجان إلى وضع نظام يسهل عملية التعرف, والتسمية, والتصنيف, والدراسة والبحث.
وهذه القابلية للتصنيف دليل قاطع على التنظيم في الخلق, حيث استطاع الباحثون والعلماء تصنيف الكائنات الحية إلى ممالك (Kingdomes) بناء على الوحدة العامة بين جميع أجناس (Genes) وأنواع (Species) هذه الممالك.
ففي مملكة البدائيات (Kingdom Monera):جميع الكائنات الحية فيها أولية النواه (Prokaryotic) فالمادة النووية غير محاطة بغشاء يفصلها عن سيتوبلازم الخلية, وهي جميعها ذات أفراد وحيدة الخلية (Unicellular), وتتغذى بالامتصاص (Absorbtion), وبعضها يتغذى بالبناء الضوئي (Photosynthesise), ولها جدار خلوي (Cell wall), وتتكاثر بالتكاثر اللاجنسي (Asexual Reproduction) عادة, ونادراً ما تتكاثر جنسياً (Sexual Reproduction ) ومن أمثلتها: البكتيريا (Bacteria) والطحالب الخضراء المزرقة (Blue green algae).
أما مملكة الطلائعيات (Kingdom Protista): فجميع أجناسها حقيقية النواة (Eukaryotic),أي أن نواتها محاطة بغشاء مزدوج يفصلها عن السيتوبلازم وهي وحيدة الخلايا (Unicellular),وتمتص الغذاء الجاهز, أو تقوم بعملية البناء الضوئي, والجدار الخلوي (Cell wall) موجود في الأشكال الطحلبية, وتتكاثر بالتكاثر الجنسي واللاجنسي, ومن أمثلتها: اليوجلينا Euglena, والأميبا Amoebaprotus, والبراميسيوم Prameciumوغيرها.
وفي مملكة الفطريات (Kingdom Fungi):الخلايا حقيقية النواة, عديدة الخلايا (ما عدا في الخميرة ), وتتغذى بالهضم الخارجي الإنزيمي بالإنزيمات التي تفرزها خارج خلاياها, وتمتص الغذاء المهضوم, ولها جدار خلوي, وتتكاثر بالتكاثر الجنسي واللاجنسي ومن أمثلتها البنسيليوم Penicillium, وعيش الغراب Agaricus, والخميرة Saccharomyces.
صورة لفطر البنسلين المعروف والذي يستعمل كمضاد فعال ضد الالتهاب
أما المملكة الحيوانية (Kingdom Animalia) فهي:حقيقية النواة, عديدة الخلايا (Multicellular), وتتغذى بالبلع (Ingest) للغذاء الجاهز, والجدار الخلوي غائب, وتتكاثر بالتكاثر الجنسي والتكاثر اللاجنسي وأمثلتها معروفة.
أما في المملكة النباتية ( PlantaeKingdom):فجميع أجناسها حقيقية النواة, عديدة الخلايا, تتغذى بالبناء الضوئي, ما عدا الأجناس النادرة المتطفلة, والجدار الخلوي (Cell Wall) موجود, وتتكاثر بالتكاثر اللاجنسي والجنسي وأمثلتها معروفة.
وقد قسمت الممالك السابقةإلى أقسام (Divisions) في المملكة النباتية, ومملكة الفطريات, يجمعها قواسم مشتركة وإلى شعب (Phylums) مشتركة الصفات في المملكة الحيوانية, وقسمت الشعب والأقسام إلى طوائف (Classes) والطوائف إلى رتب (Orders), والرتب إلى عائلات (Families) والعائلات تحتوي الأجناس (Genera), والأجناس تقسم إلى أنواع (Specieses) وتحتوي بعض الأنواع أصنافاً (Varieties) مختلفة.
وهذه الخصائص المشتركة بين الممالك, والأقسام, والشعب, والطوائف, والرتب, والعائلات, والأجناس, والأنواع, والأصناف تؤكد أن هذه الكائنات خلقت بتقدير خالق واحد, عليم, خبير, مدبر, بديع, خلق الخلق, وأعطى كل مخلوق خصائصه وما يصلح عليه حياته, فأين العشوائية في ذلك التصنيف ؟!!.
ولقد كان الباحثون يظنونأن مملكة الأوليات (Monera) أقل تطوراً من الممالك التالية, ولكن ثبت بالدليل العلمي أن أسس برمجة تلك المخلوقات والأجناس والأصناف تماثل تماماً البرمجة في باقي الكائنات الحية, فجميعها يحتوي المادة الوراثية (DNA) ( ما عدا بعض الفيروسات التي تحتوي RNA) ولكنها تظل مادة وراثية, وجميعها تستخدم الجينات,
جميع الكائنات الحية التي خلقها الله تعالى لها أسس برمجة نفسها , فجميعها يحتوي المادة الوراثية (DNA) ما عدا بعض الفيروسات التي تحتوي RNAوالأخيرة هو قطع من (DNA) تحتوي ترتيب معين لتلك القواعد
وهي قطع من (DNA) تحتوي ترتيب معين لتلك القواعد, وجميعها تحتوي الأدنين (Adenin), والجوانين (Guanine), والثيامين (Thymine), والسيتوسين (Cytosine), والسكر الخماسي منقوص الاكسجين (Deoxyribose), والفوسفات (Phosphate), وجميعها تحمل الصفات الوراثية من جيل إلى جيل, وهذه البرمجة تدلل على أن (DNA) هو أصغر وأعقد وأعظم حاسوب حيوي (Biomicro Computer) (5) وهو موجود في كل الكائنات الحية مما يدلل على وحدة المخلوقات وخصائصها الخاصة بها, ووحدانية الخالق العليم الخبير وصفاته الحسنى, وأسمائه العليا التي لايشابهه فيها أحد من خلقه (ليس كمثله شيء وهو السميع العليم) الشورى 11, وهو سبحانه بائن عن خلقه, مستو على عرشه, في السماء العلى (وهو القاهر فوق عباده) الأنعام 182, معنا بعلمه وبتدبيره وقدرته, (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) غافر19, ( وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) الأنعام59.
وقد حوى القرآن الكريمإشارات علمية في تصنيف الكائنات الحية كما في قوله تعالى: (والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير) النور45. فهو خالق كل شيء, ومدبر كل شيء, وهادي كل مخلوق.
والعلماء هم الذين يعلمونذلك علم اليقين, وهم أشد الناس خشية لله على علم, قال الله تعالى: (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود 0 ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُُ إن الله عزيز غفور) فاطر 27-.28
أما الذين علموا هذه العلوموأنكروا وجود الله, ولم يصلوا إلى خشية الله بعلمهم الكوني فقد قال الله تعالى فيهم (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون 0 وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ومالهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون 0 وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا إئتواْ بآبائنا إن كنتم صادقين0 قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لايعلمون 0 ولله ملك السموات والأرض ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون ) الجاثية 23-27.
فهؤلاء عندهم علم مادي من: تصنيف, وتشريح, ووظائف أعضاء, ووراثة, وجينات, ولكن هذا العلم لا يصلهم إلى الحقيقة لأنهم لا يرون الحقيقة, وما يبصرون إلا التراكيب والوظائف المادية, أما علم الوظائف الإيماني(6)فلا يعلمون عنه شيئا.
هؤلاء يقولون: إننا خُلقنا في هذه الحياة نحن والكائنات الحية بالمصادفة والعشوائية, وتطورنا بالطفرة والانتخاب الطبيعي, وما هي إلا أرحام تدفع, وأرض تبلع وما يهلكنا إلا الدهر, ولكن خصائص الكائنات الحية وتنظيمها المبدع يكذبهم ويدلل على قدرة الخالق سبحانه وتعالى وإبداعه.
الهوامش:
(1)- انظر نظرية التطور بين المؤيدين والمعارضين, نظمي خليل أبو العطا موسى, حيث الأدلة العقلية والعلمية والشرعية المفندة للنظرية.
(2)- انظر كلمات القرآن تفسير وبيان للشيخ حسنين محمد مخلوف رحمه الله.
(3)- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان, عبد الرحمن بن ناصر السعدي, مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع بلبنان 1998م.
(4)- انظر كتاب الكائنات الحية والبيئة (2), نظمي خليل أبو العطا موسى و خاتون حميد صنقور, البحرين: إدارة المناهج (ص13).
(5)- انظر موضوعنا الميكروحاسوب الحيوي- معجزة حيوية.
- انظر كتاب الخلية والوراثة, نظمي خليل أبو العطا موسى وآخرون, البحرين: إدارة المناهج.
(6)- كتب الصديق والزميل الحبيب الأستاذ عبد الرحمن علي البنفلاح سلسلة مقالات في الملحق الاسلامي بأخبار الخليج في مملكة البحرين الذي يحرره عن علم وظائف الأعضاء الإيماني, وهي فكرة ذكية يجب تعميمها على الطلاب والمعلمين في كليات الطب والعلوم والزراعة والتربية.
  #1214  
قديم 25-11-2013, 04:24 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

دورات الانقسام الخلوي معجزة علمية

(Cell Divisions cycles)
الدكتور نظمي خليل أبو العطا
دورات الانقسام الخلوي في الكائنات الحية من أعظم وأعجز وأدق دورات الحياة الدالة على أن هذه الكائنات خلقت بعلم وعلى علم, فكيف للصدفة أن تجعل لكل كائن دورته الخاصة ولجميع أقاربه دورة خاصة، فللبكتيريا دورات انقسام، وللفيروسات دورات انقسام, وللطحالب والفطريات, والحيوانات والنبات دورات انقسام منظمة ودقيقة وثابتة.
وتبدأ دورات الانقسام الخلوي في الكائنات الحية بعد أن يصل الكائن إلى عمر معين يختلف من كائن لآخر، وبعد أن يصل الكائن الحي إلى حجم معين, حيث يتم تجديد الحياة واستمرارها بين الضعف والقوة والتكاثر, ثم الضعف والموت لتبدأ الذرية الجديدة دورة الحياة بضعف وقوة وتكاثر ثم الضعف والموت, وهكذا جعل الله الانقسام الخلوي والتكاثر ودورات الحياة تجديداً للحياة وتقوية لها إلى أن يأتي يوم يأذن الله فيها بتوقف الحياة الدنيا ولتبدأ الحياة الأخرى الباقية بخصائصها المخالفة لتلك التي عشناها على الأرض.
وتشمل دورات انقسام الخلايا إلى الأقسام التالية:
أولاً: الانشطار الثنائي (Binary fission):
وهو يتم في البكتيريا، وخلايا الفطريات المنقسمة بالتكاثر الخضري ويبدأ هذا الانقسام باستطالة الخلايا في البكتيريا ثم التخصر في وسطها تدريجياً إلى أن يتم انقسامها إلى خليتين متماثلتين ويطلق على هذه العملية [1] أيضاً اسم الانشطار (Fission)أو الإنشطار البسيط (Simple Fission).
وغالباً ما يتكون غشاء مستعرض مزدوج داخل الخلية يمتد من حافتيها تدريجياً متجهاً نحو مركزها قبل أن يحدث التخصر، ثم يبدأ بعد ذلك ترسيب الجدر الفاصل بين طبقتي الغشاء ممتداً من الخارج تجاه المركز، ويتزامن مع هذا الانقسام المادة الوراثية.
وهذه الدورة تتم في البكتيريا كل 20 دقيقة وإذا استمر هذا المعدل من الانقسام وبقيت الذرية جميعاً لغطت البكتيريا سطح الكرة الأرضية خلاياها البكتيرية الزلقة لارتفاع نصف متر في أيام معدودة.
فلو كانت الصدفة والعشوائية هي الحاكمة لهذه العمليات الانقسامية لتحولت الكرة الأرضية إلى كره بكتيرية يستحيل العيش عليها، ولكن العليم الخبير اللطيف جعل هناك من العوامل الداخلية في البكتريا والعوامل الخارجية ما يؤدي للحد من هذه العملية، حتى تصبح الحياة كما أراد لها الله نظيفة منظمة دقيقة متزنة.
وإذا توقفت دورة الانقسام الثنائي البسيط ( Simple Binary Fission)للبكتيريا والفطريات لامتلأت الكرة الأرضية بالبقايا والنفايات الحيوانية والنباتية والآدمية، ورأينا الناس من آدم إلى الآن، وملأت جثت الحيوان وأعضاء النبات كل مكان، فسبحان من سخر لنا دورة الانقسام الخلوي البسيط في البكتيريا والفطريات لنظافة الأرض وحمايتها من التلوث والهلاك وتسخيرها في تحرير المواد العضوية الكربونية والهيدروجين والأوكسجين وباقي العناصر من أنحباسها في هذه المركبات العضوية ونفادها, ولكن البكتريا والفطريات بما زودها الله من خصائص محلله هي التي تدفع دورة هذه المركبات وتعيدها إلى الحياة.
ثانياً: الانقسام غير المباشر والانقسام الاختزالي[2]: (Mitosis and Meiois):
الانقسام غير المباشر (Mitosis)هو الانقسام الشائع في الخلايا الجمسية للكائنات الحية حقيقة النواة (Eukaryotic)وهو يؤدي إلى نمو النبات والحيوان والفطريات والطلائعيات (Protista).
وهو يتم في دورة منتظمة في مراحل محددة هي:
1. الطور التمهيديProphase
2. الطور الاستوائي ****phase
3. الطور الانفصالي Anaphase
4. Telophase الطور النهائي
5. الطور البيني Interphase
1. في الطور التمهيدي (Prophase)يتم تمهيد الخلية للانقسام وتتجمع المادة الوراثية وتأخذ الكروموسومات في الظهور في النواة ويغلظ, وتختفي النويات بالتدريج, ويختفي الغشاء النووي.
تتكون خيوط المغزل(Spindle Fibers)التي تكون المغزل (Spindle) الذي يتصل بالكروموسومات عند المير المركزي(Center mere).
2. الطور الاستوائي (****phase):
حيث تتجه الكروموسومات إلى خط استواء الخلية (Cell equatorial plane)، ويتصل كل واحد بخيط من خيوط المغزل من عند السنترومير (Ceneromere).
3. الطور الانفصالي (Anaphase):
حيث ينفلق السنترومير إلى نصفين وتنفصل كل كروماتيدة من الكروموزوم وتنسخ كل كوماتيدة زميلة لها لتكون كروموزوم جديد.
تنفصل الكروموزومات الجديدة وتتحرك نحو أحد الأقطاب لتكون النواة البنوية (Daugher Nucleus)
يبدأ السيتوبلازم في التخصر والاختناق من المنتصف في الخلية الحيوانية، ويبدأ تكوين الصفيحة الوسطية (Midell lanella) وتتكون نواتان جديدتان.
4. في الطور النهائي Telophase )):
في هذا الطور تحدث مجموعة من التغييرات العكسية يترتب عليها تكوين صبغيات كامله مغلفه متساوية العدد مع الخلية الأم وتتكون خيوط نووية ثم شبكة نووية ثم تتكون خليتان جديدتان مستقلتان بكل واحدة منها نفس عدد كروموسومات الخلية الأم.
وتدخل الخلية في الطور البيني (Interphase)وهي الحالة التي لا تكون الخلية فيها في حالة انقسام أو استعداد للانقسام واستعداد للانقسام.
في هذا الانقسام يعطي كل كروموسوم كرومايتدتين متماثلتين، كل كروماتيده تنسخ لها صورة من الكروماتيدة التي فارقتها.
يتوقف معدل هذا النوع من الانقسام على موضع الخلايا في الجسم وحالتها حيث يكثر في الخلايا الجنينية والمرستيمية والخلايا السرطانية.
هذه العملية موزونة وإذا اختلت حدثت حالة سرطانية.
فهل هذا النظام البديع خلق بالصدفة والعشوائية كما يدعي الدارونيون ؟
ومن وقت لهذا الانقسام؟
ومن حسب المواد الداخلة في الانقسام؟
إذا حدث خلل في هذا النوع من الانقسام أصيبت الخلية بالجنون الانقسامي ودخلت في أطوار السرطان أي الانقسام غير المحكوم.
كما أنه إذا اختل هذا النظام تتضاعف الصبغيات إذا لم تنفصل ويحدث التضاعف الصبغي (Polyploidy)، وقد أستغل الإنسان هذه الصفة في إنتاج ثمار متضاعفة الحجم.
وقد يحدث تثبيط لتكوين المغزل فلا تتحرك الكروموسومات من منتصف الخلية ويحدث التضاعف الصبغي أيضاً.
ثالثاً: الانقسام الاختزالي (Meiosis):
يحدث هذا النوع من الانقسام في الكائنات الحية التي تتكاثر بالتزاوج بالأمشاج المذكرة، أو الممثلة للذكورة (+)، والأمشاج المؤنثة, أو الممثلة للأنوثة (-).
ويختلف هذا النوع من الانقسام عن الانقسام غير الاختزالي (Mitosis) في أن كل خلية ناتجة عن الانقسام الاختزالي (Mitosis) تحتوي نصف عدد الصبغيات (الكروموسومات) الموجودة في خلايا الأم الجسدية والمولدة للأمشاج قبل انقسامها.
فإذا كانت الخلية الأم تحتوي (2n)، فإن الخلية الناتجة منها بالانقسام الاختزالي تحتوي فقط (n) أي نصف عدد الصبغيات في الخلية الأم، أي أحادية المجموعة الصبغية ومن هنا عرف هذا الانقسام بالانقسام الاختزالي (Reductional Divis) ويشمل هذا النوع من الانقسام على انقسامين متتاليين هما:
1. Firist Meiotic Divisionالانقسام الميوزي الأول:
2. Second Meiotic Divisionالانقسام الميوزي الثاني: .
والمرحلة التمهيدية في الانقسام الميوزي الأول تشمل مراحل خمس وهي:
1 _ 1 الطور القلاوي (Liptonema or Leptotene Stage):
ويتميز هذا الطور بظهور حبيبات تسمى الكروموميرات (Chromomeres) وبذلك تشبه الصبغيات القلادة أو المسبحة ومن هنا سمي بالطور القلاوي (Leptotene).
1_2 الطور التزاوجي (Zygonema or Zygotene Stage) في هذا الطور يقترب كل صبغيين متماثلين (Homologus Chromosames) من بعضهما البعض
في عملية تشابك (Synapsis) ليتكون الصبغيات المزدوجة (Bivalant).
1_ 3: الطور الانضمامي (Bachynema or Pachytene Stage ) حيث يزداد الانضمام بشدة بين كل صبغيين متشابهين حتى يظهرا كأنهما صبغي واحد وتحدث عملية عبور (Crossing over) للصفات الوراثية بين الكروموسومات، وتتوزع الصفات الوراثية.
1_ 4 : الطور الانفراجي : (Diplonema or Diplotene Stage)يبدأ ابتعاد كل كروموسومين متبادلين للصفات الوراثية عن بعضهما بعملية الانزلاق (Terminalization).
1 _5: الطور التشتتي (Diakinesis):
حيث يبتعد الكروموسومان عن بعضهما وينشق السنترومين ويبدأ ظهور المغزل استعداداً للطور الاستوائي الأول (Prophase _II).
(1) ـ الطور البدائي الثاني (Prophase _II).
(2) ـ الطور الاستوائي الأول (****phase_II) حيث تترتب الكروموزومات عند خط استواء الخلية .
(3) الطور الانفصالي الأول (Anaphase_II) حيث يتجه كل صبغيين متماثلين إلى قطبين مختلفين.
(4) ـ الطور النهائي الأول (Telephase_II): حيث يتكون غشاء حول كل مجموعة لتتكون نواتان بنويتان تحتوي كل منها نصف العدد الأصلي للصبغيات في الخلية الأم أي (n).
ثم تدخل الخلية بعد مدة قصيرة في الانقسام الاختزالي الثاني (Second Meiosis Division) لتكون 4 خلايا كل واحدة منهم (n) .
هذا ما يحدث في أمتاك (Anthers) ومبايض (Ovules) الزهرة (Flower) لتكوين حبوب اللقاح (Pollen Grains) والخلايا البيضية (Egg Cells)، و يحدث في الحيوان لتكوين الحيوانات المنوية (Sperms) والبويضات الأنثوية (Ovuis) ويحدث كذلك في الإنسان .
وهذا التشابه والإيقاع المنتظم في عملية الانقسام، وتبادل الصفات الوراثية يدلل على أن كل شيء خلق بقدر معلوم قال تعالى وخلق كل شيء فقدره تقديرا) الفرقان (2) .
فأين العشوائية والصدفة في هذه الخطوات المحسوبة والمنظمة والمقدرة؟
وما العلاقة بين الحيوان والنبات حتى تتم نفس العملية في أماكن التكاثر الجنسي في كل منها أنها وحدانية الخالق سبحانه وتعالى.
الانقسام غير المباشر والانقسام الاختزالي ودورة الحياة في الكائنات حقيقية النواة(Mitosis , Meiosis and Eukaryotic life cycle) :
الدارس لدورات حياة جميع الكائنات الحية حقيقة النواة (Eukaryotic) مثل الطلائعيات (Protists) والطحالب (Algae) والفطريات (Fangi) والحيوان (Animals) والنباتات(Plants) يجد أن هناك تبادل في دورات الحياة بين كل من التكاثر غير المباشر (Mitosis) والانقسام الاختزالي (Meiosis) .
وتبدأ دورة الحياة باندماج خليتان بنويتان بعملية الإخصاب (Fertilization) لإعطاء الزيجون (Zygot) ثنائي المجموعة الصبغية (2n).
والمرحلة الثانية في دورة الحياة تبدأ بحدوث انقسام اختزالي (Meiosis) لتكوين خليتين بنويتين كل واحدة منها (n) تندمجان ثانية بعملية الإخصاب ليتكون الزيجون وهكذا تعاد دورة الحياة في عملية تبادل للأجيال (Alternation of Generation) بين الأطوار أحادية المجموعة الصبغية (n) والأطوار ثنائية المجموعة الصبغية (2n) وعلى حسب الكائن الحي تكون هناك سيادة في دورة الحياة للطور أحادي المجموعة الصبغية أو الطور ثنائي المجموعة الصبغية.
ففي المملكة النباتية يسود الطور المشيجي ( Gametophyte) في الحزازيات (Brayophyta) ويتدرج سيادة الطور الجرثومي (Sporophyte) إلى أن يسود في النباتات الزهرية (Flowaring Plants) .
وفي الإنسان يسود الطور الجرثومي أما الطور المشيجي فهو ممثل بالحيوانات المنوية والبويضات.
فأين الصدفة والعشوائية في هذا التبادل للأجيال في تلك الكائنات الحية ؟!
وأين العشوائية والطفرة والانتخاب الطبيعي في تلك الدورات المنتظمة والمنظمة والموازنة ؟



[1] أنظر كتاب النبات أحمد مجاهد وآخرون القاهرة : مكتبة الانجلو المصرية (من 325)

[2] انظر
الخلية والوراثية، نظمي خليل أبو العطا موسى وآخرون مملكة البحرين : إدارة المناهج (2000م).

  #1215  
قديم 25-11-2013, 04:27 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الجراد في سورة القمر

بقلم الدكتور كارم السيد غنيم
أستاذ علم الحشرات في جامعة الأزهر
قال تعالى:قْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ {1} وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ {2} وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ {3} وَلَقَدْ جَاءهُم مِّنَ الْأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ {4} حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ {5} فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ {6}‏ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ {7} مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ).
يوم البعث[1]:
يعيش الإنسان عدة مراحل في الحياة، أو هو يحيا أنماطاً من الحياة، فمن " الحياة الجنينية" أي حياة الجنين في بطن أمه، إلى " الحياة الدنيوية"، ثم يموت فيعيش حياة من نوع آخر هي "الحياة البرزخية "، فإذا جاء موعد القيامة الكبرى بدأت حياة من نوع جديد، إنها الحياة الدائمة الباقية السرمدية، أي " الحياة الأخروية " .
تبدأ الحياة الأخروية بالبعث، أي بعث الناس من قبورهم، والبعث هو إعادة الميت حياً بعد فنائه، والإعادة عقلياً ممكنة، وأهون من الخلق الأول، حتى ولو تفرقت أجزاء الجسم في أماكن مختلفة، أو دخلت في نمو بعض النباتات أو كانت أطعمة لبعض الحيوانات، أو امتزجت بمحتويات الأرض ومعادنها، أو أصبحت أجزاء في أحجار أو حديد أو خلافة، فإن الله قادر على إعادتها مرة أخرى في صورة إنسان كامل سوى الخلقة كما كان في البدء. يقول الله تعالى: (كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين (104))[الواقعة]، أي نخلقكم في أشياء لا تعلمونها وعناصر لا تدركونها، ويقول سبحانه أيضاً: (قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا {50} أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا {51}[الإسراء ].
الإيمان بالبعث:

الإيمان بيوم البعث عموماً (أو الحياة الأخروية بطولها وعرضها) ركن من أركان الإيمان، لا يصح إيمان المرء إلا به.
وهذا الإيمان يحقق للمرء في الدنيا المعرفة بالمصير الذي ينتهي إليه وهو أن الإنسان لم يُخلق عبثاً وإنما خُلق لرسالة هي : " عمارة الدنيا " ثم يموت فيُبعث ليحاسب، وأن الله الذي خلقه أول مرة لقادر على أن يعيده : (أيحسب الإنسان أن يترك سدى (36) ألم يك نطفة من مني يمنى (37) ثم كان علقة فخلق فسوى (38) فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى (39) أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى (40)) [القيامة ].
ولقد نعى القرآن في أكثر من موضع فيه على منكري البعث وساق إجابات شافية توضح جهلهم بل ومكابرتهم في الإيمان به على الرغم من أن كل الأدلة تؤكد انتظار مثل هذا اليوم : (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ {78} قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ {79} الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ {80} أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ {81} إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) [يس].
أحداث القيامة الكبرى
يوم البعث هو أول مراحل القيامة، وكل أحوالها من بعث وحشر وتوزيع الكتب وتطاير الصحب والميزان والحساب والصراط وسؤال الرسل والشهادة ومراحل الشفاعة والجنة والنار... وهذا كلها أمور غيبية أمر الله المؤمنين به أن يؤمنوا بها ويصدقوا ويعملوا في الدنيا على يقين من وقوع هذه الأحداث يوم القيامة، وهو الذي احتفظ الله بموعد بدئه وأخفاه عن خلقه.
ومعلوم أن يوم القيامة له كثير من الأسماء المشتقة من الأحداث التي سوف تقع فيه ومن الأحوال التي سوف تمر به، ولقد تتبع هذا الموضوع علماء أفاضل من سلف الأمة، منهم ابن نجاح في (سبل الخيرات)، وأبو حامد الغزالي في (الإحياء) وغيره، والقتبي في (عيون الأخبار)، والقاضي أبو بكر بن العربي في (سراج المريدين)، والقرطبي في التذكرة(التذكرة)، وهذا الأخير شرح تسعة وخمسين أسما ليوم القيامة، منها: يوم الساعة، يوم النفخة، يوم الزلزلة، يوم الحشر، يوم العرش، يوم الجمع.. إلخ . وقال في خاتمة كلامه: ولا يمتنع أن تسمى القيامة بغير ما ذكرنا بحسب الأحوال الكائنات فيه من الازدحام والتضايق والاختلاف والإهداء والخزي والهوان والذل والافتقار والصّغار والانكسار والميقات والمرصاد .. إلى غير ذلك من الأسماء.
حينما يأتي موعد القيامة ويشاء الله ببدئها فإنه سبحانه يأمر بالنفخ في الصور (القرن) النفخة الأولى التي تموت بها الأحياء، ثم يأمر بالنفخة الثانية التي بها تحيا الأموات جميعاً لتقوم الله في خشوع ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ)[الزمر].
يخرج الناس بعد قيامهم فتصور آيات سورة القمر (التي نحن بصددها) حال اتجاههم إلى أرض المحشر، إلى الساحات التي نصب فيها الميزان وسوف يتم فيها حسابهم، كأنهم جراد منتشر في سرعتهم وتلبيتهم للنداء: (فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر. خشعاً أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر . مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر).
يقول البيضاوي في (أنوار التنزيل) : (يخرجون من الأجداث ) أي يخرجون من قبورهم خاشعة ذليلة أبصارهم من الهول (كأنهم جراد منتشر) في الكثرة والتموج والانتشار في الأمكنة (مهطعين إلى الداع) مسرعين مادي أعناقهم إليه ناظرين إليه.
ويقول النيسابورى (غرائب القرآن) : خشوع الأبصار سكونها على هيئة لا تلتفت يمنة أو يسره، والأجداث : القبور، شبههم بالجراد المنتشر للكثرة والتموج والذهاب في كل مكان. وقيل : المنتشر مطاوع أنشره إذا أحياه، فكأنهم جراد يتحرك من الأرض ويدب، فيكون إشارة إلى كيفية خروجهم من الأجداث وضعف حالهم. ونحو هذا الكلام قاله الفخر الرازي أيضاً في (مفاتيح الغيب).
أما الجلالين (المحلى والسيوطي) فيقولان: (كأنهم جراد منتشر) أي لا يدرون أين يذهبون من الخوف والحيرة. ولكن صاحب (الأساس في التفسير) قد شغل (في تفسير سورة القمر) بآيتين اثنتين هما(اقتربت الساعة وانشق القمر)، (إنّا كل شيء خلقناه بقدر)، مما جعله يغفل تفصيل القول في آيات آُخر بالسورة، ومنها ما نحن بصدده من تصوير هيئة بعث الناس يوم القيامة. وأما في (جامع البيان) وفي (الظلال) وفي (روح المعاني ) وعند النسفي وابن كثير وفي (المنتخب) وعند القرطبي، فلم نجد أكثر مما أوردناه تقريباً.
دقة التمثيل وجمال التشبيه:
يقول علماء البيان العربي إن " التمثيل " هو القالب الذي يبرز المعاني في صورة حية تستقر في الأذهان، بتشبيه الغائب بالحاضر، والمعقول بالمحسوس، وقياس النظير على النظير، وكم من معنّى جميل أكسبه التمثيل روعة وجمالاً، فكان ذلك أدعى لتقبل النفس له، واقتناع العقل به، وهو من أساليب القرآن الكريم، في ضرب بيانه ونواحي إعجازه.. وسوف يتضح هذا جلياً بعدما نشرح هيئة انتشار الجراد في أسرابه محلقاً في جو السماء، ومتجهاً نحو هدف معين وقاصداً جهة محددة.
نبذة عن الجراد
جاء في المعجم الوسيط (باب جَرَدَ): جرده ـ جرداً : قشره وأزال ما عليه.
ويقال: جرده من ثوبه: عرّاه. وجرد الجلد: نزع عنه الشعر، وجرد الجراد الأرض: أكل ما عليها من النبات فلم يبقِ منه شيئاً. وجرد القحط الأرض : أذهب نباتها. وجرد السيف من غمده: سلّه. وجرد القطن: حلجهُ. جرد المكان : خلا من النبات، فهو أجرد، وجرد، وجرد. وأرض جردة وجرداء. جرد الرجل: شرى جلده من أكله الجراد، فهو جرد. جرد الرجال: اشتكى بطنه من أكل الجراد. جُرد الزرع : أصابه الجراد، فهو مجرود، ويقال أرضٌ مجرودة : كثيرة الجراد.
الجراد(Locusts) يشترك مع النطاطات (Grasshoppers) في الانتساب إلى فصيلة الجراديات (Acridiidae) وهي التابعة لرتبة الحشرات مستقيمة الأجنحة (Orthoptere) في عالم الحشرات.
وتضم فصيلة أكريديدي أي الجراديات الكثير من أنواع الجراد والنطاطات التي تلحق الضرر بالمزروعات وتدمر الحاصلات الزراعية، سواء كان ذلك في قارة أفريقيا أم في قارة آسيا أم في مناطق أخرى من العالم، وعلى وجه الخصوص الجراد الصحراوي، وتنشر من الجراد أنواع مختلفة في مناطق متفرقة من العالم، منها على سبيل المثال:
الجراد الصحراوي (الرّحال) Schistocerca gregaria
الجراد الآسيوي المهاجرLocusta migratoria migratoria
الجراد الإفريقي المهاجرLocusta migratoria migratorioides
الجراد المصريAnacidium aegyptim
الجراد الأحمر Nomadacris septemfasciata
ويتكون جسم الجرادة من رأس وصدر وبطن، أما الرأس فيغلفها جلُيد سميك متصلب يسمى علبة الرأس (Head capsule)، وتوجد بها العيون المركبة والعيون البسيطة وقرناً الاستشعار (الزباني) وأجزاء الفم القاضمة. وتتكون علبة الرأس من مساحات تفصلها عن بعضها البعض حزوز أو دروز (Sutures)، وهي الجبة والدرقة والجداريّات والوجنة.
وأما الصدر فيتصل بالرأس عن طريق العنق، ويتكون من ثلاث عقل أو شدف، تحمل كل منها زوجاً من الأرجل المجهرية للمشي والوثب العالى.
أما الشدفة الصدرية الثانية والشدفة الصدرية الثالثة فيحمل كل منها زوجاً من الأجنحة الغشائية الواسعة المساحة.
وهي التي تتصل بالصدر عن طريق دواعم.
ويتحرك الجناحان بعضلات قوية ترفوف بقوة تمكن الجراد من الطيران لمسافات طويلة تقطع خلالها مسافات شاسعة.
أما دودة حياة الجراد فإنه يتكاثر في أجيال متعاقبة، وفي العادة يبدأ الجيل بوضع البيض وينتهي بقيام الإناث البوالغ بوضع البيض لإنتاج جيل جديد لاحق. ومن المعروف في الجراد أن البيض الموضوع يفقس لتخرج منه حوريات (NymphS)، وهي التي سماها الجاحظ والدميري وغيرها " دبا " أو " دبى " وهذه تضطر للقيام بعمليات انسلاخ (Moulting) حتى تتمكن من النمو والازدياد في الحجم، والوصول إلى الشكل اليافع في حياتها، وهذه العملية العامة التي تسمى " التحول "(****morphosis).
للجراد الصحراوي مظاهر ثلاثة في حياته، المظهر التجميعي (Migratory Phase) وهو الذي يتجمع ويطير في أسراب ويهاجر ويسبب الخسائر الأقتصادية للناس، المظهر الانعزالي أو الأنفرادي(Solitary Phase)، وهذا لا يهاجر لأنه لا يتجمع ولا يكون أسراباً، ومن ثم فأضراره الاقتصادية أقل بكثير من أضرار المظهر السابق.
لكنه يمثل الخامة الأولية التي منها يتشكل أو يتكون أو ينتج المظهر التجميعي، وهذه مرحلة أو مظهر انتقالي يسمى المظهر التحولي (Transition Phase).
ولأطوار الجراد في دورة حياته أسماء عديدة ـ نرجع إلى علماء التراث العلمي لنتعرف عليها ـ وأشهرها : الدّبي : (بتشديد الدال وتخفيفها، وإبدال الياء ألفا أحياناً)، وهو أول ما يفقس من البيض، ومفرده (دباة)، وأرض مدببة أي كثير الدّبي . الجنادب: ومفردها (جندب) وهو حوريات منسلخة من الدبى.
الكتفان : ومفردها : كُتفانة. ويقول الدميري في كتابه (حياة الحيوان الكبرى) : هو الجراد أول ما يطير، وقد يكون هو الجراد بعد الغوغاء. وقيل أن أول الجراد السرء (أي البيض) ثم الدبى ثم الغوغاء ثم الكتفان. خَيفان: ومفردها خيفانة. وغوغاء : ومفردها غوغاءة وغوغاة.
فإذا هزلت الجرادة سميت حرشوف، وقد شبهت خولة بنت ثعلبة زوجها أوس بن الصامت بالحرشاف (أو الحرشوف)، وهي الجرادة الهزيلة الكثيرة الأكل. وقد وجدنا عند الجاحظ في كتابه الموسوعي (الحيوان) أن صوت الجراد هو الصوصأة.
انتشار الجراد وأسرابه وغاراته :
تكمن خطورة الجراد الصحراوي في قدرته على الترحل والقيام برحلات الهجرة والطيران التي تقطع فيها مسافات شاسعة، وكذلك اقتداره التكاثري (Reproductive potential) في أجواء مختلفة حيث ينتشر في مناطق تضم أربعاً وستين دولة هي معظم دول إفريقيا حول خط الاستواء، وفي آسيا تشمل الدول شبه الجزيرة العربية وفلسطين ولبنان وسوريا وتركيا والعراق وإيران وأفغانستان وباكستان والهند وحدود ما كان يسمى " الأتحاد السوفيتي" المتاخمة لأفغانستان وإيران وتركيا.
صورة لأحد أسراب الجراد وهو في حالة انتشار
مناطق التكاثر الموسمية للجراد الصحراوي:
تشمل هذه المناطق ما يلي :
1. منطقة التكاثر الصيفي :وتضم الهند والباكستان واليمن وعدن وإثيوبيا والسودان وتشاد والنيجر ونيجيريا وموريتانيا ومالي والسنغال.
2. منطقة التكاثر الشتوي :وتضم شبه جزيرة الصومال وشواطئ البحر الأحمر لليمن والسعودية وأريتريا والسودان ومصر وعمان وساحل إيران على الخليج العربي.
3. منطقة التكاثر الربيعي :وتشمل بلاد شمال إفريقيا والشرق الأوسط وإيران وأفغانستان وغرب الباكستان والحدود الجنوبية لما كان يمسى " الاتحاد السوفيتي " وشبه جزيرة الصومال.
تخرج أسراب الجراد من مناطق التكاثر المذكورة، وتعود إليها، بقصد المحافظة على النوع، مع اختلافات الظروف البيئة، وأهم ما يؤثر على مصر هو الأسراب الناتجة من مناطق التكاثر الصيفي بشرق إفريقيا وخاصة إثيوبيا والصومال واريتريا والسودان ـ وكذلك الأسراب الناتجة من المناطق الشرقية من الهند والباكستان وإيران والمملكة العربية السعودية حيث تهاجر الأسراب من هذه المناطق إلى منطقة الشرق الأوسط.
حينما يلاحظ المرء تحرُّك أسراب الجراد الصحراوي في منطقة من مناطق انتشاره، يعرف أن هناك غزوة أو غارة جراد تنذر بالكارثة، أما إذا لم ير المرء أسراب في تلك المناطق فإنه يطلق على هذه الحالة " تراجع " أو " انحسار" أو " سكون " الغزوات .
ويلاحظ أنه لا توجد فترات سكون أو دورات منتظمة للغارات، وبذلك لا يتمكن المراقبون من الاستعانة بتاريخ الغارة السابقة في التنبؤ بالتطورات المتوقعة للغارات المستقبلة.
وقد يستمر التكاثر المحدود للجراد الصحراوي عدداً من السنوات في إحدى مناطق التكاثر الموسمي دون أن يخرج منها أسراب، بينما في منطقة أخرى قد تتزايد أعداد الجراد فيها بشكل سريع. وتتكاثف الحشرات وتتكون الأسراب، وتعرف هذه المناطق بالمنابت الأصلية للجراد، وهذه المنابت الأصلية لا تتصف بأنها دائمة بل هي مؤقتة، تتغير من وقت لآخر في مناطق انتشاره.
كيف نتفادى أسراب الجراد ؟
تكمن كوارث الجراد ـ كما أشرنا آنفاً ـ في قدراته التجمعية وتكوينه للأسراب المهاجرة، ومن هنا فإننا إذا استطعنا منع أو إيقاف هذا التجمع أو أعقنا عملية تكوين الأسراب، خصوصاً عملية تحول الجراد من المظهر الانعزالي إلى المظهر التجمعي، فإننا نقي البلاد من الغارات والكوارث منذ لحظة منشئها بدلا من انتظار مجيء الأسراب إلينا ثم نقوم بمكافحتها.
وللوصول إلى هذا الهدف لابد من الإلمام الكامل بمواطن التكاثر والانتشار التي يوجد فيها المظهر الانعزالي للجراد، ومنها سواحل البحر الأحمر ومصر والسودان والمملكة العربية السعودية، وهي مناطق تعد بحق مخازن طبيعية للجراد الانعزالي، وقد قلنا من قبل إنها الخامة الأولية لنشأة أسراب الجراد المهاجر، ومن هنا تبرز خطورته، أي الجراد الانعزالي.
وعلى الرغم من صعوبة تحديد المنابت الأصلية للجراد الصحراوي، إلا أنه يمكن تحديد الأماكن التي تعتبر مناسبة لتكاثره، وهي التي يجب وضعها تحت الملاحظات المستمرة .
قدرات الجراد على الطيران:
يستطيع الجراد أن يطير لمسافات بعيدة، فتقطع الجرادة الواحدة مائة كيلومتر في اليوم الواحد (وثلاثمائة وخمسين كيلومتراً في الشهر) وذلك بما لديها من قدرة عضلية تمكنها من الرفرفة بالجناحين لمدة تتراوح ما بين ست وست عشرة ساعة، وهي قدرة تساعدها على اجتياز الموانع المائية والطبوغرافية .
وبدراسة قدرة عضلات الطيران في الجراد، وجد أنها تعمل بكفاءة تفوق كفاءة عضلات الحركة في الإنسان بنحو ثماني مرات(إذا أخذنا في الاعتبار الفرق في الحجم) فإذا علمنا هذه القدرة الهائلة على الطيران لساعات طويلة أثناء النهار، فمن أين لهذه العضلات أن تأتي بالطاقة المطلوبة لهذا النشاط؟ تأتيها هذه الطاقة من عمليات أيض (****bolism)المواد النشوية داخل خلايا الجسم، فإذا نفد ما لديها من مخزون النشا تبدأ في استنزاف احتياجاتها من مخزون الدهن الموجود بها، فهو الذي يمدها بالطاقة اللازمة لقطع مسافات طويلة في الطيران.
تكوين وتوزيع وتنظيم الأسراب المهاجرة:
من المعروف أن أسراب الجراد الطائرة في الهواء تحط ليلا على النباتات وتجثم على الأشجار لتلتهم كميات من الغذاء الأخضر تعينها على استئناف الرحلة في صبيحة اليوم التالي.
حينما تشرق الشمس صباحاً تشعر أفراد السرب الجاثمة على النباتات بالدفء فتبدأ في هز أجنحتها، ثم تطير أفراد منه متنقلة في مسافات محدودة داخل منطقة الانتشار، وحينما تزداد حرارة الجو تبدأ تيارات الحمل فيه تتجه إلى أعلى حاملة معها مجموعات من سرب الجراد، وهكذا يرى السرب معلقاً في جو منطقة الانتشار، بينما تظل المجموعات الأخرى من السرب في حالة جثوم، وهي المجموعات التي تمثل مؤخرة السرب فلا تطير إلا بعد أن يأخذ السرب وجهته، وهذا السلوك يتيح لمؤخرة السرب أن تتناول كميات أخرى من الغذاء، ثم لا تلبث أن تحلق في الهواء لتلحق بمقدم السرب، وهو الذي تهبط أفراده فوق ما تراه من كساء أخضر على سطح الأرض، بقصد التهام كميات منه، بينما لا تزال المؤخرة في الهواء ولم تهبط بعد، وهكذا تهبط المقدمة قبل المؤخرة، ثم تصعد المؤخرة بعد المقدمة، فيبدو السرب في حلقات متصلة دون استقرار كامل في الجو.
وعند توفر درجة الحرارة الجوية الملائمة (23 ـ 40م) فإن السرب يظهر كاملاً وبشكل واضح التنظيم في الجو.
صورة لسرب جراد أفريقي وهو ينتشر
ويوجد من الأسراب الطائرة نوعان:
1. Stratiform swarmالسرب الطبقي():ويرى عادة في ظروف جوية غائمة أو متأخرا بعد الظهر حين يبرد سطح الأرض وتنتهي تيارات الحمل المتنقلة. وهذا النوع من الأسراب يظهر في شكل مساحة مسطحة مكونة من أفراد الجراد المتراصة. ويطير هذا النوع على ارتفاعات قليلة لا تزيد على (200) متر من سطح الأرض.
2. السرب الركامي (Cumuliform swarm) :يرى في أكثر ساعات النهار في ظروف تسودها الشمس الساطعة، وتتراكم أفراده فوق بعضها في الجو فتشكل ما يشبه البرج. وغالباً ما يطير هذا النوع من الأسراب على ارتفاعات شاهقة تصل أحياناً إلى (1000) متر من سطح الأرض وتساعدها في ذلك تيارات الحمل المتنقلة، وتظهر في السرب تغيرات مستمرة بالنسبة لكثافة أجزائه المختلفة أثناء الطيران.

أما عن توزيع الأفراد داخل السرب، فيتميز النوع الأول المذكور سابقاً بأن الكثافة العددية لأفراد كبيرة [2] أما النوع الثاني فكثافة توزيع أفراده قليلة جداً [3] حتى يمكنها أن تملأ حدود السرب المنتشر إلى أعلى .
وإنه لمن المدهش أن تعرف أن طلائع السرب إذا شعرت بين الحين والآخر أن مؤخرة السرب قد بعدت عن مقدمته وكاد السرب يتمزق شمله وتشتت أجزاؤه، فإن المقدمة ـ أو الطلائع ـ تبطئ من حركتها حتى يتمكن المتأخرون عنها من اللحاق بها والالتحام بالسرب، وبهذا يحتفظ السرب دائماً بشكله وانتظامه، ولا يمكن لأية جرادة أن تنفر من السرب وتخرج بعيداً عن إطاره العام، فإذا حدث ذلك أسرعت بالدخول ثانية في الجماعة.
أما سرعة التقدم إلى الأمام، فإنها لا تزيد عن نصف سرعة الريح المواتية والمصاحبة له، وذلك لعدم استمرار طيران السرب حيث أنه يتوقف مرات عديدة في طريق الهجرة خصوصاً مع دخول الليل كل يوم من أيام الرحلة، ولكن إذا فرض أن السرب يواصل طيرانه بلا توقف فإن سرعته حينئذ تكون مساوية لسرعة الريح المواتية، وهذا ما لم يحدث.
كيف يحصل الجراد على حاجته من الماء أثناء رحلة الهجرة؟
يمكن للجراد المهاجر أن يقطع مسافة تبلغ آلاف الكيومترات خلال ثلاث أسابيع وفي عام 1956م لوحظ أن الجراد الحاج هو الأكثر قدرة على التحليق من أي نوع آخر، ولمسافات بعيدة، فلقد تمكن من عبور البحر المسافة 500كيلو متر للوصول إلى جزيرة Cap vertوطالما تم التساؤل حول الكيفية التي يستطيع بها الجراد قطع مسافة شاسعة من الصحراء دون ماء، والحقيقة أنه من خلال الدراسات تم التواصل إلى أن الجراد يقوم بهضم السليولوز (Cellulose) الذي يعثر عليه في الأدغال اليابسة ويحلله إلى مادة دهنية تحتوي الهيدروجين، وعندما تدخل تلك الدهنيات في الدم، وتحصل عملية الاحتراق بواسطة الأوكسجين خلال الطيران، يتحرر ماء بمعدل (7) ملليجرامات من كل (10) مليجرامات دهون. وهذا يسمى فسيولوجيا " الماء الأيضي" وهذه عملية تدل على المرونة الفزيولوجية لهذا النوع من الجراد، فقد واجه اختفاء الماء في الصحراء بإنتاج ما يحتاج إليه بطريقة كيميائية.
دة في المتر المربع الواحد.
وبعد فهذه كانت محاولة متواضعة لإجلاء وجه من وجوه الإعجاز العلمي لآية قرآنية، شبه الله فيها انتشار الناس يوم البعث وتحركهم نحو ربهم للعرض عليه، بالجراد في انتشاره وتحرك أسرابه وتقدمها في أجواء الفضاء وهي صورة تشبيهية لتقريب المقصود، كما أننا قدمنا للقارئ جرعة علمية تناسب
الهدف من الموضوع، والله سبحانه أعلى وأعلم...

[1] لمزيد من التفصيلات انظر كتابنا "رحلة مع الجراد" دار الآفاق العلمية بمصر ط1 1994.

[2] معدل توزيع الأفراد في السرب يتراوح بين جرادة ـ عشر جرادات في المتر المربع الواحد من السرب.

[3] معدل توزيع الأفراد في السرب يتراوح بين 0.001 جرادة ـ 0.1 جرا



  #1216  
قديم 25-11-2013, 04:29 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

دورات من الحياة وإعجازها العلمي

وتقديرها الإلهي ـ المياه الأرضية ـ
د. نظمي خليل أبو العطا موسى
دكتور الفلسفة في العلوم (نبات) جامعة عين شمس
يقولون بلا علم ولا حياء، أن الحياة خلقت بالمصادفة والعشوائية وتطورت بالطفرة والانتخاب الطبيعي، وأنه لا خالق لهذا الكون أو أن للكون خالق لا يتكفل بتدبير شؤون مخلوقاته، بل خلقهم وأجهزة خلقه فاستراح بعد ذلك والعياذ بالله وترك عباده هملاً هكذا يقولون.
والله سبحانه وتعالى أخبرنا أنه خلق هذا الكون بقدرته وحكمته وتدبير وبأمره وأنه سبحانه يعلم من خلق (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)، وأنه أعطى كل مخلوق هيئته اللائقة بمعيشة قال تعالى (قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) فالحياة منظمة ومرتبة ودقيقة ومقدرة لأنه خالقها قادر مقدر عظيم لطيف.
دورة الماء في الأرض: (Water cycle on the earth)
الماء سائل الحياة المعجز والفريد [1] الذي جعل الله منه كل شيء حي قال تعالى (وجعلنا من الماء كل شيء حي ألا يؤمنون) الأنبياء (30).
فبالماء يحيا كل شيء على الأرض لأن الماء ضروري لجميع العلميات الحيوية، والماء هو مصدر الأوكسجين الأرضي لأنه مصدر الأوكسجين في عملية البناء الضوئي[2] وهذا ما توصلت إليه وأنا أعد أسواق الطاقة الحيوية فرغم أنني درست هذه الدورات مئات المرات ودرستها ولكن هذا المعنى المتميز لم يفتح الله علي به إلا في فبراير 2005م.
والماء يغطي 75% من سطح كرتنا الأرضية لدرجة أن البعض يسميها الكرة المائية ويقدر حجم الماء الأرضي والمرتبط به إلى 1.37.000.000كيلو متر مربع يرتفع بالبخر سنويا (95) ألف ميل مكعب، والميل المكعب يحتوي 4.000.000.000 طن ماء. يتوزع بالعدل على البحار والمحطيات فيخص اليابسة منه (24) ألف ميل مكعب، ويخص البحار (71) ألف ميل مكعب .
صورة توضيحية لدورة المياه في الأرض
ويدور هذا الماء بين أجسام الكائنات الحية والمكونات الميتة على الأرض في دورات معجزة وعجيبة.
وأذكر أنن أول مرة ركبت الطائرة وشاهدت السحاب المسخر بين السماء والأرض انهمرت الدموع من عيني خوفاً من الله وطمعاً في رحمته فأنا ما كنت أتصور نظرياً هذا المشهد العجيب والمعجز قال تعالى وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقولون) البقرة 164.
وقال سبحانه :(ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً )النور43.

هذه الآيات القرآنية شاهدتها بنفسي بعد سنوات من الدراسة النظرية فكانت النتيجة المذهلة التي أذهلتني وانهمرت عيناي بالدموع كأنها الماء المنهمر.
هذا الماء يدور بكمية ثابتة ومقدرة بين البحار والمستنقعات والأرض الزراعية والمصانع والكائنات الحية في دورة معجزة وبكمية ثابتة خلقها الله وقدرها بأمره وعلمه وقدرته.
وأجسام الكائنات الحية وخلاياها هي خلايا مائية فالطماطم تحتوي (94%) من وزنها ماء والكرنب (الملفوف) يحتوي (93.5% )، والمانجو (86%) ولحم الضأن (63%) وقنديل البحر 99% تناولها تتناولها تلك الكائنات الحية وتمتصها من المياه الخارجية لتدخل في دورتها الأيضية (****bolism cycle) الحيوية من البناء (Anabolism) والهدم (Catabolism).
الشكل التالي يبين دورة النبات الأيضية الحيوية ودور الماء في البناء والهدم
ويفقد جسم الإنسان يومياً 2600ملم من الماء بالتبول والتعرق والتنفس .
ويحتاج نبات واحد من الذرة خلال حياته 180لتر من الماء، فكم تحتاج نباتات الفدان؟!
ويحتاج إنتاج كيلو واحد من اللحم إلى (22000) لتر ماء.
والإنسان يستهلك (900) لتر من الماء في كل عام ويفقد نبات دوار الشمس يومياً حوالي كيلوجرام من الماء.
ويفقد فدان القطن بالتنتح (50) طن من الماء يومياً، وهو مهم في عمليات الأيض في جسم الإنسان والحيوان فهو ضروري لمضغ الطعام وبلعه وهضمه وامتصاصه ودورانه داخل الخلايا التوزيع الغذاء والطاقة والفيتامينات والأملاح والمعادن وإخراج الناتج من عمليات الهدم والبناء .
والماء ينظم بدقة جميع العمليات الحيوية في جسم الكائنات الحية، ويستخدم في ضبط درجة حرارة الجسم في الكائنات ذوات الدم الحار والنبات.
وهو ضروري لعمليات البناء الضوئي في النبات حيث ينشطر في الداخل ليعطي الهيدروجين اللازم لبناء المواد الكربوهيدراتية وينتج الأوكسجين اللازم لتنفس الكائنات الحية هوائية التنفس، فهو يدور في عمليات البناء الضوئي المعتمد على الماء أو العمليات الضوئية، ويدور في عمليات البناء الضوئي غير المعتمد على الضوء وينتج منها.
وهو ضروري لإجراء عمليات تحرير الطاقة في دورات الأحماض العضوية ثلاثية الكربوكسيل ( Tricarboxyleic acid cycle) أي دورة كربس ( Krebs) أساس عمليات الهدم وتحرير الطاقة في معظم الكائنات الحية.
وهو يدور مع هدم الدهون في دورات الأكسدة والاحتراق لتلك الدهون كما دار من قبلها في عملية بنائها، والحال كذلك مع البروتين والفيتامينات والهرمونات ويدور الماء مع دورات النيتروجين والفوسفور والكربون، والطاقة، والانقسام الخلوي ودورة الصخور والهواء، وسلسلة الغذاء وشكلها وجميع دورات الحياة التي نعرفها.
وهو ضروري لإنبات النبات وانشقاق الأرض وتفتيت الصخور وحملها وترسيبها.

ويدور في آلات الاحتراق الداخلي لتبريدها ويدور مع الطعام وقت إنباته ونموه إلى وقت طهيه وأكله. ويدور داخل المصانع والمدارس والمزارع والبيوت فهو سائل الحياة الفريد والمعجز[3].
فماذا فعلنا في الماء الأرضي:
لوثنا البحار والمحيطات بالنفايات الحربية والصناعية والزراعية والبشرية.
لوثنا الأنهار والعيون والآبار وسممناها بالمخلفات السامة والملوثة.
أسرفنا في استغلال الماء في الزراعة والصناعة والأنشطة البشرية الأخرى.
قطعنا الغابات التي تقوم بدور رئيس في دورة الماء على الأرض وإمدادها بماء المطر.
أحدثنا خللا في درجات حرارة الأرض فظاهرة الدفيئة أو البيوت الخضراء الزجاجية فاختلت مخازن المياه العذبة والمالحة في الأرض .
أفسدنا في الأرض بالمعاصي والذنوب وحاربنا الله وأشركنا به وجاهرنا بالمعاصي فكانت النتيجة خلل دورة المياه على الأرض.
المراجع:


[1] أنظر موضوع سائل الحياة الفريد ـ معجزة علمية د.نظمي خليل أبو العطا موسى.


وأنظر الماء ومعجزة الحياة وعالم النبات د. نظمي خليل أبو العطا

[2] أنظر أسواق الطاقة الحيوية العالمية د.نظمي خليل أبو العطا

[3]انظر الماء ومعجزة الحياة في كتابنا آيات معجزات من القرآن الكريم وعالم النبات انظر موضوع سائل الحياة الفريد (مرجع سابق) .


  #1217  
قديم 25-11-2013, 05:55 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

آيات الله في كلية الإنسان


أعظم منظم ومرشح للسائل الحيوي في العالم
بقلم الدكتور نظمي خليل أبوالعطا
حديثنا اليوم عن أعظم مرشح ومنظم للسائل الحيوي في العالم، إنها كلية (kidney) الإنسان، تلك الكلية التي تحافظ على الاتزان (Homeostasis) في الجسم البشري عن طريق:
-استخلاص المواد الإخراجية من الدم وإخراجها في البول.
-تخليص الدم من الماء الزائد، وبذلك تحافظ على نسبة الماء في الدم ثابتة مما يثبت الضغط الأسموزي (Osmotic pressior) للدم.
-المحافظة على مكونات الدم الرئيسة مثل خلايا الدم والجلوكوز والأملاح وغيرها.
-المحافظة على التوازن الحامضي القاعدي للدم بحيث تجعل الأس الأيدروجيني phالدم عند مستوى (4,7) وذلك بإعادة امتصاص الصوديوم والبوتاسيوم والبيكربونات والفوسفات.
كما تحافظ الكلية على التأثير الأسموزي للدم وإحداث التوازن بين المحتوى الملحي للدم والمحتوى الملحي للخلايا وإخراج الكميات الزائدة منه.
وكل هذه العمليات المعقدة والضرورية لحياة الإنسان تتم في كليتي الإنسان ذات الشكل الكلوي المعهود والتي يغذيها الشريان الكلوي (Renal artery) الذي يدخل إلى الكلية ويتفرع فيها ليمر جميع الدم على وحدات الترشيح والتنقية في الكلية ويخرج فيها الوريد الكلوي (Renal vein) الذي يحمل الدم المنقى بالكلية ليصب في الوريد الأجوف السفلي الذي يصب في القلب ويخرج من كل كلية أنبوب ضيق يسمى بالحالب (ureter) ينقل البول وما يحتويه من الكلية إلى مخزن البول وهو المثانة البولية (Urinary bladder) وتخرج من المثانة قناة مجرى البول (Urethra) الذي يحمل البول بعيدا عن الجسم.
وإذا أردت أن تعرف عظمة الخالق في الشكل الظاهري للجهاز البولي السابق وصفه عليك أن تنظر إلى جمال جسم الإنسان وعدم رؤية كل هذه المجاري فهي قد وضعت بإتقان وحكمة وجمال واتزان داخل جسم الإنسان.
وإذا أردت المزيد قم بزيارة إلى قسم المسالك البولية في إحدى المستشفيات لترى العجب العجاب لمن يعانون من مشكلات في الكلية والمثانة والعضلات المتحكمة في البول لتشكر الله على هذا الوضع الدقيق والأنيق والنظيف والمبدع للكليتين والحالبين والمثانة وتجميع البول وإخراجه.
وقد أحاط الله سبحانه وتعالى الكليتين بكمية من الدهن المثبت والمحيط بها يتلقى عنهما الصدمات ويحميهما ويثبتهما في مكانهما أثناء المشي والجري واللعب والاستحمام، والقفز، والجلوس والنوم، والصلاة ، ولعب الرياضة وباقي مناشط الحياة.
أما التركيب التشريحي والداخلي للكلية فإنها من بدائع صنع الله وخلقه حيث تحاط الكلية من الخارج بالقشرة (Cortex) المحتوية على أجسام صغيرة كروية الشكل تظهر كالحبيبات تسمى كريات ملبيجي (Malpghiam corpusles) تصل عددها إلى حوالي مليون يخرج منها أنابيب تسمى بالأنابيب الكلوية (Renal tubules) توصل كريات ملبيجي بحوض الكلية (Renal pelvis).
وتنقسم تلك الأنابيب الكلوية في منطق القشرة إلى:
الأنابيب الملتفة القريبة (proximal convoluted tubules)والأنابيب الملتفة البعيدة (distal convoluted tubules).
ويلي القشرة منطقة النخاع (Medulla)وهي المنطقة الوسطى في الكلية ، وتظهر فيها خطوط طفيفة مستقيمة هي الأنيبات الجامعة (collecting tubules)تنتهي على شكل هرمي يسمى بأهرامات ملبيجي (Pyramids of Malpighi)تفتح في نهايتها الأنيبات الجامعة.
ويلي النخاع للداخل حوض الكلية (Pelvis)وهو المنطقة الداخلية من الكلية، وهو تجويف متسع تصب فيه الأنيبات الجامعة قطرات البول، ومن هذا التجويف يحمل الحالب البول إلى المثانة حيث يخزن إلى وقت إخراجه والتخلص منه.
وتحتوي الكلية حوالي مليون وحدة فسيولوجية تسمى بالنفرون(Nephron) وإذا فردنا نفرونات كل كلية يصل طولها إلى 380 متر يدور فيها الدم لاستخلاص البول والمواد الأخرى منه.
صورة توضيحية لآلية عمل النفرون فتأمل خلق الله سبحانه وتعالى
ويــتكون كل نفرون من جزء متضــخم يسمى محفظة يومان(Bowmans capsule)يحيط بكمية متجمعة غزيرة من الشعيرات الدموية تسمى بالكلبة أو الجمع (Glomerulus)ويسمى الجمع والمحفظة بكرية ملبيجي (Malpighian corpuscle)تخرج من كرية ملبيجي أنبوبة دقيقة هي الأنيبة البولية (uriniferous tubule)توصل كريات ملبيجي بحوض الكلية وتنقسم الأنيبة البولية الواحدة إلى الأجزاء التالية:
1-الأنيبة الملتفة القريبة (PCT)(Proximal convolvulated tubule)تقع قريبا من كرية ملبيجي في منطقة القشرة.
2-الفرع النازل على شكل حرف U تسمى لفة هنل Loop of Henelيتجه للنخاع.
3-الفرع الصاعد من لفة هنل الذي يتجه مرة أخرى إلى الخارج في منطقة القشرة.
4-الأنيبة الملتفة البعيدة (DCT)(Distal convoluted tubule)وهي أنبوبة ملتفة في منطقة القشرة.
5-الأنيبة الجامعة (collecting tubule):
وهي أنبوبة مستقيمة تصب فيها الأنيبة الملتفة البعيدة وتوجد في منطقة النخاع تتحد هذه الأنيبات مع أخرى اكبر واكبر وتصب في النهاية في نهاية هرم مالبيجي.
وهذا التركيب الدقيق لم يخلق عبثا ولكنه خلق لغاية مقدرة وبحكمة بالغة تتضح في كيفية عمل الكلية.
تكوين البول:
يتكون البول في الكلية في عمليات ثلاث رئيسة هي:
1-عملية رشح لبلازما الدم تحت ضغط خلال الشعيرات الدموية في كرية ملبيجي.
2-عمليتا إعادة امتصاص وإفراز تقوم بهما خلايا الأنيبة البولية ينتج عنها تكوين البول في شكله النهائي.
1- عملية الرشح تحت ضغط (Ultera-filtration):
وهي الخطوة الأولى في تكوين البول وتتم في كريات ملبيجي في منطقة الجمع أو الكبة التي يتجمع فيها أعداد كبيرة من الشعيرات الدموية الذي يجعل سطح الرشح كبيرة جدا حيث تنتقل المواد الموجودة في بلازما الدم تحت الضغط إلى تجويف محفظة بومان وقد تلاءم تركيب كريات ملبيجي مع وظيفته من رقة الجدر وكثرة الالتفاف.
فمن هيأ هذا التركيب المعجز لهذه الوظيفة المعجزة التي يتوقف عليها حياة الإنسان؟ (قال ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى).
وقد هيأ الله سبحانه وتعالى قوى الضغط الهيدروستاتي للدم والضغط الأسموزي وضغط الأنسجة للقيام بهذه الوظيفة حيث يساوي الضغط داخل الكلبة 70مجم/زئبق ويؤدي ارتفاع الضغط هنا إلى دفع المواد الموجودة في بلازما الدم إلى تجويف محفظة بومان وبذلك تتلاءم كريه ملبيجي مع الوظيفة التي خلقت من اجلها وهنا ترشح كل مكونات بلازما الدم ما عدا البروتين فهو يحتوي: الماء والجلوكوز والأملاح والفضلات النيتروجينية وأي مواد أخرى في بلازما الدم كبقايا الأدوية يمكن نفاذ جزيئاتها مع الرشيح الذي يسمى برشح الكلبة (Glomerular filtrate)أو سائل المحفظة (capsular fluid)والذي يصل حجمه إلى 180 لتر في اليوم الواحد.
2-عمليتي إعادة الامتصاص (Reabsorption):
أ‌-عملية إعادة امتصاص بالانتشار Diffusionوالنقل النشط (Active transport)
ب‌-عملية الإفراز (secration):
حيث يتم إرجاع 99% من الماء الراشح إلى الدم ويسمح فقط بخروج 1% من الماء إلى البول وتقوم خلايا الأنيبة الملتفة القريبة بهذا الامتصاص والإرجاع للماء. وتمتص خلايا الأنيبة القريبة أيضا الجلوكوز والبوتاسيوم وبعض الصوديوم والفوسفات والبيكربونات والأحماض الأمينية والبروتينات التي قد تنفذ إلى تجويف محفظة بومان.
من هنا فان البول غير المرضي لا يحتوي الجلوكوز.
وللكلية حد أقصى لامتصاص السكر بما يسمى بالعتبة الكلوية (Renal threshold for glucose)وهي كل ما زاد عن 150 ملجم جلوكوز في الدم فان زاد تركيز الجلوكوز في البول عن العتبة الكلوية أي 150 ملجم فانه يظهر في البول ويحتاج طرد هذه الكمية إلى كميات زائدة من الماء وهذا ما يحدث عند الإصابة بمرض البول السكري (Diabetes mellitus).
وفي لفة هنل (loop of Henle)تنشط خلايا اللفة لامتصاص الماء وإفراز وتركيز البولينا لذلك يصبح سائل الأنيبة مركزا بعد عبوره لفه هنل.
وتحدد الأنيبة الملتفة البعيدة كمية الصوديوم النهائية التي سوف تمتص، كما يحدد هذا الجزء الحجم النهائي للبول وينظم هذه العملية هرمون إدارة البول ADH(Antidiuretic hormone) يفرز من سرير المخ Hypothalamusوقشرة الغدة الكظرية Adrenal cortexوبذلك يصل البول إلى حجمه وتركيبه النهائي.
وإذا اختل عمل الكلية في الترشيح وتنظيم مكونات البول والدم احتاج الإنسان إلى عمليات غسيل الدم باستمرار وهذا شئ مكلف ومجهد كفى الله الكثير من عباده أعباءه المادية والنفسية والصحية والاجتماعية.
لذلك كان عمل الكلية من العمليات المعجزة في جسم الإنسان وعلى العبد أن يحمد الله على هذه النعمة التي تساوي ملايين الملايين من الدولارات ولا تكافأ بمال الدنيا فالحمد لله رب العالمين
المصادر:
-كتاب أساسيات عامة في علم الفسيولوجيا، رشدي فتوح عبد الفتاح، دار السلاسل للطباعة والنشر والتوزيع (1988م)(ص377)
-كتاب الأيض والاتزان (1) ،نظمي خليل أبوالعطا موسى وآخرون مملكة البحرين: إدارة المناهج
-Biology, life on earth, Teresa Aduesirk and Gerald Audesirk (p:642)
-The complete Illustrated medical hand book, Mervyn Lloyd M.D and Joan Gomez M.D, new burington books:London (p:91)


  #1218  
قديم 25-11-2013, 05:56 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

السيقان النباتية من دلائل القدرة الإلهية

الدكتور نظمي خليل أبو العطا
السيقان (Stems ) النباتية عامة هي الجزء من النبات الذي يحمل الأوراق والبراعم والأزهار والثمار فوق سطح التربه في وضعها البيئي الأمثل , كما أن هناك بعض السيقان الأرضية (Subterranean stem).
وتبدأ السيقان في التكوين داخل البذور والحبوب على هيئة الرويشة (Plumule) التي تخرج من البذور والحبوب أثناء الانبات , لتعطي بعد ذلك الساق (Stem) , وتنقسم الساق عرضياً إلى سلاميات (Internodes) محصورة بين العقد (Nodes) وتنتهي من أعلى بالبرعم القمي أو الطرفي (Apical bud) أو (Terminal bud) .
وتحمل الساق عند العقد البراعم الابطية أو الجانبية (Axillary or lateral buds) محصورة في إبط الأوراق (Leaves) التي يحملها الساق .
وتحمل الساق نوعين من البراعم هي البراعم الصيفية (Summer buds) والبراعم الشتوية (Winter buds).
والبراعم الصيفية : هي براعم ذات أوراق خصوصية (Flage leaves) خضراء, غير محكمة الاغلاق , تعطي الأوراق الخضراء مثل براعم نبات الدورانتا Duranta ونبات الياسمين الزفر (الداباي) Clerodendron .
أما البراعم الشتوية : فهي براعم لمجابهة موسم الشتاء البارد , لذلك فهي مغطاه من الخارج بأوراق حرشفية (Scale leaves) تغطي الأوراق الخضراء العادية للبراعم , وهي مغطاه من الخارج ببعض الصموغ والمواد الراتنجيه, وتوجد هذه البراعم في النباتات متساقطة الأوراق شتوياً كالتوت Mours والحور Populus.
فسبحان من زود هذه البراعم بتلك الأغطية الحرشفية, والمواد الصمغية التي تساعدها على عبور أيام الشتاء القاسية البرودة.
فالأوراق هي نوافذ النبات على الخارج وعند حلول الشتاء تسقط بعض النباتات أوراقها لمجابهة انخفاض درجة الحرارة , وتظل براعمها كامنة في الشتاء , وعندما يحل الربيع , وتعتدل درجة الحرارة , ينشط النبات وينشط صعود العصارة فيه , وتنشط البراعم الشتوية لتعطي الأوراق والأفرع الجانبية الساقية والزهرية .
فمن علم هذا النبات هذا السلوك العلمي البيئي العجيب؟!
إنه الخالق سبحانه وتعالى: ( قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) طه 50 .
وإذا دققنا وفحصنا سيقان النباتات المحيطة بنا وجدناها تنقسم إلى عدة أقسام فهي : إما سيقان خشبية (Woody stems) قوية قائمة (Erect stems) كسيقان نباتيْ التوت Mous alba والكافور Eucalyptus , أو سيقان عشبية (Herbaceous) ضعيفة (WeakStems) خالية من الأخشاب القوية كسيقان نباتيْ الفول Vicia faba , و القمح Triticm .
وتنقسم السيقان العشبية الضعيفة إلى :
سيقان متسلقة (Climbing stems) وهي تتسلق بالمعاليق (Tendrils) مثل سيقان نبات العنب Vitis التي تتسلق بالمعاليق الملتفة حول الدعامات .
كما توجد بعض السيقان المتسلقة بالالتفاف حول الدعامات تسمى بالسيقان الملتفة (Twining stems) مثل نبات العليق Convolvulus .
ونرى بعض السيقان لاتلتف على الدعامات وتزحف على الأرض دون أن تتصل بالأرض إلا من جذورها الأصلية بحيث أنك تستطيع رفع النبات من على الأرض بسهولة حتى تصل إلى مكان جذوره ومن أمثلة ذلك سيقان الخيار Cucumber والقرع Cucurbita وتسمى بالسيقان الزاحفة (Prostrate stems) , وبعض السيقان الضعيفة تخرج جذور عرضية (Adventitious roots) تتصل بها بالأرض في مواضع متعددة خلاف موضع الجذر الأصلي وتسمى هذه السيقان بالسيقان الجارية (Runners) ومن أمثلتها نبات الفراولة Fragaria .
ومن السيقان ماهو مجوف (Hollow) مثل سيقان نبات البرسيم Trifolium ومنها ما هو مصمت (Solid) مثل سيقان القطن Gossybium والملوخية Corchorus .
وتغطي سطح بعض النباتات بشعيرات فهي ساق مشعرة (Hairy stem) مثل نبات القرع Cucurbita , ومنها سيقان ملساء (Glabrous) مثل نبات الغاب Bamboo , وبعض السيقان مغطى بالأشواك (Prickles) فهي ساق شوكية (Prickly stem) مثل نبات الورد Rosa.
وبعض السيقان قرصية (Disky stems) مثل البصل Allium وتسمى أحياناً بالسيقان القزمية (Dwarf stems) ومعظم النبات ذات سيقان طويله (Long stems) .
وبعض السيقان خلقها الله لوظيفة مغايرة للوظيفة العامة للساق النباتية المتمثلة في حمل الأوراق والبراعم والأزهار والثمار في الهواء , ومع ذلك فما زالت هوائية مثل السيقان التي تفلطحت لتقوم بوظيفة البناء الضوئي ومن أمثلتها نبات السفندر Ruscus ونبات كشك الماظ أو الأسبرجس Asparagus.
وتوجد السيقان المفلطحة العصيرية مثل سيقان نبات التين الشوكي Opounta والتي تفلطحت وحوت اليخضور للقيام بعملية البناء الضوئي وتخزين الماء في البيئة الصحراوية.
أما في نبات العاقول Alhagi ونبات القتاد Zilla فقد تحورت الساق إلى أشواك (Spine) ولذلك فهي ساق شوكية (Spiny stem) , كما تحولت بعض السيقان إلى معاليق (Tendrils) كما هو الحال في نبات العنب Vitus .
وبعض السيقان أبعدت تماماً عن العيش فوق سطح الأرض فعاشت تحت الثرى ومنها ريزومات (Rhizomes) نباتات الغاب Arundo والنجيل Cynodon والكانا Cana وهي تقوم بعمليتي تخزين الغذاء والتكاثر الخضري بالشطء كما قال تعالى ( كزرع أخرج شطأه ) الفتح 29.

وهناك سيقان أرضية درنية (Tuber) مثل البطاطس Solanum tuborosum وهي تقوم بوظيفتي تخزين الغذاء والتكاثر الخضري (Vegetative reproduction). أما في القلقاس Colocasia antiguorum فقد تضخمت الساق الأرضية بدرجة ملحوظة لتخزين الكمية الهائلة من المواد النشوية التي تنتجها الأوراق العريضة للنبات , كما أنها تقاوم ظروف البرودة والطقس غير المواتية لتستأنف التكاثر الخضري والنمو في العام القادم .أما في البصلة كما قلنا سابقاً فقد تقزمت الساق وأصبحت قرصية .
وبذلك تقوم الساق في النبات بالعديد من الوظائف مثل رفع الأوراق والبراعم والأزهار والثمار في الوضع الأمثل لعملية البناء الضوئي, والقيام بتخزين المواد الغذائية كما هو الحال في نبات قصب السكر Saccharum والبطاطس والقلقاس والريزومات.
كما أنها تنتج الأخشاب وعندما يصاب الساق ببعض الطفيليات فإنه ينتج أغنى أنواع العطور مثل عطر دهن العود والصندل Santalum album .
ويستخدم القلف في صناعة المشروبات كما هو الحال في نبات القرفة أو الدارسين Cinnamoumus .
كما تستخدم في إنتاج الصموغ كما هو الحال في الصمغ العربي الناتج من سيقان نبات السنط Acacia .
وتنتج بعض النباتات المواد الرانتجية (Resin) , المستخدمة في العلاج والتخدير وهي تنتج من العديد من النباتات منها الصنوبر Pinus sp. .
وتستخدم السيقان لنبات السواك أو الأراك Salvadora persica في تنظيف الأسنان وتطهير اللثة , كما ينتج اللبان من سيقان شجرة اللبان Boswelia sacra , وينتج المطاط من سيقان شجرة المطاط .
فسبحان من خلق هذا التنوع العجيب في سيقان النبات في الشكل الظاهري والفوائد الاقتصادية والغذائية. أما في التشريح الداخلي فالمعجزة كبرى فجميع السوق النباتية تحتوي على البشرة (Epidermis) , والقشرة (Cortex) , وأوعية توصيل للماء والمعادن والأملاح وهي أوعية الخشب (Xylem) , وأوعية توصيل الغذاء الناضج المنتج من البناء الضوئي وتسمى باللحاء (Phloem) .
وفي معظم نباتات ذوات الفلقتين (Monocotyledon) تنتظم الحزم الوعائية (Vascular bundle) في ترتيب منظم في حلقة في الساق بحيث يكون الخشب واللحاء على أنصاف أقطار واحده , ويوجد نسيج الكامبيوم (Cambium) الذي يعطي التغلظات الثانوية في أنسجة الخشب وأنسجة اللحاء , ويتم نمو الساق بانتظام بحيث يمكن معرفة عدد السنوات التي مرت على هذا النبات , ومواسم الجفاف ومواسم الأمطار من خصائص تلك الحلقات وسمكها , وهذا دليل الابداع في الخلق والتقدير والانتظام , وكلما احتاج النبات إلى ماء أكثر لكبر حجم النبات نشأت أوعية خشب جديده تتناسب مع المتطلبات الجديدة.
وبعض السيقان وصل بها السمك أن شقت في إحدى الأشجار أنفاق تمر منها السيارات , ويصل طول بعض الأشجار إلى أربعين طابقاً سكنياً , ومع ذلك تصل المياه إلى آخر مكان في الشجرة وهي البراعم القمية ( Apical buds) ولو توقف هذا الامداد لساعات قليلة لماتت تلك البراعم.
فمن دبر ذلك ؟
ومن هيأ هذا الساق لتلك الوظيفة ؟
كما أن نباتات ذوات الفلقة (Monocotyledon) تتميز بخواص عامة حيث تتبعثر الحزم الوعائية في الساق ولا يحدث النمو الثانوي في السمك عادة لأنها عادة نباتات حولية تعيش مواسم محدده.
وطلاب السنوات الأولى في الجامعة يدرسون الفوارق والمتشابهات في التركيب الداخلي لسيقان النبات , بحيث يستطيع الطالب من الدقة و التقدير في الخلق أن يفرق بين أنواع السيقان المختلفة , كما تختلف سيقان النباتات الأرضية عن سيقان النباتات المائية التي تتميز بأوعية خشبية مناسبه لوفرة الماء , وبها العديد من الفراغات الهوائية (Air spaces) وقلة في أنسجة البشرة (Epidernis) مع القلة في الأنسجة المغلظة لأن البيئة المائية أقل قساوة من البيئة الأرضية خاصة البيئة الجفافية.
وعند فحص أحد القطاعات العرضية في الساق (T.S of stems) فإننا نشاهد أكبر تحفة فنية في العالم خاصة إذا تم صبغ تلك السيقان بالأصباغ المتخصصة في تلوين أنسجة الخشب (Xylem tissues) وأنسجة اللحاء (Phloem tissue) والبشرة والقشرة والخلايا البرانشيمية (Paranchyma) والخلايا الأسكلرنشيمية (Sclerenchyma) لدرجة أن مؤلف أحد كتب التشريح في النبات وضع قطاعاً عرضياً في الخشب الثانوي لنبات الماس الأمريكي وكتب أسفله(2) : إن مادة القطاع جميلة حتى أن دودة الحرير لاتستطيع أن تنسج مايدانيها جمالاً. إن من يحمل عصا يتوكأ عليها , مهما يكن خشبها متواضعاً إنما يمسك قطعة من صنع (الله) تفوق بمراحل أتقن نسيج في الدنيا أبدعته يد صانع في أشغال الإبرة.
وقد وضع هذا المعلق كلمة الطبيعة مكان كلمة (الله) التي وضعناها سابقاً , فانظروا إلى عقل هذا الكاتب المتميز كيف يجعل الطبيعة الصماء هي الصانعة مع أن بعض علماء أمريكا عندما وجه إليهم هذا السؤال : هل لهذا الكون إله؟
فأجاب أكثر من مئتي عالم كل في مجال تخصصه عن هذا السؤال ليثبت أن للكون إلهاً خالقاً مبدعاً , وكتب ذلك وترجم إلى العربية سنة (1960م) في كتاب بعنوان الله يتجلى في عصر العلم, وفيه كتب وولتر إدوارد لامبرتس أخصائي علم الوراثة(2) عن خلق الله قال:
قد تؤدي الطفرة في بعض الحالات النادرة إلى تحسين صفة من الصفات كما يحدث في جناح الدروسوفيلا , ولكن اجتماع هذه الصفة مع بعض الصفات الأخرى التي تطرأ على الجناح , قد يؤدي إلى تكوين حشرات أقصر عمراً وأقل قدرة على الحياة , ولكن دعنا نسلم جدلاً بحدوث طفرات نادرة تصحبها تحسينات تبلغ 1% فكم تحتاج هذه الطفرات من الأجيال لكي يتراكم ويظهر أثرها وينتج عنها نوعاً جديداً؟
لقد أوضح باتو في كتابه (التحليل الرياضي لنظرية التطور) أن تعميم صفة من الصفات عن طريق الطفرة في سلالة من السلالات , لايمكن أن يستغرق أقل من مليون جيل من الأجيال المتتابعة.
ونحن نتسائل كم من الأجيال تحتاج الطبيعة لصناعة هذا التشابه في الخلق بين سيقان نباتات ذوات الفلقة الواحدة وبين سيقان نباتات ذوات الفلقتين ؟!
وكم أجيال تحتاج لصناعة هذا القطاع في الساق الذي قال المعلق عليه أن الطبيعة هي التي صنعته ؟!
إن دراسة الشكل الظاهري , والوظائف الحيوية , والتحورات التركيبية , والتشريح الداخلي للسيقان النباتية والأهمية الاقتصادية والغذائية والطبية يدلل دلالة قاطعة على القدرة الإلهية وكما قال الله تعالى ( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين) لقمان 11.

الهوامش:
(1)- انظر كتاب اعجاز النبات في القرآن الكريم , نظمي خليل أبو العطا (ص 66 ).
(2)- الله يتجلى في عصر العلم , نخبه من العلماء الأمريكين بمناسبة السنة الدولية لطبيعيات الأرض, الناشر مؤسسة الحلبي وشركاه للنشر والتوزيع (ص71).
  #1219  
قديم 25-11-2013, 05:57 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

آيات عظمة الله في الإلهام

قال الله تعالى (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) (الجاثـية:6)
الإلهام هو أبلغ دليل على وجود الملهم فلو رأيت طفلاً يسير في طريقه، من منزله إلى مكان يبعد كثيراً عنه، وهو يلتزم جانب الطريق الصحيح، وإذا حاول عبور الطريق التفت يمنه ويسره فلم يخطئ .. عجبت من حسن استعداده، وأثنيت على من أرشده !!.
وإذا وجدت طفلاً قد حسن هندامه، ونُظفت ملابسه، وتناسقت ألوانها، أعجبت بنظافتها، وأثنيت على راعيه !! وإذا رأيت أُماً تُرضع أبنها في حنان، انتشرت الغبطة إذا ما رأيت ما يدعو إلى الغبطة .. أو ألهمك الغضب، إذا ما رأيت ما يثيرك أو يحرك استياءك .. أننا نسر ونحزن وننشرح وننقبض ونثور ونهدأ، وتمتلىء صدورنا بالمشاعر والأحاسيس التي لا سلطان لنا عليها، إنما هي إلهام من الخالق الأعظم .
و إن كافة الكائنات الحية، لتأتي بأعمال لا إرادية لها فيها، إنما تقوم بما نسميه إلهاماً فلابد من وجود الملهم إذن، وفيما يلي بعض عجائب الإلهام في الأحياء .

تناسل الأحياء
ينشأ الطفل ولا تربطه بغيره من أفراد الجنس الآخر أية رابطة، سوى رابطة الطفولة فلا يرى الولد في البنت إلا رفيقة لهوه ولعبه، لا فرق بينها وبين زميلها .. فإذا ما شب عن طوقه، وبدأ يقرب من طور الشباب، يرى فيها شيئاً مخالفا عما كان يراه . لم تعد زميلته في لعبه ولهو . وإنما هي دنيا جميلة، ينجذب إليها ولا سلطان له على ذلك، وإذا به يرى فيها أشياء لم يكن يراها رغم وجودها، أصبحت في نظره الجديد جميلة الطلعة، حسنة المنظر .. يديم النظر إليها، فيرتاح لوجودها، حتى إذا اكتملت رجولته، ونضجت أنوثة الفتاة، إذ بإرادة الله تناديهما، أن حي على الزواج السبيل الوحيد للتناسل للإبقاء على حياة الإنسان .. ويتم كل ذلك خضوعاً لقوة قهرية لا يستطيع الرجل أو المرأة لها قهراً.
و لم ختلف هذه الحالة في الإنسان عن آخر، بل لم تختلف في الإنسان منذ كان يعيش في عصر الحجر بل منذ بدء الخليقة حتى الآن، لا فرق بين رجل ورجل . وأنثى وأنثى، مهما اختلفت الفواصل الاجتماعية التي يعشون فيها .
و للرجل وسائل لا حصر لها لإبداء الرغبة في التزاوج .. وتختلف هذه الوسائل في شبابه عنها في طفولته وفي شيخوخته .. فهو دائم العناية بمظهره وهندامه في شبابه ورجولته، يحاول أن يلفت نظر أنثاه بأناقته، وهي كذلك تتخذ كل ما يمكن من سبل لإظهار محاسنها وفتنته، اجتذاباً للرجل نزولاً على رغبة خالق السموات والأرض .
و قد هيئت الأجهزة التناسلية للذكر والأنثى، تهيئة متلائمة لحفظ النوع، حفظاً تاماً بل أحيطت عملية التزاوج بكل ما يضمن الحياة ويحافظ عليها .
فالحيوان المنوي، الذي يحاط بكمية من سائل يحفظ عليه درجة حرارته ويمنع عنه الهواء، هيئ بذيل يتحرك به الحيوان . والبويضة التي تهبط إلى مكانها في الرحم لملاقاةالحيوان المنوي، ثم تتحد نواة الحيوان بنواة البويضة ثم تنقسم إلى اثنتين، فأربع، فثمان، لتكون الكائن الحي، الذي ينموا ليكون طفلاً يخرج إلى الحياة، فتستقبله عاطفة الأبوة، وحنان الأمومة وتبذل الأم من رعايتها، والأب من كده وعنايته، لا فرق بين إنسان وآخر، ولا بين جيل وجيل، وإذ بالطفل يشب ليتخذ دورته، لا فرق في الحياة، ويعيد الدورة التي مر بها من قبل أبوه لا دخل للإنسان في شيء إلا التسليم بأن هناك قوة علمت فقدرت، وكتبت فألهمت !
قال تعالىوَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) (الشمس:8)
الحيوانات
لا يختلف معظم الحيوان عن الإنسان في التزاوج، فهو دائب البحث عن أليفه، وإلفات نظره إليه . وهو دائم الرعاية لصغاره بعد التزاوج .. ولعل أدلة الإلهام في تناسل الحيوان أبلغ من أدلتها في الإنسان، لطرافتها وكثرتها مما حوت مجلدات عديدة في دراستها .
فطائر البطريق له أسلوبه في الغزل لا يحيد عنه، فإن أراد التودد إلى أنثاه، اختار حصاة تقدم بها في زهو وحنان، ووضعها تحت قدميها، فإذا التقطتها ،كان ذلك دليل قبولها له زوجاً لها، فيتزوجان . وإذا لم يمس وتراً في فوادها، تركت الحصاة ولم تمسها، وعندئذ يعود فيلتقط حصاه وينصرف بها إلى أخرى ...!!
و مما يؤكد أن هذه العملية التي يقوم بها البطريق عن إدراك، ما رواه " تشايمان آندروز " في أحد كتبه العلمية، من أنه قد حدث ذات يوم أن جاء بطريق عجوز إلى الدكتور "روبرت مورفي " أحد علماء متحف التاريخ الطبيعي في أمريكا، وألقى تحت أقدامه في حديقته حصاة كبيرة، فلما التقطها الدكتور، صار البطريق والعالم صديقين حميمين ولم يغادر البطريق حديقة العالم حياً.
و يعتبر طائر الروبين، من أوضح الأمثلة على ما تتخذه الطيور من خطوات طويلة للزواج . ففي صيف السنة السابقة لبناء العش، يستولي الذكر على قطعة من الأرض كبيرة المساحة في حقل أو غابة، وحين يحط عليها يأخذ في الدفاع عنها، ومهاجمة أي طائر أو حيوان يحاول أن يستولي عليها أو يحط عليها فيها، وحين يأمن وتثبت ملكيته لها، يقبع على شجرة قريبة، ويأخذ في الصياح إعلاناً وإشعاراً لباقي الطيور بامتلاكه الأرض . ويظل على هذا الإعلان ستة أشهر كاملة . وفي منتصف الشتاء ينقلب صياحه إلى تغريد عذب، فتنجذب إليه الأنثى التي تعيش معه إلى الربيع بعدئذ يتعاونان في بناء عشيهما، ثم يتلاقحان وتضع الأنثى البيض الذي يفقس بعد ذلك . فالتزاوج قد سبقته مقدمات منتظمة مقصودة الغرض، دامت ما يقرب من العام . وكافة أفراد هذا النوع من الطير تتفق في دون شذوذ أو تغيير . إن هذه الحيوانات تتلقى كل ذلك في مدرسة واحدة هي مدرسة الإلهام !.
و قد لوحظ أن الطيور المهاجرة، ترجع إلى موطنها في مواعيد تكاد تكون محددة مهما كانت المسافات التي تفصل بين الطير ووطنه ليتم التزاوج والتناسل .

الأسماك
و من أعجب أدلة الإلهام، تلك التي نراها في تنافس بعض أصناف السمك التي تعيش في الأعماق الغائرة، واهتداء ذكور كل صنف إلى أنثاه في هذا الخضم الهائل، ووسط الظلام الدامس !!
و كانت هذه إحدى دراسات العلماء ، التي أتضح منها أن الأسماك التي تعيش في الأعماق السحيقة تنبعث من أجسامها أشعة لامعة قوية، تشابه أشعة النجوم في شدة تألقها، وجمال بريقها . وقد عرفوا أن هذه الأشعة بمثابة إشارات ضوئية ، وتتشابه في نظامها، وطريقة إشعاعها، وذلك في كل من الأنواع الواحدة، فبعضها يحمل صفاة واحدة من بقع مضيئة ممتدة على طول أجسامها، وفي البعض الآخر نجد صفوفاً متراصة فوق بعضها، وفي غيرها تشع أنواع زاهية كأنها الألعاب النارية، وهكذا يعرف كل نوع أليفه ويتم التناسل .!!
و قد أثبت العلماء أن توليد الحيوانات للضوء ظاهرة شائعة في ما لا يقل عن ست وثلاثين رتبة من رتب الحيوان . وهذه الظاهرة واضحة في الحيوان المسمى ( ضوء الليل ) وهو الذي يجعل البحار تتألق بالضوء ليلاً في الصيف، وكذلك في (قلم البحر )، و( نجمة البحر ) .
و يستطيع الإنسان أن يقرأ ويكتب ليلاً على ضوء حيوان (الاسيكيدا ) . وفي أمريكا حشرات تشع ضوءً أبيض براق، جعل الأهالي هناك يتخذون منها مصابيح في الليل، وهذه الأضواء الحيوانية تفوق الأضواء الصناعية . وقد ثبت أن الحيوان لا يبذل في إحداث الضوء أي مجهود يذكر، ولذا يسميه العلماء الضوء البارد، لأنه يحدث دون ارتفاع في الحرارة . .
و دليل الإلهام في ذلك، أن صنف السمك لا يمكن ِأن يرى شكل الضوء الذي على ظهره حتى يمكن أن نقول أنه يبحث عن الضوء المماثل وينجذب إليه ..!! فهو إذاً يذهب إلى ضوء معين ...!! رغم تعدد الأضواء وتباين قوتها ..!! إنه الإلهام ...
قال تعالىسُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ) (يّـس:36)
النبــات
أول من اكتشف أن الحشرات تنقل حبوب اللقاح من زهرة إلى أخرى، هو القس (كرستيان شبرنجل ) في عام 1793 بألمانيا . وقد اعترف أن هذا العمل من معجزات الله وقضى كثيراً من الوقت يدرس الزهر والحشرات حتى أشغله ذلك عن كنيسته التي يتولى الوعظ فيها فانصرفت عنه رعيته .
و جاء " داروين" بعده بستين سنة يعلن أن النباتات لها وسائل معقدة، بعضها تمنع التزاوج بين أعضاء تذكير وتأنيث نفس الزهرة، وإذا لقحت صناعياً لا تنتج بذوراً . ففي بعض الأزهار نرى عضو التذكير يبلغ نضجه قبل عضو التأنيث، فلا يتم التلقيح إلا إذا جِيء بحبوب اللقاح من نبتة أخرى، قد تم نضج أعضاء التذكير فيها، في موعد يوافق تلقيح عضو التأنيث في تلك . وبعضها تلقح نفسها بنفسها، دون معونة لنقل حبوب اللقاح بالهواء أو الحشرات . وهذه قد توافقت تراكيبها كما في الذرة والقمح وغيرها، فأعضاء التذكير التي تحمل اللقاح، تميل إلى مواضع فتحات أعضاء التأنيث بتقدير وضبط لا يمكن استناده إلى شيء فتنعقد بذلك الحبوب .. فهل هذا مصادفة ؟ .
أما أصناف النوع الأول فنرى أن للأزهار حِيلاً عجيبة، فبعضها ما إن يحس بالحشرة تطأ أعضائها، حتى يهوي عليها وعاء اللقاح، فيضربها ضرباً رقيقا ليغمرها باللقاح، وبعضها يقوم بما يدل على قوة الإلهام في وضوح ودون لبس، فزهرة القطرب لا يتم تلقيحها إلا بفراش الليل ، فلذلك تذبل بالنهار، فإذا غابت الشمس تفتحت أكمامها، وانتشرت رائحتها الجذابة، وبرزت أعضاؤها الداخلية بما عليها من حبوب اللقاح استعداداً لتلقي فراش الليل، فإذا ما أقبل الفجر عادت الزهرات إلى حالتها الأولى .
فإذا كان هذا هو الشأن في الإنسان والحيوان والنبات، فسبحـان من لا شغله شـأن عن شأن ...!!!
قال تعالى: (فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَأُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى:11)
الأمــومــة
تسمو عاطفة الأمومة على أية عاطفة على وجه الأرض، وقد أودعت كافة الأحياء تلك العاطفة التي تتجلى فيها بوضوح، قدرة الخالق ورحمته عموماً .. فهل إذا نزعت هذه العاطفة من قلوب الأحياء يعمر الكون ؟!.
تتحمل الأم في سبيل هذه العاطفة من الآلام ما لا طاقة عليها . وفي سبيلها تهون كل ما تجده من عذاب دونه من عذاب دونه أي عذاب في الدنيا ... ونحن نلمس في حياتنا كيف أن الأم تفيض سعادة، بقدر ما يفيض عليها حملها من نصب وتعب .... وكلما زاد حملها عليها وزنه، أشرقت العاطفة بنورها بين جنباتها .. ومن عجب أن الإنسان دائما يطلب تأخير كل ما يتصل تحياته من جراحة أو تمريض . فيما عدا الأم .. التي تستعجل ... وضع وليدها، بالرغم مما في هذا الوضع من آلام تتفق كافة الآراء على شدتها . والأمثلة على تضحية الأم بحياتها، في سبيل وليدها بسخاء وجود، كثيرة لا تقع تحت حصر ... وتعلق الأم بطفلها .. وسهرها عليه .. وحبها له لما هو مضرب الأمثال .
و الإلهام في عاطفة الأمومة، يظهر أوضح في الحيوانات، فهي تأتي في سبيل وليدها من العجيب ما حير الباحثين ...فالقطط والكلاب التي تحمل أولادها بأنيابها الحادة المخيفة، وتعدوا بها المسافات الشاسعة، دون أن تخدش جلدها وطيران الخفاش وصغاره معلقة به، وهو ينوء بحملها ولا يضعها إلا حيث الأمان ،و لو اقتضى ذلك منه طيران الليالي بأكملها وحملالكنجارو لوليدها في كيس بطنها، والقفز به من مناطق الخطر، كل هذه أمثلة توضح إلهاما من الله، سبب عاطفة، هي أرق واخلص عاطفة من كائن لكائن ..!!
و من أروع الأمثلة على الإلهام، ما نراه في حيوانالاكسيلوكوب الذي يعيش منفرداً في فصل الربيع، ومتى باض مات فالأمهات لا ترى صغارها ولا تعيش لتساعدها في غذائها لمدة سنة كاملة، لذلك نرى الأم تعمد إلى قطعة من الخشب فتحفر فيها حفرة مستطيلة ثم تجلب طلع الأزهار وبعض الأوراق السكرية، وتحشوا بها ذلك السرداب، ، فمتى فقست البيضة وخرجت الدودة كفاها الطعام المدخر سنة . فانظر إلى ذلك التدبير الحكيم، وتلك الرحمة من حيوان على ولده، الذي سيرى العالم بعد فمن أودع فيه تلك الرحمة .. ومن ألهمه ذلك الحنان !!
و حشرة الزنبور الحفار تحفر أنثاه نفقاً في الأرض تضع فيه بيضهاً، وبعد أن تحفر النفق لا تضع فيه البيض مباشرة . بل تبحث عن دودة تلسعها لسعة تخدرها ولا تميتها ثم تسحبها إلى داخل النفق، وتضع عليها البيض وتسد النفق . وتموت الأنثى عن بيض قد توافر لدوده عنده عند فقسه ما يكفيه من القوت .
و لعل من أعجب ما أكتشفه العلم، أن كل إناث الطير من أي نوع كانت تضع من البيض عادة نفس العدد الذي تضعه في كل بطن، فبعضها يضع من ثلاث بيضات إلى خمس، وبعضها من خمس إلى ست وهكذا . غير أنه قد لوحظ أنه إذا رفع من تحتها بعض بيضها وضعت بدلاً منه لتساويه في العدد وهذه القدرة على إنتاج البيض تكاد تكون عجيبة لا يصدقها العقل !!.....
وقد ذكرت مجلة " ذي اوك " أن بعض علماء الطير عمدوا إلى طائر النقار، فأخذوا من وكره بيضه ما عدا واحدة، وظلوا يكرر أخذ البيض ليروا إلى متى يظل يضع من البيض بدل ما سرق، فوضع الطائر الذي حيره الأمر 71 بيضة في 73 يوماً .
و الجهد الي يعانيه الطير في جلب الطعام لصغاره وتغذيتهم لأمرٌ يعلمه كل من رأى الطير وصغارها .
و يقول الدكتور " أرثر ألن " من جامعة "كورنل " أنه تحرى الدقة في عدد رحلات أنثى عصفور العصو، تطلب الطعام لتغذية صغرها، فوجد أطعمتها 1217 مرة، ما بين الفجر ومغرب الشمس .
أما كيف تميز أم أفراخ الطير أياً من صغارها ينبغي أن يتغذى، فهو من دلائل ما أودعه الله من أسرار وإلهام . فإن النظام الدقيق الذي ركب في حلق كل فرخ . يقضي بأنه إذا أمتلأ أبطأ في ابتلاع ما يزق به، فما على الأم إلا أن تزق الذي يفتح لها منقارها، ثم تراقب العاقبة بدقة، فإذا رأت الطعام لا ينزلق في الحلقوم، امتصته ثانية وزقت به الذي يليه . أي أن الذي يبتلع الطعام من فوره، هو أفرغها من الطعام جوفاً ..!!
و حزن الأم على فقد ولدها إذا كان مضرب الأمثال في الإنسان، فإن من الحيوان، يأتي من ضرب الحزن والألم، في هذا الحال، أكثر مما يشاهد في الإنسان .
فحزن الناقة على صغيرها، أو الكلبة على جروها .. لما يتوارد في الأحاديث، على سبيل العظمة والعبرة، وقد ضرب الخيل أروع الأمثلة في هذا الشأن،، ومن يشاهد حياتها يعرف أن الفرس إذا مات صغيرها نهنهت بصوت مسموع يعرفه القاصي والداني، وكثيراً ما يفيض الحزن بالفرس فتأتي من الأعمال ما لا يصدقه العقل .. فهذه الفرس التي صاحت وبكت حتى نزلت من عينها الدموع لموت صغيرها وفاض بها الحزن حتى أنها توحشت ولم يستطع انسان أن يقترب من جسد صغيرها، وما إن هدأت وحمل جسد الصغير حتى سارت خلفه . ولما دفن لازمت قبره، وانقطعت عن الأكل والشرب، ولم تفد فيها أية محاولة، حتى قادها عذابها وحزنها إلى الموت .. تتكرر حالاتها بين الحين والآخر في مختلف أنحاء العالم .

مـن عجـائـب الإلـهــام

رضـاع الطفـل
تنمو الغدد التي تصنع اللبن في مدة الحمل ويدفعها إلى هذا النمو مواد يفرزها المبيضان، وفي نهاية الحمل وبدء الوضع، تتلقى هذه الغدد من الغدة النخامية القائمة في قاعدة الجمجمة، امراً بالبدء في صنع اللبن .. وتعتبر عملية الرضاع أُولى عمليات الإلهام للكائن الحي، فإنها عملية شاقة، تتم للطفل عن طريق الإلهام فهي لذلك تشهد بقدرة الخالق، إذ أنها أنها تقضي انقباضات متوالية في عضلات وجه الرضيع، ولسانه وعنقه، وحركات متلاحقة في فكه الأسفل وتنفساً من انفه، ولا يمكن أن يتم ذلك مصادفة من أول رضعة لرضيع، إلى آخر رضعة لفطيم، بل قرر العلماء أكثر من ذلك، أنه لا يمكن للرجل أن يقوم بها بالنجاح الذي يقوم به الطفل الذي لا يتجاوز عمره ساعات، بل دقائق، ولم يحدث أن أخطأ طفل واحد من ملايين الأطفال الذين ولدوا من يوم أن قامت الدنيا، إلى الآن وإلى ما شاء الله في طريقة الرضاع .
تزاوج ثعبان السمك والسلمون
ما زال علماء الأحياء في حيرة ودهشة من قصة ثعبان السمك ورحلاته العجيبة، لا يجدون لها تعليلاً إذ أنها لا تنضوي إلا تحت أدلة الإلهام التي تثبت وجود الخالق .
يعيش ثعبان السمك في الأنهار عندما يكتمل نموه بأن يبلغ العاشرة من عمره، يهاجر من البرك والأنهار في مختلف أنحاء العالم، فتلك التي تعيش في أنهار أوربا، تسبح حتى المحيط الأطلسي، وتلك التي تعيش في النيل وأنهار أفريقيا، تسبح إلى البحر المتوسط ثم تخترق مضيق جبل طارق إلى المحيط الأطلسي، ثم تستأنف جميعاً رحلة تقطع فيها آلاف الأميال قاصدة إلى الأعماق السحيقة في جزر الهند الغربية، جنوب برمودا، حيث تتزاوج وتضع البيض، فتكون مخلوقات صلبة شفافة، كأنها خيوط صغيرة لها عيون بارزة، وتتهيأ للعودة إلى مواطن آبائها، في رحلة تستغرق أكثر من ثلاثة سنوات في بعض الجهات لتصل إلى مصاب الأنهار التي عاش فيها آباؤها، سواء أكان أنهاراً في أوربا، أم ترعاً في أواسط أفريقيا، أم بحيرات في آسيا . ولم يحدث قط أن صيد ثعبان ماء أمريكي في المياه الأوربية، او ثعبان أوربي في المياه الأمريكية إطلاقا ..!!
و سمك السالمون الذي يعيش في البحار، حين يبلغ طور النضج الجنسي، وتكون له القدرة على التناسل يرحل إلى الأنهار ذات المياه العذبة ، لتضع الإناث البيض، وتصب الذكور عليه حيواناتها المنوية .. وعندما تخرج الأجنة تمضي فترة من حياتها في ماء النهر حوالي سنتين، ترجع بعدها إلى البحر ... ومتى أصبحت قادرة على التناسل، تعود إلى النهر الذي فقست فيه، ولا يخطىء السالمون النهر الذي فقس فيه مهما تقاربت مصاب الأنهار بعضها من بعض !!.
اهتداء الحيوان إلى موطنه
كشف العلماء بعض أسباب هجرة الحيوان ظناً . غير أنهم وقفوا حيارى عند سر اهتداء الحيوان إلى موطنه، وقدموا بعض الفروض العلمية المختلفة اتفقت جميعها على أنها إلهام من الله .
و يقول العلامة " منروفكسي " أستاذ علم الحيوان في جامعة برمنجهام في معرض الاستدلال على قوة الإلهام، أن رجالاً صحب كلابه الخمسة في رحلة صيد، في منطقة لم يزرها من قبل، لا هو ولا كلابه، وأثناء الرحلة وفي منتصف النار، هبت عاصفة شديدة وهطل الثلج وفُصل الرجل عن كلابه، واضطر إلى أن يرجع إلى منزله وحيداً وهو يظن أن الكلاب إن لم تهلك فهي بلا شك لن تهتدي إلى المنزل، ولكن من العجيب أن أربعة كلاب من الخمسة رجعت إلى المنزل بعد أسبوع قاطعة هذه المسافة الطويلة !!
لا نستطيع أن نقول أن للخبرة السابقة دخلاً في رجوعها فهي لم تقطع هذا الطريق من قبل حتى يمكن القول أنها حفظت علامات استدلت بها في عودتها كما أنه لا يمكن القول أنها رجعت مسترشدة بحاسة شمها القوية، فالمسافة شاسعة والمدة التي تقضيها طويلة والثلج المنهمر أزال كل أثر لأية رائحة .. إنها حاسة لم يهتد بعد إلى كشفها، إنها إحدى الشواهد الناطقة بعظمة الخالق !!
إن هجرة الحيوان لاسيما تلك التي تتم أول مرة فتهاجر الأبناء إلى حيث سبق أن هاجرت الآباء .. دون دليل أو مرشد .. ثم عودتها .. لمن الأسرار ولكنها تشير إلى وجود الواحد القهار ...
تكوين ثمرة البلح
يمتص جذور النخلة العناصر الغذائية من التربة بالشعيرات الجذرية، وتصعد العصارة بالضغط الاسموزي إلى أعلى، ويتغذى جذع النخلة بما أمتص من هذه العصارة ،أما العصارة فتصعد إلى حيث تغذي الأجزاء العلوية، ويأخذ كل جزء غذاءه ،و ترتفع العصارة الدقيقة، لتكون الثمرة فقمع البلحة هو مصفاتها، التي تسمح بمرور المواد الغذائية الذائبة تماماً إلى الداخل فقط . وهي التي تكون الحلو من البلحة وغير الحلو من النواة .. والتي منها ينشأ جسم البلحة الطري وهيكل النواة الصلب والطري غلاف رقيق شفاف يكاد لا يرى !!
ولم يحدث إطلاقا أن أخطأت نخلة فكونت نواة البلحة في الخارج والبلحة من الداخل . أو كونت البلحة الصلبة، والنواة طرية، ولا يمكن أن يعزى ذلك غلى ميكانيكية النخلة، أو طبيعتها .. فهذا شيء لا يمكن إلا أن يقال إنه إلهام ..
تقليب البيض للتفريخ
خطر لعلم أمريكي، أن يستفرخ البيض دون حضانة الدجاج ، بأن يضع البيض في نفس الحرارة التي ينالها البيض من الدجاجة الحاضنة له، فلما جُمع البيض ووضع في جهاز التفريخ نصحه فلاح أن يقلب البيض إذ أنه رأى الدجاجة تفعل ذلك ... ! فسخر منه العالم، وأفهمه أن الدجاجة إنما تقلب البيض لتعطي الجزء الأسفل منه، حرارة جسمها الذي حرمته .. أما هو فقد أحاط البيض بجهاز يشع حرارة ثابتة لكل أجزاء البيضة .. واستمر العالم في عمله حتى جاء دور الفقس وفات ميعاده ولم تفقس بيضة واحدة !!و أعاد التجربة وقد استمع إلى نصيحة الفلاح، أو بالأحرى إلى تقليد الدجاجة، فصار يقلب البيض حتى إذا واتى ميعاد الفقس خرجت الفراريج ..؟!!
و آخر تعليل علمي لتقليب البيض، أن الرخ حينما يخلق في البيضة، ترسب المواد الغذائية في الجزء الأسفل من جسمه، إذا بقي بدون تحريك ،فتتمزق أوعيته .. ولذل فإن الدجاجة لا تقلب البيض في اليوم الأول والأخير .. ! أفليس في هذا ما يدل على أن الدجاجة عند الحضانة بإلهام عجز عن معرفته الإنسان بالمحاكمة، بالرغم من كثرة ما يعلمه .. وأننا إذا سألناها كيف أنها فعلت ذلك لتقول : علمني الخبير العليم .
حماية بيض الحشرات من غوائل الجو
من قديم الزمان تصنع الحشرات لبيضها ما يشبه الزجاجة المفرغة، التي تحفظ فيها السوائل على درجتها من الحرارة، وتنتفع بها في حماية بيضها من عوادي الجو المتقلب، فهي تحيط البيض بكتلة هشة خفيفة من الفقاعات، وما تحوي هذه الفقاعات من هواء يقوم مقام الطبقة المفرغة حول الزجاج، فيقل تسرب الحرارة و البرودة إلى داخلها .. فمهما اشتدت حرارة الجو أو قرص البرد، نرى البيض داخل هذه الغلالة على درجة ثابتة وبمنجاة من تقلب الجو.
حفظ اللحم حياً
تستطيع طوائف من العناكب والزنابير أن تحفظ اللحم أسابيع فلا يفسد، دون الاستعانة بما تفتق به حيل الإنسان من تبريد أو ثلج . بل فهي لما كانت تحتاج إلى اللحم طرياً في طعامها ولا تضمن الظفر به كل يوم، لذلك تحفظ صيدها، من الحشرات التي تزيد على حاجتها، بطريقة لم يستطع الإنسان أن يصل إليها، فيه تفرز في أبدانها مادة تخدرها دون أن تميتها، فيبقى غذاؤها دائما طرياً طازجاً بل حياً لحين استهلاك، ولم يتمكن العلم حتى الآن من تخدير ذبيحة الإنسان، والإبقاء عليها بحيـاة كاملة دون موت لحين استهلاكهـا ..!!!
تكييف حرارة وهواء خلية النحل
لما كان يلزم ليرقات نحل العسل حفظ الهواء على درجة ثابتة من الحرارة والتهوية التامة، لتظفر بأسباب الحياة والنمو في الخلية فإن هناك طائفة من النحل، لا عمل لها في الخلية إلا إجهاد عضلاتها لتولد حرارة في أبدانها ، لتشع في أرجاء الخلية، بينما هناك طائفة أخرى تجثم على الأرض وتحرك أجنحتها بسرعة معينة محكمة لتوليد تياراً من الهواء يكفي الخلية فتكون بذلك مكيفة الجو هواء وحرارة !!
أبقار النمل وزراعتها
يقول العلامة "رويال ديكنسون " أحد علماء التاريخ الطبيعي، في كتابه شخصية الحشرات، لقد ظللت أدرس مدينة النمل حوالي عشرين عاماً في بقاع مختلفة من العالم فوجدت أن كل شيء يحدث في هذه المدينة بدقة بالغة، وتعاون عجيب، ونظام لا يمكن أن نراه في مدن البشر، علاوة على الهدوء والسكون .. لقد راقبته وهو يرعى أبقاره، وما هذه الأبقار إلا خنافس صغيرة، رباها النمل في جوف الأرض زمنا طويلاً حتى فقدت في الظلام بصرها .
و لا يدري أحد في أي عصر بدأ النمل حرفة الرعي وتسخير الأبقار، بل كل ما نعلمه أن الإنسان، إن كان قد سخر نحو من عشرين حيوانا ً لمنافعه فإن النمل قد سخر مئات الأجناس من حيوانات أدنى منه جنساً . فإن بق النبات، حشرة من الحشرات التي يعسر استئصالها، وما ذلك إلا لأن أجناساً كثير من النمل ترعى الحشرات التي يعسر استئصالها، وما ذلك إلا أجناساً كثيرة من النمل ترعى الحشرات.... ففي الربيع الباكر، يرسل النمل الرسل ليجمع له بيض هذا البق، فإذا جيء به وضع في المستعمرة موضع البيض، ويعنى به حتى يفقس وتخرج صغار، ومتى كبرت تدر سائلاً حلوا يقوم على حلبه جماعة من النمل، لا عمل لها إلا حلب هذه الحشرات بمسها بقرونها وتنتج هذه الحشرات 48 قطرة من العسل كل يوم، أو بمقدار يزيد مائة ضعف عما تنتجه البقرة بالنسبة إلى حجم الحشرات من حجم البقرة .
و يزرع النمل زراعات خاصة به، ويقول العالم المذكور أن النمل زرع مساحة بلغت خمسة عشرة متراً من الأرض، وأنه وجد جماعة من النمل تقوم بحرثها على أحسن ما يقضي به علم الزراعة، فبعضها زرع الأرز، وجماعة أزالت الأعشاب، وغيرها قامت لحراسة الزراعة من الديدان .
و لما بلغت عيدان الأرز تمام نموها، كان يرى صفا من شغالة النمل لا ينقطع، يتجه إلى العيدان، فيتسلقها إلى حب الأرز، فتنزع كل شغالة من النمل حبة، وتنزل بها سريعة إلى مخازن تحت الأرض .. وقد طلى العالم أفراد النمل بالألوان، فوجد أن الفريق الواحد من النمل يذهب دائما إلى العود الواحد، حتى يفرغ ما عليه من الأرز .
و لما فرغ من الحصاد، هطل المطر أياماً وما أن أنقطع حتى أسرع إلى مزرعة النمل ليتعرف أحواله فوجد البيوت تحت الأرض مزدحمة بالعمل والعمال والأعمال ووجد النمل تخرج من بيتها للشمس، وتضع حبتها لتجف من ماء المطر . وما إن ولى الظهر حتى جف الأرز وعاد الشغالة به إلى مخازن تحت الأرض ..!!!
قال تعالى : (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (الأنعام:102)
المصدر : كتاب " الله والعلم الحديث " بقلم عبد الرزاق نوفل ط: دارالناشر العربي الطبعة الثالثة
  #1220  
قديم 25-11-2013, 05:58 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الأفخاخ الميكانيكية

بقلم الكاتب التركي هارون يحيى
جينيليسا (Genlisea)
يشبه فخ الجينليسا أمعاء الحيوانات الدقيقة . فالجذور التي تمتد تحت الأرض هي عبارة عن أنابيب مجوفة منتفخة . يحدث التدفق إلى داخل النبتة من خلال الشقوق المواجودة في الأنابيب، يساعد على ذلك الشعيرات الداخلية الدقيقة، حيث تطفو الحشرات والعضلات الدقيقة في الداخل بسبب تدفق المياه. تغطي شعيرات خشنة تتجه نحو الأسفل جميع الأقسام التي يمر فيها التيار المائي، وفي الطريق تواجه الفريسة مجموعة من الغدد الهاضمة، التي تعمل كصمام وتشكل قوة ثانية تدفع بالحشرات إلى الداخل النبتة، لتصبح في النهاية غداءً لذيذاً[1].
فخ نبتة (Bladderwort)
هي نبتة بحرية شائعة يطلق عليها في الحقل العلمي اسم Utricularia.هناك ثلاثة أنواع من الغدد في فخ هذه النبتة : النوع الأول " الغدد الكروية " التي تتوضع خارج الفخ، والنوعان الثاني والثالث هما " الغدة الرباعية المدببة " و" الغدة الثنائية المدببة " والتي تتوضع في الداخل . تستخدم النبتة هذه الغدد كمراحل مختلفة للإيقاع في الفخ.
في البداية تقوم الغدد بتفعيل الامتدادات المتصلة بها، وتبدأ بضخ الماء منها.
مقطع لبنات(Bladderwort) وترتيب الفخ : 1ـ تلامس الفريسة شعيرات الفخ 2ـ يفتح الفخ في الحال وتدخل الفريسة 3ـ تغلق البوابة وراء الفريسة.
يتشكل جوف هام جداً في الداخل. وفي المدخل يوجد باب الفخ الذي يمنع الماء من التدفق نحو الداخل. وتكون الشعيرات الموجودة في الداخل حساسة جداً، فعندما تلامس إحدى الحشرات أو العضلات هذه الشعيرات يفتح الباب على الفور. يتدفق الماء بقوة إلى داخل النبتة، ويغلق الباب وراء الفريسة بلمح البصر. بعد هذه العملية التي لا تستغرق أكثر من 1000/1 من الثانية، تبدأ العصارات الهاضمة بإطلاع المفرزات الهاضمة على الفور[2].
السوط البكتيري
تستخدم بعض أنواع البكتيريا ما يشبه السوط، ويطلق عليه " السوط " ليساعدها على الحركة في المحيط السائل. يتصل هذا السوط بغشاء الخلية ويسمح للبكتريا حسب الاتجاه الذي ترغب به بسرعة محددة .
عرف العلماء السوط منذ زمن، إلا أن بنيته التي لم يكشف عنها النقاب قبل عقد تقريباً، كانت مفاجأة كبيرة لهم . لقد اكتشفوا أن هذا السوط يتحرك من خلال " محرك عضوي" في غاية التعقيد، وليس عن طريق آلية اهتزازية بسيطة كما كان شائعاً.
تقوم بنية المحرك الدافع على مبدأ المحرك الكهربائي. هناك جزئين رئيسيين له : " ثابت " و " الدوران ".
يختلف السوط البكتيري عن باقي الأنظمة العضوية بأنه يولد حركة ميكانيكية . لا تستخدم الخلية الطاقة المختزلة في جزيئات ATP وإنما لديها مصدر خاص للطاقة : التي تستخدمها البكتيريا تنتج عن الأيوانات المتدفقة عبر ِأغشية الخلية الخارجية . البنية الداخلية للمحرك معقدة جداً . يشترك ما يقارب من 240 بروتين مختلف في بناء السوط . يتوضع كل منها في مكانه المناسب بكل عناية . يعتقد العلماء أن هذه البروتينات هي التي تحمل إشارات تشغيل المحرك وتوقيفه، وتشكل نقاط اتصال تسهل الحركة بمقاييس ذرية، كما تفعل بروتينات أخرى مهمتها وصل السوط بغشاء الخلية. هذه الخصائص التي يمتاز بها عمل هذا النظام تدل على الطبيعة المعقدة له[3].
يعتبر السوط البكتيري بتركيبته المعقدة دليلاً كافياً على بطلان نظرية التطور . فلو حصل وتعطل أو فقد جزء صغير من هذا النظام لعجز عن القيام بمهمته وأصبح دون أدنى فائدة للبكتريا .
يجب أن يكون عمل السوط متقناً منذ اللحظة التي خلق فيها. هذه الحقيقة تلغي أيضاً المزاعم التطورية التي تعتمد مبدأ " التطور خطوة خطوة " .
يدلنا هذا السوط على أن أشكال الحياة البدائية أيضاً تحمل تصميماً على جانب من التعقيد .
وكلما تعمق الإنسان في دقائق هذا العالم، كلما اكتشف أن ما كان يظنه علماء الأحياء في القرن التاسع عشر، بما فيهم داروين، أحياء أو عضيات بسيطة هي في الواقع معقد تماماً كغيرها.

تصميم معجز حتى في المخلوقات الصغيرة التي كان داروين وحاشيته يعتبرونها " بسيطة " . يعتبر السوط البكتيري أحد الأمثلة التي لا تعد، تتحرك البكتريا في الماء بتحريك هذا العضو المتصل بغشائها، كان الكشف عن التفاصيل الداخلية لهذا العضو صدمة بالنسبة للعلماء تبين أن البكتيريا تحتوي عل محرك كهربائي مقعد. هذا المحرك الكهربائي الذي يتكون من خمسة عشر جزيئاً مختلفاً هو تصميم معجز في حد ذاته كما يظهر في الأعلى .
التصميم في الدلفين :
يتنفس كل من الدلفين والحوت عن طريق الرئتين تماماً كما تفعل باقي الثدييات، وهذا يعني أنه من الصعب عليها أن تتنفس في الماء مثل الأسماك وهذا هو السبب وراء زيارتها المتكررة للسطح. تعمل الفتحة الموجودة في أعلى الرأس على إدخال الهواء. صمم هذا العضو بطريقة تؤمن له إغلاقاً آمناً عند الغوص في الماء، حيث تغلق الفتحة أوتوماتيكياً بغطاء يمنع تسرب الماء، وعندما يعود الدلفين إلى السطح يفتح الغطاء أوتوماتيكياً أيضاً.
نظام يسهل النوم دون التعرض لخطر الغرق :
يملأ الدلفين من 80 ـ 90 % من رئتيه بالهواء في كل مرة يخرج فيها للتنفس. هذه النسبة لا تتعدى 15 % عند الإنسان، وهي عند الدلفين عمل إرادي وليس كباقي الثدييات الأرضية التي تتم فيها هذه العملية بشكل لا إرادي 54.
خلق الدلفين بجسم مثالي يلائم بيئته
بتعبير آخر : يقرر الدلفين أن يتنفس تماماً كما نقرر نحن الخروج في نزهة. يوجد في جسم الدلفين نظام خاص يحميه من الهلاك عندما ينام في الماء. يستخدم الدلفين النائم نصفي الدماغ بشكل متناوب كل 15 دقيقة، فبينما ينام النصف الأول يبقى النصف الثاني متجهاً إلى السطح للتنفس. إن خطم الدلفين الموجود في منقاره هو عضو آخر يعينه على السباحة، فالدلفين يستخدم طاقة أقل في أختراق الماء ويسبح بسرعات عالية. تستفيد السفن الحديثة من خطم الدلفين الذي يشبه القوس المصمم وفق الديناميكية الهيدروليكية لزيادة سرعتها كما يفعل الدلفين .
الحياة الاجتماعية عند الدلفين :
يعيش الدلفين في مجموعة كبيرة . ومن أجل مزيد من الحماية تحتل الإناث والمواليد الجدد مركز السرب. أما الأفراد المريضة فلا تترك وحيدة، بل تبقى ضمن السرب إلى أن تموت . تبدأ الروابط التكافلية عند الدلفين منذ اللحظة الأولى التي ينضم فيها المولود الجديد إلى السرب.
يخرج ذيل الدلفين منذ اللحظة الأولى التي ينظم فيها المولود الجديد إلى السرب.
يخرج ذيل الدلفين الوليد من رحم الأم أولاً، بهذه الطريقة يبقى متصلاً بأمه مما يضمن له الأوكسجين اللازم أثناء الوضع . وعندما يخرج الرأس في النهاية، يتجه الرضيع في الحال إلى السطح ليستنشق أول كمية من هواء الحياة الجديدة، عادة ترافق الأم التي تستعد للوضع أثنى أخرى. ترعى الأم وليدها منذ لحظة الولادة، إذ يتلقى المولود الذي يفتقد الشفتان الحليب من مصدرين يخرج الحليب من خلالهما من شق في بطن الأم. عندما يطرق الوليد برفق على هذا القسم من البطن يتدفق الحليب. يستهلك الدلفين الرضيع عشرات الليترات من الحليب يومياً، وتشكل الدهون 50% من هذا الحليب (مقارنة مع نسبة 15% في حليب البقر) وفي الحال يعمل هذا الحليب عمله في تشكيل الطبقة الجلدية الضرورية لتنظيم درجة حرارة الدلفين . تعين إناث أخريات الدلافين الصغيرة خلال الغوص العميق بدفعها إلى الأسفل.
كذلك يتم تعليمها الصيد وكيف تستخدم السونار، هذه العملية التعليمية التي تستغرق عدة سنوات في بعض الأحيان يبقى الدلفين ملتزماً بعائلته حتى ثلاثين سنة.
النظام المانع للانحناء:
يستطيع الدلفين أن يغوص إلى أعماق لا يمكن أن يصل إليها الإنسان. الرقم القياسي لهذا العمق يحققه نوع من الحيتان يغوص حتى 3000 متر بنفس واحد. صمم الدلفين والحوت ليتوافقا مع هذا النوع من الغوص العميق يجعل تفلطح الذيل عملية الغوص والعودة إلى السطح أكثر سهولة .
من الأعضاء الأخرى التي تساعد في الغوص الرئتين : عندما ينزل الدلفين في الماء يزداد وزن أو ضغط عمود الماء فوقه، وبالتالي يزداد الضغط داخل الرئتين لإيجاد توازن مع الخارج. لو تعرضت رئة الإنسان إلى هذا الضغط فستتمزق في الحال. ومن أجل التغلب على هذا الخطر، أوجد نظام خاص في جسم الدلفين حيث تؤمن حلقات غضروفية متينة الحماية اللازمة للخلايا الرغامية والهوائية الموجودة داخل رئتي الدلفين .
نظام آخر من أنظمة الحماية في هذا المخلوق الرائع هو النظام المانع للانحناء. عندما يغطس الغطاس إلى الأعماق بسرعة كبيرة، يواجه هذا النوع من الخطر.
ويكون سبب الالتواء دخول الهواء مباشرة إلى الدم، وبالتالي تشكل الفقاعات الهوائية في الشرايين. يمكن أن تؤدي هذه الفقاعات إلى الموت لما تسببه من إعاقة للدوران الدموي . إلا أن الدلافين والحيتان لا يواجهون هذه المشكلة عل الرغم من أنها تتنفس عن طريق الرئتين والسبب هوأنها .
تغوص برئتين فارغتين، وبما أنها لا تحمل هواء في رئتيها فهي ليست عرضة للانحناء.
إلا أن هذا يقود إلى سؤال هام إذا كانت رئتاها فارغتين من الهواء فلماذا لا تختنق بسبب نقص الأوكسجين.
الجواب على هذا السؤال يحمله بروتين " الميوغولبين "الذي يتواجد في أنسجة العضلات بنسب كبيرة . يتميز هذا البروتين " الميوغلوبين "بجاذبية قوية جداً للأوكسجين في عضلاته . يستطيع الدلفين أو الحوت أن يسبح دون تنفس لفترات طويلة، كما يمكنه أن يغوص إلى العمق الذي يريده. يحتوي الجسم البشري أيضاً على الميوغلوبين، لكنه لا يمكن أن يتحمل نفس الظروف بسبب حجمه الصغير هذا التصميم الفريد الذي يختص به الدلفين والحوت آية من آيات الحكمة والخلق الإلهي المعجز . خلق الله الثديات مثل باقي الحيوانات ببنية تناسب الظروف التي تعيش بها.
قال الله تعالى : (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِين).
[1] Bilim ve Teknik Gِrsel Bilim ve Teknik Ansiklopedisi (Encyclopedia of Science and Technology), p. 2995

[2]52. Stanley Taylor, "Life underwater" Botanic, Issue 83, February 1988, p. 24.

[3]Michael Behe, Darwin's Black Box, New York: Free Press, 1996, pp. 69-73.


موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 78 ( الأعضاء 0 والزوار 78)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 247.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 241.61 كيلو بايت... تم توفير 5.80 كيلو بايت...بمعدل (2.35%)]